جدة: عماد عيسى
أكد نجم الفريق الأول لكرة القدم السابق بنادي الاتحاد مروان بصاص أنه مازال قادراً على العطاء رغم غيابه منذ حوالي 6 سنوات عن المشاركة مع أي ناد، بعد أن ترك ناديه الاتحاد إثر تعرضه لحرب شرسة على ـ حد وصفه ـ لإبعاده عن الفريق من قبل العضو الفعال ورئيس النادي الأسبق أحمد مسعود اللذين قال إنهما تآمرا ضده.
بصاص أو "المعلم" كما كان يحلو للنقاد والمحللين مناداته عندما كان يصول ويجول في الملاعب بلمساته الساحرة ومستواه الراقي، فتح قلبه لـ"الوطن" عقب ظهوره الأخير في مدرسة براعم نادي الاتحاد والتي انضم إلى جهازها التدريبي بتوصية من المشرف عليها أمين دابو.... إلى التفاصيل..
* لن نسألك عن البطاقة الشخصية وتفاصيلها ولكن كم عمرك حاليا؟
- عمري الآن أقل من 38 سنة بشهر واحد تقريباً.
*هذا يعني أنك عندما تركت الاتحاد موسم 1419 كان عمرك 31 عاما فقط فلماذا رحلت عن عالم كرة القدم في هذه السن المبكرة؟
- لم أترك الاتحاد أو كرة القدم حتى الآن فالجميع يعتقد أن مروان بصاص قد اعتزل كرة القدم ولكن الحقيقة هي أني لم أعتزل ولو وجدت الفرصة والعروض المناسبة لعدت للعب علما بأنني ما زالت أشارك في البطولات التي تقام على مستوى الأحياء والشركات والدورات الرمضانية، أما بالنسبة للاتحاد فلم أتركه برغبتي، ولكنني أجبرت قسراً على ذلك بعد أن واجهت حربا شرسة كان الهدف منها إبعادي عن الملاعب.
* وهل كانت هذه الحرب من داخل البيت الاتحادي أم من خارجه؟
- كانت من الداخل وممن كانوا يصفون أنفسهم بصناع القرار في النادي في ذلك الوقت.
* من هم؟
- العضو الشرفي الفعال ورئيس النادي في تلك الفترة أحمد مسعود.
* ما هي الأسباب التي دفعت هذين للتضحية بك؟
- المشكلة الأساسية هي اختلافي مع عضو شرف النادي الفعال في مسألة شخصية فواجهني بعدها بالعداء والكره وقام بمحاربتي باستغلال نفوذه آنذاك للتأثير على المدربين الذين تولوا الإشراف على الفريق وكان أبرزهم البلجيكي ديمتري، وكذلك تسخير بعض الإعلاميين القريبين منه لترويج الشائعات حولي، وكان من بينها أنني قمت بإلقاء قميص النادي على الأرض، وقد حاولت كثيرا التغلب على هذه الظروف ولكنني وجدت صعوبة بالغة ففضلت الرحيل.
* لماذا اتهمت هذا الشخص بالتحديد رغم أن الجميع يعرف أنه عضو فعال بالنادي؟
- كنت أسعى دائما إلى حل أي مشكلة تواجهني معه، ففي إحدى المرات ذهبت إلى مكتبه وقلت له: لماذا لا تريدني في النادي فقال: أنت تدخن (الشيشة) فأجبته، نعم أنا أفعل ذلك ولكن خارج النادي وهذه من خصوصياتي ولم تؤثر على مستواي الفني وأنت كمسؤول في النادي تحاسبني عندما ينخفض مستواي أو أقوم بهذا العمل وأنا مع الفريق في المعسكر، وطوال مسيرتي مع النادي لم يسجل ضدي أنني قمت بذلك في المعسكر أو بين شوطي أي مباراة كما يفعل بعض اللاعبين وهو يعرف ذلك ولكن هذا لم يكن السبب إنما أحد المبررات، ولكن الشيء الذي جعلني أشعر بالإحباط عندما سألت مدرب الفريق البلجيكي ديمتري "لماذا لا تمنحني فرصة كافية للمشاركة مع الفريق؟" فقال لي ديمتري أنا مقتنع بك كلاعب ولكن هذه تعليمات (الجنرال) ويقصد العضو الفعال، فقلت له أنت المدرب ومن يحدد من يلعب فرد أن ذلك الشخص هو الذي يدفع له راتبه ومسؤول عني وعنه، وأضاف، وصلتني التعليمات من (الجنرال) بأني إذا احتجت لمروان فأشركه بشرط ألا تكون المباراة منقولة تلفزيونيا وتكون خارج جدة من أجل حجبي عن الجمهور الاتحادي.
ووصل مخطط تدميري إلى أنه قام بالإيعاز للمدرب بأن يشركني في مباراة دورية أمام الهلال في جدة بعد أن قام بسحب لاعبي الوسط لأكون بمفردي ولا أستطيع تقديم مستوى جيد ولكنني نجحت في إحراز هدف الفوز فرأيت الغضب بعد تلك المباراة في عيون المسعود، وبعد هذه المباراة أدركت أنني لن أستطيع المواصلة مع الاتحاد ففضلت الانسحاب وذهبت إلى المسعود وطلبت منه تصفية مستحقاتي المالية حيث كان والدي ـ يرحمه الله ـ في المستشفى في حالة حرجة جدا،ً واحتاج للمال وشرحت هذا الظرف له ولكنه رفض أي مبدأ للتفاهم وقال لي اذهب لرعاية الشباب لكي تأخذ حقوقك فلن أعطيك أي ريال، ولكنني لن أنسى في ذلك الظرف اتصال الأمير محمد العبد الله الفيصل الذي عرض عليّ المساعدة بأي مبلغ في الوقت الذي تخلت عني إدارة النادي رغم كل ما قدمته للفريق.
* ذكرت أنك لا تزال قادرا على العطاء فلماذا لم تذهب إلى ناد آخر؟
- تلقيت العديد من العروض بينها عرض من الأهلي لم يأخذ الطابع الرسمي ولكنني فضلت الالتفات لبعض الأعمال الخاصة التي كانت معطلة بسبب انشغالي بكرة القدم كما أنني أؤمن بأن ممارسة الكرة هي في المقام الأول انتماء للنادي الذي تحب قبل أن تكون بحثاً عن المادة وأنا كان انتمائي للاتحاد .
* متى سوف تعلن الاعتزال رسميا؟
- طالما أنني أستطيع اللعب وأشعر أنني قادر على العطاء فأنا مستمر ففي كل أسبوع نجتمع أنا وشقيقي مازن لاعب الأهلي السابق ومحمد شلية ونجري التمارين سوياً كما أنني أستغل تواجدي في مدرسة البراعم بالنادي للعب مع البراعم.
* كيف وجدت مشروع مدرسة البراعم بعد أن شاهدته من الداخل؟ وهل استفدت من العمل فيه ؟
- المشروع ناجح لأنه سينتج لاعبين يعرفون المفهوم الحقيقي للرياضة وليس لاعب كرة القدم فقط وهنا يكمن الفرق فمن ضمن برامج المدرسة تعليم اللاعب كيفية التعامل والتعود على المعسكرات والانضباط إلى جانب صقل موهبته الكروية وسيذكر التاريخ في المستقبل كثيرا اسم منصور البلوي الذي كان وراء فكرة المدرسة.
والشيء الذي يجب التنبه إليه أن لاعبي المدرسة سيواجهون مرحلة مقبرة المواهب وهي بعد أن ينهي اللاعب مشاركته مع فريق الشباب حيث إن مرحلة الأولمبي لا تؤدي الدور المطلوب فاللاعب في هذه السن لا يستطيع البروز طالما أنه سيلعب 6 مباريات فقط في السنة هي عمر مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، لذا يجب وضع آلية لحفظ هذه المواهب عندما تصل إلى هذه المرحلة، وبالنسبة لي فقد استفدت كثيرا من المدير الفني للمدرسة أمين دابو في المجال التدريبي كما أن العمل مع الصغار هو متعة.
* ما هي الأسباب التي أخرجت الفريق الأول للاتحاد من مسابقة كأس ولي العهد أمام الأهلي؟
- ما حصل أمر طبيعي في ظل الضغط الذي عانى منه اللاعبون في الفترة الأخيرة، كما أن وصول الفريق إلى العالمية وهو الهدف الأساسي خلال الاستعداد لهذا الموسم جعل اللاعبين يشعرون بأنهم حققوا ما طلب منهم فكان الخروج هو المحصلة، إضافة للأخطاء التي دائما ما يقع فيها المدرب يوردانيسكو الذي أشعر أنه أخذ أكبر من حجمه.
* كيف يمكن تجاوز هذه المرحلة؟
- إن الحل في المقام الأول نفسي حيث يجب على الجهاز الإداري إخراج اللاعبين من الحالة التي وضعوا فيها وإشعارهم بأن الموسم لم ينته بعد وأنه ما زال هناك بطولات يجب المنافسة عليها بالإضافة لمناقشة المدرب في الأخطاء التي يقع فيها.
* أنت من اللاعبين الذين عاصروا مرحلة ما قبل الاحتراف وعصر الاحتراف فكيف تجد الفرق؟
- ليس هناك فرق سوى أن اللاعبين أصبحوا يتقاضون أموالا أكثر من الماضي دون تطبيق للاحتراف الحقيقي فمعظم اللاعبين في أنديتنا مدة تواجدهم في النادي في غير أيام المباريات لا تتجاوز الساعتين بينما ينبغي عليهم كلاعبين محترفين أن يتواجدوا في النادي لمدة 8 ساعات يستغلونها في رفع مستواهم.
* المنتخب السعودي مقبل على المشاركة في بطولة كأس العالم 2006 كيف تتوقع أن تكون المشاركة بهذا المونديال ؟
- لست مع التعاقد مع المدرب البرازيلي باكيتا لتدريب المنتخب بديلا لكالديرون لأنه ما زال هناك متسع من الوقت وكان من الممكن التعاقد مع من هو أفضل منه، ثانيا، يجب ألا ننساق خلف التخدير الإعلامي الذي دائماً ما يضع المنتخب في صورة أكبر مما هو عليها في الحقيقة لأن أولى خطوات النجاح هي أن تعرف أين موقعك بين المشاركين لكي تستطيع التخطيط الصحيح وأتمنى أن نحقق نفس نجاحات مونديال 1994 بأمريكا.
* ما هي الأشياء التي تفتخر بها في تاريخك الكروي؟
- أفتخر باختياري كأفضل لاعب وسط عربي في البطولة العربية عام 1986م وكان عمري يومها 18 سنة تقريباً.
* من هو لاعب الوسط الأبرز حاليا؟
- لاعب النصر بدر الحقباني فهو يمتعك بفنه داخل الملعب رغم أنه مظلوم إعلاميا، مع أن ظروف النصر لا تساعده كثيرا ولو كان بفريق آخر لديه إمكانيات أكبر فستظهر موهبته بشكل أكبر.
* عبد الرحمن بصاص نجم صغير يداعب الكرة الآن في براعم الاتحاد فهل تتوقع أن يصل لمستوى والده؟
- أتمنى حدوث ذلك وهذا يتطلب منه المواظبة على التمارين والرفع من مستواه.