تطرقنا بالأمس لموضوع المدرب ميليورزفيتش قدمنا من خلاله تقرير مبسط حول خطط المدرب التي اتبعها في مباريات الفريق خلال الدور التمهيدي من كاس العالم ونجح من خلال ذلك إلى التأهل نحو الدور الثاني لملاقاة المنتخب الروماني .

دور 16 : ضد رومانيا :
لم يحدث ميليورزفيتش تغييراً كبيراً عن خطته في المباراة السابقة أمام الارجنتين ... بل استمر في اتباع نفس النهج وعدل بعض الأخطاء التي ارتكبها في المباراة السابقة ومنها قيام سناتر الدفاع بالتقدم لسد مكان الأظهرة في حالة الهجمة ... علماً بأن رومانيا كانت تلعب بتكتيك مقارب للأرجنتين بوجود المهاجمين ايلي ومولدوفان ودخول هاجي من العمق كمهاجم ثالث .
فاجأ المدرب المنتخب الروماني بإرجاع اللاعب ستانك رقم ( 13 ) إلى خط الوسط أو بمعنى أصح ظهير أيمن بعدما كان يلعب في خط الهجوم طيلة المباريات الثلاث الماضية وأشرك لاعب احتياطي آخر وهو فلايفوك رقم ( 19 ) الذي سبق وأن شارك كبديل لقلب الدفاع في مباراة الفريق أمام اليابان !! يبدو ان لهذا اللاعب مواصفات خاصة ربما تكون في ضربات الرأس أو في التسديد وكذلك أشرك اللاعب جورسك رقم 21 بدلا من بروزانيكي رقم 8 وقد سبق وأن شارك رقم 21 كمحور في مباراة اليابان وقلنا لحظتها ان المدرب ربما يحتاج لاعب مختلف عن بوبان الذي شارك كمحور في هذه المباراة .

في ظل هذه التغييرات أخلت كثيراً بما كان يفكر فيه المدرب الروماني ( يوردانسكو ) والذي كان يعتمد بشكل كبير على الاعب هاجي في حرث منتصف الملعب وفي خط الهجوم وكان الرومان صبغوا شعورهم باللون الاصفر في هذه المباراة .
انتهت المباراة بفوز الكروات بهدف وحيد من ضربة جزاء سجلها ( الدافور ) سوكر وتأهلت لدور الثمانية .

دور الثمانية : مع ألمانيا :
في هذه المباراة بالذات قدم ميليورزفيتش ردساً لمدربي العالم أجمع عندما قام بدراسة طريقة لعب المنتخب الألماني بشكل دقيق ولعب باسلوب مغاير للمباريات السابقة وفاجأ المدرب الألماني فوجتس ... حيث أمس المدرب الكرواتي خطوطه الخلفية بمشاركة ثلاثة لاعبين ثابتين أمامهم لاعب محور متأخر وهو سولدو رقم 14 والذي كان يلعب خلف المدافعين ( قشاش ) طيلة مباريات الدور التمهيدي .

خط الوسط في هذه المباراة كان الحاجز الدفاعي الأول حيث لعبوا على خط واحد تقريباً بشكل متقارب ... ولكن كانت لهم أدوار أخرى مفاجئة وهي الاختراقات الجانبية مع الظهيرين ودعم من خط الهجوم أدت هذه الطريقة إلى تدمير الدفاعات الخلفية لمنتخب ألمانيا بشكل كبير جداً ولمن كان يذكر هذه المباراة بالذات يتذكر كيف انهار الألمان أمام هذه الطريقة المفاجئة وكيف كان المعلق أيمن جادة مستغرباً من انهيار الألمان .
بهذه الطريقة سحقت كرواتيا ألمانيا بثلاثة أهداف نظيفة مقابل لاشيء .وتأهلت لملاقاة للدور نصف النهائي .

دور الأربعة : مع فرنسا :
لاشك أن وصول كرواتيا منذ المشاركة الأولى لهذا الدور بحد ذاته انجاز كبير جدا ولكن ماذا سيفعل المدرب ميليورزفيتش أمام المنتخب المستضيف والمرشح الأكبر للبطولة .
لعب المدرب بخطة واقعية تماماً وهو يعرف أن يلعب ام المرشح الأكبر في أرضه وبين جمهوره الذين تجاوزا 80 ألف متفرج .
من خطة المدرب نجد انه مال لتغطية الجهة اليمنى الذهبية للمنتخب الفرنسي والتي كان يلعب فيها تورام وكارمبو وزيدان لذلك نجد خطة كرواتيا في الدفاع مائلة بشكل أكبر إلى تغطية الجهة اليسرى وهذا يدل على ان المدرب عرف مصدر القوة في المنتخب الفرنسي .

غير ذلك فهو أعطى للنجم بوبان صلاحيات أكبر من المرات السابقة حيث جعله يلعب في منتصف الملعب بحرية مطلقة مع ابقاء خط الهجوم كما هو عليه .
نجح الكروات في تطبيق الطريقة بكل فاعلية في الشوط الأول وحتى أنهم تقدموا بهدف الدافور سوكر وكانت الأمور تبدو وكأنها ستسير في صالحهم إلا أن تورام كان في عز توهجه ذلك اليوم وسجل هدفين أهلت فرنسا للنهائي .
سجل رغم الكثرة العددية الي وضعها المدرب الكرواتي في الجهة اليسرى .

مباراة المركز الثالث : مع هولندا :
بلاشك ان مباراة المركز الثالث لها طابع خاص ... غير ان الكروات كان يريدون المركز الثالث من مشاركتهم للمرة الأولى .
نعرف قوة خط الهجوم الضارب في هولندا بقيادة كلايفرت وبيركامب وكيف انهم أحرجوا المنتخب البرازيلي في نصف النهائي ، عمل المدرب الكرواتي على اللعب بطريقة 3-5-2 دون لاعب قشاش ... خط الدفاع لعب على خط واحد نحو اللجوء الى خطة التسلل ...جعل بوبان ( 10 ) كمهاجم ثان بجوار الدافور سوكر مع بقاء خط الوسط بنفس الاسلوب تقريباً .

نجح المدرب في خطته وتوج منتخب بلاده في المركز الثالث بعد فوزهم 2-1 .

نقاط سريعة :
* من الخطط التي شاهدناها نرى ان المدرب يعتمد بشكل كبير على لاعب المحور بشكل كبير وهذا ما نفتقده في فريقنا في الوقت الحالي لاعب المحور الذي ينظم سير الفريق بدءاً من الدفاع والمشاركة في خط الهجوم .
* المدرب لا يعتبر بالاسماء فنشاهد انه ركن القائد بوبان في المباراة الثانية ربما لتكتيك معين أو نحو إراحة بوبان للقاء الارجنتين ... يذكر ان بوبان كان احتياطياً في مباراة اليابان .
* اهم نقطة مميزة في المدرب هي قراءته السليمة لخطة لعب الفريق المقابل واكبر مثال لها في مباراة ألمانيا وكيف قلب الطاولة في وجه فوجتس وسبب أكبر خسارة لمنتخب ألمانيا في كأس العالم .
* المدرب عمره ( 64 سنة ) وهو بلاشك يمثل خبرة كبيرة في عالم التدريب وكرة القدم .
* اللعب بثلاثة مدافعين ( خليل - الشريدة - وخلفهم سليمان ) تشكل أكبر دليل على نجاح الصفقة الهلالية واحتياج الهلال لها .
* بوبان عمره الآن 33 سنة وكان يلعب أثناء كاس العالم في اي سي ميلان .. أتمنى أن يزودنا بعض الشباب بمعلومات أكثر عن هذا اللاعب .