الليجا فوق صفيح ساخن.. تاج الدوري الإسباني يستعد لاختيار "أميرته"
بعد أن هدأت الحياة الكروية في أوروبا وعادت الأنهار لانسيابها الهادئ واستقرت الكؤوس والدروع في أحضان الأبطال عاد الطقس البارد يخيم على القارة العجوز من شرقها إلى غربها إلا في مكان واحد.. مكان واحد فقط لم تستطع برودة الجو في التأثير على حرارة الموقف فيه.. "إسبانيا" بلد الثيران لازلت الأمور الكروية فيها مشتعلة وتنتظرها ساعات من الحسم بين ريال مدريد وبرشلونة وأشبيلية لمعرفة بطل الليجا لهذا العام، بعد أن أصبح الموقف أكثر إثارة من جو أفلام الأكشن التي تصنعها هوليود.
في العاصمة مدريد مازال المدرب فابيو كابيلو مدرب ريال مدريد يؤكد على ثقته الكبيرة في أن فريق قادر على حسم لقب الدوري الإسباني خلال المرحلتين المتبقيتين في عمر الليجا، ويؤكد كابيلو على أن لقائه المقبل مع ريال سرقسطة السبت المقبل في "الروماريدا" لن يتعدى كونه موعداً للاحتفال بلقب الليجا.
ويشارك لاعبي الريال كابيلو في أن اللقب أصبح أقرب للعاصمة مدريد وأن الأوان قد حان لكي يودع الدرع إقليم كاتالونيا، الذي ظل فيه سنتين متواليتين في أحضان الكامب نو معقل برشلونة.
وإذا كان الريال أظهر مستويات تستحق التقدير في الفترة الأخيرة فأن السبب الحقيقي وراء ذلك ليس تحسن أداء نجوم الفريق، كما يدعي كابيلو ورفاقه ولكن الأمور تبدو مدرجة تحت بند الحماس والشعور بالمسؤولية من قبل نجوم الفريق، خاصة الذين يستعدون للرحيل منهم مثل كارلوس الذي وقع لفنربخشة قبل 24 ساعة، وبيكهام الذي يستعد لتوديع إسبانيا متوجها إلى لوس أنجلس في صفقة هي الأضخم في تاريخ كرة القدم.
وإذا كان هذا هو الحال في مدريد فأن الأمور تبدو مختلفة تماماً عند أنصار ريال سرقسطة هذا الفريق المتمرد دائما على الكبار، الذي يرى في نفسه أنه قد يكون سبباً في التلاعب بالدرع وتحريكه حسب ما يرغب.
ولن تكون الثقة التي تتحدث بها جماهير سرقسطة في موقعة الريال آتية من فراغ، خاصة أن الفريق يمتلك سجلاً مشرفاً أمام فريق العاصمة في السنوات الأخيرة، سواء في الدوري أو الكأس الإسبانيين ويكفي أن تفتخر جماهير سرقسطة بفوزها على الريال بسداسية لن تنساها جماهير الريال بتاريخ 8 فبراير 2006، عندما نجح سرقسطة في إقصاء ريال مدريد من نصف نهائي كأس إسبانيا، وتغلب عليه 6/1 في اللقاء الذي تمكن فيه الأرجنتيني دييجو ميليتو هداف الفريق في هز شباك أيكر كاسياس في أربع مناسبات.
ويتوقع أغلب متابعي الليجا أن يكون لقاء سرقسطة والريال هو الحاسم في المسابقة، خاصة أن الريال يكفيه فقط الفوز في لقاءيه المتبقيين لحسم اللقب على الرغم من أنه يتساوى مع البارسا في عدد النقاط برصيد 72 نقطة، حيث أنه يمتلك أفضلية الفوز أمام برشلونة في لقائي الذهاب والعودة.
وفي كاتالونيا لن يكون الوضع أفضل عندما يستعد برشلونة لخوض ديربي كاتالونيا أمام جاره "اللدود" إسبانيول، اللقاء الذي يعد بمثابة معركة سياسية على زعامة إقليم كاتالونيا.
ورغم أن البارسا و إسبانيول "جيران" إلا أن اللقاء لن يتمتع بالروح الرياضية في ظل الكراهية المتبادلة بين جماهير الفريقين، ويعتبر عشاق برشلونة أن إسبانيول هو الابن العاق في إقليم كاتالونيا، بينما تؤكد جماهير إسبانيول أنها لا تعوم ضد التيار وأنه من حقها أن تحظى بنفس الاهتمام والتقدير الذي يحصل عليه برشلونة.
وبعيداً عن الأحداث المشتعلة إقليمياً بين برشلونة وإسبانيول فيبدو برشلونة "حامل اللقب" في مأزق حقيقي في ظل غياب ساحرة البرازيلي رونالدينيو عن اللقاء، بعد حصوله على البطاقة الحمراء في مباراة البارسا السابقة أمام خيتافي.
وإذا كان برشلونة سيغيب عنه رونالدينيو إلا أن لاعبيه الموجودين في الملعب مطالبون بالتحول إلى 11 رونالدينيو في موقعة إسبانيول، بينما سيكون الضيوف مطالبون بمحو خسارتهم لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي أمام أشبيلية قبل أسبوعين بالفوز على البارسا.
وفي إقليم الأندلس مازالت جماهير أشبيلية تمني النفس بتحقيق الثلاثية التاريخية وإن كان لقب الدوري بات صعب المنال، حيث أن أشبيلية يتخلف عن برشلونة وريال مدريد بفارق نقطتين إلا أن الفريق الأندلسي قد ينتظر هدايا القطبين على عطائه الكبير هذا العام، والذي توجه بلقب كأس الاتحاد الأوروبي للمرة الثانية على التوالي على حساب إسبانيول.
وسيكون أشبيلية ضيفاً على ريال مايوركا العنيد في موقعة يحتاج منها أشبيلية الفوز بنقاط اللقاء بأي ثمن، حتى يستطيع مواصلة السير مع القافلة، ويمتلك أبناء الأندلس فرصة ذهبية لتحقيق ثلاثية تاريخية إذا ما تمكنوا من تحقيق بطولة الدوري الإسباني، في حين أن الفريق ينتظره نهائي كأس إسبانيا في الأسبوع الأخير من هذا الشهر أمام خيتافي.
تبدو الأمور معقدة إلى حد كبير بين الفريق الثلاثة ومازال درع الدوري حائراً ما بين البقاء في إقليم كاتالونيا، حيث برشلونة أو الذهاب إلى العاصمة مدريد أو قد يفاجئ الجميع، ويتجه صوب ملعب رامون سانشيز معقل أشبيلية، ويبدو المستفيد الوحيد من تلك الصراعات جماهير الليجا؛ لذا فالكل يتمنى أن تستمر البطولة لشهرين وليس لأسبوعين فقط.