نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/index.php)
-   منتدى المجلس العام (http://vb.alhilal.com/forumdisplay.php?f=1)
-   -   متى كانت آخر مرة قبلت فيها رأس أمك !!؟ (http://vb.alhilal.com/showthread.php?t=326903)

القاضي 05/09/2006 03:37 PM

متى كانت آخر مرة قبلت فيها رأس أمك !!؟
 


أحبتي

الكتابة الأدبية و بناء المعاني و سبك الكلمات بعضها مع بعض لتصبح درراً قشيبة و نسيجاً متكاملاً فنٌ لا يحسنه إلا القلّة القليلة من الناس. و الأديب هو من يستطيع ، في ظني ، أن يسعدك تارةً أو يصل إلى قلبك فيعتصره دمعاً و حسرة أو ينقل إليك صورةً لمشهد تراه دوماً أمامك لكنك لا تشعر بنفس الشعور و أنت تقرأ الوصف من ريشة ذلك الأديب.

لدي عادة اكتسبتها مع الأيام و هي أنني كلما أحسست بالغربة ألوذ بمكتبتي - أتذكر حينها والدي رحمة الله عليه وهو مستغرقٌ في قراءة كتابٍ لا يشعر معه بمن حوله – أبحث عن روايةٍ قديمةٍ أسلوا بها أو كتاب علمٍ قديم بحثاً عن حواشٍ خطتها يدُ فتىً كان يوماً مفعماً بالأمل و التفاؤل أو أبحث عن قصاصات ورقٍ كُتبت على عجل لكنها تصف حال كاتبها وقت ذاك فأعيش معها اللحظة فتأتي الذكريات تترى.

أنا لا أفرض حبي و رأيي عليكم إلا أنني رأيت أن أشارككم هذه القصة و هي من روائع الشيخ الجليل علي الطنطاوي ، نوّر الله ضريحه و جمعني و إياكم ووالدي به في مستقر رحمته.

لا أدري ما الذي ستشعرون به و أنتم تقرأنها و حين تلامس أعينكم آخر مقطع فيها ، غير أنني متأكد أنها ستستل من مآقيكم دمعة حزن و غصةً في الحلق فإذا فعلت ذلك ادعوا لأمهاتكم و آبائكم بطول العمر و أن يرحمهم إن كانوا أمواتا.

أترككم مع القصة وهي بميزان الإنترنت طويلة فاجعلوها آخر محطة في رحلتكم السايبرية اليومية لكنني أرجوكم أن تكملوها كلها و أن تدعوا لصاحبها وناقلها.

أخوكم.



====================================================

أحس (ماجد) أنه لم يفهم شيئا مما يقرأ، وأن عينيه تبصران الحروف وتريان الكلم ولكن عقله لا يدرك معناها، إنه لا يفكر في الدرس، إنه يفكر في هذه المجرمة وما جرَّت عليه من نكد، وكيف نغَّصت حياته وحياة أخته المسكينة وجعلتها جحيما متسعراً، ونظر في (المفكرة) فإذا بينه وبين الامتحان أسبوع واحد، ولابد له من القراءة والاستعداد، فكيف يقرأ وكيف يستعد؟ وأنَّى له الهدوء والاستقرار في هذا البيت وهذه المرأة تطارده وتؤذيه ولا تدعه يستريح لحظة، وإذا هي كفت عنه انصرفت إلى أخته تصب عليها ويلاتها؟… هل يرضى لنفسه أن يرسب في أول سنة من سنيّ الثانوية وقد كان (في الابتدائي) المجلّي دائما بين رفاقه، والأول في صفه؟
وإنه لفي تفكيره؛ وإذا به يسمع صوت العاصفة… وإن العاصفة لتمر بالحقل مرة في الشهر فتكسر الأغصان، وتقصف الفروع، ثم تجيء الأمطار فتروي الأرض ثم تطلع الشمس، فتنمي الغصن الذي انكسر وتنبت معه غصنا جديدا، وعاصفة الدار تهب كل ساعة، فتكسر قلبه وقلب أخته الطفلة ذات السنوات الست، ثم لا تجبر هذا الكسر أبدا… فكأن عاصفة الحقل أرحم وأرق قلباً وأكثر (إنسانية) من هذه المرأة التي يرونها جميلة حلوة تسبي القلوب… وما هي إلا الحيَّة في لينها ونقشها، وفي سمها ومكرها.
لقد سمع سبّها وشتمها وصوت يدها، شلَّت يدها، وهي تقع على يد الطفلة البريئة، فلم يستطع القعود، ولم يكن يقدر أن يقوم لحمايتها خوفا من أبيه، من هذا الرجل الذي حالف امرأته الجديدة وعاونها على حرب هذه المسكينة وتجريعها غصص الحياة قبل أن تدري ما الحياة… فوقف ينظر من (الشبّاك) فرأى أخته مستندة إلى الجدار تبكي منكسرة حزينة، وكانت مصفرة الوجه بالية الثوب، وإلى جانبها أختها الصغرى، طافحة الوجه صحة، بارقة العينين ظفرا وتغلّبا، مزهوّة بثيابها الغالية… فشعر بقلبه يثب إلى عينيه ويسيل دموعا، ما ذنب هذه الطفلة حتى تسام هذا العذاب؟ أما كانت فرحة أبيها وزينة حياته؟ أما كانت أعز إنسان عليه؟ فمالها الآن صارت ذليلة بغيضة؛ لا تسمع في هذا البيت إلا السب والانتهار، أما التدليل فلأختها، التي تصغر عنها سنتين، والطرف لها، كأنما هي البنت المفردة، على حين قد صارت هي خادمة في بيت أبيها، بل هي شرّ من خادمة، فالخادم قد تلقى أناسا لهم قلوب، وفي قلوبهم دين فيعاملونها كأولادهم، وأبوها هي لم يبقى في صدره قلب ليكون في قلبه شرف يدفعه أن يعامل ابنته، ابنة صلبه، معاملة الخادم المدللة، لقد كتب الله على هذه الطفلة أن تكون يتيمة الأبوين، إذ ماتت أمها فلم يبقى لها أم، ومات ضمير أبيها فلم يبقى لها أب!
وسمع صوت خالته (امرأة الأب تدعى في الشام خالة) تناديها: (تعالي ولك يا خنزيرة –ولك كلمة شامية محرفة عن كلمة ويلك تردد دائما-)!
وكان هذا هو اسمها عندها، (الخنزيرة) لم تكن تناديها إلا به، فإذا جاء أبوها فهي البنت، تعالي يا بنت، روحي يا بنت! أما أختها فهي الحبيبة، فين أنت يا حبيبتي؟ تعالي يا عيني!
وعاد الصوت يزمجر في الدار؛ ألا تسمعين أختك تبكي؟ انظري الذي تريده فهاتيه لها! ألا تجاوبين؟ هل أنت خرساء؟ قولي: ماذا تريد؟
فأجابت المسكينة بصوت خائف؛ إنها تريد الشكولاطه…
ـ ولماذا بقيتِ واقفة مثل الدبّة! اذهبي فأعطيها ما تريد!
فوقفت المسكينة، ولم تدر كيف تبين لها أن القطعة الباقية هي لها. لقد اشترى أبوها البارحة كفا من الشكولاطة، أعطاه لابنته الصغيرة فأكلته وأختها تنظر إليها، فتضايقت من نظراتها فرمت إليها بقطعة منه، كما يرمي الإنسان باللقمة للهرّة التي تحدق فيه وهو يأكل، وأخذت المسكينة القطعة فرحة، ولم تجرؤ أن تأكلها على اشتهائها إياها، فخبأتها، وجعلت تذهب إليها كل ساعة فتراها وتطمئن عليها، وغلبتها شهوتها مرة فقضمت منها قضمة بطرف أسنانها، فرأتها أختها المدللة فبكت طالبة الشكولاطة…
ـ ولِكْ يا ملعونة فين الشكولاطة؟
فسكتت… ولكن الصغرى قالت: هناك يا ماما عندها، أخذتها الملعونة مني!
واستاقت المرأة ابنتها وابنة زوجها، كما يساق المتهم إلى التحقيق، فلما ضبطت (متلبسة بالجرم المشهود) ورأت خالتها الشكولاطة معها حل البلاء الأعظم!
ـ يا سارقة يا ملعونة، هكذا علمتك أمك… تسرقين ما ليس لك؟
وكان ماجد يحتمل كل شيء، إلا الإساءة إلى ذكرى أمه، فلما سمعها تذكرها، لم يتمالك نفسه أن صاح بها:
ـ أنا لا أسمح لك أن تتكلمي عن أمي.
فتشمرت له واستعدت… وكانت تتعمد إذلاله وإيذاءه دائما فكان يحتمل صامتا لا يبدو عليه أنه يحفلها أو يأبه لها، فكان ذلك يغيظها منه، وتتمنى أن تجد سبيلا إلى شفاء غيظها منه وها هي ذي قد وجدتها…
