المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 05/12/2007, 11:59 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 29/11/2002
المكان: جوار نجمة ..!
مشاركات: 1,314
الرائعة : مهما علا موجك ..

المتألقة دائما : ريري هكتور ..

الغائبة الحاضرة : "ليز"

و صاحبة أفضل موضوع بالمجلس هذه الأيام : عسيرية .

بالتأكيد سأعود لأهم ماجاء بين سطوركم ..

لكن بعد نشر الجزء قبل الأخير ..

(( من يقتل من ْ ؟ ))

إلى لقاء آخرَ أنتم نجومه .
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06/12/2007, 12:29 AM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 29/11/2002
المكان: جوار نجمة ..!
مشاركات: 1,314
(( الجزء الرابع عشر " من يقتلُ من ْ ؟ " ))
- شريطُ ذكريات -



****


هذا المديرُ يُقدّرُ عملي ..


يذكرني بعميد الكلية الذي كان يقرأ مستقبلي ..

وبالعم فالح الذي يبحث عني في قنوات التلفزيون ..

وبنظرات والديّ قبل ذلك ..

وبزملائي في الكلية الذين وبعد أن ألقيت كلمة الخريجين نيابة عنهم , كان الكل يهنئني , ويقول :

" قد تعود لتلقي الكلمة هنا ولكن كشخص مسؤول "

في كلمة الخريجين ..

تحدثتُ عن رؤيتي الجديدة للتعليم .

عن وجوب الخروج من النمطية القاتلة .

عن الأساليب المناسبة لقراءة قدرات كل طالب .

وكيف لايكون الفصل معتقلا ..

وكيف يكون الحضور إلى المدرسة بمقدار قوة الانطلاق في نهاية اليوم الدراسيّ ..

بدا لي أنني أملك حلا لكل هذا , وأمورًا أخرى لاتقلّ أهمية ..

كيف نعيد نظرة المجتمع للمعلم إلى صوابها ؟؟

كيف نوازن بين حقوق المعلم وواجباته ؟؟

كيف يتمسك المعلم باتزانه حتى خارج سور المدرسة ؟؟

وكيف نقتل سلبيات المجتمع ؟؟

وكيف نعيدُ الحياة إلى الحبل الواصل بين المدرسة والمجتمع ؟؟

أشياء كثيرة كثيرة ..

لكن .. أريد مساحة .

أو اتركوني أخلق مساحة بنفسي دون أن يعمل الكل ضدّي ..

وأكاد أجزم أنني لستُ وحدي من يملك الطاقة ويرغب في التغيير للأفضل .

في فترة دراستي للثانوية العامة رُشحتُ لتمثيل المملكة خارجيا ..

كنتُ الوحيد على مستوى المملكة في المجال الأدبي ..

حققت مع ثلاثة زملاء ٍ أصحاب مواهب مختلفة نجاحا غير مسبوق في مصر ..

وكرمنا الأمين العام للجامعة العربية وحرم رئيس جمهورية مصر ..

كنا البعثة الأفضل من بين الوفود العربية جميعها ..

لكننا عدنا وعاملونا هنا كأن مهمتنا انتهت هناك ..

نحن بحاجةٍ إلى من يقف بجانبنا ..

المواهب ُ نادرة ..

وأنتم لديكم المواهب الأفضل ..

غير أن الدول الأخرى عملت على صقل مواهب أبنائها وسد النقص فيها ..

وتبنى القطاع الخاص عندهم عددا من المواهب الصغيرة ..

وهم تفوقوا الآن بالتأكيد .

ونحن الذين حققنا كل شيء هناك ..

عدنا ..

لنجد من يعمل ضدنا ..

حتى في مدارسنا لم نجد من يشرح لنا دروس الفترة التي مثلنا فيها الوطن !!

وحصدنا له الإنجاز الكبير ..

نعم كُرّمنا هنا ..
واحتفوا فينا بعد وصولنا ..
وبعد ذلك انتهى كلّ شيء ..




للأسف ..

المواهب هنا تموت ..

ولا أدري ..

(( من يقتلُ من ْ ؟؟ ))


وقد نستيقظُ يومًا على واقع أكثر إيلامًا ..


لكنني متأكدٌ أن الوطن بحاجة ماسة للموهوبين من أبنائه ..


وأنّ وأد موهبة طعنةٌ في ظهر الوطن ..







العام الثالث يمرُّ سريعًا ..

ومعاملةُ الإعادة تزحف في عامها الثالث !!!

كيف لو لم يكن الترشيح بناءً على رغبة عمادة الكلية ؟؟؟


****

الجزء القادم هو الأخير ( نهاية البداية )

الموعد : السبت القادم 28/11/1428هـ

محبكم / صمت الرماد .
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06/12/2007, 12:41 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 13/04/2007
مشاركات: 2,139
من الأجزاء المهمة والجميلة إن لم يكن أجملها على الإطلاق
فالهم الذي تحدثت عنه تجاه تعليمنا الجامد والذي لا يقبل التجديد والتطوير
مع وجود طاقات جميلة ومبدعة هو هم مشترك لدى الجيل الجديد من المتخرجين
ومن هم على أبواب التخرج ,
إقتباس
وأنّ وأد موهبة طعنةٌ في ظهر الوطن ..



هو كذلك ولعل القادم أجمل إن شاء الله

شكراً لك على هذه المساحة فقد عبّرت خير تعبير

مازلت متابعة..

دمت على طاعة الله

أختك
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06/12/2007, 04:07 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ســـــ SMN2002 ـليمان
كاتب مخضرم بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 04/12/2001
المكان: الجوف
مشاركات: 3,853
اخوي العزيز والغالي والمبدع
صمت الرماد
اشكرك على ماوصفتني به
وهذا وسام اعتز به من شخص مبدع
اخوي العزيز
ومازال الابداع ينهمر وكأني اقرا في موسوعه
تعلمنى كيف اكون مبدعا
اسئلتك التى طرحتها في هذا الجزء لو تمت الاجابه على
نصفها لكااااااان تعليمنا يضاااااااهي ارقى الشعووب
اخوي الوضع عندنا عكس المثل الصيني الشهير
الذى يقول لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطاد هذه السمكه
اخوي حنا عندنا علمونا كيف نصطااااد السمكة بس عندما ناتي
لنطبخها ونتذوق طعم صيدنا يأتون الينا ويرمون سمكتنا التى اصطادنااااه
ويعطونا سمكه جااااااهزة للاكل
هذا ينطبق على صاحب الموهبة عندما يكرم من قبلهم
ولكن لا يعطونه الدااافع لتطبيق موهبته
اخوي تصدق جاء دكتور لجامعة الجوف وعلى مااعتقد تخصص فيزياء نوويه
وطبعا سعودي على طووول عطوه مدير القبول والتسحيل تخيل ذلك
وبعد هذا نتسأل لماذا الدكاتره السعوديين يدرسون بالخارج
لان وبكل بساطة حنا نقتل الموهبه ونحب ان نسد الفراغ
لو كان على حساب تطور الفكر والتعليم
اخوي اتمنى لك وادعوا الله وفي هذه الساعة
ان يتم قبولك كامعيد ومنها استمرار دراساتك العليا حتى تصل
لما تصبو اليه ونراك وزيرا يخطط ويعمل من اجل هدف واحد
وهو ان الحياة تسير بالتطوروالتقدم في مجالات العلم ودعم المواهب

وياليت يجي اليوم اللي نشوف الطالب هو اللي يحرص للحظور الى المدرسة
ويتمنى انه يقضي فيها كل وقته لما يجد فيها من جميع الوسائل والطرق
اللي تحقق نجاح موهبته وفكره

وتقبل تحيااااااتي
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06/12/2007, 11:31 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ عسيريه
مُصممه محترفه
عضو استشاري سابق للمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/11/2005
المكان: في رجا اللي عيونه ماتنام
مشاركات: 2,402

.

.


