المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #31  
قديم 25/04/2002, 03:53 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/12/2001
المكان: جدة
مشاركات: 2,219
جزاك ربي خيرا
اضافة رد مع اقتباس
  #32  
قديم 01/06/2002, 08:37 AM
كاتب ومفكر إسلامي
تاريخ التسجيل: 06/12/2001
مشاركات: 485
الإيمان هو الأساس الحلقة (9)

دروس في الإيمان (9)

وجوب الإيمان بأسماء الله وصفاته

اعلم أنه يجب الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته كما وردت في كتابه، وفي سنة رسوله الصحيحة على أساس قاعدتين:

القاعدة الأولى:
إثباتها على أساس تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين، وقد دلت على هذه القاعدة نصوص كثيرة، في القرآن والسنة، كما قال الله تعالى ى {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }. الشورى: 11

القاعدة الثانية:
فهم معناها مع قطع الطمع عن الإحاطة بكيفيتها،كما قال تعالى:{يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما } طه:110.

فإذا آمن العبد بأسماء الله وصفاته على أساس هاتين القاعدتين، وعلم هذا المطلب العظيم، وتعبد ربه سبحانه وتعالى به، حقق له العبودية لله تعالى.

وقد حفل كتاب الله، وكذا سنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، بذكر أسماء الله وصفاته في سياق تقرير أصول الإيمان وفروعه، وفي سياق تقرير قواعد الإسلام وأجزائه، وفي تشريع الأحكام الفقهية بأبوابها المتنوعة، ليتعرف الله بتلك الأسماء والصفات الجليلة، إلى عباده، فيعبدوه بها حق عبادته، وليربط سبحانه تصرفاتهم، به عن طريق أسمائه وصفاته، التي يريد منهم أن يستحضروها عند تصرفاتهم في الحياة-فعلا وتركا-فيذكروا ربهم عند ذلك، ذكرا يدفعهم إلى العمل بما يرضيه، وترك ما يسخطه.
اضافة رد مع اقتباس
  #33  
قديم 02/06/2002, 07:08 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الوليد
عضو إدارة الموقع الرسمي لنادي الهلال
تاريخ التسجيل: 13/08/2000
المكان: قلوب الأحبة فى شبكة الزعيم
مشاركات: 13,348
مشكور وجزاك الله كل خير إن شاء الله.
اضافة رد مع اقتباس
  #34  
قديم 02/06/2002, 11:33 PM
كاتب ومفكر إسلامي
تاريخ التسجيل: 06/12/2001
مشاركات: 485
شكرا لك هلى متابعاتك
اضافة رد مع اقتباس
  #35  
قديم 03/06/2002, 03:58 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 24/03/2002
المكان: بلاد الله الواسعة
مشاركات: 1,676
مشكور وجزاك الله كل خير
اضافة رد مع اقتباس
  #36  
قديم 03/06/2002, 11:58 AM
كاتب ومفكر إسلامي
تاريخ التسجيل: 06/12/2001
مشاركات: 485
شكرا لك.
اضافة رد مع اقتباس
  #37  
قديم 02/07/2002, 06:48 AM
كاتب ومفكر إسلامي
تاريخ التسجيل: 06/12/2001
مشاركات: 485
الإيمان هو الأساس الحلقة (10)

دروس في الإيمان (10)

[COLOR= crimson]الغاية من معرفة أسماء الله وصفاته [/COLOR]

وقد بين تعالى الغاية من تعرفه إلى عباده بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وهي عبادته بها.

كما قال تعالى: {قل ادعوا الله أو ا دعوا الرحمان أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى }. الإسراء: 110.

وقال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } الأعراف: 180.

وضوح تلك الغاية في القرآن لمن تدبره:

وإنه ليصعب على الباحث تتبع المواضع التي وردت فيها أسماء الله وصفاته، في أصول الإيمان وفروعه، وقواعد الإسلام وجزئياته، لكثرة ذلك في كتاب الله، ولكن قارئ القرآن إذا تدبره أدنى تدبر، وتأمله أدنى تأمل، تبين له بوضوح أن كل اسم أو صفة، ذكرها الله في كتابه في أي مناسبة كانت يكون المقصود منها تلك الغاية العظيمة، وهي ذكر الله في كل فعل وترك، ذكرا يدفع صاحبه إلى العمل بما يرضي الله، وترك ما يسخطه.

مناسبة الأسماء والصفات للسياقات التي تذكر فيها:

كما أن كل اسم من أسماء الله، أو صفة من صفاته، يكون ذكرها مناسبا للسياق الذي ذكرت فيه غاية المناسبة، فإذا كان السياق يقتضي رحمة الله ومغفرته، ذكر فيه ما يناسب ذلك كأسمائه:الرحمن الرحيم الغفور، وإذا كان السياق يقتضي إشعار العبد بما يعمل في سره وعلنه، ذكرت الأسماء الدالة على كمال علم الله وإحاطته بكل شيء،كأسمائه: العليم البصير السميع العليم الخبير، وإذا كان السياق يقتضي قدرة الله وجبروته وعظمته، ذكر من أسمائه ما يناسب ذلك، كأسمائه: العظيم الجبار المتكبر القهار.

والمقصود من ذلك-والله أعلم-أن يعبد الإنسان ربه حق عبادته بأسمائه وصفاته، فيكون في كل أفعاله مرتبطا بربه-فعلا وتركا-مخلصا أعماله لله، مطيعا له طاعة كاملة، محبا لما يحبه الله، مبغضا لما يبغضه الله.
اضافة رد مع اقتباس
  #38  
قديم 13/07/2002, 02:14 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الوليد
عضو إدارة الموقع الرسمي لنادي الهلال
تاريخ التسجيل: 13/08/2000
المكان: قلوب الأحبة فى شبكة الزعيم
مشاركات: 13,348
جزاك الله كل خير إن شاء الله.
اضافة رد مع اقتباس
  #39  
قديم 30/07/2002, 08:40 AM
كاتب ومفكر إسلامي
تاريخ التسجيل: 06/12/2001
مشاركات: 485
الإيمان هو الأساس الحلقة (11)

دروس في الإيمان (11)

[COLOR= crimson]مناسبة أسماء الله وصفاته للسياق الذي تذكر فيه. [/COLOR]

1-سياقات تقتضي رحمة الله ومغفرته و رأفته ، وهي كثيرة جدا، نذكر شيئا منها باختصار: من ذلك قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم }. البقرة: 143.

وقد ذكر في سبب نزولها أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يصلون إلى بيت المقدس ثم ماتوا قبل الأمر باستقبال الكعبة.

فتساءل الناس: ما حال صلاة أولئك؟ فأنزل الله هذه الآية، ليعلم الناس أنه تعالى أرأف بعباده وأرحم بهم من أنفسهم، وأن رحمته تقتضي عدم ضياع أعمالهم الصالحة [ راجع تفسير الآية في تفسير القرآن العظيم لابن كثير].

وقوله تعالى: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم}. البقرة: 173.

[COLOR= blue]فمن رحمة الله بعباده أن لا يوقعهم-فيما شرع لهم-في حرج لذلك أحل لهم ما حرم عليهم عند الضرورة، ورفع عنهم الإثم. [/COLOR]

وقوله تعالى: {واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم}.البقرة:191-192.[ راجع المصدر المذكور في الحاشية السابقة]

إن أعداء الله من الكفار، يحاد ونه ويحاربون دينه ويناصبون أولياءه العداء ويقاتلونهم بسبب عبادتهم لربهم، فإذا تابوا إلى الله وأنابوا فأسلموا له نالتهم رحمة الله فورا وجب إسلامهم ما قبله، وأصبحوا من أوليائه بعد أن كانوا قبل وقت قصير من أعدائه، وأذهب الله من قلوب المؤمنين الذين آذوهم وقاتلوهم الغيظ الذي كان بها، فأصبحوا إخوانهم، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم .

وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}. النساء: 29.

إن حفظ الأموال وحفظ الأنفس من الضرورات التي لا حياة للناس بدونه، لذلك اقتضت رحمة الله وحكمته أن يشرع لعباده حفظ أموالهم وأنفسهم بتحريم الاعتداء عليهما، لما يترتب على الاعتداء عليهما من الفتن والمصائب، فناسب السياق ذكر رحمة الله بعباده حيث شرع لهم ذلك.

وقال تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}. النساء: 64.

إن المنافقين الذين لا يفتأ ون يكيدون للمسلمين، ويفسدون في الأرض خلافا لمراد الله من إصلاحها، ويصدون عن سبيل الله، ومع ذلك يدعوهم الله للأوبة إليه ليغمرهم برحمته، وهذا يدعو العصاة من الكفار والمنافقين والفسقة أن لا ييأسوا من رحمة الله ومغفرته مهما كثرت ذنوبهم فرحمة الله واسعة يقبل التوبة ويبدل سيئات أهلها حسنات.
اضافة رد مع اقتباس
  #40  
قديم 30/07/2002, 03:34 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الوليد
عضو إدارة الموقع الرسمي لنادي الهلال
تاريخ التسجيل: 13/08/2000
المكان: قلوب الأحبة فى شبكة الزعيم
مشاركات: 13,348
جزاك الله كل خير أخوي.
اضافة رد مع اقتباس
  #41  
قديم 01/08/2002, 07:55 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/04/2002
مشاركات: 1,558
مشكور وجزاك الله كل خير
اضافة رد مع اقتباس
  #42  
قديم 20/08/2002, 08:06 AM
كاتب ومفكر إسلامي
تاريخ التسجيل: 06/12/2001
مشاركات: 485
الإيمان هو الأساس الحلقة (12)

دروس في الإيمان (12)

[COLOR= crimson]أمثلة لتلك المناسبات: [/COLOR]

أمثلة تدل على مناسبة أسماء الله وصفاته للسياق الذي تذكر فيه:

كما هو الحال في سورة الحشر التي ذكر الله فيها ما جرى من نصره وتأييده، لعباده المؤمنين، على أعدائهم اليهود والمنافقين الذين تواطؤا على الكيد للرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه فاقتضى السياق أن يذكر من أسمائه ما فيه من رحمة وأمن وسلامة، ونصر وعزة، لعباده المؤمنين، وما فيه من هيمنة وكبرياء وعظمة وإذلال، للكافرين.

فختم تعالى السورة بقوله: { هو الله الذي لا إله هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم }. الحشر: 22-24.

فأسماؤه:الرحمان الرحيم، السلام المؤمن، يناسب أن تذكر في سياق ما أنعم به على المؤمنين ورحمهم ولطف بهم من كيد عدوهم، كما أن أسماءه: الملك العزيز الجبار المتكبر يناسب ذلك أيضا لأنها تدل على أنه قادر على نصرهم على عدوهم، في كل زمان كما نصرهم آنذاك، ويناسب أيضا أن تذكر في سياق عتو المشركين وتكبرهم عن الإيمان بالله وعن طاعته، وأنه تعالى قد أذلهم ونصر المؤمنين عليهم، وهو تهديد لهم، ولأمثالهم، حتى يكفوا عن إيذاء عباده، ويتوبوا إلى الله من عتوهم، وإلا فهو لهم بالمرصاد.

ومن ذلك قوله تعالى {ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون فلله الحمد رب السماوات والأرض رب العالمين وله الكبرياء في السماء والأرض وهو العزيز الحكيم } الجاثية:35-37

وقوله تعالى {فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم }. البقرة: 209.

وقوله تعالى {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز }. الحج: 40
والقوة والعزة يناسب ذكرهما النصر لأن من كان قويا عزيزا كانت له الغلبة.

وقوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز }. الحج: 74.

وقوله تعالى: {كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر } القمر:42.

وقوله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله إن الله قوي عزيز }. الحديد: 25.

وفي ذكر اسميه الكريمين هنا: قوي عزيز، ما يناسب وعد أوليائه بالنصر ووعيد أعدائه بالهزيمة .

وقوله تعالى: {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام } إبراهيم:47.

وقال تعالى في ختام آية الكرسي، بعد أن ذكر بعض صفاته العظيمة، كالحياة والقيومية وإحاطة علمه بكل شيء، ونفى عن نفسه ما يضاد ذلك من صفات النقص، كالسنة والنوم قال: {وهو العلي العظيم }.البقرة:225.

وقوله تعالى {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير }. الحج: 62

وقوله تعالى:{ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ما ذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير}. سبأ: 2.

وقوله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا }.النساء:34.

تأمل كيف شرع الله للرجل تأديب زوجه عند الحاجة إلى تأديبها، ثم نهاه عن البغي عليها، ثم ذكره أنه-أي الرجل-وإن كان أقوى من المرأة، وقد شرع له تأديبها عند الحاجة فإنه لا يجوز له أن يستغل قوته ويظلم زوجه، فإن فعل فليعلم أن الله أقوى منه، وفي ذلك تهديد وزجر له عن الاعتداء. فالمخلوق مهما علا وتجبر فالله أقوى منه.

وإذا كان في آيات الرحمة والرأفة والمغفرة ما يدعو العبد إلى محبة الله والطمع فيما عنده والإسراع إلى رضاه بفعل طاعته واجتناب معصيته، فإن في ذكر آيات الجبروت والعظمة والعزة والقوة ما يدعو العبد إلى الخوف من الله ومن عذابه، وبذلك يكون العبد دائما متقلبا بين الرجاء والخوف، فالرجاء يحفزه على الإسراع إلى طاعة الله، والخوف يحجزه من ارتكاب معصية الله، بل كل منهما يحفزه على الطاعة، ويحجزه عن المعصية. وفي ذلك يكمن صلاح الفرد والأسرة والأمة.
اضافة رد مع اقتباس
  #43  
قديم 22/08/2002, 12:34 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/07/2002
المكان: عاشت لنا لكويت لكويت وعاشوا أهلها....جك جك جك جكجك جك<--صفقه الزعيم
مشاركات: 2,458
جزاك الله خير
اضافة رد مع اقتباس
  #44  
قديم 22/08/2002, 12:53 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/04/2002
مشاركات: 1,558
مشكور يادكتور وجزاك الله خير إن شاء الله تعالى



تحياتي
اضافة رد مع اقتباس
  #45  
قديم 07/09/2002, 01:05 PM
كاتب ومفكر إسلامي
تاريخ التسجيل: 06/12/2001
مشاركات: 485
الإيمان هو الأساس الحلقة (13)

دروس في الإيمان (13)

[COLOR= crimson]إحاطة علم الله بأعمال العبد [/COLOR]

سياقات تقتضي إحاطة علم الله بكل ما يعمل العبد في سره وعلنه:

وفي هذه السياقات يذكر الله تعالى من أسمائه وصفاته ما يجعل العبد يشعر بأن الله معه في كل أحواله، يعلم هواجس نفسه وحركات أعضائه وما ينطق به لسانه وذلك هو معنى رقابة الله على عبده ويسميه العلماء: الواعظ الأعظم والزاجر الأكبر، وفي هذه السياقات يناسب ذكر أسمائه: السميع البصير العليم عالم الغيب والشهادة اللطيف الخبير..

من ذلك قوله تعالى: { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا }. النساء: 58.

وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا}. النساء: 135.

وقال تعالى: {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء}. آل عمران: 5.

وقال تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون}. البقرة: 76.

وقوله تعالى: {إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم}. المجادلة: 5-7.

وقوله تعالى: {قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدير يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد}.آل عمران: 29-30.

وفي حديث جبريل المشهور:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [مسلم (1/37)]

والذي يشهد قلبه إحاطة علم الله بكل شيء لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء سيدفعه ذلك إلى تحري ما يرضي ربه ليفعله، وما يسخطه، ليجتنبه، وستكون في قلبه رقابة ذاتية لا تفارقه وذلك هو عين الصلاح الذي تنشده الأمة الإسلامية، بل العالم كله.

فإذا أضيف إلى ذلك علمه بكمال قدرة الله التي لا يقف أمامها شيء والتي يصورها قوله جل شأنه {إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون}. آل عمران:47، زاده ذلك حرصا على فعل الخير وترك الشر، لعلمه أن الله الذي أحاط بكل شيء علما قد أحاط بكل شيء قدرة، فكما لا يخفى عليه شيء فإنه لا يعجزه شيء ومن ذا الذي لا يرغب في ثواب العليم القدير على ما يقدم من الحسنات، ومن لا يخاف من العليم القدير أن يعاقبه على ما يأتي من السيئات؟!

ومن كمال قدرته وكمال علمه تعالى أن جعل أعضاء الإنسان تسجل عليه أعماله التي يباشرها بتلك الأعضاء، فإذا جاء وقت الجزاء والحساب شهدت عليه بكل ما اقترف، وأين يفر الإنسان من جلده وسمعه وبصره ويده ورجله، وهي تلازمه في كل مكان، بل بها يتعاطى الخير أو الشر؟!إن أعضاء الإنسان آلات تصوير-كمرات-تصور حركاته في الليل وفي النهار في الضوء وفي الظلمة، في السر وفي العلن، وهي كذلك آلات تسجيل-كاسيت-تسجل أصواته لتحتفظ بها فتفاجئه بما لم يكن يتوقع من شهادتها عليه.

قال تعالى: {ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون، حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}. حم السجدة : 19-23.

وقال تعالى: {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}. النور: 24.

فالعلم بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا والإيمان بها، والتربية على معانيها والتعبد لله بها، كل ذلك له أثره العظيم في صلاح الفرد والأسرة والأمة.

ولهذا يكثر ذكر اسم الله تعالى وغيره من أسمائه في القرآن والسنة في المناسبات المتنوعة في الموضوعات الإيمانية والأخلاقية والفقهية القضائية والأسرية، والجهادية والمالية وغيرها، لربط حركات المسلم وتصرفاته في تلك الأبواب كلها بالله تعالى، وكذلك أمر الله تعالى بالإكثار من ذكره، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا} الأحزاب 41.

كما ذكر الله تعالى أن من صفات عباده المؤمنين الإكثار من ذكره الذي أمرهم به، فقال: {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات}. الأحزاب: 35. لأن الذي يكثر من ذكر الله-بلسانه وقلبه-ويفقه معاني أسمائه وصفاته، الغالب أن يداوم على طاعته فيفوز برضاه، بخلاف من رددها بلسانه وقلبه لاه، فإنه لا يحوز المقصد الذي أراده الله من ذكره بأسمائه الحسنى، وإن كان يرجى له مع تكرارها أن ينال بركتها فيحاول التفقه في معانيها والتعبد المطلوب بها.

ومن هنا كان المكثر من الصلة بأسماء الله-حفظا وعلما وتعبدا-جديرا بوعد الله له بالجنة، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {إن لله تسعا وتسعين اسما-مائة إلا واحدا-من أحصاها دخل الجنة} [البخاري (3/185)، ومسلم (4/262)] .

وما ذلك إلا للتأثير الرباني الذي أحدثته معاني تلك الأسماء في حياة محصيها المتعبد لربه بها لأنها زكته فأكثر من طاعة مولاه وازداد من شكره على ما أنعم عليه من التوفيق، وابتعد عن معاصيه، فهو دائما مع ربه تراه في كل ميدان من ميادين الطاعة فإذا فتشت عنه في ميادين أهل الفسق والفجور لم تجد له أثرا إنه من أهل الله وفي ركب عباده الصالحين.

{ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}. النساء: 69
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:31 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube