هذا مقال للكاتب فهد الجميعة نشر في صحيفة شمس رغم نصراويتها الا أن المقال كان يمتدح سامي الجابر.............
طغت الأحاديث الرياضية أخيرا عن الجوانب المادية في مهرجان اعتزال القائد الأسطوري للأخضر سامي الجابر، وخاصة ما تعلق بحقيبته "أنا أحبكم" التي أشبعها كتاب الرأي وثلة من الصحافيين ورسامي الكاريكاتير تناولا من خلال أعمدتهم ومساحاتهم، ليس خوفا على جيوب محبي سامي من دفع بضعة ريالات، ولكن الحسد والتعصب الأعمى كان محركا أساسيا في تلك الهجمة الشرسة على تلك الحقيبة الغالية على قلوب عاشقي فن جابر عثرات الهلال.
استكثروا على سامي حفلا أسطوريا يليق بحجم المجد الذي حققه من كافة أطرافه، إذ رفع جميع الكؤوس مع الهلال والمنتخب، وذاع صيته في البلدان والأقطار والأمصار بوصفه أحد عظماء كرة القدم في العالم، الذين شاركوا في كؤوس عالم وسجلوا أهدافا في ثلاث منها، وهو ما لم يتحقق للكثير من النجوم الكبار في العالم.
حاولوا زرع فتنة بين سامي ومحبيه من خلال الاحتجاج على أسعار تذاكر المهرجان التكريمي، لكن سامي يعرف محبيه ومكانته في قلوبهم، فاكتفى بدعوة شفهية وجهها في المؤتمر الصحافي مراهنا على حضورهم وتسجيل رقم قياسي جديد في ملعب الملك فهد الدولي.
هي علاقة عاشقين لا تفرقهم ريالات معدودة ولا دعوات عذال حسودة، لا تحتاج إلى واسطة ولا وصاية، همها الأول الحب الصافي والنقي، علاقة ليست مستغربة من جماهير وفية وسفير للنوايا الحسنة ارتبطت على مدار عقدين من الزمن، ذاقوا حلوها ومرها معا دونما زعل أو ملل أو كلل، هدفها سامي وشعارها "أنا أحبكم".
غازل سامي محبيه بطريقته الخاصة التي لا يجيدها غيره فأبدع وأمتع، وأطرب وسحّب، فصار كنار على علم اسمه محفور بذهب، لا يقدر بثمن ولا يزايد عليه أحد، إنه جابر عثرات الهلال.
الهلال حاليا لم يجد من يجبر عثرته ويمسح حزنه على البطولات التي غابت عن خزائنه في الفترة الأخيرة بعد رحيل جابرعثراته وصانع أفراحه وأمجاده، فلذلك لن يخذل الهلاليون سامي في لحظة الوداع وأمسية البكاء على رحيله من الملاعب للأبد.
كفوا أقلامكم يا متعصبون عن سامي فأنتم لم ولن تنالوا منه، حتى في لحظات وداعه وابتعاده عن ساحة المنافسة، قياسا على جماهيريته الطاغية وجنون عشاقه ومحبيه وثقافة اللاعب الراقية.
موضوع تذاكر مهرجان سامي كشف أن لدينا في الوسط الرياضي سياسية ثقافة القطيع "معاهم معاهم عليهم عليهم" ولاسيما أن الهلاليين ركبوا موجة منتقدي أسعار التذاكر الذين أجزم بأن همهم الوحيد من ذلك ضرب الحفل الكبير، وليس الخوف من تفريغ جيوب الهلاليين في حفل اعتزال سامي، ولكن الهلاليين بحسن نيتهم اعتقدوا أن تلك الدعوات هي لمحاربة الغلاء على كافة الصعد.
ابحثوا في مقالات منتقدي أسعار تذاكر حفل سامي عن إشارة واحدة عن ارتفاع اشتراكات القنوات، أو عن غلاء أسعار المواد الغذائية بصفة عامة، لن تجدوها.. لماذا؟ الجواب: لأن هوى النفس هو من يحكمها والتعصب هو من يغذيها.
للعلم سامي أمضى حياته الرياضية بنجاح باهر، وبإنجازات تفوق بطولات الأهلي والنصر مجتمعة، مودعا الملاعب على طريقة الكبار، وبحفل يليق بسمعته العالمية وأسطورته التاريخية، تاركا الندامة والحسرة لجماهير "نكسة حزيران"، كما أسماها الزميل العزيز صالح الحمادي.