![]() |
نهر الحسنات الجاري نهر الحسنات الجاري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي يعطي الكثير على القليل ، ويتفضل على العمل الصغير بالأجر الكبير ، وينظر إلى القلوب والأعمال ، ولا ينظر إلى الصور والأموال ، وهو العظيم القدير ، والصلاة والسلام على البشير النذير ، والسراج المنير ، خير هادٍ وأقومِ دليل ، ما من خير إلاَّ ودلَّ عليه ورغَّب فيه وسابق إليه ، وهو لذلك أهل ، فالله أعلم حيث يجعل رسالته ، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد : يا باغي الخير أقبل ! فهذا ميدانك العظيم يناديك ، ويفتح ذراعيه لك ... فها هي الصدقات الجارية التي يجري نفعها لك ما جرت منفعتها لغيرك .. توقعها مرَّة ، فيقع لك أجرها كلَّ مرَّة ! فعن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ :" أربعٌ من عملِ الأحياء تجري للأموات : رجلٌ تركَ عقبًا صالحًا يدعوا لهُ ينفعُهُ دعاؤهم ، ورجلٌ تصدقَ بصدقةٍ جاريةٍ من بعده لهُ أجرها ما جرت بعدهُ ، ورجل علَّم علمًا فعمل به من بعده ، له مثلُ أجرِ من عمل بهِ من غير أن ينقص من أجر من يعملُ به شيءٌ " وهكذا هِمَّتك ـ أيُّها التاجر الماهر ـ لابدَّ أن ترتقي لتحوز الأجر المستمر والثواب المتصل الذي لا ينقطع أجره ولا يمتنع برُّه لمرَّةٍ واحدة فقط كغيره من الأعمال ، بل يتتابع فيه الأجر ويتعاقب فيه الثواب ، لتغنمه جميعًا في يوم الجزاء والحساب . فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ :" إذا مات الإنسان انقطع عمُلُه إلا من ثلاث ؛ صدقةٍ جاريةٍ ، أو علمٍ ينتفعُ به ، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له " وها أنت ـ ترى بعين بصرك وبصيرتك ـ سعة رحمة الله بنا ، ومبلغ فضله علينا ، يوم فتح لنا باب الغنيمة من الأجور العظيمة التي تتهادى كالزهور في زهوٍ وألقٍ بين عيون كلِّ مسدَّدٍ وموفق ، ويعمى عنها من أسكرته الغفلة وكبلته الزلَّة ، ومن وقع في فخِّ المعصية تكبَّلت قدمه بقيود الخذلان والحرمان عن الطاعة والإحسان ، والمهدي من هداه مولاه ، فلا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله ! واهًا على أحوالِ قومٍ أعرضوا عن بابكم كم فاتهم خيراتُ يا معرضين عن الكريمِ تعرَّضوا فلربِّكم في دهركم نفَحاتُ عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ :" افعلوا الخيرَ دَهركم ، وتعرَّضُوا لنفَحاتِ رحمةِ الله ، فإنَّ لله نفحاتٍ من رحمته ، يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلُوا الله أن يسترَ عوراتكم ، وأن يُؤمِّن روعاتِكم " وبين يدي كلِّ عاملٍ خاملٍ يوم الحسرة والتغابن الذي يندم فيه على تفريطه ، ويتبرَّم فيه من عجزه ، ويتألم فيه على تقصيره ، ومما فاته من بذر الخير الذي كان في متناول يده ، فأضاعه في زمن الغرس ، وجناه ألمًا وندمًا في يوم الحصاد ! قال تعالى : { يوم يتذكر الإنسان وأنَّى له الذكرى . يقول يا ليتني قدَّمت لحياتي } وقال تعالى :{ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون . أن تقول نفسٌ يا حسرتى على ما فرَّطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين . أو تقول لو أنَّ الله هداني لكنت من المتقين . أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرَّة فأكون من المحسنين } وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ :" أفضلُ المؤمنين أحسنُهُم خُلقًا ، وأكيَسُهُم ـ أي ؛ العاقل الأريب ـ أكثرهُم للموتِ ذِكرًا وأحسنُهُم له استعدادًا ، أولئك الأكياسُ " وإليك ـ أيها الرائي ـ بعض الصور المشرقة من الصدقات الجارية التي ينبغي لكل مسلم أن يأت بها ولو مرَّة واحدة في العمر ليكون من أهلها ، فما لا يدرك كُلُّه ، لا يترك جُلُّه . عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ :" إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحدٌ إلاَّ غلبه ، فسددوا وقاربوا وابشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدُّلجة " والناس في هذا الميدان ما بين مُقبلٍ ومدبر ، ومستقل ومستكثر ، ومسترسل ومستحسر ، فالعاقل يغنم ما يقدر عليه مما وقع تحت يديه ، لأنَّه في مهمَّة عمل ورحلة استكثار من العمل الصالح الذي تُستجلب به رحمة الرحيم الرحمن ، وتُستدفع به نقمة العزيز الجبَّار .. وقد جمعت من سبل الصدقات الجارية ما أرجو أن يكون في متناول أيدي الجميع أغنياء وفقراء ، أقوياء وضعفاء ، ذكورًا ونساء ، وليس لأحدٍ عذر في ترك العمل الصالح ، وإن كان يسيرًا ، وفي أعين البعض صغيرًا وحقيرًا ! عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ : " إنما العلم بالتعلُّم ، والحلم بالتحلُّم ، ومن يَتحرَّ الخيرَ يُعطه ، ومن يتوقَّ الشرَّ يُوقه " فهاهو البحر الهادر بين يديك ، فغص لُججه ، واقتحم ثبجه ، واجمع كنوزه ودرره ، ومعدنه وجوهره ، وليكن لك في كلِّ مرَّة كرَّة ، وفي كلِّ جرَّةٍ قطرة ، ولا تكن من الخوالف فتدركك المتالف ، والله المستعان على كلِّ حال . كنوز من الصدقات الجارية : 1* منيحة الغنم أو البقر أو الإبل للفقراء ليستفيدوا من وبرها ولبنها وروثها . فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ :" ألا رجلٌ يمنحُ أهل بيتٍ ناقةً ، تغدو بِعسٍّ ـ القدح الكبير ـ وتروح بِعسٍّ ؛ إن أجرها لعظيم " وعن ابن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ :" أربعون خصلةً أعلاهنَّ منيحةُ العنز ، لا يعملُ عبدٌ بخصلةٍ منها رجاءَ ثوابها ، وتصديق موعودها ، إلاَّ أدخله الله الجنَّة " 2* حفر الآبار في المناطق التي تحتاجها كالبوادي والقرى ، أو تعميق ما غارت مياهها ، وبناء ما تهدَّم من جدرانها . فعن جابر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ :" من حفر بئر ماءٍ لم يشرب منه كبدٌ حرَّى من جنٍ ولا إنسٍ ولا طائرٍ إلا آجره الله يوم القيامة " 3* شراء الدراجات الهوائية والنارية [ الدبابات ] للدعاة الذين يتجولون بها في الغابات والأحراش ـ كما في أدغال إفريقيا ـ لنشر دين الإسلام . 4* توزيع الخيام على البدو الرُّحَّل بدلاً عن بيوت الشعر المتهالكة التي لا تدفع حرَّا ولا تمنع قرَّا . 5* مدّ شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب في القرى والأماكن المحتاجة لها . فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ :" تبسُّمكَ في وجه أخيك لك صدقةٌ ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقةٌ ، وإرشادك الرَّجلَ في أرض الضَّلالِ لك صدقة ، وبصرُكَ للرجل الرَّديء البصرِ لك صدقةٌ ، وإماطَتك الحجرَ والشَّوك والعظمَ عن الطريق لك صدقة ، وإفراغُكَ مِن دَلوِكَ في دلوِ أخيكَ لك صدقةٌ " 6* إجراء الأنهار وتصريف الأودية والينابيع وتوصيل قنواتها للمزارع والبيوت بشقِّ الأخاديد وتمديد الأنابيب الموصلة لها لمن ينتفع بها . 7* تجهيز ورش عمل للميكانيكا أو الحدادة أو النجارة أو الألمنيوم وتشغيل العمالة المناسبة الفقيرة فيها ليكون ريع الورشة لهم . 8* إهداء بعض النساء الفقيرات ماكينات خياطة وتطريز لتعمل عليها وتستفيد من دخلها . 9* إعطاء الفقراء بعض أدوات الزراعة كالحرَّاثات والحصَّادات والمناجل ، وخيرٌ من ذلك البذور والشتلات التي تنتج مرَّة من بعد مرَّة . 10* تركيب دارات كهربائية [ مواتير ] ضخ المياه على بعض الآبار المشاعة أو لبيوت بعض الفقراء . 11* فرشُ المساجد بالفراش المناسب لها . 12* تركيب براَّدات المياه الداخلية والحافظات بالمساجد ليشرب منها المصلون في تلك المساجد . فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ :" في ابن آدم ستون وثلاثمائة سلامى أو عظم أو مفصل ، على كل واحد في كل يوم صدقة ، كل كلمة طيبة صدقة ، وعون الرجل أخاه صدقة ، والشربة من الماء تسقيها صدقة ، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة " 13* وضع كاسات المياه وأكواب الشراب على برادات المياه . 14* وضع أباريق الوضوء في المساجد التي لا يوجد بها مياه في صنابير . 15* بذل المناديل الورقية بالمساجد . 16* تعليق حوامل الكتب ولوحات الإعلانات عن المحاضرات والندوات والأنشطة الدعوية في المساجد 17* توفير لوازم المساجد من المكيفات ومكبرات الصوت و الساعات وغيرها . 18* حفر القبور للموتى ودفنهم فيها . فعن أبي رافع ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ :" من غسَّل مسلمًا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرَّة ، ومن حفر له فأجنَّه أجرى عليه كأجر مسكنٍ أسكنه إياه إلى يوم القيامة ، ومن كفنه كساه الله يوم القيامة من سندس وإستبرق الجنَّة " 19* تجهيز لبنات القبور ووضعها في المقابر حتى يستفاد منها عند الحاجة إليها . 20* التبرع بالأرض كطريق للمسلمين يعبرون منها بأقدامهم أو مركباتهم . 21* التبرع بالأرض لجمعية خيرية أو هيئة شرعية لتبنى عليها مقرُّها أو بعض منافعها . 22* التبرع بالأرض لتكون مقبرة للمسلمين يدفنون فيها موتاهم . 23* التبرع بالأرض للفقراء والمساكين ليبنوا عليها منازلهم . 24* التبرع بالأرض للفقراء ليغرسوها ويستفيدوا من زرعهم فيها . فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : أنَّ النبيَّ ـ ـ خرجَ إلى أرضٍ تهتزُّ زرعًا ، فقال :" لمن هذه ؟! " فقالوا : اكتراها فُلانٌ . فقال ـ : " أما إنَّه لو منحها إيَّاهُ كان خيرًا لهُ مِن أن يأخُذَ عليها أجرًا معلومًا " 25* التبرع بالأرض لبناء مسجد عليها . 26* التبرع بالأرض لتكون مواقف سيارات للمسلمين يضعون فيها مراكبهم . 27 التبرع بالأرض لتكون مصلى للعيد و صلاة الاستسقاء . 28* التبرع بالأرض ليُبنى عليها مستشفى أو مدرسة أو دائرة تقوم على تقديم الخدمة للمسلمين . 29* وقف الأرض على بعض المجالات الخيرية ليستفاد من ريعها في مصالح المسلمين . 30* التبرع بقوارب بحرية أو شباك صيد لبعض صائدي الأسماك . 31* شراء الملابس الجديدة وتوزيعها على مستحقيها من الفقراء والمحتاجين وخصوصًا عند حلول العيد أو بداية العام الدراسي . 32* التصدق بالملابس القديمة المستهلكة على أهل الحاجة بعد غسلها وكيِّها وتجهيزها للاستخدام مرَّة أخرى . 33* خياطة الملابس في البيوت وإرسالها إلى النساء أو الأيتام المحتاجين . 34* فرش بيوت الفقراء بالفراش المناسب لهم . 35* تجهيز بيوت الفقراء بما يحتاجون إليه من أثاث ولوازم كالسرر وأدوات الطبخ والخزانات [ الدواليب ] . 36* التصدق للفقراء بالثلاجات والغسَّالات والسخانات وأدوات الكي وأجهزة التدفئة في المناطق الباردة ، والمكيفات المبردة في المناطق الحارة . 37* إدخال السرور على أطفال الفقراء بإهدائهم لعب الأطفال الخالية من المخالفات الشرعية ولو كانت مستخدمة . 38* توزيع الخمار الشرعي والعباءات الساترة على النساء في البلدان التي تعاني من تبرج و تهتك وسفور . 39* توفير لوازم دور التحافيظ النسائية المختصة بتدريس القرآن والسنَّة بمثل الكراسي والسبورات والأقلام وغيرها مما تحتاجه تلك الدور . 40* بناء السدود وحواجز المياه الترابية والخرسانية في المناطق التي تعاني من شح المياه الجوفية . |
جزاك الله خيرا |
الله يجزاك خير |
أكملت من الابداع الى القمم جزاك الله خير |
جزاك الله خير يالغالي . . |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:36 PM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd