(( رغم كثرة الدروس والأخطاء الشنيعة إلى أننا نصر على تكرار مسببات الفشل ))
لقد اخترت هذا العنوان مدخل لما أنا بصدد الحديث عنه ، في بداية هذا العام 1421هـ قدم عضو الشرف الهلال والرئيس السابق لنادي الهلال سمو سيدي الأمير بندر بن محمد .. فكرة التعاقد مع المدرب الروماني إيلي بالاتشي عوضاً عن أبن جلدته المدرب يوردانيسكو والذي انتهى عقده ولم يتم تجديده … وبالاتشي هو المدرب السابق لنادي الهلال والذي دربه عام 1418هـ وحقق معه بطولة مجلس التعاون في عُمان وكأس الدوري ولم يتم التجديد معه في ذلك العام لكثرة خلافاته ومشاكله مع بعض اللاعبين ، فوجدت هذه الفكرة رفضاً قطعياً من بعض أعضاء الشرف إلى أنه تم التعاقد معه فكانت هي بداية الخلاف والأشكال بين أعضاء الشرف ومنذ ذلك الوقت ونحن نرى بين أعمدة الصحف الرياضية عضو شرف يخرج رافضاً وجود واستمرار المدرب بالاتشي وضرورة إنهاء عقده ويعد بإحضار من هم أفضل منه كالمدرب يوردانيسكو أو يوزيك أو أي مدرب يتفق عليه أعضاء الشرف … ومع ذلك كانت الإدارة الهلالية دائماً ما تجدد الثقة به حتى قدم هذا المدرب كل ما يملك وقدم كل ما عنده .. ونتقدم بالشكر الجزيل لما قدمه وهي ثلاث بطولات من أصل أربع وهذا رقم لا تكفيه كلمة الشكر رغم أن اللاعبين لهم الفضل بعد الله بحماسهم وإصرارهم على تحقيق تلك البطولات واسعاد جماهيرهم الغفيرة.
والآن .. بعد أن ذهب المدرب بالاتشي لبلاده طالباً الهروب وعدم الاستمرار مع الفريق .. أيضاً نقدم له الشكر الجزيل لأنه يعلم أنه قدم كل ما يملك وقدم كل ما يستطيع تقديمه ولم يعد لديه المزيد فقبل بالهروب والذهاب لنادي أخر يقدم له ما قدم للهلال ومع الهلال على الاستمرار وانحدار الفريق من سيئ إلى أسوء . وهذه شجاعة تحسب له لأنه سجل لنفسه قبل الهلال بمساعدة كبيرة وكبيرة جداً من نجوم الزعيم تاريخاً يفتخر ويتبهى به ويرفع من رصيده التدريبي ويرفع من قيمة عقده.
ولكن بعد ذهاب بالاتشي من هو المدرب القادم لنادي الهلال وهو الفريق الذي تنتظره ست بطولات اثنتان محلية بطولة الدوري وكأس ولي العهد .. وأربع بطولات خارجية بطولة النخبة العربية بسوريا ومربع غرب أسيا في إيران وبطولة الوحدة الدولية في الإمارات وبطولة أندية العالم في أسبانيا وهي الأهم .. وهي الشغل الشاغل للإدارة الهلالية واللاعبين والجمهور الهلالي خاصة والجمهور السعودي والخليجي والعربي عامة .. وهي بطولة العروض الحقيقة لنجوم الزعيم التي تفتح لهم أبواب الاحتراف في أعظم الأندية العالمية وأقوى المنافسات كالدوري الإيطالي والأسباني والإنجليزي والهولندي أو الألماني .. ولدينا أكثر من لاعب هناك هو مكانهم الطبيعي.
وتتردد الإنباء حالياً عن نية الإدارة الهلالية بالتعاقد مع المدرب الكرواتي ميليوزفيتش وهو الذي قاد المنتخب الكرواتي في نهائيات كأس العالم بفرنسا عام 98م وحقق معه المركز الرابع كأفضل ما وصل له المنتخب الكرواتي في تاريخه الكروي على مستوى البطولات العالمية. وبفضل ذلك المستوى الذي قدمه المدرب ميليوزفيتش مع منتخب بلاده لم يتردد ( العايد ) من تقديم اسم هذا المدرب وترشيحه لمدير الكورة الهلالية ( المصيبيح ) ليقود نادي الهلال في البطولات القادمة وخاصة بطولة أندية العالم وكان له أسبابه لترشيحه .. ومنه هذه الأسباب أن المدرب ميليوزفيتش يعتمد ويجيد طريقة 5-3-2 و 5-4-1 وهي الطريقة الأنسب بنظر ( العايد ) للهلال في بطولة أندية العالم القادمة المقامة في أسبانيا للصمود أمام الفرق العالمية ومجاراتها .. وكان ( العايد ) مقنعاً أكثر حينما قال لابد من المسارعة بالتعاقد معه وقيادته للهلال في البطولات القادمة وقبل بطولة أندية العالم حتى يتأقلم اللاعبين على طريقته ويطبقوها بالشكل المطلوب قبل انطلاق بطولة أندية العالم والتي ستنطلق قبل أقل من ثمانية أشهر من الآن وغير ذلك أن هذا المدرب يمتلك المعلومات الكاملة والوافية عن الفرق المشاركة وبالأخص الفرق الأوربية الثلاث بحكم موقعه.
هذه الأسباب التي أقنعت مدير الكورة الهلالية ( المصيبيح ) وشجعته لتقديمها للإدارة الهلالية والتي بدورها هي أيضاً اقتنعت بهذه الأسباب وسارعت الاتصال بالمدرب ميليوزفيتش الكرواتي للتعاقد معه وقيادته للكرة الهلالية في البطولات القادمة دون أن يشاوروا أعضاء الشرف الداعمين وأخذ وجهات نظرهم ودون أيضاً وضع السلبيات والإيجابيات والنظر أيهم أكثر احتمالاً ودون النظر في أمثلة كثيرة ودروس سابقة وقعت فيها فرق أخر حتى منتخبنا لم يسلم منها … لا بل سارعت بالاتصال وطلب التعاقد معه حتى شروطها رفضها المدرب ورضخت الإدارة لشروطه هو لا شروطها هي.
بحكم أمثلة كثيرة حصلت … أنظر ( وفال الله ولا فالي ) أنه لو تم التعاقد فعلاً مع المدرب الكرواتي ميليوزفيتش الذي ينتهج طريقة 5-3-2 و 5-4-1 هو تعاقد مصيره الفشل لا سمح الله ولي أسبابي تجاه هذه النظرة.
فأنا لست متشائم ولست بذلك الشخص الذي .. على قولة القايل ( يولم العصابة قبل الفلقة ) .. ولكني أنظر للوضع من منظور أخر .. أنظر تجارب من سبقوني بالتوقيع مع مدربين من شرق أوروبا الذين يجيدون وينتهجون طريقة 5-3-2 ما عدا المدربين الرومانيين الذين ينتهجون طريقة 4-4-2 وهي الطريقة الأنسب للاعبينا … فالواقع يقول أن المدربين من شرق أوروبا لم ولن ينجحوا مع الفرق السعودية وحتى مع المنتخب إلا مع نادي الاتحاد والشباب الذي يجدوا لاعبيه طريقة 5-3-2 ولن ينجحوا مع أي مدرب ينتهج غير هذا الطريقة .. أما بقية الفرق السعودية فشلت مع المدربين الذين ينتهجون هذه الطريقة والأمثلة كثيرة … فنادي النصر وهو الذي يعشق ولا يجيد إلا الطريقة الدفاعية وتقفيل المناطق الخلفية فشل لاعبيه مع المدرب اليوغسلافي ميلان الذي تعاقدت معه الإدارة العام الماضي والذي ينتهج طريقة 5-3-2 و 5-4-1 فشل لاعبيه لعدم إجادتهم لهذه الطريقة .. فما كان إلا أنهى عقد المدرب وأتهمه بتهور الفريق … رغم أن المدرب ميلان نجح مع فرق كثيرة إلا النصر ولو حضر لنادي الاتحاد أو الشباب لأكمل بقية نجاحاته.
في الموسم ما قبل الماضي تعاقد الهلال مع المدرب الألماني ( هولمان ) .. المدرب السابق لنادي الأهلي المصري والذي قاده لمدة ثلاث سنوات حقق معه العديد من البطولات والإنجازات مما أجبر إدارة الأهلي المصري التجديد معه في كل سنة ينتهي فيها عقده حتى أمضى مع الأهلي المصري ثلاث سنوات وبعد هذا النجاح مع الأهلي المصري .. قامت الإدارة الهلالية بمخاطبته وطلب التوقيع معه حتى يقود الجهاز الفني لكرة القدم .. وبالفعل تم ذلك وحضر إلا هنا وكان وقت حضوره في بطولة الصداقة الدولية الثانية بابها والتي ينضمها الأهلي السعودي ... وكان يراقب الفريق من المدرجات وقاد الهلال في ذلك الوقت المدرب الوطني العوده وحقق مع شباب الهلال تلك البطولة وحينما عادوا إلا الرياض اشرف هولمان على الفريق .. وكان ذلك في كأس الاتحاد السعودي وأذكر ان الدور الأول من هذه المسابقة انتهى والهلال في المركز ما قبل الأخير ... ففقد الفريق هويته على يد هذا المدرب .. مما أجبر الإدارة على أنهى عقده والتعاقد مع خليل الزياني ........ فهل كان المدرب هولمان مدرب فاشل ؟؟
لا .. ولا أحد يستطيع قول مثل ذلك ولكن لآن طريقته لا تناسب لا الهلال ولا لاعبيه وهي 5-3-2 ... ورغم ان المدرب علم ان هذه الطريقة لا تناسب الهلال إلا أنه أصر على تعليم اللاعبين هذه الطريقة فكان الفشل هو حليفه.
وهذا ما اخشى أن يكون المدرب الكرواتي ميليوزفيتش مصراً مثل هولمان على طريقته فنضيع قبل ان نضيع اموال نادينا عليه وهو الذي طلب أقل من مليون دولار كمقدم عقد لمدة 8 أشهر فقط !! .... فما أدرانا انه سيكون مثل المدرب يوزك سيقتنع إذا حضر ان طريقته لا تناسب الهلال سيغيرها ويلعب بطريقه تناسب اللاعبين
والمنتخب السعودي تعاقد قبل موسمين مع المدرب التشيكي ماتشالا الذي نجح نجاح مبهر مع المنتخب الكويتي وفشل فشلاً ذريعاً مع المنتخب السعودي .. لماذا لأن لاعبينا لا يجيدون طريقة 5-3-2 أو حتى 5-4-1 فذهبنا بقيادته إلى بطولة القارات بالمكسيك فشبعنا من أهداف المنتخب البرازيل الثمانية وبالكاد تعادلنا مع بوليفيا 1-1 ولولا مشاكل الجهاز الفني لمنتخب المصري مع لاعبيه لما فزنا عليه.
وفي بطولة أسيا الأخيرة في لبنان ومع أول مباراة بقيادته ضد المنتخب الياباني هزمنا بالأربعة ولن ننظر لبقية الأسباب في ذلك الوقت ولكن سننظر لطريقته فقط التي أفقدت المنتخب السعودي هيبته .. فالمنتخب السعودي كان في تشكيلته 9 لاعبين من نادي الهلال طوال تلك الفترة التي كان يرئس جهازها الفني المدرب التشيكي ماتشالا ولم ينجحوا مع طريقته فكان أنهى عقده هو الحل الأنسب للحفاظ على هيبة المنتخب السعودي التي عبث بها ذلك المدرب بطريقته التي تعتبر عند لاعبينا طريقة عقيمة لا تناسبهم أبداً.
فيا إدارة الهلال 9 من لاعبيكم لعبوا بهذه الطريقة لمدة عامين متواصلين ولم يستطيعوا تطبيق وأجادت طريقة 5-3-2 مع المنتخب السعودي وهم أساسيوا الفريق حالياً وفي البطولات القادمة … فلما الإصرار على تكرار ذلك الفشل .. فلاعب لم يستطيع تطبيق خطه ونهج لمدة عامين كيف سيجيدها في أقل من 8 أشهر … ألم تعلموا طوال السنوات الماضية أن لاعب نادي الهلال يعشق الهجوم ولا غير .. وإلا لما فشل بالاتشي مع نادي النصر السعودي ونادي العين الإماراتي ونجح معكم .. ولما فشل يوردانيسكو ما نادي بوخارست الروماني ونجح معكم .. ولما فشل يوزيك في بداياته معكم ونجح في الأخير .. لأنه في البداية كان ينتهج طريقة 5-3-2 وحينما علم أنها لا تناسب لاعبي الهلال عاد لطريقة 4-4-2 فنجح نجاحاً جعل جميع اللاعبين يتمنون عودته من جديد.
ما أتمنى إعادة النظر بهذا الخصوص والتريث في الاختيار والبحث عن الأنسب مع إمكانيات اللاعبين .. فهناك أكثر من اسم تدريبي مطروح لماذا لا تدرس ، فهذا المدرب يوردانيسكو مطلب الجميع مدرب نجح مع الهلال مع أني أنظر أنه مدرب نفسي أكثر من كونه تكتيكي والمهم أنه يعلم كيف يتعامل مع لاعبي الهلال رغم أنه في تعامله مع أحداث المباريات وتغيراته تفتقر لكثير من التكتيك ومجريات المباراة .. ولكن بما أن اللاعبين مرتاحين نفسياً معه هذا هو المطلب.
وهذا المدرب البرازيلي كاندينو المطلوب من الجميع وهو المدرب الذي يتساوى مع يوردانيسكو كمدرب نفساني ويتفوق عليه تكتيكياً وكيفية تعامله مع أجواء المباريات وغيره هذا هو مقبول من الجميع والأهم اللاعبين … لكن المشكلة الوحيدة أن اللاعبين تعودوا على الطريقة الأوربية فلا أعلم أن كانوا يستطيعون التأقلم والعودة للطريقة البرازيلية مع أني أجد صعوبة في قول أن اللاعبين سيجدون صعوبة بذلك.
والمدرب يوزيك الذي يتفوق على جميع المدربين المذكورين تكتيكياً ولكن أقلهم بالتعامل نفسياً مع اللاعبين وهو مرتبط بعقد طويل مع أحد الأندية في بلاده ومن الصعوبة فسخ ذلك العقد الذي يحمل شرط جزائي كبير في حالة فسخ العقد.
وهناك أسم تدريبي جديد قمة التخوف منه أنه لم يمضي عليه في مجال التدريب أكثر من ثمان سنوات ولكن المجازفة معه أهو وأجزم من المدرب الكرواتي ميليوزفيتش .. وهو المدرب الهولندي ريكارد لاعب المنتخب الهولندي في الثمانينات وأوائل التسعينات حامل القميص رقم 6 ولاعب نادي أسي ميلان الإيطالي في الثمانينات وهو العصر الذهبي لنادي ميلان الإيطالي مع الثلاثي الهولندي والذي كان ريكارد أحد هذا الثلاثي.
فهذا المدرب قاد المنتخب الهولندي العام الماضي وتم أنهى عقده في أول هذا العام .. والآن يجري الاتحاد الهولندي مفاوضاته معه من جديد ليقود المنتخب الهولندي حتى نهائيات كأس العالم 2002م باليابان وكرويا الجنوبية .. فهذا يدل أولاً على قناعة الاتحاد الهولندي بإمكانيات هذا المدرب التدريبية وندمهم على تسرعهم في أنهى عقده .. وهذا واحد من الأسباب التي تجعلك تجازف بالتعاقد معه وثانيها أنه يمتلك معلومات وافية وكاملة عن الأندية المشاركة سواء الأندية الأوربية أو أندية أمريكا الجنوبية وهي الأقوى … أما بالنسبة للأندية الأفريقية فنحن نمتلك ما يكفي من معلومات لتزويده بها.
وغيره هذا كله يكفي أنه ينتهج طريقة 4-4-2 وهي الطريقة المناسبة للاعبين.
عموماً لعلمي بالإدارة الهلالية وإيمانها بالرأي والرأي الأخر تقدمت باقتراحي ورائي هذا .. ربما هو صحيح وربما فيه من الصحة وربما هو خطأ ورائي متسرع … ولكن هذا ما رأيته .. والرأي لكم وللإدارة الهلالية أولاً وأخيراً … فنحن نطمح بمشاركة تكون بدايتنا للعالمية مشاركة تجبر العالم بأسره قياماً وانحناءً وتصفيقاً لفن وإبداعات اللاعب الهلالي والسعودي عامة مشاركة تخبر الجميع من هو اللاعب السعودي وأن مكانه الطبيعي هو مصاف أبرز لاعبي العالم.
أن كنا نبحث عن ذلك فعلينا التريث والدقة بالاختيار كان مدرب أو لاعب أجنبي.
أخيراً أتمنى من الإدارة الهلالية أن تفتح لنا المجال للمساعدة مادياً من قبل الجماهير الوفية المتعطشة لمساعدة النادي ولو بجزء بسيط يعبر عن مدى حبها لهذا الكيان العظيم .. مثل ما فتحت لنا قلوبها وآذانها للإصغاء لمقترحاتنا. فالجميع يتمنى المشاركة بالنجاح المتوقع بإذن الله.
أخوكم / الملتاع
[email protected]
------------------
لو عرف النحل لذة طعم البطولات الهلالية.. لترك الزهر وجاء إليه
الوضع العادي