يعني خلآص بآقي جزء وآحد
ليت الزمن يرجع ورآ شوي وأتآبع المذكرآت معكم من البدآيه
ان شاءالله بالمذكرآت القآدمه

إقتباس
منْ يقتلُ من ْ ؟



قتل الموآهب شئ تعودنآ عليه من زمآن ,,
مآفيه رعآيه للموهوبين ,,
مثلا عندك طآلب موهوب بمآذآ تتوقع ان يكآفئونه
بـ منحه لـ مدآرس المملكه بالله وش رآح تسويلي مدآرس المملكه

حنّآ المسلمين اساس الموآهب
لكن مافيه احد يقدرنآ على هذآ الأسآس الغرب تقدموآ
علينآ في كل المجآلآت..
شوف كل المجآلآت اللي تفوقوآ فيهآ الغرب علينآ
كآن اساس اكتشآفهآ المسلمين ...؟


أمآ في بلآدي الحبيبه هنآ قتلٌ لـ هذه الموآهب الشآبه
يعملون لإطفآء هذه الشموع ؟ لآ أعلم من هو المتسبب !
أو لمآذآ يفعلون هذآ


إقتباس
حتى في مدارسنا لم نجد من يشرح لنا دروس الفترة التي مثلنا فيها الوطن !!



وهنآ أيضآ نضــ ع علآمة تعجب كبيره جداً !


صمت الرمآد
على اني متحمسه للجزء القآدم الآ اني أعلم
بمجرد اضآفتهآ الى هذه الصفحه ستننتهي المذكرآت للأبد ..!


لآزلت متآبعه هونآ يعني هنآ





مع التـ ح ــيه
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07/12/2007, 06:18 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 29/11/2002
المكان: جوار نجمة ..!
مشاركات: 1,314
إقتباس
عسيريه



.


إقتباس
يعني خلآص بآقي جزء وآحد
ليت الزمن يرجع ورآ شوي وأتآبع المذكرآت معكم من البدآيه
ان شاءالله بالمذكرآت القآدمه



إن شاء الله ..

ليه لا >>> ماينعطى وجه

بس والله الأيام الماضية في ضيافة اليوميات كانت رائعة جدا بكم ..



إقتباس
قتل الموآهب شئ تعودنآ عليه من زمآن ,,
مآفيه رعآيه للموهوبين ,,
مثلا عندك طآلب موهوب بمآذآ تتوقع ان يكآفئونه
بـ منحه لـ مدآرس المملكه بالله وش رآح تسويلي مدآرس المملكه

حنّآ المسلمين اساس الموآهب
لكن مافيه احد يقدرنآ على هذآ الأسآس الغرب تقدموآ
علينآ في كل المجآلآت..
شوف كل المجآلآت اللي تفوقوآ فيهآ الغرب علينآ
كآن اساس اكتشآفهآ المسلمين ...؟


أمآ في بلآدي الحبيبه هنآ قتلٌ لـ هذه الموآهب الشآبه
يعملون لإطفآء هذه الشموع ؟ لآ أعلم من هو المتسبب !
أو لمآذآ يفعلون هذآ




وهنآ أيضآ نضــ ع علآمة تعجب كبيره جداً !

كالعادة كلامك جميل ..

بإذن الله سيتحسن الحال ..

أتمنى ذلك سريعًا ..



إقتباس
صمت الرمآد
على اني متحمسه للجزء القآدم الآ اني أعلم
بمجرد اضآفتهآ الى هذه الصفحه ستننتهي المذكرآت للأبد ..!


لآزلت متآبعه هونآ يعني هنآ

أنا جدا متحمس لرؤية ردة الفعل بعد نشر الجزء الأخير ..

لكن في الوقت نفسه والله سأفتقد هذه الإثارة كثيرا ..

ورده ورده ورده
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07/12/2007, 05:56 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 29/11/2002
المكان: جوار نجمة ..!
مشاركات: 1,314
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عالم الهلال
من الأجزاء المهمة والجميلة إن لم يكن أجملها على الإطلاق
فالهم الذي تحدثت عنه تجاه تعليمنا الجامد والذي لا يقبل التجديد والتطوير
مع وجود طاقات جميلة ومبدعة هو هم مشترك لدى الجيل الجديد من المتخرجين
ومن هم على أبواب التخرج ,


هو كذلك ولعل القادم أجمل إن شاء الله

شكراً لك على هذه المساحة فقد عبّرت خير تعبير

مازلت متابعة..

دمت على طاعة الله

أختك

شكرا جزيلا عالم الهلال ..

بقاؤك متابعة منذ البدء ..

وكل الآراء التي طرحتِها , والعبارات الجميلة التي زيّنتِ بها زوايا المتصفح .. بلا شك جعلت منك شريكا كبيرًا في النجاح ..

عالم الهلال ... ورده ورده ورده
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08/12/2007, 04:34 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ســـــ SMN2002 ـليمان
كاتب مخضرم بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 04/12/2001
المكان: الجوف
مشاركات: 3,853
اخوي الغالي والعزيز صمت الرماد
مادري وش اقول0000000غير ان الابداع ليس له نهاية مع صمت الرماد
بس والله ياخوي انها خنقتني العبرة
معقوله في ناس ماتخاف الله
وش يبي يضرهم لو قبلت معيد
وخصوصا عندما بارك لك عميد الكلية
اللي يعرف عن قدراتك وابداعك الشيء الكثير
وهو واثق تمام الثقة انك سوف تطور الكلية وتنقله نحو الافضل
وتفوقك ومشاركاتك الخارجية و0000الخ من مميزاتك اللي وانا ومن خلال كتاباتك وابداعك
لا اقدر احصيها لانك وبكل جدارة اخي انت موسوعة ابداع وفكر يطمح لمستقبل افضل
اخوي الغالي
ادعوا الله وفي كل اوقات الاجابة ان يعطيك ماتريد
لان ماعند الله خير وابقى
اخوي العزيز
اسال الله العلي القدير سبحانة وتعالى الحي القيوم الواحد الفرد الصمد
ان يوفقك اولا
وان ياخذ حقك من كل من ظلمك
وان يحفظ لك والديك ويطيل في عمرهما
ويرزقك برهم
وتقبل تحياااااااتي

اخر تعديل كان بواسطة » ســـــ SMN2002 ـليمان في يوم » 08/12/2007 عند الساعة » 05:20 PM
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09/12/2007, 09:58 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 29/11/2002
المكان: جوار نجمة ..!
مشاركات: 1,314
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ســـــ SMN2002 ـليمان
اخوي الغالي والعزيز صمت الرماد
مادري وش اقول0000000غير ان الابداع ليس له نهاية مع صمت الرماد
بس والله ياخوي انها خنقتني العبرة
معقوله في ناس ماتخاف الله
وش يبي يضرهم لو قبلت معيد
وخصوصا عندما بارك لك عميد الكلية
اللي يعرف عن قدراتك وابداعك الشيء الكثير
وهو واثق تمام الثقة انك سوف تطور الكلية وتنقله نحو الافضل
وتفوقك ومشاركاتك الخارجية و0000الخ من مميزاتك اللي وانا ومن خلال كتاباتك وابداعك
لا اقدر احصيها لانك وبكل جدارة اخي انت موسوعة ابداع وفكر يطمح لمستقبل افضل
اخوي الغالي
ادعوا الله وفي كل اوقات الاجابة ان يعطيك ماتريد
لان ماعند الله خير وابقى
اخوي العزيز
اسال الله العلي القدير سبحانة وتعالى الحي القيوم الواحد الفرد الصمد
ان يوفقك اولا
وان ياخذ حقك من كل من ظلمك
وان يحفظ لك والديك ويطيل في عمرهما
ويرزقك برهم
وتقبل تحياااااااتي


سلمك الله وعافاك ياأباسليمان ..

والله كلماتك كالبلسم ..
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06/12/2007, 10:55 AM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 29/11/2002
المكان: جوار نجمة ..!
مشاركات: 1,314
(( يوميات معلم جديد ))




1- الرحلة .

2- الصدمة .

3- داناو ورجل الأمن .

4- الرمال الجائعة .

5- المعركة .

6- البحث عن اليابسة .

7- افتراق .

8- العم فالح .

9- خازنُ المدرسة .

10- صداقة حقيقية .

11- المثلث المشتعل .

12- المكافأة بالقتل .

13- المؤامرة .

14- منْ يقتلُ من ْ ؟

15- نهايةُ البداية . 28/11/1428هـ


****


( الجزء الأول " الرحلة " )




هل هي كبيرة ؟؟

هل هي جميلة ؟؟

هل تستطيع أن تحمل عنِّي تعبي ؟؟
وأنْ تسكنني وأسكنها ..
تعشقني وأعشقها ..

