
15/03/2008, 10:33 PM
|
قلم مثقف بالمجلس العام | | تاريخ التسجيل: 21/01/2004 المكان: الظهران
مشاركات: 1,453
| |
من عسقلان لايلات....والتفكير بعيد المدى اخواني واخواتي اعضاء المنتدى ..
تحية طيبة وبعد
بداية،،
اشكر كل من قدم تهنئته الكريمة
أدام الله أيامكم بالمسرات
وشكر خاص لأخي القاضي على كرمه الدائم
وللأخت فرصة ضائعة التي قدمت لي معروفا تستحق الشكر عليه مرارا وتكرارا
أما بعد،،،،
كنت اتسلى بالبحث عن بعض المعلومات المنوعة على الشبكة
الى ان قادني البحث للمعلومة الآتية
وللتنويه، فليس من الضروري أن تكون هذه المعلومة مهمة أو قيّمة
لكن لا ضرر من الاستزادة، فلعل شيئا عرفته اليوم يظهر نفعه في وقت لاحق
و يحصل احيانا ان تكمل معلومة صغيرة -عالقة في الذهن من وقت مضى- الصورة أو تضع نقاطا على الأحرف أو تكمل الفراغ في منتصف السطر.
لذا اسمحوا لي بمشاركتكم....
يقول التقرير ان اسرائيل اعادت تشغيل خط انبوب عسقلان-ايلات وطورته مؤخرا ليسمح بالنقل العكسي
هذا الانبوب تم بناءه عندما كانت "ايران" تحت حكم الشاه قبل الثورة الايرانية، وكان يسمح بنقل النفط الايراني الى اسرائيل حيث يتم تفريغه بالسفن في ميناء ايلات على البحر الاحمر (او بالاصح خليج العقبة)، وينقل عن طريق هذا الانبوب لعسقلان على البحر المتوسط سواء للتصدير الى اوروبا او لاخذ الصهاينة لحاجتهم منه
الا ان هذا الامر توقف بعد الثورة الايرانية وانقطاع العلاقات الرسمية مع اسرائيل
لماذا طورت اسرائيل الانبوب ليسمح بالنقل العكسي ..أي من عسقلان على البحر المتوسط الى ايلات على البحر الاحمر؟
من المعلوم ان اسرائيل تستورد حاجتها النفطية من الخارج..
وقد عانت من تكلفة النقل العالية للاستيراد من دول بعيدة عنها كفنزويلا والمكسيك
كما انه يهمها ان تجد شريكا استراتيجا يمدها بالطاقة ولا يتخلى عنها وقت الأزمات
ويبدو ان الاختيار وقع على روسيا
وروسيا من البلدان الكبرى في انتاج النفط،
كما انهم يتذمرون من قلة حصتهم في السوق الاسيوية (كالهند والصين واليابان وكوريا)، وهي السوق الاكثر نهما وزيادة في الطلب على مدى السنوات الاخيرة..
ويعود السبب في قلة التواجد لتكلفة النقل العالية، حيث تضطر ناقلات النفط للدوران حول قارة افريقيا للوصول لهؤلاء الزبائن،
بينما تملك الدولة الاخرى المصدرة (وبالتحديد دول الخليج) ميزة أكبر لقربها وتصديرها من موانئها في الخليج العربي
من هنا استطاعت اسرائيل اللعب على هذا الحبل بأن سهلت لروسيا (ودول اخرى من دول الاتحاد السوفيتي السابق) بأن ترسل سفنها الى عسقلان على المتوسط بحيث تنقل حمولتها عبر الانبوب الى ايلات وتحمل هناك مرة اخرى لتبحر عبر البحر الاحمر
هنا تفتح روسيا لنفسها حصة اكبر في السوق الاسيوي -على حساب دول الخليج- بأسعار منافسة للنفط الخليجي وذلك بالاعتماد على اسرائيل، والتي ايضا ستحصل على نصيبها من هذا النفط المنقول على ارضها وفق الاتفاقات الثنائية
لا شك أن مصادر الطاقة مهمة للدول خصوصا وقت الازمات
واسرائيل لا تريد ان تجعل نفسها رهينة لدول مصدرة متقلبة سياسيا ولا تأمن امداداتها منها على المدى الطويل..بينما المصالح المشتركة كفيلة بالاستمرار والتواصل
على صعيد اخر يتداول في الاخبار احيانا حديث عن انشاء خط انابيب ينقل نفط الموصل شمال العراق الى البحر المتوسط مرورا بالأردن وانتهاء باسرائيل..
الهدف: تسهيل تصدير البترول العراقي للولايات المتحدة
وتستفيد اسرائيل بأخذ حصتها من الكعكة
هذا المحاولات الاسرائلية بغض النظر عن نجاحها يبدو أنها تسعى لسحب أي ورقة تفوق قد يمتلكها العرب بأن تعيد رسم حركة توزيع الطاقة في المنطقة رغم ان اسرائيل نفسها لا تنتج أي بترول!!
هذا يقودنا الى اهمية التفكير الاستراتيجي والنظرة بعيدة الامد بعيدا عن البحث عن المصالح الآنية والمكاسب الوقتية
مثلا: شاهدنا كيفية ارتفاع اسعار المواد والسلع الغذائية وتلاعب التجار بنا
نعتمد على الرز الهندي في غذائنا، لكن ماذا لو أوقفت الهند تصدير الرز؟
وقس على ذلك
مع العلم ان البلدان الاسلامية فيها اراضي خصبة وثروات شاسعة
لماذا لا نرى شراكات استراتيجية بين البلدان الاسلامية تضمن فيها تحقيق التكافل والأمن الغذائي.. فلا نكون رهينة للقوى الخارجية
الغذاء..الماء.. السلاح.....الطاقة... الأمن
كلها أمور من الخطأ ان تعتمد فيها على قوى خارجية قد تقلب لك ظهرها بين يوم وليلة
علينا أن نتعلم أن ننظر للأمور بنظرة أوسع ولا نحصر أنفسنا في دوائر ضيقة
مررنا في السنين الاخيرة بطفرة غريبة قد يكون ازداد الغني فيها غنى والفقير فقرا
رزق الله يؤتيه من يشاء
لكن كيف كان تعامل بعضنا مع هذه النعمة؟
شراء سيارة جديدة ..تجديد المنزل كل سنة...ذهب ومجوهرات..زينة ومناظر..استعراض ومباهاة...
امور قد تكون خارجية سطحية يراد بها العرض والتفاخر
وقد يصل الامر لانفاق المال في محرمات من سفر محرم ولهو باطل وفساد اخلاقي وما شابه
هل أمن البعض على هذه النعمة من الزوال؟
كل ما صرفته وما ملكته قد يزول في طرفة عين
دول كاملة تزول واخرى تظهر في سنين معدودات
فما بالك بالافراد
فقط انظر عبر التاريخ لتستشعر ضآلتك
كم من دولة وكم من حضارة اكبر وأعظم مما نحن فيه الان وكلهم سقطوا واختفوا سنة الله في خلقه
هل نقارن اي دولة عربية حاليا بما وصلت به مثلا الدولة الاموية؟
ابدا..
ومع هذا انتهت الدولة الاموية خلال قرن واحد على ما اعتقد..مئة سنة قد يراها يشهدها شخص خلال عمره قبل ان يموت... فما يجعلنا نعتقد ان نمكث ويطول بنا الأمد؟
الدولة العباسية بعدها ربما خمسة قرون وزالت
الامبراطورية العثمانية امتدت وانتشرت ثم زالت
وكم لنا على على هذه الأرض حتى الآن؟
وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
شرط من الله بأنه ان تولينا استبدلنا
فهل نخاف الله في معاشنا وزقنا وحياتنا ام نتولى ونفسق ونفجر وتغرنا الأماني
هل نفكر كيف نبني أمة قائمة على أسس صلبة تنصر الله فينصرها .. ام نتفرغ للاستمتاع بيومنا وساعتنا ولحظتنا وننسى ان غدا لناظره قريب... فيما غيرنا يعمل ويجتهد وان كان اجتهاده في باطل الا انه من عمل لشيء سيناله فلا نلوم الا انفسنا ان لم نعمل
تأتينا العلامة تلو العلامة فلم نتجاهلها..
تأخر المطر فصرنا لا نرى الا غبارا
قلة البركة في الرزق فلا ينتهي الشهر الا بديون
التشاحن بين الأنفس وانتشار القطيعة والعداوات
كثرة الجرائم وفساد الاخلاق
الا يقرع كل هذا جرسا لنستفيق؟
عذرا على الاطالة والاستطراد
دمتم بخير |