نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يفتخر الشعب الألماني وحتى يومنا هذا بأنهم أصحاب الفضل الأول في معرفة الأمريكيين لما يُسمّى بـ " التفكير " ، ومن المعروف بأنه بعد الحرب العالمية وسقوط النظام النازي وأبان اشتعال الحرب الباردة بين أمريكا والسوفيت تصاعدت حدة الأكتشافات العلمية لدرجة التباهي فيها بين امريكا والأتحاد السوفيتي ، وفي طريف ما يروى أثناء ذلك أن السوفييتيين إندهشوا أكثر من مرة لتفوّق العلم الأمريكي عليهم ، وقد تسائلوا عن ذلك في أكثر من مناسبة مع الأمريكان والذين أجابوهم : ( أن العلماء الألمان الذين هاجروا إلى أمريكا كانوا ببساطة في فضاء أرحب فكراً من العلماء الألمان الذين استقروا في الاتحاد السوفيتي )!.

و قد كان العالم " ألبرت أينشتاين " الماني من أصل يهودي صاحب عبقرية محيّرة في منظور العلماء وهو ما دفعهم للأحتفاظ بدماغه بعد وفاته حيث تم فحصها لمعرفة ما يميّز هذا العالم عن غيره من سائر البشر ، و " إينشتاين " الذي اشتهر بوضع النظرية الخاصة والعامة واللتان حققتا له شهرة إعلاميه منقطعة النظير وأوصلتاه لنيل جائزة نوبل في الفيزياء كان يردّد وهو في قمة عطاءه العلمي (( أهم شيء هو أن لا تتوقف عن التساؤل )) وكان يؤمن ايماناً مطلق بأن الغموض هو أجمل شيء بالوجود بل أنه يرى في الغموض مصدرا للفن و العلوم ، كما أنه كان يؤكد بأن العلم ليس سوى إعادة الترتيب للتفكير اليومي وجازماً على أن أقدس ما في الحياة هو الحدس أو الفكرة اللامعة ، معلّـقاً على عظمة موهبته بأنه ليس سوى فضولي دفعه التفكير للبحث عن الحرية خارج محيطه.

وكما يقولون أنه في يوم من الأيام قد طرق الرقي باب أُمّة من الأمم يسأل عن عنوان الفكر الحر ، فإن وجده بقى و إلا مضى، وقد ربط الروائي العربي توفيق الحكيم الفكر بالإرادة الحرة قائلا : أن الفكر الذي يلتزم ينقلب إلى عمل و العمل إرادة حرة ، كما وصف إفلاطون الصنف الذي لا يفكر من الناس بالمجانين والصنف الذي لا يريد التفكير بالمتعصبين والصنف الذي لا يجرؤ على التفكير بالمستعبدين ، وتاريخنا العربي والاسلامي كان حافلا بالعطاء على مختلف العلوم بل أن علومنا كانت مهداً وأساسا لحضارات الغرب التي نهلت من فلسفة ابن خلدون ، ونظريات الحسن بن الهيثم ، وعلوم إبن سينا ، والكثير ممن حفروا على صخور الفكر ذكرهم الخالد ، و المعتمد على اتساع سبل الحرية وتوفير مناخها الذي قد يكون سببا لاتساع الفجوة حاليا بيننا وبين الذين ( نهلوا منـّا وسبقونا ) .

تحياتي ....