تقفُ معيَ في خطواتيَ الأولى ؟؟

هل يمكنها أن ترضي طموحي ؟؟

أن تسيرَ معيَ فننفذ في خيوط الشمس إليها ؟؟

ألف هل وهل وهل ..........

سيلٌ من الأسئلة يكاد يجرفني ..

منذ أن نمى إليّ خبر تعييني في تلك البقعة من بلادنا الغالية ..
والحقيقة تقول : أنني لم أسمع عنها إلا بصوت (( كرّاني )) بعد أخبار التاسعة ..

حملتُ أمتعتي ورحلتُ , وبي من الطاقة مايكفي لهدِّ كل عقبة تحول بيني وبين ما أريد ..

ليست المرة الأولى التي أسافر فيها ..

أبدًا ..

غير أنها الأولى إلى هذه المساحة ..

وكم كانت صدمتي كبيرة بعد رحلتي الطويلة ..

وددتُ لو أن قبضة كبيرة تضربني على رأسي ..
بعضُ الماء والقليل من الوقت ألتقط أنفاسي , وأواصلي رحلتي إلى إدارة التعليم بعد ابتزازٍ بشع من سائق التاكسي الذي كنا نسير على الأرض وكانت له رحلة أخرى إلى ............. .

وصلتُ إلى إدارة التعليم ومعي شنطة سفري !!!
والمئات ينتظرون مجرد ورقة تحيلهم إلى مدارسهم ..

خطاب التوجيه تسبقه خارطة طريق !!! نظرا لتناثر المدارس والتي يبعد بعضها عن الإدارة مايقرب 300 كم وعن أقرب طريق معبّد وشبكة جوال 70 كم !!!

تتوالى الصدمات ..

واستجمعت البقية الباقية مني ..

........... وبقيت أنتظر .

********

( الجزء الثاني " الصدمة " )




كافأت ظهري وأسندته إلى عامد إسمنتيّ يتوسط المصلّى ..
كنا نجتمع هناك ..

فوجئت برجل كبير بالسن من جنسية عربية ومعه شنطة المعلمين التقليدية التي اعتدنا على مشاهدتها في المسلسلات ..

سألني عن تخصصي بغتةً ..

أجبته : كيمياء ..

هو : ماشاء الله .. أحسن شي ..

أنا : !!!!!!!!!!!!!!

هو : أنا مدير مدرسة الإمام النووي ولوقبلتَ سأنهي إجراءاتك فورا بطريقتي . وعد إلى ديارك لاسبوعين , وبعد عودتك لابأس من دوامك لأسبوع وعودتك لأهلك أسبوع آخر ..

أنا : !!!!!!!!!!!!!!

- بيني وبين نفسي سألتُ - أين أنا ؟؟

هو : سأذهب وسأعود إليك سريعا ..

كنتُ أفكر في أن الله أرسل لي من ينقذني ..

بالتأكيد أنها مدرسة نموذجية

بها مساحة تتسع طاقتي وأفكاري ..

يقطع سلسلة أفكاري رجل آخر ..

قدّرتُ أنه في أواسط الثلاثين ..

وصعقني حين قال أنه لم يتجاوز الرابعة والعشرين !!

قال : ماذا كان يريد منك من كان بجانبك قبل قليل ..

أنا : أعدتُ سرد القصة بعد أن أجزلت الثناء على المدير العربي ..

هو : نفس السيناريو يتكرر ..

أنا : ماذا تقصد ؟؟

هو : نفس السيناريو تكرر معي العام الماضي ..

" وأكملَ قائلا : " من جاء إليك مدير لمدرسة نائية جدا تبعد 270 كم من هنا .. إنك كي تصل إليها عليك أن تسير في الصحراء لأكثير من سبعين كيلو مترا , وسبق أن ضعت مرتين , ونجوت بأعجوبة ..

كنا ننام على سطح المدرسة .. لاماء .. لاكهرباء .. لاجوال .. لاشيء يوحي لك بوجود حياة ..

أربعة طلاب فقط ..


أنا : بعد دهشة طويلة ..

لاننكر حقهم في التعليم , لكن أيضا لهم ولنا حقوق في توفر أبسط مقومات العيش ..

هو : جئت كي أحذرك منه ..

أنا : شكرا من عميق القلب .. لن أنسى جميل ماصنعت معي ..

وبدأت في البحث عن المدير العربي ..........

***********


(( الجزء الثالث .. داناو ورجل الأمن ))

اللحظاتُ تمرُّ ثقالا وتنهشُ في أرواحنا ..

الساعة تتلوها أخرى ..
تبحث عن أحدهم فلاتجد أيّ صوت ..

تعرفت على " رفيقٍ في الهمِّ " ..
اسمه " حسن " وكان صاحب ذوق رفيع ..

وأخيرا أحد الأبوابِ يُفتح ويعلن أنّ الخطابات بعد المغرب ..
لم يتبقّ الكثير , فالساعة الآن الثالثة عصرًا .

خرجنا بحثًا عن سكن مؤقت , فوجدنا غرفةً صغيرة بالكاد تبدو مفروشةً تضاعف سعرها ثلاث مرات هذا اليوم فقط !!قبلَت هي بنا ..
نحنُ مرغمونَ وهي فقط من لها الحق أن تختار .

بعد صلاة المغرب مباشرة عدنا .

وإذا بشخص شاحب الوجه يشتم مخرجات التعليم التعالي ويصفهم بالفوضى !!

هكذا سريعا !!

الموازين كلها مقلوبة ..

مايهم في الأمرِ هو أن مدرستي وطبقا للخارطة تبعد عن الإدارة 80 كم ..
والطريق معبّدٌ مجازًا .
ورفيقي حسن مدرسته بعد مدرستي مباشرةً بــ 25 كم " جَلَد "
وها نحنُ نفكر في رحلة الغد .

استيقظنا الساعة الرابعة صباحا ..

انطلقنا بسيارة حسن الصغيرة ..
وتوقفنا لأداء الصلاة على جانب الطريق الموحش ..

هو يقودُ وأنا بوصلتهُ ..
فالوضْعُ لايحتمل أي خطأ ..

الخارطةُ تقول أننا في المسار الصحيح ..

توقفنا قليلا لتناول الفطور ..
دخلتُ إلى مطعمٍ وخرجتُ ركضًا ..
يارفيقي ياحسن ..

لنْ أبيع روحيَ مبكرا وحتى قبل تسليم خطاب أول يوم وظيفيّ ..
سأكتفي بــ " داناو "

لا " داناو " أيضًا ..

لابأس ياحسن .. ما أجملَ الوصول مبكرًا ..

يضحك حسن , ويستجيب لرغبتي , وواصلنا رحلتنا دون فطور ..

وصلنا عند السادسة والربع وكانت مدرستي مغلقة ..
قررنا أن نتعرف على القريةِ قليلا ..

كلّ شيءٍ شاحب .

وحسن يقول : حظك جميل يارياض في هذه القرية .. ويضحك .

هوَ تخصصه رياضيات ..
وكلانا تفوّق في دراسته الجامعية .

جاءت السابعةُ وباب المدرسة مغلق ..

قررنا أن نسأل عن طريق قرية حسن ..
دورية شرطة مرّت ..
كان بها رجل أمن لوحدهِ ..
سألناه ..
أطلقَ ضحكة غريبة جدا ..
قال : إنها على بعد 50 كم من هنا .

أنا : الخارطة تقول : بعد 25 كم .. من نصدق ؟؟
حسن : بالتأكيد رجل الأمن .

وواصل قائلا له : لو سمحت أي طريق نسلك ؟

كرر ضحكته وانطلق وتركنا دون إجابة ........


*************


(( الجزء الرابع .. الرمالُ الجائعة ))

علاماتُ الوجومِ ترفرف حولنا ..

الساعةُ الثامنةُ وباب مدرستي مغلق !!!

نسيرُ والطرق الضيقة تكاد تلتهمنا ..

عاملٌ صعيديّ بكلّ رحابة صدر يشدّ من أزرنا ويبارك لنا ويصف لنا الطريق ..

حذّرنا من المضيّ قدمًا بهذه السيارة الصغيرة ..

لكن لامفرّ ..

حسن يقرر المضيّ ..
وبالتأكيد قررت مرافقته ..

الساعة التاسعة إلا عشر دقائق وباب مدرستي مغلق !!!

