09/02/2002, 08:41 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 11/10/2001 المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
| |
أيها الغافل قف هذه الوقفة مع هذه السورة بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " آل عمران: 102
" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا "النساء : 1
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما " الاحزاب : 70-71
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أخواني وأخواتي الأفاضل..
لماذا نسيتم الله ؟ لماذا عمرتم دنياكم وخربتم أخرتكم؟ لماذا قلت أعمالكم التي تقربكم إلى الله؟ لماذا اهون شيء علينا ان نعصي الله وأصعب شيء علينا أن نطيع الله؟ لماذا أتبعنا اهوائنا ولم نتبع أوامر الله ونواهيه؟
قفوا معي هذه الوقفات من سورة التكاثر، ونسأل الله ان يجعلنا التائبين المصلحين .
<center> قال الله تعالى: " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ "
</center>
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره تيسر الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان عن هذه الآية:
يقول تعالى موبخاً عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له، ومعرفته، والإنابه إليه، وتقديم محبته على كل شيء. (( ألهاكم )) عن ذلك المذكور (( التكاثر ))، ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون، من الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر، وليس المقصود منه وجه الله. فاستمرت غفلتكم، ولهوتكم، وتشاغلكم (( حتى زرتم المقابر ))، فانكشف حينئذ لكم الغطاء، ولكن بعدما تعذر عليكم استئنافه.
<center> قال الله تعالى: " حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ "
</center>
قال الشيخ السعدي رحمه الله:
ودل قوله: (( حتى زرتم المقابر )) أن البرزخ دار، المقصود منها، النفوذ إلى الدار الآخرة، لأن الله سماهم زائرين، ولم يسمهم مقيمين. فدل ذلك على البعث والجزاء على الأعمال، في دار باقية غير فانية، ولهذا توعدهم بقوله:
<center>قال الله تعالى: " كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ "
</center>
أي: لو تعلمون ما أمامكم، علماً يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتهم إلى الأعمال الصالحة. ولكن عدم العلم الحقيقي صيركم إلى ما ترون
<center> قال الله تعالى: " لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ "
</center>
أي لترون القيامة، فلترون الجحيم، التي أعدها الله للكافرين
<center>قال الله تعالى: " ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ "
</center>
أي: رؤية بصرية، كما قال تعالى: (( ورءا المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفاً ))
<center>قال الله تعالى: " ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ "
</center>
الذين تنعمتم به في دار الدنيا، هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم تستعينوا به على معاصيه، فينعمكم نعيماً أعلى منه وأفضل. أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استعنتم به على المعاصي، فيعاقبكم على ذلك ، قال تعالى: (( ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون )). من هداية الآيات:
1- التحذير من جمع الما وتكثيره مع عدم شكره وترك طاعة الله ورسوله من أجله.
2- إثبات عذاب القبر وتأكيده بقوله حتى زرتم المقابر كلام سوف تعلمون أي في القبر.
3- تقرير عقيدة البعث وحتمية الجزاء بعد الحساب والاستنطاق والاستجواب.
4- حتمية سؤال البعد عن النعم التي أنعم الله تعالى عليه بها في الدنيا فإن كان شاكراً لها فاز وإن كان كافراً لها أخذ والعياذ بالله.
اللهم أجعلنا من الشاكرين لك على نعمك الكثيره، وأجعلنا من الصابرين على الضراء.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. |