هذا الموضوع يتكلم عن الجملة التى يرددها كثير من الرجال
النساء ناقصات عقل ودين
ويفسرونها بغير معنا الحقيقي
( سؤال : هل النساء اقل فى المستوى العقلي من الرجال ؟ هل هذا صحيح ؟؟ )
لنرى جواب السؤال من الناحية الدينية والعلمية
لنبدا بالحديث : حديث ناقصات عقل ودين
drawGradient()
هذا الحديث رواه الشيخان (البخاري ومسلم) وأصحاب السنن ،
وهو صحيح الإسناد والمتن .
وسوف نكتفي برواية مسلم ،
فقد روى رحمه الله في صحيحه في باب الإيمان
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : { يا مَعْشرَ النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن الاستغفار ، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار .
فقالت امرأة منهن جَزْلة : وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟
قال : تُكْثِرْنَ اللَّعن ، وتَكْفُرْنَ العشير ، وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ
لذي لبٍّ مِنْكُن .
قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟
قال : أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل ، فهذا نقصان العقل ، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي ، وتُفطر في رمضان ، فهذا نقصان الدين } .
ومعنى الجَزْلة: أي ذات العقل والرأي والوقار ،
وتَكْفُرْنَ العشير: أي تُنكرن حق الزوج .
ولا يمكن فهم هذا الحديث بمعزل عن آية الدَّيْن التي تتضمن نصاب الشهادة ،
وذلك في قوله تعالى : { واستَشْهدوا شهيدين من رِجالِكم ، فإن لم يكونا رَجُلَيْن فرَجُلٌ وامرأتان مِمَّن تَرضَوْن من الشُّهداء ، أنْ تَضِلَّ إحداهما فَتُذَكِّرَ إحداهما الأخرى } البقرة282 .
فالعلاقة بين هذه الآية والحديث وثيقة الصلة ، بل يكاد الحديث يُحيلنا إلى الآية صراحة .
الفهم الخاطئ للحديث والمناقض للواقع
من الواضح أن الذين يتهمون الإسلام بأنه ينتقص من عقل المرأة قد بنوا أفكارهم على الحديث السابق .
فقد فهموا منه أن النساء ناقصات عقل ، أي أن قدرات النساء على التفكير هي اقل من قدرات الرجال .
وهذا جرياً على المعنى الدارج للعقل من انه عضو التفكير ، ولسان حالهم يقول بان جهاز التفكير عند المرأة اضعف من جهاز التفكير عند الرجل ،
وان هذا ينطبق على أية امرأة وعلى أي رجل في الدنيا .
ولكن الحديث نفسه ، وجرياً على هذا المفهوم ، يبين أن المرأة لا تقل في عقلها عن الرجل من حيث أنها ناقشت الرسول ،
وأنها جزلة أي ذات عقل وافر ، ومن حيث أن الواحدة منهن تَذهب بعقل اللبيب أي الوافر العقل .
فكيف تَذهب بعقله إذا لم تكن أذكى منه أو انه ناقص عقل على اقل الاحتمالات؟ .
بالإضافة إلى ذلك فان الإسلام يعتبر أن المرأة والرجل سواء أمام التكاليف الشرعية من حيث الأداء والعقوبة ،
فلو كانت المرأة ناقصة عقل ، فكيف يكون أداؤها وعقوبتها بنفس المستوى الذي للرجل ،
فهذا ينافي العدل الذي يتصف به الله وينادي به الإسلام .
فناقص العقل لا يُكلَّف بمثل ما يكلف به من هو اكمل منه عقلاً ،
ولا يُحاسب بنفس القدر الذي يُحاسب به ، على فرض أن الرجل اكمل عقلاً من المرأة .