قررنا الذهاب إلى قرية حسن .
وما إن انتهى الإسفلت حتى أطلقت السيارة نداء استغاثة ..

تجاهلناه ..
وكأننا نحملها أسباب مانحن فيه الآن ..

الرمالُ كثيفةٌ ..

وسيارةُ الــ " تيرسل " تواصل نحيبها .

الصعيدي قال أن الطريق 25 كم ..
وأنه يجب ألا نأخذ أكثر من 40 دقيقة لوعورته ..

باسم الله ..
توكلنا على الله ..
............................

ها نحنُ نسير منذ ثلث ساعة ..
لاشيء غير كثبان الرمل وبعض الأشجار الصحراوية .
نظرتُ للخلف وإذ بــ لاشيء .توقف حسن .
تشعّب المسار ..
نظرتُ إلى الجوال وإذْ بــ " خارج التغطية " .

واصلنا السير ..

ومرّت ساعة كاملة ونحن لانعرف إلى أين نسير ..

بالتأكيد أن العودة تكاد تكون مستحيلة ..

عين على مؤشر الوقود ..

وعينٌ على قارورة الماء التي انتهت ..

يواسي أحدنا الآخر حينًا ..
وحينًا نندبُ حظنا .

ونسير ونحن في صمتٍ مدقع تقطعهُ كتلة غبار تمر بجنون من قربنا وتتجاوزنا ..

هذا " وانيت " ..

هذا بشر ..

هذا يجب أن يقف .

**********

(( الجزء الخامس " المعركة " ))



الغبارُ الذي كان يرافق تلكَ السيارة يوحي بمعركةٍ دائرة ..

نحنُ أيضًا في معركة ..

هو يُسرعُ ويرفضُ أن يقف ..

نحن نسرعُ ولانُصغي لصرخاتِ سيارتنا .

فيم يفكر صاحب تلك السيارة ؟

لم لايقف ؟!

حسن غاضبٌ جدا ..

وكأنَّ هذا مشهدٌ من فيلم سينمائيّ ..

نحن أبطاله ..

لكنّ النهاية مازالت غامضة ..

الـ " وانيت " يبتعد ..

وفجأةً ..

يخرج عن المسار ..

ونحن لانستطيعُ اللحاق به لظروف سيارتنا الصغيرة .

يتوقف بعيدًا ..

وتوقفنا نحن بموازاته تماما ..

خرجت امرأة !!!!!!!!!!!

تصرخ في وجوهنا !!!!!!!!!

أو أنها تلعننا !!!!!!!!!!

أو هكذا خُيّل لنا ..

وموظفُ إدارة التعليم بالأمس رغم كل شيء يصفنا بالفوضى !!!

وصاحب الشقق المفروشة يضاعف سعرها ثلاث مرات !!!

ورجلُ الأمنِ يتركنا ويمضي !!!

شريطٌ مرٌّ يمرُّ أمام أعيننا ..

وأعيننا ملقاةٌ إلى الأمام حيث لاشيء ..

صرختُ بوجه حسن ..

انطلق .. انطلق .. أسرع

وبقينا نسيرُ على غير هدى ..

............

الشمسُ في منتصفِ السماء تماما ..

ترمي سهامها على هاماتنا ..

ونحن نسير ...

وبدأ يلوحُ في الأفق البعيد برج لشركة الاتصالات ..

مباشرةً قلتُ لرفيقي .. بالتأكيد لا اتصالاتَ إلا لبشر ..

حتى وإن كانت جوالاتنا خارج التغطية ..

إلا أنه أمل ..

وكما كان متوقعًا ..

بقرب البرج عددٌ قليل جدًّا من البيوتِ لاتتجاوزُ أصابع اليدين ..

وحَوْشٌ .. ولوحةٌ .. وبابٌ مغلق ..


**************


الجزءُ السادسُ : " البحثُ عن اليابسةِ " .




نزلنا من سيارتنا , ووقفنا أمام باب الحوش .

أمامَ باب المدرسة ..
شاحنةُ مرسيدس كبيرة تتقدّم نحونا ..

نزلَ منها شاب لم يبلغ العشرين , فسألناهُ عن ما إذا فتحت المدرسةُ بابها بالأمس ؟..

ضحكَ هوَ الآخر ...

فتذكرنا ضحكة رجل الأمن ..

لكنه هنأنا على الوصول بسلامة على متنِ هذه السيارة الغريبة .

- الغريبة .. هكذا قال -

فقررنا أن نعود ..

لكن كيف ؟

لاغير دعاء السفر , ومغامرة أخرى ..

وبدأنا رحلة البحث عن اليابسة ..

أقصد عن الإسفلت .

لكن والحمدلله كانت الرحلةُ ميسرةً , ووصلنا بعد خمسين دقيقة فقط ..

وكأننا نكتسبُ الخبرة سريعا ..

عدنا إلى مدرستي والبابُ مايزال مغلقًا ..

فقررنا العودة إلى " غربتنا " ..

عفوًا .. أقصد " غرفتنا " ..

وما إنْ وصلنا إلا وارتمينا كأضحية العيد بعد ذبحها ..

تنتظر السلخ ..

ونحن ننتظر بابًا مفتوحا ..

لكنهُ أُغميَ علينا .. ونمنا .

********

في اليوم التالي ذهبنا مباشرة إلى مركز الإشراف ..

كانت رائحة الفول والعدس مثيرةً ..

انتظرنا فراغهم في غرفة أخرى ..

إلى أن انتهى المديرُ وجاءَ وأخذَ خطابات توجيهنا وأعطانا آخر بديلا نسلمه إلى الإدارة , على أن نعود السبت القادم مع دوام الطلبة ..

ورفضَ أن يُسجّل تاريخ مباشرتنا يوم السبت كبقية زملائنا في كافة أرجاء المملكة .

فَحُمِّلْنا خطأ الوزارة في تأخير التعيين ..

وخطأ الإدارة ..

وخطأ المدرستيْن ..

وبذلك تأخرنا عن زملائنا في كل شيء ..

في كل شيءٍ فيه مفاضلة بيننا ..

يتفوقون هم علينا ..

ولاعزاء لتفوقك في دراستك الجامعية ..

ولاحتى تفوقك في حياتك المهنية ..

ونحنُ نصرخُ مرةً أخرى ..

(( ماذنبنا ؟؟ ))

زميلي الذي تعيّن في منطقةٍ أخرى ..

أقامت لهُ إدارة التعليم هناك ولبقية زملائه دورةً تأهيليةً لمدة أسبوع كامل ..

ومُنحوا تاريخ مباشرة متقدم علينا ..

عُدْنا واشتكينا وطالبنا بحقنا المغتصب ...

لكن إما الباب موصد..

وإما الموظف في حفلة فطور لاتنتهي إلا قبل نهاية الدوام بربع ساعة ويقول لاوقتَ لديّ ..

وإما موعد تداول للأسهم , وكأنهم يتداولون فيها آلامنا .. ويربحونَ حين لايتوقفُ النّزف ..


*********


(( الجزء السابع " افتـــراق " ))




في يوم الإثنين من شهر شعبان ..

كان لابدّ أن نبحث عن سكن غير هذه الغرفة ..

ذهبنا إلى القرية التي فيها مدرستي ..

وصادفَنَا مشهدٌ غريب ..
وكأنهم ينتظروننا !!..

ما إنْ وصلنا ..

حتى يطرق زجاجَ سيارتنا أحدهم ..

قال : " ماشاء الله باين عليكم مدرسين جدد .. "

حسن : أي والله .

- تنهدتُ أنا فقط - ..

قال الرجلُ الغريب : هنا سكن يصلحُ لكم ..

فرحنا ...

ونزلنا مسرعين , لأن ذلك سيكفينا المزيد من التعب ..

ونحن نسير خلفه اجتمع علينا خمسة أشخاص ..

لايختلفون عنه ..

الكلُّ ينادي : " أنا أيضًا عندي لكم سكنٌ يناسبكم " ..

ونحن فرحون ..


لابدّ أن أزمة السكن لم تصلهم ..

سننهي موضوع إيجار الشقة ونخلدُ للراحة إلى يوم السبت القادم .

واصلْنا سيْرنا عبر الأزقّة مع الرجل الأول ..

كانت غرفة 3X3 ..

ودورة المياه خارج المبنى !!!!!

ويشاركنا فيها ثلاثة جيران أيضًا !!!

بصوتٍ واحد ..


(( هذا يُناسبُنا ؟!! ))

تركناهُ ونحن في حالة غضب ..

سرْنا مع آخر ..


وكانت غرفتيْن يكادُ يسقطُ السقفُ على من تطأ قدمهُ بالداخل ..

ويشترط إيجار - الشقة - عامًا كاملا ..

هكذا عبَّرَ عنها بالشقة ..

وسرْنا مع البقية والوضْعُ بينهم لم يختلف أبدًا ..

رضيَ حسن بإحدى الغرف مرغمًا ..

ورفضتُ أنا ..

قرّرتُ البقاء في تلك الغرفة المفروشة بأشياء بسيطة ..

على أنْ أُكمل تأثيثها بأهم مايلزم بعدَ أن أبدأَ حربي ضدَّ الحشرات الغريبة ..

استدعيْتُ سيّارتي ..

وبذلك افترقنا أنا وحسن ..

ليعيشَ كلٌّ منَّا مغامرةً مستقلّة ...



*********

(( الجزء الثامن " العمّ فالح " ))




أعطاني موظف الاستقبال وكان يمنيّ الجنسية رقما لرجل عجوز , يلتقط رزقه من العمل كسائق أجرةٍ بسيارته الخاصة القديمة ..


تعاملتُ معه لثلاثة أيام إلى أنْ وصلت سيارتي يوم الخميس ..

كان يعلمُ أسرار منطقته بالطبع ..

وعملَ جاهدًا على أن يشعل فتيل الصبر فيَّ .

تعلّمتُ منهُ أمورًا كثيرة ..

هوَ يقتربُ من السبعين ..

وكنتٌ أختلقُ المشاوير كيْ أتحدَّث معهُ .


فيُحدّثني عن معاناة من سبقوني ..

ويزرع في كل جملةٍ تفاؤلا عجيبا ..


وكان دائما مايقول لي : " يجب أن تكونَ صاحب شأن .. هكذا أراك ..


أنتَ يجبُ ألا تتوقف هنا ..

أنت غير الشباب .. "

ويضحك ويقول ..

أعتقد أنني سأراك مرتديًا " البشت " في التلفزيون " ..

الله يجبر بخاطرك ويسمع منك ياعم فالح ..

وصلت سيارتي التي ترافقني منذ بداية رحلتي الجامعية ..

ولم يتبق غير ساعاتٍ ويأتي السبتُ ..

وليلة السبتِ كانت طويلةً جدًّا ..


بين الحين والآخر صوتُ والديّ يُنبتُ فيَّ حقل أمل ..

إخوتي وجميعُ الأحبة كانوا معي في وحدتي ..


ومادامَ أنَّ النَّوم هوَ الآخر يغلقُ بابهُ في وجهي ..

فقد بدأتُ أستعدُّ بتجهيز مايلزم لدوام أول يوم عمل ..




و ..................
.... أذَّنَ الفجر .


**********

(( الجزء التاسع " خازنُ المدرسة " ))





شتّان بين الأمسِ واليوم ..

بالأمسِ كنتُ حين أخطو إلى المدرسة وحين أجتاز بابها الصارم .. لم تكن العيون المتناثرة كقضبان السور الغليظ كهذه التي أراها اليوم ..

ولا حتى خازنها المهترئ , الذي كنَّا نُجلُّهُ فيشتمنا , هو نفسه الذي يرافقني بابتسامة عريضة منذ أن توقفت سيارتي ..

أشياء أخرى أيضا تدورُ في مخيلتي ..

فالآن بإمكاني أن أجدَ من يردّ السلام عليّ بكل يسرٍ وسهولة , حتى أنه ربما سلام واحد يرتدُّ بصدى متكرر ومثير ..

فأبحثُ عن منبعهِ ..

إذْ ربما جاء من كل هذه الوجوه ..

وربما من بعض الفصول الخاوية في أول يومٍ دراسي كما هي العادة ..


لايهم ..


فهذه المرة لن أستلّ المحارم لأواجه الغبار المتراكم خلال عطلة الأسبوع ..

بالتأكيد أن غرفة المدرسين لها وضعها الخاص ..

ولن أُجبرَ ظهري على الرضوخ لوخزات الكرسي الخشبي ..

أعلم أنَّ مكتبًا سينتظرني وخلفه الكرسي الذي ربما يصلح ماأفسدته تلك الكراسي خلال الخمسة عشر عاما الماضية ..

مبنى مدرستي كان حكوميا !!!!!!!

وإن كان على حالته الأولى منذ أكثر من عشرين عاما ..


لايهم .. لايهم

الباب هذه المرة مفتوح

أتقدّمُ خطوة أخرى ..

شيءٌ ما يجذبني للخلف !!!

ياااااااه هذا الباب الذي نهشه الصدأ يهاجمني ..

معركة مبكرة فاجأتني ..

تخلصتُ منه ..

لكنه رفض إلا أن يصبّح على ثوبي بعاهة ستدوم .. ربما يرى أن خازن المدرسة ليس بأفضل منه حين صبّح عليّ ..

لا لا يعيقني كلّ هذا ..

هذا هو الهمام .. خطوةٌ للخلف عشرٌ للأمام ..

رائحة البخور والعطر الجديد تؤجج فيّ روح التقدم ..

أعتقد أن لا أثر لطعامٍ أحملهُ مرغمًا في شنطتي ..

هذه المرّة أسرع في نثر خطواتي على هذا الدرج القصير ..

وفجأة ...


يقابلني رجلٌ حادّ القسمات .. كان غاضبا جدا , ويُمسكُ بيده طفلا ..

أتوقع أنه بالتاسعة ..

وبابتسامة مخيفة جدا يقول : " أهلا .. من بغيت .. قصدي أي خدمة ؟ "

تسحبُني بشدة تقاسيم الطفل المتلعثمة ..

لكنني أجبتهُ بأنني معلمٌ جديد ..

- ردّ سريعا - " ها بشّر إن شاء الله رياضيات .. أكيد أنت رياضيات .. أنت شكلك كذا ..."

وجدتني حائرًا أمامهُ .. فكيف دلَّ شكلي على الرياضيات ؟!!!

هل لهندسيته دخلٌ في ذلك ؟؟

أجبته بأن تخصصي كيمياء ..

قال : " لااااا .. أجل حياك روح روح هناك الإدارة ..."

تجاوزتُ " ذلك الكائنَ أمامي "


والذي عرفتُ فيما بعد أنه مدرس رياضيات , وهذا ما أزال استغرابي السابق ..

خطوةٌ تتلوها أخرى وأخرى إلى الأمام ..

الآمال تسّاقطُ مرةً أخرى ..

الغبار يغزو المكان ..

والتصدّعات على جدران وسقف المدرسة توقظُ ألمي من جديد ..

كلُّ الأبوابِ تشابهت عليّ ..

وأنا أبحث عن الإدارة ..

غير أنّ طالبًا بدتْ على ملامحهِ آثار الهدوء والذكاء - هكذا رأيت - تفضّلَ مشكورا بإيصالي إلى مكتب المدير ..


دخلْتُ وكأن لم يكن بالإدارة إلا هوَ وسماعة " تليفون " ..

سلّمتُ عليه ..

لكنّ " طلبات البيت " هذه المرة اتسعت قائمتها ..

ومع كلّ طلب .. نقاشٌ مستمر حول مصروف الشهر ..


وأنا مازلتُ واقفًا ..


__________________


(( الجزء العاشر " صداقة حقيقية " ))




.... دخلَ عاملٌ هنديّ وبيده " كيس " به ساندويتش ومشروب غازي ..


أظن أنني رأيته يخرج من المدرسة حين قدمت ..


غير أنه رحّب بي قائلا : " تفزّل تفزّل "


فقاطعهُ صوت ..

" فين الساندويتش ياعبد القيوم "..

عبدالقيوم : "ها مدير " .


المدير : " هيا روح صف سادس وأعطي ولدي سعد " .

وبلفته سريعة نحوي .. أربكَتني قليلا ..

المدير : " هلا أخوي "

أنا : هلا أستاذ .

المدير : أي خدمة .

أنا : أبد الله يسلمك بس أنا مدرس جديد وهذه صورةٌ من خطاب مباشرتي .

المدير : " أين الأصل ؟ "


أنا : سلمتهُ لمركز الإشراف منذ الأسبوع الماضي ..

تغيرت ملامحهُ .. وتحدث بصوت منخفض : " من بدايتها بيجيب لنا المشاكل " ..


على الفور قلت : المدرسة لم تفتح بابها .. هل علينا أن ننتظر أسبوعا كاملا عند الباب ؟!!

المدير : " خلاص خلاص .. بس إن شاء الله تكون مدرس رياضيات , مسكين الأستاذ محمود - فلسطيني الجنسية - نبغى نريحه شوي , له 25 سنة ومافي عندنا إلا هو وعبدالله المدرس اللي جانا العام الماضي " ..

أنا : لا والله أنا تخصصي كيمياء ... للأسف .

المدير : " آهاااا .. إيش فيها إدارة التعليم هذي ؟! نقولها نبغى رياضيات تجيب لنا على كيفها .. كيمياء واحنا مدرسة ابتدائي ومتوسط !!!!! "

أنا : ............ ( لم أقل شيئا )

المدير: " عموما أهلين فيك "..


أنا : شكرا .. تسلم .

المدير : " إلا أنت من وين ؟؟ أكيد مو من المنطقة كلها ؟؟؟"

أنا : أكيد أكيد طبعا ..

أنا من المنطقة الجنوبية .. من جزر فرسان ..

المدير : " الله يعينك " .


أنا : إن شاء الله .. وبعدين بسيطة كلها 2000 كم من البيت

قطع حوارنا زميلٌ جديد هو الآخر ..


اسمه" فهد "

كان من حائل ..

كان مهذبا للغاية ..

ولطيفًا جدًّا , وهذه سمة أهل حائل كما تأكدتُ لاحقًا ..

حوار المدير تكرر معه تماما عندما علم أن تخصصه دراسات قرآنية .

لكنه أضاف .... " عندنا نقص في الاجتماعيات , وواضح أنك تستطيع تدريسها "

فهد : ... ( يكتفي بابتسامه )

المدير : " طيب خلاص الحين اتركوا صور خطاباتكم عندي وروحوا رتبوا أوضاعكم وبكرة تعالوا .. ومرة أشوف إيش سالفة هالإدارة "..


أنا : يعني كمان اليوم نروح ؟!!!!


المدير : " إيييه .. وش يقعدكم من أول يوم ؟! "

أنا : طيب .. زي ماتشوف .. يللا نشوفكم بكرة على خير ..

المدير : " هلا ............. "



خرجنا سويةً أنا وفهد ..

قرأْتُ في ملامحِهِ علامات الحيرة ..

كان قد وصلَ للتوِّ .. ولايعرف شيئا عن المنطقة ..


أنا أكثر خبرةً منهُ بأسبوع ..

لكنه بالطبع لم يكن أسبوعا عاديا .


دعوتهُ أن يأتيَ معيَ .. وأن نسكنَ معًا إن رغب ..

لا أخفيكم .. فقد ارتحت لهذا الرجل بالرغم من أنني لم أره إلا قبل الدقائق الخمس الماضية ..

وهو أيضًا كما يقول : فقد وجدَ بي مايريده من صديقٍ حقيقيّ ..


ومن هنا بدأت قصةُ صداقةٍ حقيقية تستمرُّ إلى يومكم هذا والحمدلله ..

مضيْنا كلّ في سيارتهِ متجهينَ إلى ذات الغرفة ..

وعرضَ علينا عبدالله " اليمنيّ " موظف الاستقبال شقةً صغيرةً من غرفتين كانت قد أخليت قبل ساعة فقبلنا بها ..

وبعد صلاة العصر ..

قررنا أن نخرج لنعرف أسرار المنطقة أكثر وأكثر ..

ابتعدنا قليلا عن المنطقة السكنية ..

ولفت انتباهنا كثرة المساجد الصغيرة المتناثرة والقديمة ..

كأنها تنتظر نسمة هواء فتسقط ..


نفس الصورة رأيناها في أكثر من طريق هنا ..


حان وقت صلاة المغرب ..

وعانينا إلى أن فتحنا باب أحدها ..


يبدو أن لا أحدَ جاءَ إلى هنا منذ وقت طويل ..


حال هذا المسجد لايختلف عن البقية ..

مافائدة كثرة المساجد دون مصلين ؟

كيف تكون بيوت الله بهذه الصورة ؟

هل هي تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف ؟

هل هناك رواتب تصرف لإمام ومؤذن وعامل ؟

أسئلة كثيرة تداولناها بعد فراغنا من الصلاة ...


إلى أن قطع حديثنا رنينُ هاتفِي ....


**********

(( الجزء الحادي عشر " المثلث المشتعل " ))



كان سكرتير عميد الكلية التي تخرجتُ منها ..

يُفيدُني بحلول موعد تقديم طلبات الإعادة بالكلية وأنّ العمادة رشحتني وتطلب مني تقديم أوراقي ..


" الفرحةُ كبيرةٌ بداخلي "

هذا كان مخططا من قبل .

بعد سنة النكسة ...

- نكسة الثالث الثانوي - ..

عاهدتُ نفسي أن أعود للتفوق مرةً أخرى ..

أن أكون متميزًا في كل شيء ..

وأن أُلقي كلمة الخريجين في حفل التخرج .

وأن أجتهد لأكمل دراستي بعد أن أعمل معيدًا في الكلية ..

تفوقت ..

تميزت ..

حصدت عدة جوائز داخل الملكة وخارجها في الأنشطة الأدبية ..

وألقيتُ كلمة الخريجين ..

وبقيَ أن أعمل معيدًا وأن أكمل دراستي وأضع استراتيجيةً جديدةً بعد ذلك ..

لا أبالغ ..

هكذا كنتُ أمضي ..

أرسلتُ لهم كافَّة أوراقي ..

على أن نتواصل معًا بكلِّ مايستجدُّ ..

واستمريت في تدريسي بذات المدرسة ..

كنتُ وفهد وسعود مدرس التربية البدنية نختلف عن الجميع ..

أنا مسؤول عن الأنشطة اللامنهجية جميعها ..

وفهد مسؤول عن التوعية الإسلامية ..

وسعود عن الأنشطة الرياضية , والإذاعة المدرسية

وحَقّقت المدرسةُ لأول مرة في تاريخها المراكز الأولى على مستوى المنطقة ..

سعود كان من مدينةٍ تبعدُ مائتي كيلو متر فقط ..

وكان يتردَّدُ يوميا لأنه عريسٌ جديد

إلا أنه يجتمع معنا بين الحين والآخر إما نحن عنده وإما هو عندنا ..

شكلنا مثلثا يشتعل نشاطًا ..

وأصبح الحديث دائمًا يدور حول هذا المثلث ..

مرةً أخرى يتصل بي سكرتير العميد محددا لموعد مقابلةٍ شخصية واختبار تحريري ..

وهذا مني .. وإلى مدير المدرسة مع التحية

*********

(( الجزء الثاني عشر " المكافأة بالقتل " ))



كانت ردة فعل المدير غريبةً جدًّا ..

رفضَ سفري ليوميْنِ حتى أُجريَ المقابلة ..

بالرغم من هذا فإن قرارهُ لم يكنْ ليقفَ أمامَ طموحي ..

فقررتُ السفرَ فورًا ..

بغضِّ النظرِ عن مكافأةِ المديرِ لجهودي الكبيرة بالرفض ..

الاختبار والمقابلة كانا في معقل وزارة التربية والتعليم ..

والمدير عندما قلتُ له بأنني ذاهبٌ إلى مرجعنا الوظيفيّ الأول بناءً على رغبتهم أنكرَ هذا !!!

وأصرّ على رفضهِ دون تبرير ..

في الوزارة عندما شرحتُ لم وضعي منحوني خطابًا أسلمه إلى المدير ..

يفيدهُ أنني جئت بناءً على رغبتهم , ويجبُ عدمَ الوقوفِ في طريق مراجعتي للجهةِ التعليميةِ الأمّ ..

أيضًا أنكرَ هذا ..

وهم لم يُنكروا عليه فعلته بعد ذلك !!!

كافأني بخطاب مساءلةٍ وخصم !!!

وأنا الذي لم أتغيب أبدًا ..

بل حتى أنني قطعت إجازتي المرضيّة بعد ثلاثة أيام فقط وهي التي كانت لتستمرّ لأسبوعين ..

مدير مركز الإشراف علمَ بما أواجهه فأبدى أسفَهُ فقط ..

وهو الذي هنّأ مديري على وجود شخص مثلي عندهم ..

" المزيدُ من العملِ على بتر كل بذرةِ أملٍ شابة في المجتمع .."

كلُّ هذا لن يقفَ في طريقي ..

وانتهى العام الأول ولم تنتهِ معاملة ترشيحي معيدًا في الجامعة ..



في كلِّ إجازةٍ تحلّ ..

أحملُ كلّ أوجاعي معيَ وأسافر ..

أغسل روحيَ على شاطئِ جزيرتنا الساحر ..

أنطلقُ من الميناءِ إلى بيتنا ..

هناك يحتويني الحبُّ الدافئ الذي يكفل لي أن أعود "رياض" الذي يعرفهُ الجميع .



حانَ أوان حركة النقل الخارجي ..

تقدمتُ وأنا أعتقد أنّ لا أحد أحقّ مني بالنقل ..

أنا وحدي من فرسان في تخصصي هذاالعام ..

وهناك عدد غير قليل من المعلمين من خارجها ..

تأتي نتائجُ الحركة ..

ولانقل !!!!




بدأ العام الدراسيّ الثاني ..

نفسُ الأحداثِ ..

نفسُ الوجوهِ ..

نفسُ الروتينِ .. نفسُ الأنظمةِ .. لاشيء جديدٌ أبدًا

غير معلمين جدد ..

أقرأ ملامحهم ..

أعرفُ هذه الألوان على محيّاهم , والمشاعر الغريبة التي تسبحُ بداخلهم تمامًا ..



فهد صديقي هو الآخر تزوج ..


( ............................؟؟ )


هذا السؤال أنتم تسألوني إيّاه ..


وأنا أتجاوزهُ مرغمًا ..


****



(( الجزء الثالث عشر " المؤامرة " ))

*****

.... العام الثاني يمرُّ ..

وأنا كلّما اتصلتُ بالوزارةِ نفسُ الرنين ولاصوت يتلوه ..

وكذلك هواتف الكلية ..

عرفتُ بالصدفةِ أنَّ الوزارةَ أرسلت خطابًا إلى إدارة التعليم منذ شهر !!

فحواهُ السؤال عنّي ليتمَّ إخلاء طرفي بعد ذلك وأنتقلُ إلى وزارة التعليم العالي ..

منذ شهرٍ وأنا لا أعلم !!!

وأنا كلما راجعتهم ..

لا أحد يعلم .

أحد موظفي الاتصالات الإدارية ( الصادر والوارد ) تعاطف معي بعد أن رأى تكرر زيارتي لهم يوميا ..

سألني فشرحتُ لهُ وضعي .

طلب منّي أن أنتظر ..

وبعد ربع ساعة عاد ..

وأكّدَ أنَّ الخطاب موجود منذ شهر ..

وأكد أيضًا أنَّ هناك شيئًا غامضًا في هذا الأمر ..

أعطاني رقم المعاملة فقط ..

وقال أنَّ الخطاب وصل إلى شؤون المعلمين وبقيَ هناك ..

لم يعدْ إلينا ولم يخرج إلى أيّ جهةٍ أخرى !!!

راجعتُ شؤون المعلمين ..

فقالوا : لايوجد أيّ شيءٍ مما تقول !!!

واصلت تكرارَ زيارتي يوميا إلى إدارة التعليم بعد نهاية دوامِ كلّ يوم ..

كنت لاأعودُ إلى مأوايَ إلا بعد صلاة العصر ..

إلى أن عرفتُ أن الخطاب عند مدير شؤون المعلمين شخصيًا ..

وهو صديقٌ شخصيّ لمدير مدرستي ..


(( حُسْنُ الظنِّ هُنا ضربٌ من الاعتباط ))

دخلتُ في دوّامة مشاكل مع مدير المدرسة ..

وعملتُ على ألا يؤثر ذلك على عملي ..

لكنّني لستُ مرتاحًا أبدًا ..


***

هاهوَ العام الثاني ينتهي ..

نتقدم مرةً أخرى أنا وفهد للنقل إلى مناطقنا ..

ومرةً أخرى لانقل ..

لكنني هذه المرة نفذت بجلدي إلى " مدينة الخبر " .

أبحثُ عن شاطئٍ آخرَ بعدّ أن استعصى عليّ
شاطئ "فرسان" .

وفهد تقدم للنقل داخليا ..

وسعود انتقل إلى الرياض لظروفه الأسرية ..

صُدمَ المديرُ بذلك ..

حاولَ بشتى الطرق أن نبقى ..

لكن البقاء مستحيل ..

المؤلم فعلا ..

أننا بدأنا نفقد الأملَ في النقلِ إلى ديارنا ..

تخصصي هناك رهنٌ للأجانبِ وزملاءَ من مناطق أخرى بعيدة ..

والمُضحكُ المبكي ..

أن تسلسلي في ترتيب النقل تراجع كثيرًا هذا العام رغم تكرر "المئة " في أدائي الوظيفيّ !!!


في الجميلةِ الخبر .. الوضعُ مختلفٌ تمامًا .

وتأثير الساحلِ يربطُ بيني وبين أهلها برباطٍ وثيق ..

أصبح لديّ أصدقاء جدد ..

وبين الحين والآخر أسافر إلى أضلاع المثلث المشتعل ..

- فهد وسعود -

فنقضي إجازة نهاية أسبوع جميلة في إحدى المزارع التي تمتلكها عائلة سعود ..

المدير هذا يدعمني ويؤكد أنه سيقف بصفّي وبكل قوة ..

الحمد لله ..



لكن المعاملة مازالت تسير ببطء قاااااااااتل ..

--------
(( الجزء الرابع عشر " من يقتلُ من ْ ؟ " ))
- شريطُ ذكريات -






****


هذا المديرُ يُقدّرُ عملي ..


يذكرني بعميد الكلية الذي كان يقرأ مستقبلي ..

وبالعم فالح الذي يبحث عني في قنوات التلفزيون ..

وبنظرات والديّ قبل ذلك ..

وبزملائي في الكلية الذين وبعد أن ألقيت كلمة الخريجين نيابة عنهم , كان الكل يهنئني , ويقول :

" قد تعود لتلقي الكلمة هنا ولكن كشخص مسؤول "

في كلمة الخريجين ..

تحدثتُ عن رؤيتي الجديدة للتعليم .

عن وجوب الخروج من النمطية القاتلة .

عن الأساليب المناسبة لقراءة قدرات كل طالب .

وكيف لايكون الفصل معتقلا ..

وكيف يكون الحضور إلى المدرسة بمقدار قوة الانطلاق في نهاية اليوم الدراسيّ ..

بدا لي أنني أملك حلا لكل هذا , وأمورًا أخرى لاتقلّ أهمية ..

كيف نعيد نظرة المجتمع للمعلم إلى صوابها ؟؟

كيف نوازن بين حقوق المعلم وواجباته ؟؟

كيف يتمسك المعلم باتزانه حتى خارج سور المدرسة ؟؟

وكيف نقتل سلبيات المجتمع ؟؟

وكيف نعيدُ الحياة إلى الحبل الواصل بين المدرسة والمجتمع ؟؟

أشياء كثيرة كثيرة ..

لكن .. أريد مساحة .

أو اتركوني أخلق مساحة بنفسي دون أن يعمل الكل ضدّي ..

وأكاد أجزم أنني لستُ وحدي من يملك الطاقة ويرغب في التغيير للأفضل .

في فترة دراستي للثانوية العامة رُشحتُ لتمثيل المملكة خارجيا ..

كنتُ الوحيد على مستوى المملكة في المجال الأدبي ..

حققت مع ثلاثة زملاء ٍ أصحاب مواهب مختلفة نجاحا غير مسبوق في مصر ..

وكرمنا الأمين العام للجامعة العربية وحرم رئيس جمهورية مصر ..

كنا البعثة الأفضل من بين الوفود العربية جميعها ..

لكننا عدنا وعاملونا هنا كأن مهمتنا انتهت هناك ..

نحن بحاجةٍ إلى من يقف بجانبنا ..

المواهب ُ نادرة ..

وأنتم لديكم المواهب الأفضل ..

غير أن الدول الأخرى عملت على صقل مواهب أبنائها وسد النقص فيها ..

