نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/index.php)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/forumdisplay.php?f=55)
-   -   إذا وافقت صلاة العيد صلاة الجمعة .. (http://vb.alhilal.com/showthread.php?t=50730)

المبدع الأزرق 21/02/2002 10:38 AM

إذا وافقت صلاة العيد صلاة الجمعة ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى في عدم سقوط صلاة الجمعة بصلاة العيد للشيخ محمد بن عبد العزيز الشدي

من محمد بن عبد العزيز الشدي إلى حضرة صاحب المعالي وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد . الشيخ / : صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ ... حفظه الله ووقاه من كل مكروه آمين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أما بعد : فقد تناول الخطباء بإسهاب سقوط صلاة الجمعة بصلاة العيد مما حمل طلبة العلم على التساؤل قائلين : كيف تسقط صلاة الجمعة بصلاة العيد التي هي فرض كفاية عند البعض وسنة عند الأكثرين ؟ ومعلوم أن صلاة الجمعة قد فرضها الله تبارك وتعالى على رجال هذه الأمة بقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ) علاوة على الأحاديث الصحاح التي توعدت من ترك صلاة الجمعة بالعقوبات المغلظة. ثم قالوا : إذا فرضنا أن صلاة الجمعة سقطت بصلاة العيد ، فماذا تصنع الأمة بصلاة الظهر ؟ أيصلونها في بيوتهم فرادى ويتركوا صلاة الجماعة التي لا يخفى وجوبها ؟ أم يؤدونها في مساجد المدن والقرى ويصلونها جماعة ؟ وهذا لم يقل به أحد من أهل الإسلام , ثم كيف يؤذن ويصلي في المساجد المجاورة للجامع التي تقام فيه الجمعة ! فقد اتفق العلماء على أن الجمعة تقام في القرى والأمصار , لقول النبي عليه السلام " وإنا مجمّعون " بعدما رخص لأهل العوالي ، فعلى من قال بسقوط الجمعة بالعيد أن يحضر لنا دليلا واحداً يثبت أن بعض الصحابة تركوا صلاة الجمعة مع رسول الله صلى عليه وسلم وصلوا في بيوتهم أو مساجدهم وحيث لم يثبت ذلك عن أهل المدينة من الصحابة تعين أن الرخصة لمن بعدت داره عن المدينة كأهل العوالي . ثم قالوا لا تترك فريضة فرضها الله من فوق سبع سماوات بآثار ضعيفة ومع ضعفها فهي مقيدة بما ثبت في صحيح البخاري عن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه : أنه صلى العيد ثم قال لأهل العوالي إن شئتم بقيتم وصليتم معنا الجمعة وإن شئتم رجعتم لدياركم فقد أذنت لكم . وقالوا : فبهذا يجتمع شمل الأدلة غير المتكافئة فإن من استدل بالقرآن وصحيح السنة ليس كمن استدل بروايات ضعيفة مطلقة قيدت بحديث عثمان رضي الله عنه ، وبرواية عمر بن عبد العزيز رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلى العيد ثم رخص لأهل العوالي ، وقال ( إنا مجّمعون ) . وبرواية سفيان بن عيينة رحمة الله أن النبي صلى الله عليه وسلم : صلى العيد ثم رخص لأهل العالية وقال(إنا مجمعون ) فجميع ما ورد من الآثار التي توهم أن الجمعة تسقط بالعيد قيدت بما ثبت عن عثمان رضي الله عنه وبما في هاتين الروايتين أن الرخصة لأهل العوالي إذ لا جمعة عليهم , ويشق عليهم الرجوع إلى المدينة فإن العوالي معروف أنها تبعد عن المدينة أكثر من فرسخ , فتكون الرخصة لهم ولمن حضر العيد من أهل البوادي ومن بعدت داره ممن حضر العيد ، أما أهل المدن والأمصار والقرى الكبيرة فلابد من صلاة الجمعة , وقالوا: عبادتان اجتمعتا في يوم واحد فلا تسقط واحدة منهما بالأخرى وقالوا : إن الفرض لا يسقط بالفرض , كما إن صلاة العيد في غير يوم الجمعة لا تسقط الظهر عن الأمة ، فإذا أسقطت صلاة العيد صلاة الجمعة على هذا القول لزمنا أن نقول إن الظهر تسقط بصلاة العيد في غير يوم الجمعة وهذا لم يقل به أحد في الإسلام ؛ وما ورد عن ابن الزبير رضي الله عنهما من روايات فإن ابن الزبير صلاها جمعة ولم يصلها عيدا بدليل ما روي عنة رضي الله عنهما من روايات مضطربة لا تقوم بمثلها حجة على إسقاط الجمعة بالعيد إلا إن أحسن ما ورد في قصة ابن الزبير رضي الله عنهما : أنه أخر صلاة العيد حتى ارتفع النهار ثم خرج إلى الناس فصعد المنبر وخطب خطبة طويلة ثم نزل فصلى ركعتين ولم يخرج إلا لصلاة العصر فابن الزبير صلاها جمعة فسقطت صلاة العيد وصلاة الظهر ، وهذا أمر سائغ بدليل قوله : فأخرها حتى ارتفع النهار ومعلوم أن صلاة الجمعة على قول تصح قبيل الزوال وإلا فلا يعقل أن ابن الزبير رضى الله عنهما يترك صلاة الظهر ، ولكنه صلاها جمعة بدليل أنه خطب قبل الصلاة ولو كان صلاها عيد لصلاها قبل الخطبة كما هو معلوم ، فبطل الاستدلال بهذه القصة على سقوط الجمعة بالعيد ثم إن نخبة من طلبة العلم اهتموا بتحقيق هذه المسألة على ضوء الكتاب والسنة وكتب علماء الأمة في المذاهب الأربعة وغيرها . فتبين لهم جليا أن صلاة الجمعة لا تسقط بصلاة العيد كما اتضح لهم أن هذه المسألة فيها ثلاثة أقوال لأهل العلم ذكرها شيخ الإسلام وغيره رحمهم الله : القول الأول : وهو الذي عليه جمهور العلماء من فقهاء الأمصار وغيرهم أن الجمعة لا تسقط بصلاة العيد بدليل آية الجمعة والأحاديث الصحيحة . القول الثاني : أن الجمعة تسقط بالعيد عند من بعدت داره وقريته عن المدن والأمصار والدليل حديث أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه في ترخيصه لأهل العوالي ، وبالروايتين السابقتين في ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم لأهل العوالي وهذا قول يجمع شمل الأدلة غير المتكافئة . القول الثالث : أن الجمعة تسقط عن من حضر العيد إلا الإمام أو نائبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( وإنا مجمعون ) واستدل أصحاب هذا القول بحديث إياس بن أبي رملة الشامي الذي قيل فيه " إن أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه قال لزيد بن أرقم رضي الله عنه :هل اجتمع لكم في عهد رسول صلى الله عليه وسلم عيدان ؟ فقال زيد نعم , كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال صلى العيد ثم قال ( من شاء أن يصلي الجمعة وإنا مجّمعون ) وهذا الحديث هو الذي استدل به بعض الحنابلة رحمهم الله تعالى على سقوط الجمعة بصلاة العيد وإن كانت الرواية الأخرى عن أحمد رحمه الله أن الجمعة لا تسقط بصلاة العيد . وقد ذكر ابن قدامة رحمه الله في المغني أن عامة الفقهاء يقولون : لا تسقط الجمعة بصلاة العيد . ثم قال : ولنا حديث إياس بن أبي رملة الشامي أن صلاة العيد تكفي عن صلاة الجمعة "اهـ . لكن حديث إياس بن أبي رملة لا ينهض الاستدلال به على سقوط الجمعة بصلاة العيد فهو مردود من عدة أوجه : 1 ـ أنه ضعيف ومع ضعفه مقيد إطلاقه بحديث عثمان رضي الله عنه السابق ، وبالروايتين السابقتين عن النبي صلى الله عليه وسلم . 2 ـ أن بن أبي رملة الشامي مجهول كما ذكره ابن المنذر ، وكما ذكره الشوكاني في نيل الأوطار. 3 ـ أن في سنده إسرائيل وهو ضعيف معروف ، قاله ابن حزم رحمه الله ، وفي الرواية الأخرى عبد الحميد بن أبي جعفر وهو ضعيف ، ذكره ابن حزم رحمه الله. 4 ـ أنه معارض لآية الجمعة والأحاديث الصحاح الموجبة لصلاة الجمعة. فعليه لا يحل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن تترك العمل بآية محكمة فرض الله فيها صلاة الجمعة بأثر كهذا الأثر . وقد بين ابن عبد البر في كتابه التمهيد هذه المسألة بيانا شافياً ، وقال بفساد قول من قال " إن الجمعة تسقط عن الأمة بصلاة العيد. وقال الشافعي في الأم " لا يسع الأمة إلا العمل بحديث عثمان رضي الله عنه وهو أن الرخصة خاصة لمن بعدت منازلهم عن المدن والقرى الكبيرة . وهذا قليل من كثير مما ذكره أهل العلم في هذه المسألة.. فنأمل من الله ثم من معاليكم التعميم على أئمة المساجد والأعياد عدم التطرق لمثل هذه المسألة ، خاصة إذا وافق عيد يوم جمعة , وإذا سئلوا فليكتبوا بذلك إلى الوزارة حتى لا تقع الأمة في ارتباك وبلبلة كما حصل في هذا العيد . وسيصلكم إن شاء الله بعض الأوراق المصورة من كتب أهل العلم لبيان الراجح إذا وافق عيد جمعة، وإن كان معاليكم في غنى عنها ، ولكن كما قيل " فإن الخوافي قوة للقوادمي" هذا وفيه مسألة أخرى وهي عدم افتتاح خطبتي العيد بالتكبير كما درج عليه الشباب في هذا الزمان فقد افتتحوا الخطبتين بالحمد لله . وهذا وإن كان سائغاً إلا أن العيدين لها من الشعائر ما ليس لغيرها من الصلوات , فشعائر العيدين التكبير كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله :" شعار هذا اليوم التكبير والتحميد " ففي الفطر من غروب الشمس إلى انصراف المسلمين من مصلاهم , وفي الأضحى معلوم مدة التكبير , فينبغي أن تميز خطبتي العيد بالبداية بالتكبير , كما أن صلاة العيد تبدأ بالتكبير قبل الفاتحة مما يدل على أفضلية التكبير في هذين اليومين ، ويستأنس لهذه الفضيلة بما روي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود , وهو من فقهاء المدينة , كما تعلمون أنه قال :"من السنة افتتاح الخطبة الأولى في العيد بتسع تكبيرات والثانية بسبع تكبيرات ". فإن رأى معاليكم بيان فضل التكبير في أول الخطبتين كما هو مطلوب في صلاة العيد , فهذا ما نأمله حتى تميز خطبتي العيد عن غيرها من الخطب . وإليكم برفقه ورقة نقلت عن أهل العلم في ذلك , وفيها من الأدلة ما يرجح البداية بالتكبير في الخطبتين . وفقكم الله لبيان الراجح في مثل هذه المسائل . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم محمد بن عبد العزيز الشدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملاحظة : سُلمت إلى وزير الشئون الإسلامية والأوقاف قبل سنتين وقرئت على الوزير بحضور الشيخ محمد الشدي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــ نبذة عن حياة الشيخ الشدي العلمية :

الاسم : محمد بن عبد العزيز الشدي الخالدي من بني خالد . ولد في بلدة حريملاء عام 1355 هـ . درس في دار التوحيد بالطائف عام 1373 هـ وتخرج منها . ثم درس في كلية الشريعة بمكة وتخرج منها عام 1382 هـ . مشايخه : 1- درس على الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله المفتي العام في زمانه . 2- درس على الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم رحمه الله . 3- درس على قاضي حريملاء الشيخ عبد الرحمن بن سعد رحمه الله . 4- درس على الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الحمدان رحمه الله مؤلف كتاب الدر النضيد شرح كتاب التوحيد , ولازمه كثيرا . وكانت حياة الشيخ محمد الشدي وفقه الله مليئة بالجهاد والصدع بالحق وأوذي في ذلك كثيرا . وله دروس علمية ولا زال مقيما في بلدة حريملاء وخطيب مسجدها الجامع .

بقلم : أحد طلابه

الرجاء نشره في المنتديات الاخرى




منقول


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:35 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd