19/10/2007, 01:33 AM
|
زعيــم متألــق | | تاريخ التسجيل: 13/04/2007 المكان: في قلب سآمي
مشاركات: 1,414
| |
رمضــــــان والرحــيل المـر أرأيتم لو أن ضيفًا عزيزًا ووافدًا كريمًا حبيبًا حلَّ في ربوعكم، ونزل بين دياركم، وغمركم بفضله وإحسانه، وأفاض عليكم من بره وامتنانه.. أحبكم وأحببتموه، وألفكم وألفتموه.. حتى إذا تعلقتم به، ثم حان وقت فراقه، وقربت لحظات وداعه، فبماذا عساكم مودعوه؟ وبأي شعور أنتم مفارقوه؟خليليّ شهر الصوم زُمَّت مطاياه.. ... ..وسارت وفود العاشقين بمسراهفيا شهر لا تبعد لك الخير كله.. ... ..وأنت ربيع الوصل يا طيب مرعاهمساجدنا معمورة في نهـاره.. ... ..وفي ليله والليل يحمـد مسـراهعليك سـلام الله شهر قيامنا.. ... ..وشهر تلاقينا بدهـر أضعــناه دهاك الفـراق فما تصنع.. ... ..أتصبر للبين أم تجــزعإذا كنت تبكي وهم جيرة .. ... ..فكيف تكون إذا ودعوا هاهي أمة الإسلام تودع شهر رمضان، رمضان الذي كنا بالأمس القريب نستقبله، وهانحن وبهذه السرعة نودعه، مرَّ علينا وكأنه دقائق أو بضع ساعات، وكأني بك تسمع قول الله وهو يحذر المؤمنين من الفوات ويستحثهم على اغتنام الأوقات؛ فيقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ)[البقرة: 183، 184].ومرت الأيام المعدودات وكأنها غمضة عين أو ومضة برق، ولم يبق إلا سويعات وإنها والله مصيبة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. لقد عزم رمضان على الرحيل، وشمر عن ساق، وآذن بوداع وانطلاق، فقوضت خيامه، وتصرمت أيامه، وأزف رحيلهوانتقاله، ولم يبق لنا منه إلا سويعات، فلا حول ولا قوة إلا بالله. مضى رمضان: مضى الشهر الذي شرفه الله وعظمه، ورفع قدره وكرمه، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر الرحمة والعفو والغفران. شهر أنزل الله فيه كتابه، وفتح للتائبين العائدين فيه بابه، فلا دعاء إلا مسموع، ولا عمل إلا مرفوع، ولا خير إلا مجموع، ولا شهر إلا مدفوع ممنوع. |