نقلا عن جريدة الوطن الصادرة صباح اليوم الاثنين الخبر التالي :
تحدث الدكتور عامر رضوي عن آخر ساعة في حياة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنه كان يقرأ القرآن الكريم تم دخل في غيبوبة وبعدها بساعة انتقل إلى جوار ربه الكريم.
وقد وصف د. رضوي (الطبيب المعالج) الأيام التي قضاها بجوار الشيخ بأنه كان يحس بالألم لمرض الشيخ وأنه يتعامل معه مثلما يتعامل الابن مع أبيه وكنت أدعو الله له بالشفاء ولكن قدر الله كان أسرع.
وذكر د. رضوي بأن الشيخ رحمه الله كان قليل الكلام كثير الحمد والاستغفار وقد سمعه يقرأ سورة الفاتحة وفي مرات أخرى كان يتمتم لصعوبة حالته الصحية وعندما سأل أبناءه عن ما يتمتم به الشيخ ذكروا بأنه يقرأ القرآن وهذا هو ديدن العلماء أمثال فضيلة الشيخ يرحمه الله.
وعن الموجودين مع فضيلة الشيخ لحظة وفاته ذكر الدكتور رضوي بأن جميع أبناء الشيخ كانوا موجودين معه بالإضافة إلى أقاربه.
وعن دخول الشيخ في حالة الغيبوبة وشعور أقارب الشيخ ذكر د. رضوي أن أبناءه كانوا محتسبين وصابرين وراضين بقضاء الله وقدره.
وعن إعلانه لحالة الوفاة وأثرها على أقارب الشيخ يقول د. رضوي:الرسول صلى الله عليه وسلم بكي على ابنه إبراهيم فما بالك بأبناء الشيخ وهم مع أبيهم إلا أنهم كانوا صابرين محتسبين الأجر عند الله ولم أشاهد منهم أي تصرف غير طبيعي سوى دموعهم التي أعتقد أن العالم الإسلامي ذرفها معهم على فقد عالم من علماء الدين وعن الحالة الطبية والمرض الذي كان يعاني منه فقيد الأمة أبدى د.رضوي عدم ترحيبه بالإجابة على هذا السؤال واكتفى بالقول:
هذه أمانة طبية ومن حق أبنائه فقط التصريح بمثل هذه الأمور أما أنا فأعتقد أنه ليس من حقي أن أكتشف حالة الشيخ من منطلق الأمانة على اسرار مرضاي.
تجدر الإشارة إلى أن الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين بدت رحلة علاجه من أمريكا حيث كان يعاني من سرطان في القولون وفي محاولة لاستخدام العلاج الكيماوي رفض الشيخ ذلك ويقال أن من أسباب رفضه للعلاج الكيماوي أنه يساقط الشعر بما في ذلك شعر ذقنه، ثم نقل إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة ورقّد في غرفة العناية المركزة ولرفضه استخدام العلاج الكيماوي احتار الأطباء في علاجه وظلوا يراقبون حالته الصحية وتطوراتها التي تسوء يوماً بعد يوم حتى وصل السرطان إلى الكبد وكان الفريق الطبي يحاول التخفيف عنه قدر الإمكان، ويذكر أنه أوصى- رحمة الله عليه- الأطباء بأنه إذا وافته المنية أن لا يحاولوا استخدام الصدمات الكهربائية لإنعاش قلبه ونقل بعدها الشيخ ابن عثيمين من غرفة العناية المركزة إلى الغرفة العادية وكانت التقارير الطبية تؤكد صعوبة استمرار حياته إلا إذا قدّر الله له الحياة، وبات الأطباء مكتوفي اليدين بعد رفضه استخدام هذه الاساليب من العلاج، يراقبون حالته الصحية ويدعون الله له بالشفاء، وبين أحد طلاب الشيخ ابن عثيمين أن الشيخ كان يردد الآية الكريمة "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه".. كانت وفاة الشيخ عند الساعة الخامسة عصر يوم الأربعاء 10 يناير 2001م عن عمر يناهز الـ74 عاماً قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين.