سامي الجابر يملأ فنادق الرياض!

تقدر غرف فنادق مدينة الرياض بنحو أربعة آلاف غرفة، غير أني أبحث عن غرفة واحدة، منذ أربعة أيام دون أن أجد ما أريد!
المعلومة السابقة وإن كانت مدعاة للاستغراب، إلا أنها ستدعوك للفرح، فإشغال الفنادق يدل على حركة الاقتصاد، حتى وإن كان لون الدم مسيطراً على مؤشر سوق الأسهم في اليومين الماضيين، ربما غضباً من اعتدال درجات الحرارة في العاصمة.
غير أن الأكثر إثارة أن تعلم أن السبب الرئيسي لإشغال الفنادق هو اعتزال نجم المنتخب السعودي ونادي الهلال لكرة القدم، سامي الجابر الذي يفترض أن مباراة اعتزاله أقيمت البارحة أمام نجوم مانشستر يونايتد الإنجليزي العريق.
اعتزال سامي لم يُغير ثقافة السياحة الرياضية فحسب، هنا، بل غيّر مفاهيم الاعتزالات، فبعد تأجيل اعتزالات النجوم لسنوات توازي سنوات مداعبتهم للكرة، باتت الشركات المحترفة ترعى تنظيم المهرجانات الكروية، بما يرضي جميع الأطراف، وهو ما فعلته موبايلي، التي أدارت الموضوع بغية تعزيز تواجدها في السوق السعودية، وهي وإن دفعت للنجم المعتزل ثمانية ملايين ريال، إلا أنها تعلم أن ما ستخرج به يبلغ إن من حيث القيمة المادية أو الإعلامية والتسويقية أضعاف ما دفعته للنجم النجم.
وأكرر النجم، مستبقاً حديثاً أجريته مع الأمير محمد العبدالله الفيصل يعرض في (إضاءات) الجمعة، أكد فيه الأمير رؤية قديمة كان قد صرّح بها، فأثارت هرجاً ومرجاً، مفادها أن سامي الجابر أفضل من ماجد عبدالله.
ولن أشرح وجهة نظر الأمير، فله حجة تكفي قبيلة، لكني أورد رأيه في وداع سامي، الذي أعرف أنه رسم بذكاء معهود، مستقبلاً واضحاً في مجمله، ينتقل فيه من نجومية مداعبة الكرة داخل المستطيل الأخضر، إلى نجومية أخرى خارج الملعب.
وأختم بأن النجم الذي حقق نتائج مذهلة في مسيرة رياضية حافلة امتدت ثمانية عشر عاماً، كان يخضع في تقييمه إلى رأيين متطرفين، بين محب لا يرى فيه عيباً، ومبغض لا يرى له ميزة، وكليهما ينطبق عليه القول المأثور: "أحبب حبيبك هوناً عسى أن يكون بغيضك يوماً ما. وأبغض بغيضك هوناً عسى أن يكون حبيبك يوماً ما".
والأثر المختلف في نسبته، أيا كان قائله، إلا أنه قاله قبل ظهور التعصب الرياضي، وتأكد بالضرورة بعده.
وداعاً سامي، وشكراً بكل قطرة عرق بذلتها من أجل وطنك.