اللقطة الأولى كانت فرحة اللاعب البرازيلي رودريقاو الفن بالهدف الثاني حين قام وبحركة استعراضية احتفالية بتقليد دور الاسكافي وتلميع بوت اللاعب طارق التايب (صانع تمريرة الهدف) اعترافاً بمهارته ثم اختلس قبلة خاطفة للبوت .

طبعاً لم يصدق الاعلام الأصفر والاقلام ذات الأفواه المريضة خبراً واهتبلوا فرصة لقطة اللاعب البرازيلي لتهويل الموضوع وربما تدويله وصرنا نقرأ معلقات ترثي الكرامة و تتهم اللاعب المحترف بتلويث عقول النشء و استهانته بتقاليد البلاد وتطالب بتطبيق أقصى العقوبات بحق اللاعب المذكور وكأن اللاعب قام مثلاً بتطبيق حركة التثليث لا سمح الله أو قام بتطبيق التحية النازية العنصرية ، و كأن عقول النشء في السعودية كما يثرثر البعض من الهشاشة وقلة التربية بحيث أن حركة اللاعب البرازيلي ستجعل معظم الأطفال لدينا يقومون بتقبيل أقدام بعضهم البعض عند تسجيل هدف ، وان تقبيل القدم سيصبح بديلاً لتقبيل الوجه في الملاعب والشوارع السعودية!!

من منطلق خصوصيتنا الثقافية نرفض كل تجاوز في التعبير ، ومن منطلق فهمنا لهذه الخصوصية لا نوافق المحترف البرازيلي على مبالغته في التعبير ، ولكن الله ايضاً امرنا بالعدل حتى مع الكفار (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا)، والعدل في هذا المقام يقتضي ان نفهم أن هذا اللاعب المحترف وغير المسلم غير ملم بالضرورة بثقافتنا وأعرافنا الماماً شمولياً يجعل من المشروع لنا أن نسارع بمعاقبته والمطالبة بايقافه كما طالب بذلك احمد المطرودي وعبدالعزيز السويد في قناة الرياضية للأسف الشديد! العدل هنا ان كان ثمة بقية من عدل في أحبار هؤلاء هو في تنبيه اللاعب لا في القفز مباشرة بانتهازية واضحة والمطالبة بوقفه بسبب انه يمثل الهلال !!