بسم الله الرحمن الرحيم






بكت اعين كثيرة و غسلت الدموع مدرجات البونيبيرا ستاد بوكاجونيورز الارجنتيني و في لقاءا لا
يتكرر مطلقا ودع فيه الجميع اسطورة مرت بكرة القدم و خلدت اسمها بكل قوة حيث يستحيل تكرارها
الا بمشيئة الله و هو خرافة كرة القدم دييجو ارماندو مارادونا ...
لم اكن اتصور مطلقا ان بطلا و نجما و عملاقا و فارسا يمكن ان ينهي في يوم من الايام و يترك عشقه
و عشقنا من دون رجعة و الى الابد ...
فمن يصدق بان دييجو ارماندو مارادونا توقف عن كرة القدم و ليته توقف في مباراة اعتزالية عادية
بل انهى حياته الكروية على طريقة الكبار و العظام و امام خمسين الف نتفرج هتفوا لاسطورتهم و
اسطورة العالم اجمع و بادلهم اسطورتهم الهتاف و كم تمنيت ان اهتف مع تلك الجماهير لتلك الخرافة
الصعبة التكرار و كم اقشعر بدني و انا ارى مارادونا العظيم يذرف الدمع مودعا كرة القد التي اوصلها
و اوصلته الى المجد .... و بدات كرة القدم في عام 1960 و باعتقادي انها انتهت في 10-11-2001
من وجهة نظري ...
فانه مارادونا ... نعم انه مارادونا ... لن استطيع ان اتحدث بالمزيد فانني و اردت الاستمرار في
الحديث و المديح لاصبحت بحاجة الى قاموس انقل منه العبارات لوقت الطويل و رغم ذلك لن اوفي
دييجو حقه ...
و لذا سنحاول ان نذكر ما مر في الثلاث ساعات الاخيرة من حياة دييجو الكروية المليئة
بالافراح و الدموع ....





ليلية وداع القمر امتلات بالنجوم

نعم فقد ودع دييجو كرة القدم وسط العمالقة الذين يتشرفون جيعا بانهم لعبوا في مباراة تعتبر الاخيرة
لاسطورة لا تتكرر ...
فقد شاهدنا نجوما اخرى صعبة التكرار ان لم تكن مستحيلة و بادلت دييجو الافراخ و الاحزان في
لحظات الوداع الاخير له في عالم المستديرة ..
فقد شاهدنا نجوما ذهبيين لم يصدؤوا عبر تاريخهم الطويل و ياتي في القمة اللاعب الاوروجوياني
انزو فرانشسكوي المثال الاعلى لاكبر اللاعبين في الجيل الحالي و شاهدنا فالديراما بتسريحته
الشهيرة من جديد و خريستو ستويشكوف هداف كاس العالم و الهداف الاروع في اوروبا في يوم من
الايام و كذلك ايريك كانتونا النجم الفرنسي الكبير و اضفل لاعب محترف مر على الملاعب الانجليزية
عبر الازمان و الارتكاز النادر الوجود لوثر ماتيوس الالماني الذي كان ندا عنديا لدييجو في يوم من
الايام اضافة الى نجم جديد البزوغ و هو خوان رومان ريكويلي و هو الذي نال شرفا خاصا في هذا
اللقاء سنذكره في نقطة منفردة اضافة الى نجوم منتخب الارجنتين الاروع في العالم الكبار منهم و
الشباب امثال فيرون الذي اختاره دييجو كافضل لاعبي بلاده و في حالة نادرة طلب منه نزع تلك الربطة
التي يضعها على ركبته ليبين للجميع بانه موهوب بالفطرة و اطاع فيرون مارادونا و فعل ما شاء و
ظهر فيرون الرائع كما هو و من دون اي تعويذة او خرافة يعتقد بها البعض و لا نبخس حق الباقين
مثل ساكويل و لوبيز و ايمار و نجوم التانجو الاخرين ...





شرف الحفل و جماهيره

حفل اعتزال الاسطورة مارادونا جذب انظار الكثيرين سواء من المنتمين الى عالم المستديرة
السحري او غيره فقد شاهد الجميع اساطير اخرين لا يمتون لكرة القدم بصلة و جاءوا فقط من اجل
توديع احد صناع اللعبة الفعليين و احد اساتذتها...
فقد حظر اسطورة السلة الامريكية التي لا تتكرر بالفعل مايكل جوردن و اسطورة الفورملا مايكل
شوماخر و غيرهم اضافة الى اسطورة كرة القدم الاخرى الجوهرة السواء اللامعة بيليه البرازيلي
و الى جانبه حضر المزيد من اساطير كرة القدم الاخرين مثل كوبا و دي ستيفانو و رؤساء الاندية
السابقن مثل نونيز رئيس برشلونة السابق و باريكيو رئيس بوكاجونيورز السابق و الذي احضر
مارادونا الى المكان الصحيح ليظهر بالشكل المطلوب و الفعلي الذي يليق به بين اسماء بوكا اللامعة
بالفعل ...
و كان اهم الحاضرين هو والد مارادونا و والدته و اخوانه جميعا على الرغم من ان بعضهم نبذه
بسبب تصرفاته الرعناء في الاونة الاخيرة و لكن في النهاية ايقنوا بانهم اخوة لاسطورة يحترمها
الاخرين قبل ان يحترمها المقربون ...





اعادة الذكريات الجميلة

حرص الاسطورة مارادونا في احتفاليته الاخيرة لان يظهر بالصورة المطلوبة ليحاول اعادة بعض
ذكرياته الجميلة التي يترنم بها جماهيره في كل انحاء المعمورة ...
و استطاع ان يقدم شيئا جميلا اعاد للاذهان مارادونا الاسطورة على الرغم من ثقل الوزن و ضخامة
الحجم و ضعف الرقابة في مباراة اقيمت لتكريمة فقد ابدع دييجو الساحر بارسال لدغاته النعتادة الى
زملائه المهاجمين الشباب بكل براعة و جهز كرات قمة في الروعة لا يصدق العقل بانها جاءت من
شخص طال غيابه عن الملاعب و لكن بذكر اسم مارادونا تتبدد كل الشكوك و الافكار الاخرى ...
كما حرص الاسطورة الى دعوة زميله فيرارا من ايطاليا في محاولة لاحياء ذكرى الايام التي صنع
فيها فريقا لكرة القدم بكل براعة كما لعب من جديد امام حارسه المفضل هيجيتا الكولومبي الاستعراضي
و الذي اعاد للذاكرة طرقه الاكروباتية في صد الكرات ببراعة بمباركة من الاسطورة مارادونا و
الذي حرص على ان ينهي حياته في مباراة تشمل الروائع من كل جهة ...





الاهداف الاخيرة و تنصيب الخليفة في الملاعب

سنحت الفرصة للاسطورة ان يهز الشباك التي اعتادت على كرات دييجو و التي تهزها بكل عنف تارة
و بكل روعة و تفنن تارة اخرى ...
حيث استطاع ان ينفذ ضربتي جزاء ناجحتين امام الحارس العماق هيجيتا الذي يعتبر هو شخصيا الافضل
في العالم .. و قد تحدى هيجيتا الاسطورة قبل التنفيذ و لكن كالعادة كان دييجو هو الكاسب و بعد تسجيل
الهدف فاجا مارادونا الجميع بعد ان رفع قميصه حيث كشف عن قميص عشقه الابدي بوكاجونيورز و
لكن المفاجاة لم تنتهي بعد حيث استدار مارادونا و اظهر الرقم (10) و المفاجاة الاكبر هي وجود اسم
رومان (ROMAN) و الذي يعني اسم اللاعب الاسطورة القادم خوان رومان ريكويلمي و الذي اعلن
الاسطورة بانه سيكون خليفته في الملاعب العالمية بعد هذه الحركة النادرة ...
و من ثم اتجهت الاضواء جميعا الى ريكويلمي و الذي لم يجد تعبيرا ابلغ من ذرف الدموع لهذه اللفتة
النادرة و يا له من شرف يقوم به مارادونا الذي ارتدى قميص هذا اللاعب الشاب و الذي يسير بخطى
ثابته على درب الاسطورة مارادونا .... و بالفعل فقد اصاب دييجو الاختيار ...





حقيقة الرقم (10) في الارجنتين

كشف دييجو في احتفالة اعتزاله الكبيرة عن حقيقة حجب الرقم (10) من منتخب الارجنتين حيث ان
الرقم كان من المقرر ا يذهب الى الابد مع ذهاب مارادونا و لكنه اوضح بان ما ذكر هو مجرد ايماءة
و دعابة بسيطة اختلقها محبي مارادونا و اعجب بها شخصيا و اوضح بان هناك العديد من اللاعبين
الذي يستحقون ان يحملوا هذا الرقم الكبير مثل فيرون ريكويلمي الرائعين ...
كما اوضح مارادونا بان الاتحاد الدولي الفيفا ينفي الغاء الرقم جملة و تفصيلا على اعتبار
ان اي منتخب يجب ان يدخل بعدد معين من اللاعبين يحملون ارقام متسلسة على حسب
العدد المسموح به في اي بطولة كانت ...





وداع الاسطورة الاخير

بعد ان انهى دييجو مراسم الاحتفال المقرر بنجاح قرر ان ينهي مسيرته في الملاعب بكلمة يلقيها
على مسميع الجماهير التي عشقته و حضرت من اجله في داحل الملعب و من خلف شاشات التلفزة
في كل بقعة من الارض و ارتقى فوق المنصة و قال : ا
عزائي جميعا هذا الشيء الذي فعلتموه من اجل كثير جدا و لم اكن اتوقع انني سانال كل هذا الحب
من الناس منذ صغري ... و بدا يذرف الدموع و قال :
رغم كل ما فعلته من اخطاء و حماقات الا انكم لا زلتم تحبونني و لا استطيع الان ان ارد هذا المعروف
لكم و كم اتمنى ان استطيع ان اقبلكم جميعا فكم اسعدتموني لاعبا في السابق و ها انت تسعدونني في
اخر ايامي ...
و اضاف مارادونا: لا يمككني ان اصف حبي لكرة القدم و لا اعلم كيف ساتركها بعد هذه السنين
الطويلة التي ركلتها في بلدان كثيرة حول العالم و لكن هذا هو القدر و يجب ان يكون هناك نهاية لكل
شيء ...
و من ثم وجه النظر الى بيليه و قال :
لقد خدمنا كرة القدم بالشكل المطلوب و اتمنى ان نكون اسعدنا الجميع و كم نتشرف بذلك ...
(اليس صحيحا..??!) ليبتسم هو و بيليه سويا بعد ذلك و لتهتف الجماهير بمقولة
(نحب كرة القدم و نحب دييجو ) ....و بدء الاسطورة مارادونا يرددها معهم ...
و بعد ذلك نل عن تلك المنصة و بدا يدور حول الملعب ... تارة محمولا على الاعناق و ترة على
قدميه القصيرتين ... و بدا يوزع قبلاته الحارة الى الجماهير العريضة و يشير الى قلبه اذعانا
بانهم سيبقون في القلب الى الابد و لتنتهي بعد ذلك قصة نجم صعب التكرار ...
و قلت بعدها ( ماذا فعلت يا دييجو ) بكل حسرة فلم اكن اتمنى ان ينتهي مارادونا ....
و لكن قالها دييجو فهذا هو القدر ...

ما اروعك يا دييجو و ما اعظمك و ما اكبر مكانتك يا من اسرت قلوب عاشقي كرة القدم ...
ستبقى اللاعب الاعظم و الافضل ... و لو ان تغيير التاريخ كان حيلة باليد لنسبت لعبة كرة القدم
اليك و لاصبحت لعبة دييجو...
فلقد بدات كرة القدم بك و انتهت بك يا نجم النجوم فعش بسلام و ستبقى دييجو اللاعب الكبير و
الرائع مهما كنا على قيد الحياة و نقولها بكل لغات العالم و بكل اللهجات و اللكنات و الالفاظ و التعابير:






**وداعا دييجو **

** BYE DIEGO **

** ADIÓS DIEGO **

** ARRIVEDERCI DIEGO **