يعرف علم النفس الشخصيه الماسوخيه ( أو الماسوشيه ) بأنها تلك الشخصيه الغير سويه التي تبرز أهم صفاتها في التلذذ بتعذيب الذات والتفاني في تقمص دور الضحيه ... ويعتبر المتخصصون أن هذه الصفات التي تشكل هذا النوع من الشخصيه ناتجه في الأساس من فقدان الثقه في النفس .. الأمر الذي يزرع في داخل كل منتمي لهذه الفئه عقدة نقص خفيه يمكن تغذيتها بين الحين والآخر مما يجعل من أصحاب هذه الشخصيه مجرد دمى يمكن تسييرها والتحكم بها في غاية البساطه عن طريق تغذية شهوة لعب دور الضحيه التي تتميز بها هذه الفئه ... والأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل يتجاوزه بحيث يبحث المنتمون لهذه الفئه عن شخصيه تمثل الكمال والقدوه بالنسبه لهم وبعد ذلك يقومون بافراغ كل مكبوتاتهم المرضيه من خلال هذه الشخصيه التي تمثل الكمال على الأقل بالنسبة لهم .. وهنا يتخيل المنتمون الى هذه الفئه أنفسهم وقد أصبحوا ضحايا لهذا (( السيد )) وبعد ذلك يتفانون في تقمص دور المجني عليه ولا يجدون أي حرج في استدرار العطف والشفقه علنا حتى وان كان هذا الأمر يعتبر بالنسبه للأسوياء طعنا صارخا للكرامه .. لكن الأمر هنا مختلف تماما فهذه الفئه تجد في ذلك تسترا واخفاء للنقص الذي يعتريها فطالما أنها ضحيه فلن يطالبها أحد اذا بانجاز أي شيء وهذا هو ما تسعى اليه تماما .... وتتجاوز التفسيرات العلميه والنفسيه الصرفه كل ذلك بكثير لتصل بنا الى حقيقة أن المنتمين الى هذه الفئه بعد أن يقوموا باختيار الشخصيه المتكامله التي يجب أن تلعب دور (( السيد )) فانهم بعد ذلك يبالغون في رسم هيلمان كبير حول هذا السيد حتى تصل بهم عقولهم المريضه الى تصور أن كل ماحولهم هو تحت تصرف هذا السيد ويعمل فقط لمصلحته .. وبعدها يمارس هؤلاء وبكل اتقان سلوكهم المرضي ويتلذذون بتأكيد أنهم ضحيه لهذا (( السيد )) كلما سنحت لهم الفرصه بل انهم يتجاوزون ذلك لاستفزاز هذا (( السيد )) ومناوشته للحصول على المزيد والمزيد من العذاب اللذيذ !!! .. ولعل قصص بعض العبيد في الجاهليه الذين كانوا يرفضون عتق أرقابهم من أسيادهم ويفضلون البقاء تحت طائلة عذاب (( السيد )) تؤكد الحقيقه العلميه الماثله خلف ما يعرف بالشخصيه الماسوخيه ....
وكأي مجال دنيوي آخر فان المجال الرياضي يعبر بشكل أو بآخر عن حضارات الدول وعن ثقافة الشعوب وشخصيتها .. والمتتبع للشارع الرياضي تحديدا خلال السنوات العشر الأخيره يلاحظ ولادة فئه من الجماهير الرياضيه تتقمص تماما دور (الشخصيه الماسوخيه ) بكامل تفاصيلها .. والغريب أن هذه الفئه من الجماهير ورغم انضمامها تحت لواء عدد مختلف من الأنديه الا أنها فيما يبدو اختارت أن تكتفي فقط بحمل الاسم بينما أفكارها واطروحاتها ومداخلاتها سواء في الصحف أو عبر المنتديات كلها تدور في فلك استدرار العطف وتقمص دور الضحيه والاختباء بخبث تحت مظلة أعظم الأنديه الآسيويه (( الهلال )) ويبدو أن هذه الفئه ( الماسوخيه ) اختارت الهلال لتجعل منه (( السيد )) الذي يعمل كل شيء تحت امرته ( التحكيم - والاتحاد السعودي - والاعلام بشتى صوره ) ... ويكفي أن تتابع لأيام قليله فقط كتابات هذه الفئه لتدرك أنها اختارت الهلال دون سواه لتمارس معه لعب دور الضحيه والتلذذ بتلقي الصفعات منه الواحده تلو الأخرى ... ويبدو أن هذه الفئه ترى في الهلال ذلك الحلم الأكثر من رائع الذي لم تحققه لها أنديتها .. وهي محقه في اختيارها هذا دون شك .. وعليه فان هذه الفئه بدأت وبخبث بالانسلاخ من تبعيتها لأنديتها بعد أن وصلت الى قناعه كامله أن أنديتها مهما فعلت فلن تستطيع أن تحقق ما حققه الهلال ,, عقدة النقص هذه هي التي دفعت هذه الفئه الى الهروب من واقع أنديتها والاختباء بخبث تحت مظلة الهلال ... ولك عزيزي القارىء أن تصدق أو لا تصدق أن هذه الفئه تعشق الهلال ( لا شعوريا ) وتحبه باللاوعي وتحس بحاجتها الماسه اليه ولذلك فهي ترفض تماما فتح أي نقاش حول نفوذ الهلال وسيطرته على كل شيء ليس لأنها مقتنعه بذلك ولكن لأنها في الأساس هي من رسم هذا الهيلمان للهلال وسقوط قاعدة أن الهلال هو (( السيد )) تعني أن هذه الفئه ستصبح مجبره على الرحيل عن الهلال والتوقف عن الاستمتاع بلعب الدور الأجمل (( ضحية الهلال )) وفوق هذا كله فانها ستصبح مجبره للعوده الى مشاكل أنديتها التي لا تنتهي .. اذا فان هذه الفئه لم ولن ترضى بالتخلي عن الهلال (( السيد )) حتى وان كانت الأحداث المتلاحقه تؤكد أن الهلال وصل الى ما وصل اليه لأنه الأعظم والأقوى فقط فالأمر سيان عند هذه الفئه فهي تدرك أن الهلال ديكتاتور بنجومه الأفذاذ , وديكتاتور بجماهيره الهادره المخلصه بمن فيهم أعضاء الشرف , وديكتاتور بعظمة مسؤوليه ومثاليتهم القاتله , وقبل ذلك كله ديكتاتور بمبادئه الثابته التي رسخها مؤسسه العظيم .... ولهذا فهو بنظر تلك الفئه الأنسب للعب دور (( السيد )) وهو الأمر الذي لن يكتمل الا باضافة الهيلمان اللازم ليصبح الهلال بعد ذلك ديكتاتورا بكل ما سبق مضافا اليه تحيز التحكيم والاتحاد السعودي والاعلام ... وهذا الهيلمان الاضافي هو الذي تختبىء خلفه تلك الفئه لتعبر عن اعجابها وعشقها ( اللاشعوري ) للهلال بطريقتها الخاصه ... والعجيب أن الكثير من مسؤولي الأنديه لدينا يلعبون بذكاء على عقدة النقص المترسخه في هذه الفئه فما أن تتعرض أنديتهم لكبوه معتاده الا ويسارعوا للعزف على هذا الوتر الحساس ليفسحوا المجال بذلك لهذه الفئه للعوده من جديد للاختباء خلف هيلمان الهلال ..,, لذلك فمن يعتقد أن جماهير الهلال محصوره فقط في تلك الأعداد الهائله التي تهز المدرجات والأخرى التي تتابع خلف الشاشه مخطىء .. لأن هناك فئه أخرى تشجع الهلال وتعبر عن عشقها له بطريقتها الخاصه , فتلك الأعداد التي تزحف لاستفزاز لاعبي الهلال حتى في مبارياتهم الخارجيه هي الأخرى حريصه كل الحرص على أن يظل الهلال (( سيدا )) كما عهدته ولذلك فهي تستفزه ليمارس مزيدا من الديكتاتوريه وليوسع رقعته البطوليه وهيلمانه ويوفر بذلك المزيد والمزيد من الظل حتى تختبىء تحته تلك الفئات الحريصه دون شك على أن لا تكون مجرد ضحيه لكيان عادي بل ضحيه لزعيم وسيد حقيقي ...

ولذا فجماهير الهلال مطالبه بانصاف هذه الفئه والاعتراف بها والتوقف عن مطالبتها بالابتعاد عن الهلال فهي لم ولن تفعل بل ستستمر في التعبير عن عشقها للهلال بطريقتها الخاصه ... واذا كان الهلاليون قد أنعم الله عليهم بامكانية التعبير عن اعجابهم وحبهم للجمال بتلقائيه وفطريه فان هناك فئات أخرى من حقها أن تعبر عن ذلك بطريقتها الخاصه ( الطريقه الماسوخيه ) وهي لن تتخلى عن هذا الحق فمن يعشق الزعيم لا يمكن أن يتخلى عن عشقه ...

--------------------------------------------------------------------------------

اذا كنت تبحث عن الحقيقه فأنت ببساطه تبحث عن السهل الممتنع


تصفح