ـ لا تسمح لي؟ أرجوك يا سعادة البك اسمح لي أن في عرضك… آه! ألا يكفي أني أتعب وأنصب لأقدم لك طعامك وأقوم على خدمتك، وأنت لا تنفع لشيء إلا الكتابة في هذا الدفتر الأسود. لقد ضاع تعبي معك أيها اللئيم، ولكن ليس بعجيب أنت ابن أمك…
ـ قلت لك كفّي عن ذكر أمي، وإلا أسكتُّك.
واقترب منها، فصرخت الخبيثة وولولت وأسمعت الجيران…
تريد أن تضربني؟ آه يا خاين، يا منكر الجميل، وْلي… يا ناس يا عالم، الحقوني يا اخواتي…
وجمعت الجيران، وتسلل ماجد إلى غرفته أي إلى الزاوية التي سموها غرفة، وخصوه بها لتتخلص سيدة الدار من رؤيته دائما في وجهها!
* * * * * * * *
ودخل الأب المساء وكان عابسا على عادته باسرا لا يبتسم في وجود أولاده، لئلا يجترئوا عليه فتسوء تربيتهم وتفسد أخلاقهم ولم يكن كذلك قبل ولكنه استنَّ لنفسه هذه السنة من يوم حضرت إلى الدار هذه الأفعى وصبَّت سمَّها في جسمه، ووضعت في ذهنه أن ماجدا وأخته ولدان مدلّلان فاسدان لا يصلحهما إلا الشدة والقسوة…
وكانت خبيثة إذا دنا موعد رواحه إلى الدار، تخلع ثيابها وتلبس ثيابا جديدة، كما تخلع عنها ذلك الوجه الشيطاني وتلبس وجها فيه سمات الطهر والطفولة، صنعه لها مكرها وخبثها، ولا تنسى أن تنظف البنتين وتلبسهما ثيابا متشابهة كيلا يحس الأب بأنها تفضل ابنتها على ابنته..
دخل فاستقبلته استقبال المحبة الجميلة، والمشوقة المخلصة، ولكنها وضعت في وجهها لونا من الألم البريء تبدو معها كأنها المظلومة المسكينة، ولحقته إلى المخدع تساعده على إبدال حلّته هناك روت له قصة مكذوبة مشوهة فملأت صدره غضبا وحنقا على أولاده، فخرج وهو لا يبصر ما أمامه، ودعا بالبنت فجاءت خائفة تمشي مشية المسوق إلى الموت، ووقفت أمامه كأنها الحَمَل المهزول بين يدي النمر. فقعد على كرسي عال، كأنه قوس المحكمة وأوقفها أمامه، كالمتهم الذي قامت الأدلة على إجرامه، وأفهمها قبح السرقة، وعنَّفها وزجرها… وهو ينظر إلى ولده ماجد شزرا، وكانت نظراته متوعده منذرة بالشرِّ، ولم يستطع ماجد السكوت وهو يسمع اتهام أخته بالسرقة وهي بريئة منها، فأقبل على أبيه يريد أن يشرح له الأمر، فتعجل بذلك الشّر على نفسه.
انفجر البركان وزلزلت الدار زلزالها، وأرعد فيها صوت الأب المغضب المهتاج:
ـ تريد أن تضرب خالتك يا قليل الحياء، يا معدوم التربية، يا ملعون؟ حسبت أنك إذ بلغت الرابعة عشر قد أصبحت رجلا؟ وهل يضرب الرجل خالته؟ إنني أكسر يدك يا شقي!
ـ والله يا بابا مو صحيح…
ـ ووقاحة أيضا؟ أما بقي عنك أدب أبدا؟ أتُكَذِّبُ خالتك؟
ـ أنا لا أكذبها، ولكنها تقول أشياء ليست صحيحة.
عند ذلك وثب الأب وانحط بقوته وغلظته وما أتْرَعتْ به نفسَه من مكرها زوجتُه، انحط على الغلام وأقبل يضربه ضرب مجنون ذاهب الرشد، ولم يشف غيظَ نفسه ضربُه فأخذ الدفتر الأسود الذي أودعه دروسه كلها، فمزقه تمزيقا… ثم تركه هو وأخته بلا عشاء عقوبة لهما وزجرا…
* * * * * * * *
تعشى الزوجان وابنتهما، وأويا إلى مخدعهما، والغلام جاثم مكانه ينظر إلى قطع الدفتر الذي أفنى فيه لياليه، وعاف لأجله طعامه ومنامه، والذي وضع فيه نور عينيه، وربيع عمره، وبنى عليه أمله ومستقبله… ثم قام يجمع قطعه كما تجمع الأم أشلاء ولدها الذي طوَّحت به قنبلة… فإذا هي آلف لا سبيل إلى جمعها، ولا تعود دفترا يقرأ فيه إلا إذا عادت هذه الأشلاء بشرا سويا يتكلم ويمشي… فأيقن انه قد رسب في الامتحان، وقد أضاع سنته، وكبر عليه الأمر، ولم تعد أعصابه تحتمل هذا الظلم، وأحس كأن الدنيا تدور به وزاغ بصره، وجعلت أيامه تكر راجعة أمام عينيه كما يكر فلم السينما…
رأى ذلك الوجه الحبيب، وجه أمه، وابتسامتها التي كانت تنسيه آلام الدنيا، وصدرها الذي كان يفزع إليه من خطوب الدهر، رآها في صحتها وشبابها، ورأى البيت وما فيه إلا السلم والهدوء والحب، ورأى أباه أبا حقيقيا تفيض به روح الأبوة من عينيه الحانيتين، ويديه الممتلئتين أبدا بالطُّرَف واللطَف، ولسانه الرطب بكل جميل من القول محبب من الكلام…
ويكرُّ الفلم ويرى أمه مريضة فلا يهتم بمرضها، ويحسبه مرضا عارضا… ثم يرى الدار والاضطراب ظاهر فيها، والحزن باد على وجوه أهلها، ويسمع البكاء والنحيب، ويجدهم يبتعدون به، ويخفون النبأ عنه، ولكنه يفهم أن أمه قد ماتت. ماتت؟ إنها كلمة تمرُّ عليه أمرا هينا فلا يأبه به، وكان قد سمع بالموت، وقرأ عنه في الكتب، ولكنه لم يره من قريب ولم يدخل داره، ولم يذقه في حبيب ولا نسيب، غير أن الأيام سرعان ما علمته ما هو الموت حين صحا صبيحة الغد على بكاء أخته الحلوة المحبُّبة إلى أمها، والتي كانت محببة تلك الأيام إلى أبيها، ففتح عينيه فلم يجد أمه إلى جانبها لترضعها وتضمها إلى صدرها، واشتد بكاء البنت، وطفق الولد ينادي: ماما… ثم جفا فراشه وقام يبحث عنها، فوجد أباه وجمعا من قريباته، يبكون هم أيضا… فسألهم: أين أمه؟ فلم يجيبوه… وحين أراد الغدوُّ على المدرسة، فناداها فلم تأت لتعد له حقيبته وتلبسه ثيابه ولم تقف لوداعه وراء الباب تُقبله وتوصيه ألا يخاصم أحدا وألا يلعب في الأزقُّة، ثم إذا ابتعد عادت تناديه لتكرر تقبيله وتوصيته، وحين عاد من المدرسة فوجد امرأة غريبة ترضع أخته… لمذا ترضعها امرأة غريبة؟ وأين ماما؟!
ويكر الفلم، ويرى أباه رفيقا به حانيا عليه يحاول أن يكون له ولأخته أما وأبا، ولكن هذا الأب تبدل من ذلك اليوم المشؤوم، ورأى ذلك اليوم المشؤوم، يوم قال له أبوه: ستأتيك يا ماجد أم جديدة… أم جديدة؟ هذا شيء لم يسمع به إنه يعرف كيف تجيء أخت جديدة، إن أمه تلدها من بطنها، أما الأم فمن أين تولد؟ وانتظر وجاءت الأم الجديدة، وكان حلوة، ثيابها جميلة، وخدودها بلون الشفق، وشفاهها حمر، ليست كشفاه الناس. وعجب من لون شفاهها، ولكنه لم يحببها ولم يمل إليها، وكانت في أيامها الأولى رقيقة لطيفة، كالغرسة الصغيرة، فلما مرت الأيام واستقرت في الأرض ومدُّت فيها جذورها، صارت يابسة كجذع الدوحة، وإن كانت تخدع الرائين بورقها الطريِّ وزهرها الجميل… ولما ولدت هذه البنت انقلبت شيطانة على صورة أفعى مختبئة في جلد امرأة جميلة. والعياذ بالله من المرأة الجميلة إذا كانت في حقيقتها شيطانة على صورة أفعى!
وانطمست صور الماضي الحبيب، واضمحل الفلم، ولم يبق منه إلى هذه الصورة البشعة المقيتة، ورآها تكبر وتعظم حتى أحاطت به وملأت حياته، وحجبت عنه ضياء الذكرى ونور الأمل… وسمع قهقهة فانتفض وأحسّ كأن رنينها طلقات (متر اليوز) قد سقط رصاصه في فؤاده، وكانت قهقهة هذه المرأة التي أخذت مكان أمه يتخللها صليل ضحك أبيه… وأنصت فإذا هو يسمع بكاء خافتا حزينا مستمرا، فتذكر أخته التي نسيها، وذكُّره جوعه بأن المسكينة قد باتت بلا عشاء، ولعلها قد بقيت بلا غداء أيضا، فإن هذه المجرمة تشغلها النهار كله بخدمتها وخدمة ابنتها، وتقفل دونها غرفة الطعام، فلا تعطيها إلا كسرة من الخبز، وتذهب فتطعه ابنتها خفية، فإذا جاء الأب العشية، ولبست أمامه وجهها البريء… شكت إليه مرض البنت وضعفها:
ـ مسكينة هذه البنت، إنها لا تتغذى… انظر إلى جسمها، ألا تريها لطبيب؟… ولكن ماذا يصنع لها الطبيب، إنها عنيدة سيئة الخلق… أدعوها للطعام فلا تأكل، وعنادها سيقضي على صحتها…
فيناديها أبوها ويقول لها:
ـ ولك يا بنت ما هذا العناد؟ كلي وإلا كسرت رأسك!
فتتقدم لتأكل، فترى المرأة… تنظر إليها من وراء أبيها نظرة الوعيد، وترى وجهها قد انقلب حتى صار كوجه الضبع فتخاف وترتد…
فتقول المرأة لزوجها، ألم أقل لك، إنها عنيدة تحتاج إلى تربية؟
فيهز رأسه، ويكتفي من تربيتها بضربها على وجهها، وشد أذنها، وطردها من الغرفة، ويكون ذلك عشاها كل عشية!
تذكُّر ماجد أخته فقام إليها فرفعا وضمها إلى صدره.
ـ مالك؟ لماذا تبكين؟ اسكتي يا حبيبتي؟
ـ جوعانة!
جوعانة؟ من أين يأتيها بالطعام؟ وقام يفتش… فأسعده الحظ فوجد باب غرفة الطعام مفتوحا، وعهده به يقفل دائما، ووجد على المائدة بقايا العشاء، فحملها إليها فأكلتها فرحة بها مقبلة عليها، كأنها لم تكن من قبل الابنة المدللة المحبوبة، التي لا يرد لها طلب لو طلبت طلب، ولا يخيب لها رجاء، وآلمه أن يراها تفرح إذا أكلت بقايا أختها وأبيها يسرقها لها سرقة من غرفة الطعام، وعادت صور الماضي فتدفقت على نفسه وطغت عليها ورجعت صورة أمه فتمثلت له، وسمعها تناديه… لقد تجسم هذا الخيال الذي كان يراه دائما ماثلا في نفسه، حتى رده إلى الماضي وأنساه حاضره… ولم يعد يرى في أخته البنت اليتيمة المظلومة، وإنما يراها الطفلة المحبوبة التي تجد أما تعطف عليها، وتحبها…
ونسي دفتره الممزُّق، ومستقبله الضائع، وحياته المرُّة، وطفق يصغي إلى نداء الماضي في أذنيه… إلى صوت أمه…
ـ قومي يا حبيبتي، ألا تسمعين صوت أمك، تعالي نروح عند ماما!
فأجفلت البنت وارتاعت، لأنها لم تكن تعرف لها أما إلا هذه المرأة المجرمة… وخافت منها وأبت أن تذهب إليها. لقد كان من جناية هذه المرأة أنها شوُّهت في نفس الطفلة أجمل صورة عرفها الإنسان: صورة الأم!
ـ تعالي نروح عن ماما الحلوة: أمك… إنها هناك في محل جميل: في الجنة… ألا تسمعين صوتها؟
وحملها بين يديه، وفتح الباب، ومضى بها… يحدوه هذا الصوت الذي يرنُّ في أذنيه حلوا عذبا، إلى المكان الذي فيه أمه!
* * * * * * * *
وقرأ الناس في الجرائد ضحى الغد أن العسس وجدوا في المقبرة طفلة هزيلة في السادسة من عمرها، وولدا في الرابعة عشرة، قد حملا إلى المستشفى، لأن البنت مشرفة على الموت، قد نال منها الجوع والبرد والفزع، ولا يمكن أن تنجو إلا بأعجوبة من أعاجيب القدر، أما الغلام فهو يهذي في حمُّاه، يذكر الامتحان، والدفتر الأسود، وأمه التي تناديه، والمرأة التي تشبه الأفعى!

abu_riman 05/09/2006 03:40 PM

لا أعلم متى ستتركنا في حالنا أبا عبدالله ؟!
لي عودة مجبر عليها !

راشــد 05/09/2006 04:00 PM

وجدت أغلى معرفين فأحببت السلام أولا ,,
وثانيا قرأت المقدمة المشجعة الجميلة والتي عودتنا عليها ,,
وثالثا : أعدك سأقرأ القصة ثم أعود ,,
تحياتي للجميع ,,

البالون 05/09/2006 04:53 PM

بـدايـة القـصة مميـزة

لـكـن عـندنـا الحيييييين مطـر وماابيـه يفـوتنـي ..

لـي عـودة

أسيرة الزعيم 05/09/2006 05:06 PM

أبكيتني أيها القاضي !
والله إني سأتوجه لأمي حالاً لأضمّـها و أقبّـل قدمها !

الـساقي 05/09/2006 05:36 PM


القـــصة محـــــــزنة جـدااً ! :sad:

ولكنــي أشكـــ{ر} اللــــــــهـ عزوجل على أنه أعــاااانني على بري بـواالدتي الغـــاالية .. ,,


تســـــلـمـ "القاضي" على القــصة .. وعلى أسلـــــوبكـ الجمــيل .. ,,


سيموووو

الهلال موتي 05/09/2006 05:46 PM

لم أستـطع قراءه الموضوع كــاملاَ ..

ولكن تـأثرت بما قـرأت ..

وبالنسبه لتقبيلي لوالدتي فهـذا أمر لابد منه والحمدلله ..

وأخر مره قبلت فيها والدتي كـانت قبل 3 ســـاعــات من الأن ... :)

راشــد 05/09/2006 05:46 PM

إقتباس:

وقرأ الناس في الجرائد ضحى الغد أن العسس وجدوا في المقبرة طفلة هزيلة في السادسة من عمرها، وولدا في الرابعة عشرة، قد حملا إلى المستشفى، لأن البنت مشرفة على الموت، قد نال منها الجوع والبرد والفزع، ولا يمكن أن تنجو إلا بأعجوبة من أعاجيب القدر، أما الغلام فهو يهذي في حمُّاه، يذكر الامتحان، والدفتر الأسود، وأمه التي تناديه، والمرأة التي تشبه الأفعى!
والله إنني لم أتمالك نفسي عند هذه الجزئية ,,
كم في بيوتنا من قصص مشابهة أو ربما أكثر قسوة ,, لايعلمها إلا من يعانيها ,,
هناك أناس تجردوا من إنسانيتهم ,, وربما لايعرفون من الإسلام إلا إسمه ,,
ويعلم الله أنني أعرف فتاة قصتها تقريبا مشابهة لهذه القصة إلا أنه ليس لها أخ ,, وأمها مطلقة ,, وتعاني من أبيها وزوجته أشد المعاناة ,,
رحم الله شيخنا الفاضل على الطنطاوي ,, وجزاك الله خيرا يابوعبدالله ,, بالرغم من أنك أحزنتنا ولكننا نحتاج لنحزن ونتألم ونحس بمعاناة غيرنا ,, لعل الله أن يقدرنا على رفع الظلم عن من نستطيع ولو بكلمة طيبة ,,
تحياتي لك دائما وأبدا ,, يا أخي العزيز ,,

البالون 05/09/2006 05:57 PM

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم

كم أتمنـى أن تبـحـث يـومـيـا في مكتـبتـك أبيـك وتخـرج لنـا بـ قصـة غـايـة في الجمـال والذي زادهـا جمـالا وجـود اسمك فـوقهـا لـنرى الجمـال كـلّـه !!

القصـة .. عـظـة و درس نتعـلمه دومـا في هـذه الحيـاة المـليئـة بـ الأسـرار والمفـاجئـات ,,

الأم ..

الأم ..

الأم ..

اسـم يتجـسـد في قـلوبنـا جعـلنـا اللـه لا نفـقدها في الدنـيا ’’
ويجمعنـا بـها في الفـردوس الأعـلى في الجنـة ’’

كـم أحـب هـذا الاسم .. ( أمـي ) يالـه من اسـم فيـه معـاني لا تتـفتـقد!!!!

اللهـم ارزقـنا بـر الوالـدين وطاعتهـما و اجعـل اعمـالنا تجـاههما مدخـلتنا للـجنـة ,,

قـصـة مميـزة جدا وللـعبرة والمـوعظة

البالون

$اصغر هلالي$ 05/09/2006 07:56 PM

لي عودة

الكناري الأزرق 06/09/2006 12:57 AM

بالنسبة لاخر مرة فـهي قبل خمس دقايق ,, !!

و الموضوع ما قريته لطوله و ضيق وقتي ..

دمـت في رعاية الله ,,

سندريلا الهلال 06/09/2006 01:19 AM

الله يعطيك ألف عافية يارب

ان شاء الله تقبيلنا لهم ماله توقيت معين وان يكون دائما ويكون بأحساس ومايكون كأنه واجب فقط !!

قصـــة مؤلمـــة كثــير:(

اللهم أعنا على بّر والدينا يارب

عريب عبدالله 06/09/2006 03:38 AM

لماذا تظهر شخصية زوجة الأب وكأنها شيطان ؟؟

في كل القصص العربيه لاأجد سوى زوجة أب ظالمه لماذا؟؟؟

أنا أعرف زوجات أب كثيرات يعتنون بأولاد الزوج ويعاملونهم معاملة الأبناء

القصه جميله لكنها مكرره منذ الطفوله ولانسمع الا هذه القصص

لماذا لانبرز الجانب الإيجابي للحياة ونروي لأطفالنا قصص أكثر واقعيه

أعتذر إن أسأت لكنها وجهة نظر

أبكتنا القصه كثيراً

يعطيك كل العافيه وكل الشكر لك

بالحب والإشراق

الهنوووف 06/09/2006 05:10 AM



:cry:
:cry:
:cry:
اااااااه بس يارب تحفظ امهاتنا وابائنا

للاسف مايحس الواحد فيهم الا لما يفقدهم

يمة ..احبـــك...:sad:

ماذكرتة الغالية رائدة صحيح ولكــن

لدي سؤال
لمااذااا الاب اذا تزووج صار له غسيل مخ :wallbash: ليش ينسى عيالــة

فقدان الوالدين امر عظيم الله يكون بعــون من فقدهم
حتى ان لم يقع تحت ايدي زوجة اب مجرمة كتلك ولكن يبقى الولد والبنت مهمهاا تقدم بهم العمر في حاجة لتلك اليدين

جعل يومي قبل يومكــم:cry:
ماتخيل الدنيا بدونكم


اللهم ارزقنا واياكم براهمــا ورضاهمــا

جزاك الله يخر

M e T o O o 06/09/2006 05:15 AM

::

قصة مؤثرة جداً ومعبرة :cry: الهم احفظ والدينآ ..

اللهم ارزقنا البرَ بوالدينآ .. واحفظهم لنآ ..

مشكوور يالغآلي ع القصة المحزنة جداً :cry:

::

..+نآيف+..
:o

اكبر فخر اني هلالي 06/09/2006 07:32 AM

لي عودة


تحياتي

العنـا 06/09/2006 12:55 PM


اما قبل :dead:
وبعد ان قرات الموضوع ساذهب لامي وانسدح (انجطل)(اتسلفط) عند رجولها واقول اماااااااااه اي قدم تريدين مني ان اقبل يا امي الحنون فاذا قالت اليسار قبلت اليمين واليسار واذا قالت اليمين قبلت اليسار واليمين يوتي الحكمه من يشاء:d

^
^
^

حركات راعيه الرد الرابع :razz:

القاضي يقولون انك قايل اني صفر :mad: يانرجسي :d حفظ الله لنا امهاتنا >>> ادري حفظ الله مالها دخل بس عشان يصير لها علاقه بالموضوع ومايحذفونها :d

AMJADG 06/09/2006 02:49 PM

إقتباس:

الرسالة الأصلية كتبت بواسطة @@@نايف@@@
::

قصة مؤثرة جداً ومعبرة :cry: الهم احفظ والدينآ ..

اللهم ارزقنا البرَ بوالدينآ .. واحفظهم لنآ ..

مشكوور يالغآلي ع القصة المحزنة جداً :cry:

::

:o

امين

القاضي 06/09/2006 03:06 PM

تبيهٌ يسير : وضعت العنوان بهذا الشكل مستخدماً "الجزء" ليشير إلى "الكُلّ" أي أنني لم أكن أنتظر إجاباتٍ محددةٍ على هذا السؤال الذي وضعته في العنوان.

==

الحبيبَ أبا ريمان ، أشكرك على طيب مرورك . هل تريدني أن أشقى لوحدي!؟ عندما أشعر بالوحدة تخنقني أتلفت أبحث عن من يعينني.

==

الحبيب الغائب راشد ،

أسعدني و الله حضورك في موضوعي و أنت تعلم قدرك لدى صاحبه ، و لو أعلم أنك ستقرأه لحبرته لك تحبيراً. أشكرك على الإطراء و على حسن الظن.
تعليقك الماتع على القصة وافق َ كلاماً للشيخ رحمه الله فقد قال أن هذه القصص مع أنها غير حقيقية إلا أنها واقعية حدثت و تحدث في كل مكان. و لو تأملت في وضعنا الحالي لعرفت أن أسباب التمرد و الغلظة لا بد و أن تعود أسبابها – مباشرة أو غير مباشرة - إلى الأسرة.

أشكرك على منحي الوقت لتقرأ كامل الموضوع.

==

الأخ الكريم البالون ،

ما أسعدكم ، أسأل الله أن تكون أمطار خير و بركة.
بالنسبة لمكتبة أبي فأغلبها معي الآن بعد وفاته رحمه الله و قد كان يقرأ تقريباً في كل فن.
أشكرك على جميل إطرائك و حسن ظنك و لم يكن دوري في الموضوع إلا نقل قصة هذا الشيخ الجليل عليه رحمة الله.

==

الفاضلة الكريمة أسيرة الزعيم ،

أشكرك على طيب المرور. كلما أقرأ هذه القصة تخنقني العبرة لكن هذه المرة عزمت على أن أشرك معي من أحب. حسناً فعلت و علماؤنا كرهوا أن تقبل يقبل أحد قدم آخر إلا أن تكون والدته.


دمتم بخير .

&.الزعيــــمه.& 06/09/2006 04:03 PM

القصه قمه بروعه صرااحه ثاني مره استمتع بقراءة قصه مثل كذاا

وذكرتني بقصه للكاتبه\لباابه ابو الصالح لكتابها \ خبايا القدر
انصح الاخوه بقرأتها

قصه حزينه ولهاا عضه وعبره
اللهم احفظ امهتنا وارحمهم برحمتك ياا ارحم الراحمين
اللهم امين

اسأل الله ان تكون القصه في ميزان حسنااتك
وان يؤخذ منها العضه والعبره

تقبل تحياات اختك\ زعومه

الماسه الزرقاء 07/09/2006 09:15 AM

لا ادري ماذا اقول يا استاذي الفاضل .. فقد اعتصرني الألم وأصابتني الغصة التي تطرقت لها في مقدمتك وكأنني ارى سكيناً قد نغزت قلبي .. كيف يطيب لتلك المرأة أن تنام وهنالك طفلة تتألم وتأن من الجوع ؟! .. إنها فعلاً شيطانة على هيئة أفعى في جسد امرأة ,

أما الرجل فأراه من خلال وجهة نظري شريك لتلك الأفعى .. فهو لا يريد أن يرى رغم أن الحالة السيئة التي وصلت لها ابنته قد وضحت على محياها .. رجل أناني يريد السعادة والهناء والجمال ولا يود أن يرى ما يعكر ذاك الهناء .. لذلك ترك من نفسه ألعوبة في يدي تلك المرأة ,

أما بالنسبة لمجتمعنا فبالتأكيد هنالك حالات تشبه هذه الحالة .. ولكن هنالك أيضاً زوجات أبٍ رحومات وعطوفات على أبناء أزواجهن .. و منهن من كنّ أحن من أمهاتهم عليهم , ,,

رحمك الله يا شيخنا الفاضل .. وجزاك الله خير يا استاذي القاضي .. وحفظ الله لنا والدينا من كل مكروه ...
قاضينا .. نريد المزيد من كتابات الشيخ علي الطنطاوي .. فلا تحرمنا منها :yes:

أبو ميار 09/09/2006 04:04 AM

وينك يا يمه

...SoMe OnE... 09/09/2006 04:34 AM

,,,
,,
,











بربي لم تكن مجرد قصة عابره ..
يرويها الرواة وتتجرد من خصلات الذكرى .. بل هي قصة تشبثت
في معاليق الاحاسيس وفاقت كل دمعة قبلت الخدَ واستراحت بين ضيان المنديل ..!!
شيء ما شدني الى هنا ..!!
بصدق كانت العبارات تتسارع على شفاهي ..
لم اكن اعلم ان هنالكـ نهاية سـ تكون كذلكـ ...!!
ولكن كل شيء يفوق المحُال الى حينما يصل الى قلب ( الام )


اليها هذه الكلمات ..




,
,
,






زخاتُ مزنِ النقاء ..!!






ذلك الكيان وتلك الصوره
احرف العنوان نظرة العين
ولمسات الايادي منبع الاحساس
وتدفق الحنان
كاني بيدي اقبل القلب الطاهر
بـ نبضه ,, وهمسه ,,
حين يحتويه قلمي
بخوفه وقلقه ...
لحظة بعادي عنه..
قلبها الطاهر .. وعينها الحالمه
اريد ان اكون هنا...!!
تماما هنا ..
بين احضان عالمكـِ ..
وفي اوساط كيانكـِ ..
حيث الدفىء والحنان
والحب والاحساس العذب...
اريد ان اكون هنا...!؟!
اقبل جبينكِـ الطاهر
ويدكـِ المليئة بـ جبال الحنان..؟!؟
ان اغوص في بحر عالمكـ
واكتشف كل ماهو صادق في كيانكـ
اريد ان اكون هنا ...
تحت الثرى الذي احتوى خطواتكـ
اقبله .. واحتثيه على جسدي
امـي ..
ليست هي مجرد كلمات
اصل بها الى صدق قلبكـ
وليست الاحرف لـ تصف مدى عطفكـ
انها الروح التي استقرت في قلبي..!!
ستكون هي الهبة بين يديكـ
اهبها لمن ارق جفنها القلق
وسهرت حتى اشراقة الشمس
وتوسدت الالم من اجل الابستامه
امـي ,,
اينما كنتي .. اينما ارتحلتي
ليس البعاد كما يتصوره القلب ..؟!!
وانما دنو انفاسكـِ من نبضي
وصدى كلماتكـِ التي في صفحاتي
تجعلني اسيرا لتكلم الذكريات
التي لامست يداكِـ الطاهرتين
ومسحت من على جبيني التعب
احبكـ ... وساظل كذلكـ احبكـِ
مهما تباينت الخطى هنا وهناكـ ..!!
ومهما تجافت المشاعر والاحاسيس
سـ اظل اقبل طيفكـِ لحظات المغيب

وساحتوي جمال دفىء حنانكـ
حين تشتعل جمرة لهفتي ..
امــي ,,
اي حبر ذاكـَ الذي يرسم حبي ..!!

واي وفاء سـ يرتمي بين يديكـِ ..
اسير انا لـ عين الصفاء بداخلكـ ..
اطال الله بـ عمر نبضكـِ النقي ..
وجعلكـِ في جنات النعيم ..
وجمعني واياكـِ في الفردوس الاعلى ..
اقبلي كلماتي ..
فـ هي وان تكاثرت احرفها ..
الا ان بـ قلتها لا تصف احساسي ..





امي ..

كوني بخير








,
,
,







اخي الكريم / القاضي


لكـَ الشكر الجزيل على هذه الاسطر التي احييت نبضات سكنت لـ وقت ,,
وعاودت الشوق من جديد ,,
قصة معبره .. جزاكـَ الله خير الجزاء على نقلها ,,
فـ مهما توافدت الاحرف هاهنا ..
فـ والله لن تصف ذاكـَ المعشار من محبة القلوب لـ نبض الام ..
من الاعماق .. لكـَ تحيتي وتقديري ,,







,
,
,








كن بخير ,,
...SoMe OnE....


http://rawanbrn./catrose.gif

دبــل كيــك 09/09/2006 07:26 AM

قـرأت الـقـصــة ...
فـخـاااطـبـت نـفـسـي ذاات لـحـظـة تـنـهـد وتـأوه :
يـااااه ... مـااا أجـمـل الـنـااااقـل والـمـنـقـوول ...


مـنـذ أمـد ... لـم يـكـن الـوقـت لـيـسـعـفـنـي لـتـصـفـح الـنـت لأكـثـر مـن ربـع سـاااعـة ...

قـصـة مـؤثـرة ... تـدعـونـااا لـ(فـلـتـرة) ذواااتـنـااا ... و(تـصـفـيـة) حـسـااابـاااتـنـااا ...

مـثـل هـذه الـقـصـة .. كـفـيـلـة بـجـرد ذااتـك فـي سـااابق الـوقـت ... والـعـمـل عـلـى الـتـصـحـيـح .. أو دعـم مـاكـااان مـن ايجـااابيـااات ...


رحـم الـلـه وااالـدك وأسـكـنـه فـسـيـح جـنـاااتـه ..

ورحـم الـلـه الشـيـخ علـي الـطـنـطـاااوي وأسـكـنـه فسـيـح جـنـاااتـه ...

لـك مـنـي أرقـى التـحـااايـااا ..

أخـووك //دبــل كيــك

القاضي 09/09/2006 03:33 PM

الأخ الكريم سيمو ،

هي بالفعل كذلك و حُقَّ لك شكر الله على تيسير برك لوالدتك.

شكراً على طيب المرور.

==

الأخ الكريم الهلال موتي ،

استمر على تقبيل والدتك و استشعر برها و استنشق عبيرها و أنت تفعل ذلك ، فقد يأتي يومٌ فتبحث عنه فلا تجده.

شكراً لمرورك.

==

الأخوين الكريمين أصغر هلالي و اكبر فخر اني هلالي ،

كاتب السطور ينتظركم فلا تتأخروا عليه.

==

الأخ الكريم الكناري الأزرق ،

لا بأس سأقبل بهذه الإجابة و لو قرأت الموضوع لعلمت أن العنوان ليس إلا جزءاً يسيراً من الموضوع و على كل حال فالقصة قد كتبت بأحرف كبيرة و بأجزاء متباعدة لتريح العين و مع ذلك لم تحض بقراءة منك.

==

الكريمة الزميلة سندريلا الهلال ،

آمين و لا شك في ذلك. أرجو تكرماً أن تعودي للتنبيه الذي وضعته في الرد رقم 19.

==

الكريمة رائدة الزعيم ،

في هذه القصة التي أوردها الشيخ هي أقسى و أنكى من الشيطان نفسه. بل لو تلبس الشيطان بلباس امرأة لم يستطع أن يفعل فعلها. تقولين "في كل .. الخ" هذا تعميم لا تملكين إثباته و ما أوردتيه يُعد من الشاذِّ الذي يقوي القاعدة. بل ما جعل تلك المرأة شيطاناً هو أنها تخلت عن إنسانيتها و عاطفتها.

جمال القصة ليست في الفحوى فحسب بل في صياغتها الأدبية الحاذقة التي قل نظيرها هذه الأيام. أما عن الواقعية فهذه القصة تمثل الواقع مع كونها غير حقيقية كما قال الشيخ رحمه الله. و أنا أعرف قصصاً عديدة لأناس عانوا الأمرين عند زوجات آبائهم.

أشكركِ على طيب المرور و على وجهة نظرك و هي محل ترحيب و تقدير.

==

الكريمة الهنوف ،

آمين و صدقتِ و رب البيت.

لا أحمل إجابة على تساؤلك لكنني أحيل ذلك إلى كيد المرأة أو ضعف الرجل أو حبه لنفسه أو كل هذه الأسباب مجتمعة.

==

الأخ الكريم نايف ،

آمين . و ما أجمل أسمك .

شكراً لطيب المرور .

==

الحبيب العنا ،

لوفعلت ذلك مع والدتك الكريمة فلن أستغرب أن "ترجفك" رجفةً ينخلع لها قلب هلالي الظهران (لماذا هو !؟ لأني سمعت أنه شجاع) .

ثم إن "خبرك عتيق" فتلك التي تشير إليها لم يعد ردها يحمل الرقم أربعة و ذلك إثر تدخل سريعٍ و قوي من قوات الأمن الخاصة .

أما أنت فلو لم تكتب في ردك "حفظ الله أمهاتنا" لأتتك "شوتة بوزٍ " من عند أبي حاتم تقذفك إلى أعالي جبال الطائف. أما لماذا الطائف فاسأل من قال لك ، سامحه الله ، عن قصة الصفر و هو بالمناسبة أحد أعظم اكتشافات العرب.

==

الأخ الكريم AMJADG ،

شكراً لمرورك.





دمتم بخير و رضا ...

أبو راس 09/09/2006 04:43 PM

يسلمووووووووووو ع النقل الجميل

والله يرحم الشيخ الطنطاوي .. افتقدناااااه

الهلالي دائماً 09/09/2006 08:56 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

اباعبد الله ...

شكر لك على عرض هذه القصة المؤلمة التي تحتاج إلى

الوقوف على كثير من أحداثها ..

حقيقة لا يدري القارئ لهذه القصة هل يشفق على ذلك الابن المحروم

ام يبكي لتلك الطفلة المعذبة ..

ام يحزن على تلك الأم الراحلة ..

وفي نفس الوقت ..

ينتابه شعور بالبغض لتلك الزوجة الظالمة ..

والأب القاسي الجاهل ..

والأخت المغرورة المدللة ..

بل سيتمزق قلبه وينفطر على عائلة كاملة قدر لها الشقاء ...

اخي الغالي الكريم ...

إن هذه القصص رغم بشاعتها توجد الآن في الكثير من البيوت

هنا وهناك .. ولكن قد تختلف الأدوار .. فيكون الابن هو المجرم

والاب هو الضحية .. وتكون البنت هي القاتلة والأم هي المقتولة

وقد تكون أبشع من هذه القصة وأشد غرابة وأكثر ألااااما..

كان الله في عون كل مكروب ...


ابا عبد الله دمت بخير وعافية ,,,

abu_riman 10/09/2006 09:50 AM

" هذا اللي خذناه منك يا غثا ! رفيقنا القاضي صار يكتب رجفة و شوتة بوز ؟! "


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:40 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd