60 عــامـــا
قصة مفخرة الملكي " السانتياغو بيرنابيو"
يعود ذلك اليوم من تاريخ الملكي المدريدي الذي بدأت فيه رحلة هذا الفريق للوصول لما
وصل إليه الآن إنه يوم 14 ديسمبر من عام 1947 أي قبل (60) عاما من الآن. اليوم الذي
تحقق فيه حلم الرئيس الأسطوري للريال . فقبل ذلك التاريخ أمر ببناء ملعب جديد
للنادي في أحد أطراف المدينة المتسارعة النهوض والتطور إلى أن أصبح الآن أحد أهم
المناطق للمدينة . اليوم أصبح ملعب السانتياغو بيرنابيو معلما من معالم العاصمة الإسبانية
مدريد المكان الذي استطاع خلاله المدريديون من تحقيق أحلامهم والوصول إلى أعلى
الألقاب والجوائز. إنه المكان الذي أصبح فيه الفريق المدريدي أحد مفاخر الكرة في العالم.
إنه المكان الوحيد الذي جمع ستة ألقاب أوروبية في أول عقوده الذهبية في غرفة واحدة
يزورها سنويا أكثر من 600 ألف شخص ، قبل أن يصل للبطولة التاسعة في الذكرى المئوية
لتأسيس النادي. وقبل شهر من الآن تم منح الملعب لقب " الملعب الفخري" من قبل الاتحاد
الأوروبي أرفع وسام يمنح من ذلك الاتحاد وذلك لما وصل إليه الملعب من تطور في جميع
التجهيزات حتى أصبح أحد أهم الأماكن لاستقبال أي حدث سواء رياضي أو ثقافي أو اجتماعي.
ففي يوم افتتاح الملعب الذي كان قد سمي بملعب "Chamartín " في 14 ديسمبر 1947 لعب
ريال مدريد ضد الفريق البرتغالي " بيليننسيش" واستطاع مدريد الفوز بـ 3 أهداف مقابل
هدف . ولم يكن ذلك اليوم نهاية لحلم الرئيس الأسطورة بيرنابيو حيث أمر بتوسعته ليصل
لأكثر من 100ألف متفرج ، وقد وصفه البعض بأنه مجنون لبناء ملعب يتسع لأكثر من 100 ألف متفرج
ولكنه أثبت خطأ اعتقادهم . وماذا بعد ذلك ، فقد أمر بالتوسعة الأولى ليصل لأكثر من 130.000
وبعدها قال:" هذا يكفي لقد قمت بواجبي" ، ومنذ ذلك الوقت استطاع الريال تحقيق رقم
قياسي لم يستطع أي فريق تحقيقه حتى الآن وهو المحافظة على سجله على أرضه دون
هزيمة لمدة تزيد عن ثمان سنوات لم يوقف هذا الرقم إلا غريمه التقليدي " أتلتيكو مدريد" .
وبعد التوسعة اتفق القائمين على النادي بضرورة تسمية الملعب باسم الرئيس الأسطوري
"سانتياغو بيرنابيو" والذي كان مازال في الرئاسة للنادي وكان ذلك قبل بداية سطوته على
الألقاب المحلية و الأوربية والوصول إلى نهاية القرن بتتويج النادي كأفضل نادي في
القرن الماضي. وقد مر كثير من الأساطير والنجوم بالنادي منذ تلك الفترة ففترة اللاعب
والمدرب مينوز وكتيبته المكونة من دي ستيفانو و خنتو و كوبا وبوشكاش الملقبة ب"Ye-yé "
(اليا يا) أي الفريق الذي جعل الجماهير تنبهر بإبداعاتهم فحققوا البطولات الأوروبية
والمحلية ( 5 ألقاب أوروبية متتابعة تلتها 5 مثلها )
و تبعهم جيل السبعينات الذي واصل سيطرته المحلية وليعتبر أفضل فريق في العالم في عام1980
من قبل المجلة الفرنسية فرانس فوتبول وهي الفترة التي شهدت وفاة الرئيس الأسطوري
ولكن لم تتوقف المسيرة ففي الثمانينات وبعد سيطرة فريقي الباسك على البطولات المحلية
ظهر جيل لقب بـ"فرقة العقاب" تضم أبرز اللاعبين الذين استطاعوا أن يوصلوا الفريق
الثاني للريال (الكاستيا) لبطولة كأس الكؤوس الأوروبية بعد أن تفوق على جميع الفريق
المحلية بلاعبين شباب ليقابلوا الفريق الأول في حادثة نادرة الحدوث وهي الوحيدة وذلك
عام 1981 ويخسر أمام الفريق الأول ويتشرف باللعب الأوروبي ، وبعد تلك الفترة تم
ترفيعهم للفريق الأول واستطاعوا تحقيق بطولتين للاتحاد الأوروبي و5 دوري محلي على
التوالي وكانت "كتيبة الرعب" تضم كل من بوتراغينيو و لاعب القرن المكسيكي هوغو
سانشيز وميشيل و مانولو سانشيز ومارتين فازكويز وفي عام 1982 كان الشرف الكبير
للملعب لاستضافة نهائي كأس العالم الذي استطاع من خلاله الطليان الفوز باللقب الثالث
وقبل كأس العالم كانت هناك العديد من التحسينات والتطورات للملعب ليكون عند الحدث
المراد استقباله.
وبعد فترة الثمانينات والوصول إلى فترة التسعينات التي شهدت الاحتفال
باليوبيل الذهبي للملعب عام 1997 وذلك بعد الفوز بالدوري المحلي بذلك العام وبعدها شهدت
عودة الفريق لأوروبا بحصد 3 ألقاب في 5 سنوات بقيادة العديد من النجوم أبرزهم
الكرواتي سوكر و راؤول و مياتوفيتش و هييرو و روديندو و موريانتيس وروبرتو
كارلوس وفيجو وزيدان وكاسياس و جلب العديد من النجوم العالمية أبرزهم بيكهام و أوين
ورونالدو وفان نيستلروي وبقيادة أساطير في التدريب أمثال الإسباني ديل بوسكي و الإيطالي كابيلو
وخلال الفترة من 1998 إلى 2002 شهد الملعب تطورا كبيرا وذلك حسب تعليمات
الاتحاد الأوروبي الجديدة باستحداث الملاعب وتطوريها وخاصة من ناحية الراحة للجماهير
وكذلك السلامة ليظهر اليوم بأبهى صوره بمنحه لقب " الملعب الفخري في أوروبا" وهذا
يساعد النادي لاستقبال أي حدث أوروبي قادم ويعد الأقرب نهائي الأبطال لعام 2010.
**الملعب الفخري**
قبل شهر من الاحتفال بـ الذكرى الـ60 لإنشاء الملعب وفي 14 نوفمبر 2007, منحت لجنة
تقييم الملاعب بالاتحاد الأوروبي وسام ولقب " الملعب الفخري" وهي أرفع وسام يمنحه
الاتحاد الأوروبي . وهي الجائزة الأفضل لبداية الاحتفال بالذكرى الـ60 وذلك يعود إلى
التطويرات والتحسينات وهذا الوسام يجعل النادي أمام عصر جديد من الاحتراف والاستثمار
لمثل هذا التحفة العمرانية. وحتى الآن هناك عدد من المشاريع أهمها المشروع الذي مازال
تحت التنفيذ وهو لجعل الملعب الأفضل في العالم وذلك بعمل سقف للملعب وتوسعة داخلية
لاستقبال جميع تجهيزات النادي. وأيضا عددا من المحلات التجارية وبالتالي فالملعب ليس
حكرا على الرياضة فقط بل يعتبر من أهم استثمارات النادي وحتى أنه استقبل العديد من
الأحداث الفنية والتجارية والاجتماعية وبالتالي فإن أفضل نادي في التاريخ يستحق أن يملك
أفضل ملعب وهو كذلك الآن.
منظر بانورامي للملعب من الداخل
للقيام بجولة على الملعب خلال هذا الرابط
والملعب الآن يحتوي على المتحف الذي يحكي قصة النادي وإنجازاته وأيضا
العديد من التجهيزات الرياضية والعديد من وسائل الراحة والترفيه للمشجع
من مطاعم و محلات وأيضا يحتوي على صالات للألعاب و قاعة للمؤتمرات
ويقع تحت الملعب محطة ميترو الأنفاق وتعتبر أهم وسيلة نقل للوصول للملعب
أترككم مع بعض الصور التي تحكي قصة لأحد مفاخر النادي الملكي
ومحتواه في 60 صورة على عدد السنوات
إعداد: saudi9999
تنسيق: هتلر الرياض
| 
الوضع الشجري
