نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

السهل الممتنع

(الهيئة) .. وهل يخفى القمر ؟!

صالح السليمان

مَن لا يعمل لا يخطئ.. ومن العدل عندما نقيّم عمل شخص أو جهة ما أن نذكر حسناته بجانب أيّ سيئات أو أخطاء تكون قد صدرت منه.. أما تصيُّد الزلات وتكبير الهفوات وحجب الإنجازات والإيجابيات فهو ديدن القاسطين وغير المنصفين..

* ويعظم الخطب ويعمّ الكرب إذا وصل التجاوز والتضليل إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجالها المتطوعين لأداء شعيرة عظيمة صنّفها بعض أهل العلم الركن السادس في الإسلام.. قال تعالى : (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ).. والهيئة ليست مشروعا أهلياً، بل هيئة رسمية محسوبة على الدولة.. ومنحت كامل الثقة لممارسة مهامها في حماية المجتمع وحراسة الفضيلة ومحاربة الرذيلة.

* ومَن يشكّك في جدوى وجود الهيئة فليفتح صفحة المحليات في أيّ جريدة، وليَرَ كم أزالوا من أوكار للدعارة، وكم فكّكوا من معمل لصناعة الخمر والمسكرات، ويكفي دورهم المشهود في حماية الأعراض والأخلاق والمحافظة على العائلات والنساء من تحرُّشات الفسقة والمعاكسين.. ومن يتخذ موقفاً (معلباً) وسلبياً ضد الهيئة فلن تسلم من تسلُّطه ولو طوَّقت الهيئة عنقه بمعروفها وجميلها.. فهذا كاتب صحفي بلغ من العمر عتياً يكتب في صحيفة تهتم بالشأن الرياضي!!.. ينتقد الهيئة ويزعم أنهم يرعبون العائلات!.. وهو سبق أن كتب مقالة يشكر فيها الهيئة لأنها أنقذت ابنته وسترت عليها!.. والآن يقلب لهم ظهر المجنّ وينسى فضلهم عليه !.

* وفي جانب حماية الأعراض تحضرني حادثة، وهي أن إحدى مدارس البنات (القريبة من منزلي) ابتليت بمجموعة من الشباب الطائش والمراهق اعتادوا على إيقاف سياراتهم في طريق المعلمات والطالبات عند انصرافهن من المدرسة ليتحرشوا بهن بالكلام ورفع صوت الأغاني.. ولم تدّخر مديرة المدرسة سبيلاً لإبعادهم، وأجرت اتصالات بجهات مختلفة ولم يُجدِ هذا.. واقترحت عليها معلمة الاتصال بهيئة الأمر بالمعروف وإبلاغهم وفعلت.. ومن الغد أطبقت الهيئة على هؤلاء الشباب في مكانهم وطالبتهم بالابتعاد وعدم تكرار مضايقة منسوبات المدرسة.. ومن الغد اختفى هؤلاء مع سياراتهم.

* الهيئة تتعرَّض إلى تمييز ومعاملة غريبة من نوعها من بعض الإعلاميين وبعض الوسائل الإعلامية.. فعندما يحدث خطأ من جهة حكومية ما.. مثلاً: وزارة الصحة (خطأ طبي) ، أو وزارة التربية والتعليم (اعتداء معلّم على تلميذ)، أو غيرهما من الوزارات.. فإن هذا الخطأ يُعالج ويتعامل معه إعلامياً كحادثة فردية دون المساس بالوزارة.. وفي حالة الهيئة تنطلق الاتهامات إلى أصل العمل، وتحمل الهيئة بكاملها هذا الخطأ الفردي، وهذه قسمة ضيزى.. فما بالك عندما تكون الاتهامات أصلاً غير صحيحة، ولا تعدو أن تكون ادعاءات فارغة كأصحابها.. وفي نفس هذه الإشكالية علّق رجل الهيئة الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز بقوله: (الهيئة جهاز حكومي، والدولة تتابع أجهزتها، وفيها رجال يقدّرون المسؤولية ومؤمنون بالله ويعرفون واجبهم، فلا يمكن أن يقبلوا هذا الأمر، وإن حدث شيء فيجب أن نحصره على خطأ أفراد، وليس على جهاز بأكمله) .

* عندما نريد تقييم أهمية وجود شيء أو مدى ضرورته فلنتصوّر عدم وجوده.. إذن لو زالت الهيئة سنتلافى هذه الأخطاء التي قد تصدر من بعض منسوبيها.. وفي المقابل سنخسر جميع إنجازات ومنافع وجودها، ناهيك عن تعطيل شعيرة من شعائر الله.. وبهذا المنطق فلنمنع السيارة والطيارة ونوقف استخدامهما؛ لأنه يحصل منهما حوادث وإصابات.. وأختم تعليقي بقول رجل الهيئة الأول الأمير نايف بن عبد العزيز: (إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهاز قائم منذ أُسِّست الدولة، وركن من أركان الإسلام يجب أن يبقى ويجب أن يُعزَّز ويُطوَّر) .