وتبنى القطاع الخاص عندهم عددا من المواهب الصغيرة ..

وهم تفوقوا الآن بالتأكيد .

ونحن الذين حققنا كل شيء هناك ..

عدنا ..

لنجد من يعمل ضدنا ..

حتى في مدارسنا لم نجد من يشرح لنا دروس الفترة التي مثلنا فيها الوطن !!

وحصدنا له الإنجاز الكبير ..

نعم كُرّمنا هنا ..
واحتفوا فينا بعد وصولنا ..
وبعد ذلك انتهى كلّ شيء ..




للأسف ..

المواهب هنا تموت ..

ولا أدري ..

(( من يقتلُ من ْ ؟؟ ))


وقد نستيقظُ يومًا على واقع أكثر إيلامًا ..


لكنني متأكدٌ أن الوطن بحاجة ماسة للموهوبين من أبنائه ..


وأنّ وأد موهبة طعنةٌ في ظهر الوطن ..







العام الثالث يمرُّ سريعًا ..

ومعاملةُ الإعادة تزحف في عامها الثالث !!!

كيف لو لم يكن الترشيح بناءً على رغبة عمادة الكلية ؟؟؟


****

الجزء القادم هو الأخير ( نهاية البداية )

الموعد : السبت القادم 28/11/1428هـ

محبكم / صمت الرماد . ورده ورده ورده ورده



اضافة رد مع اقتباس
  #11  
قديم 06/12/2007, 11:42 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 12/10/2007
المكان: الرياض
مشاركات: 311
اي والله هذا اللي الحيين حاصل
اضافة رد مع اقتباس
  #12  
قديم 06/12/2007, 03:27 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ڪـيــف الـζــآل ؟
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 03/11/2005
مشاركات: 5,652
متابع عن بعد ..

متأكد إن الجزء الاخير فيه فرج ... مدري ليه ..؟

إحساس شاعري ........!

الله يهون عليكــ ويفرحنا بصبركــ ...!
اضافة رد مع اقتباس
  #13  
قديم 08/12/2007, 12:33 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 29/11/2002
المكان: جوار نجمة ..!
مشاركات: 1,314
إقتباس
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ][the best][
متابع عن بعد ..


متأكد إن الجزء الاخير فيه فرج ... مدري ليه ..؟

إحساس شاعري ........!


الله يهون عليكــ ويفرحنا بصبركــ ...!


إن شاء الله ..

الصورة ستتضح تماما بعد قليل ..

شكرا جزيلا لك
اضافة رد مع اقتباس
  #14  
قديم 06/12/2007, 09:39 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 29/11/2002
المكان: جوار نجمة ..!
مشاركات: 1,314
بإذن الله لي وقفة مطولة مع ردودكم الجميلة ..
اضافة رد مع اقتباس
  #15  
قديم 06/12/2007, 10:38 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 13/12/2006
المكان: قوف القارب الخشبي وسط امواج البحار...
مشاركات: 154
عزيزي صمت ....

من رائع إلى أروع هكذا عهدناك

روعتك تطغى على الكل من جزء لجزء
إقتباس
هذا المديرُ يُقدّرُ عملي ..
يذكرني بعميد الكلية الذي كان يقرأ مستقبلي ..
وبالعم فالح الذي يبحث عني في قنوات التلفزيون ..
وبنظرات والديّ قبل ذلك ..
وبزملائي في الكلية الذين وبعد أن ألقيت كلمة الخريجين نيابة عنهم , كان الكل يهنئني , ويقول :
" قد تعود لتلقي الكلمة هنا ولكن كشخص مسؤول "

جميعهم عزيزي يعلمون ماتملك حتى اذا كنت انت لا تعلم

وبالتأكيد انك تعلم من انت

إقتباس
في كلمة الخريجين ..
تحدثتُ عن رؤيتي الجديدة للتعليم .
عن وجوب الخروج من النمطية القاتلة .
عن الأساليب المناسبة لقراءة قدرات كل طالب .
وكيف لايكون الفصل معتقلا ..
وكيف يكون الحضور إلى المدرسة بمقدار قوة الانطلاق في نهاية اليوم الدراسيّ ..
بدا لي أنني أملك حلا لكل هذا , وأمورًا أخرى لاتقلّ أهمية ..
كيف نعيد نظرة المجتمع للمعلم إلى صوابها ؟؟
كيف نوازن بين حقوق المعلم وواجباته ؟؟
كيف يتمسك المعلم باتزانه حتى خارج سور المدرسة ؟؟
وكيف نقتل سلبيات المجتمع ؟؟
وكيف نعيدُ الحياة إلى الحبل الواصل بين المدرسة والمجتمع ؟؟
أشياء كثيرة كثيرة ..
لكن .. أريد مساحة .
أو اتركوني أخلق مساحة بنفسي دون أن يعمل الكل ضدّي ..
وأكاد أجزم أنني لستُ وحدي من يملك الطاقة ويرغب في التغيير للأفضل .

تقول تريد المساحه .... مِن مَن تريدها ؟

من مدير حاقد .... أم من إدارة التعليم التي تتعامل مع الدير الذي تحب ....

أم من الوزارة التي لم تتخذ أي اجراء حيال المدير عندما رفض ذاهبك للوزارة وقام بالخصم عليك أيضا ....

أعتقد انها وزارة ( الماعارف ) لا وزارة التربية والتعليم

إقتباس
في فترة دراستي للثانوية العامة رُشحتُ لتمثيل المملكة خارجيا ..
كنتُ الوحيد على مستوى المملكة في المجال الأدبي ..
حققت مع ثلاثة زملاء ٍ أصحاب مواهب مختلفة نجاحا غير مسبوق في مصر ..
وكرمنا الأمين العام للجامعة العربية وحرم رئيس جمهورية مصر ..
كنا البعثة الأفضل من بين الوفود العربية جميعها ..
لكننا عدنا وعاملونا هنا كأن مهمتنا انتهت هناك ..
نحن بحاجةٍ إلى من يقف بجانبنا ..
المواهب ُ نادرة ..
وأنتم لديكم المواهب الأفضل ..
غير أن الدول الأخرى عملت على صقل مواهب أبنائها وسد النقص فيها ..
وتبنى القطاع الخاص عندهم عددا من المواهب الصغيرة ..
وهم تفوقوا الآن بالتأكيد .
ونحن الذين حققنا كل شيء هناك ..
عدنا ..
لنجد من يعمل ضدنا ..
حتى في مدارسنا لم نجد من يشرح لنا دروس الفترة التي مثلنا فيها الوطن !!
وحصدنا له الإنجاز الكبير ..
نعم كُرّمنا هنا ..
واحتفوا فينا بعد وصولنا ..
وبعد ذلك انتهى كلّ شيء ..
للأسف ..
المواهب هنا تموت ..
ولا أدري ..
(( من يقتلُ من ْ ؟؟ ))

عزيزي بكل بساطة هم يحترمون الموهبه والعقلية الذكية لاسيما إذا انتبهوا لها من الصغر
بل يحرصون على ذلك
أما نحن ... أو لأقول المسؤولين لدينا فكما قلت ( من يقتل من )

عزيزي لك ان تفتخر .....
الموهوبون في الدول الاخرى يحققون وينجزون وذلك بدعم من الحكومه والقطاع الخاص
أما انت وغيرك من الموهوبين لدينا يحققون وينجزون وذلك بمجهودهم وحدهم بعد عناية الله


إقتباس
وقد نستيقظُ يومًا على واقع أكثر إيلامًا ..
لكنني متأكدٌ أن الوطن بحاجة ماسة للموهوبين من أبنائه ..
وأنّ وأد موهبة طعنةٌ في ظهر الوطن ..
العام الثالث يمرُّ سريعًا ..
ومعاملةُ الإعادة تزحف في عامها الثالث !!!
كيف لو لم يكن الترشيح بناءً على رغبة عمادة الكلية ؟؟؟


عزيزي دائما ما نسمع ونشاهد موهوبين عرب تعرض عليهم جنسيات اخرى وذلك لا لشيء

ولكن هذه الدول تعلم كل العلم أن هذا الشخص ذكرا أو انثى سيخدم الدوله في المجال الذي هو مبدع فيه .....

يعني بكل بساطة (( لا حياة لمن تنادي ))


ويعطيكو العافيه
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:31 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube