أعادت القناة الثانية النرويجية عرض الرسوم المسيئة للرسول الكريم عليه السلام ببرنامج وثائقي بعنوان "هدد حتى صمت" في إشارة لرئيس تحرير الصحيفة النرويجية الذي تلقى تهديدات بالقتل ولجأ إلى الصمت والاعتذار.
وسردت أحداث الفيلم الوثائقي –الذي اطلعت عليه الخارجية النرويجية- الأحداث التاريخية منذ اندلاع الأزمة، وعرض ردود أفعال الشارع العربي والإسلامي، واستشهادات كثيرة بخطب الدكتور يوسف القرضاوي التي حثت المسلمين على الغضب لرسولهم الكريم، ومقتطفات لخطب للشيخ أحمد أبو اللبن بالدانمارك وأئمة وعلماء ساهموا بإشعال الشارع العربي والإسلامي.
وتمحور البرنامج حول شخصيتين أساسيتين وهما فيبريون سيلبيك رئيس تحرير الصحيفة المغمورة ماغزينت أول من أعاد عرض الرسوم بعد الدانمارك، والشيخ أبو اللبن رئيس الوقف الإسكندنافي وأكثر شخصية اتهمتها وسائل الإعلام الدانماركية بتأليب الشارع العربي، إضافة لعرض مقتطفات لمقابلات جانبية لرئيس القسم الثقافي للصحيفة وغيرها.
مستعدون للمغادرة
قال أبو لبن بالبرنامج لا تلمسوا محمد عليه السلام، وأرواحنا فداء الإسلام ورسوله، لقد تركنا بلادنا حفاظا على ديننا وكرامته التي من كرامتنا، ونحن مستعدون لترك الدانمارك لنفس السبب، وحمل الصحيفة مسؤولية تفجير الأوضاع, فيما تساءل رئيس القسم الثقافي بيولاندس بوسطن "لا أفهم العلاقة بين الرسوم والعنف الذي تبعها بالعالم الإسلامي".
وعرضت القناة شخصا يتكلم دون الظهور على الشاشة يقول "يجب ألا نرضخ لدين (الاسلام) يتعامل مع مخالفيه بقطع الرؤوس، ويجب ألا نتنازل عن حرية التعبير".
ليست سابقة
وأجرى البرنامج مقابلة مع بروفيسور إيراني يعمل بجامعة دانماركية عرفته بأنه خبير بالإسلام، وقال "ليست كل الصور سيئة" وبدأ يعرض كتبا فارسية عرضت رسوما لمعارك المسلمين وخطباء وصورة رسمت بإيران للرسول الكريم.
وأضاف الخبير "الإسلام ليس عدو الغرب، وليس عدوا لحرية التعبير، كما أنه ليس عدو الديمقراطية، لكن الاسلاميين هم أعداء الغرب والديمقراطية وحرية التعبير وأعداء المسلمين".
مسلمون مؤيدون
ولم يخل البرنامج من استشهادات جانبية لمسلمين داعمين لرأي عرض الصور، ومستخفين بردود الأفعال الغاضبة.
وتعامل معد البرنامج مع بعض التصريحات ليصب في تحقيق العنوان الذي يفيد بأن الاعتذار ليس نابعا من قناعة بخطأ بمقدار ما هو استجابة لتهديد بالقتل، وضغوط من الحكومة النرويجية.
كما أورد معد البرنامج قول رئيس الوزراء النرويجي السابق "نعلم بأن رسم محمد محرم بالاسلام، وما قامت به ماغزينت عمل غير مقبول، وحرية التعبير يجب أن تستعمل ضمن الأطر الصحيحة".
وينتقد رئيس الوزراء الحالي يانس ستولتنبرغ رئيس تحرير الصحيفة، ويحمله مسؤولية حرق السفارة النرويجية بسوريا.
ثم عرض البرنامج سيلبيك وهو يعتذر للمسلمين عن جرح مشاعرهم ويعلن عدم قصده القيام بذلك، لكنه يستطرد بدعوته المسلمين لتدريب أنفسهم على حرية التعبير, منتقدا خارجية بلاده لتحملها نفقات إرسال الوفود لمقابلة المسؤولين وصناع القرار لشرح وجهة النظر النرويجية. وكان ضمن الوفد رئيس أساقفة أوسلو الذي امتدح القرضاوي.
وعندما سؤال سيلبيك بنهاية البرنامج إن كان مستعدا للموت من أجل حرية التعبير؟ أجاب بلهجة غير واثقة وبعد صمت وتلكؤ "نعم".
http://www.islamweb.net/ver2/Archive...d=136201المصدر