ثورة الدفاع
في هذا الجو الثوري الجميل , ومنظر السماء الملبدة بالغبار والأتربة , حيث المشهد البديع يعطي إنطباعاً مثيراً قلّما تجد مثله في غير منطقتنا الجميلة , تبرز الثورة هنا كمطلب شعبي وجماهيري في أعقاب فضيحة هدف الدقيقة التاسعة والثمانون في مباراة الديربي مؤخراً
ما زاد من مطالب الثائرين هو تكرّر هذا المشهد لأكثر من مرة خلال هذا الموسم , فمن بعد هدف دروقبا الشهير في الدقيقة الثانية والتسعين ومن ثم هدف ناسيونال البرازيلي في كأس العالم مروراً بهدف بيتيس وإنتهاءً بهدف تامودو الأخير , وما يجعل هذه الأهداف مصدر غضب شعبي هو أهميتها لدى الخصوم و تسطيرها لنهاية أكثر من حلم لمحبي برشلونة خلال هذا الموسم
وما قصم ظهر البعير الكتالوني العزيز هو ظهور الأداء الدفاعي بمستوى سيء للغاية حيث لم يسبق للدفاع الكتالوني أن ظهر هشّاً ضعيفاً وسهل المنال لخصومه حتى في سنواته الست العجاف , فلماذا ظهر الدفاع بهذا المستوى وهو يحوي في قلبه إثنان من أشرس مدافعي العالم إن لم أكن مبالغاً , إثنان لو وُجد واحدٌ منهم فقط في دفاع أي فريق في العالم لظهر حصناً منيعاً صعب الإختراق بالنسبة للمهاجمين , إنهما بويول وتورام , وإذا عرف السبب بطل العجب
الأسباب التي طرحها النقاد للرد على هذا السؤال كثيرة ومتشعبة , حيث كان على رأسها قلة الدعم الذي يلقاه قلبي الدفاع من زملائهم في خط الوسط , وأخص بالذكر هنا لاعب خط الوسط المدافع ( المحور ) والذي تمثل هذا الموسم في إدميلسون وماركيز في بعض الأحيان وفي مراتٍ قليلة موتا , وفي حال غياب هؤلاء الثلاثة والذي حدث كثيراً كنا نرى إما تشابي أو أنييستا في هذا المركز مع معرفتنا بعدم ملائمته لإمكانياتهما , وإتضح ذلك في أغلب مباريات الفريق الكتالوني في هذا الموسم حتى التي كسبها وحتى تلك التي كانت تلعب مع أندية ضعيفة هجومياً , رأينا بويول وتورام يقفان وحيدان في أغلب الأحيان في وجه المهاجمين , تتسع الفجوة بينهما وتضيق بحسب المهاجمين الذين واجهوهم , وللأمانة فهذين اللاعبين بالرغم من بعض الهفوات التي صدرت منهما في أحيانٍ قليلة , إلا أنهما وقفا صامدين في وجه مدافع مهاجمي الخصوم والصحافة وحتى زملائهما في الفريق !!
أيضاً ظهر على السطح سبب آخر يتمثل في ضعف التغطية الدفاعية لدى أظهرة الجنب , خصوصاً في حالة طلوع أيٍ منهما لمساندة الهجوم حيث ينكشف مكانه ولا يجد من يغطيه , اللهم بعض الإجتهادات من بويول وتورام والتي لم تكن مجدية في مجملها , فكم من هدف قبله برشلونة بهذه الطريقة هذا الموسم ؟ والسؤال هنا هو هل رباعي الأظهره في مستوى يؤهلهم للبقاء في مواقعهم موسماً آخراً مع برشلونة ؟
من الأسباب التي لا يمكن التغافل عنها وقد أثارها الكثيرون هو الجمود الذي رافق المدرب حيال الغلطات الدفاعية التي لازمت الفريق منذ بداية الموسم حتى نهايته , فالمدرب رايكارد لم يجد حلاً ناجحاً لضعف التغطية الدفاعية بالرغم من التغييرات الكثيرة التي جربها من دون فائدة تذكر !
إذاً ما الذي يمكن عمله لتعزيز دفاع الفريق في الموسم المقبل , وهل ما تقوم به الإدارة من مفاوضة لبعض اللاعبين سيكون كفيلاً بوضع حدً لهذه المهازل ؟
الفريق كما نقرأ في الصحف بدأ في التفاوض مع اللاعب العاجي يايا توريه لاعب موناكو , وللأمانة فأنا لم أشاهد هذا اللاعب ولكن الكثيرين كانوا قد أشادوا بهذا اللاعب وذكروا محاسنه الدفاعية والهجومية على حدٍ سواء , وهذه الخطوة من المرجح انها ستكون بداية سليمة لرأب الصدع الحاصل في منطقة المحور التي لا يمكن التغاظي عن أهميتها وحساسيتها
أيضاً الفريق يحاول منذ زمن جس نبض الظهير الفرنسي أبيدال وناديه ليون , ومما إتضح لنا حتى الآن أن العرض ضعيف ولم يعجب المسؤولين في النادي الفرنسي على الرغم من رغبة اللاعب في المجيء إلى برشلونة , كما تقول الصحافة , اللاعب من الناحية الدفاعية سيكون إضافة كبيرة لذلك الخط المتهالك , ولكن هل سيكون مفيداً هجومياً كما يفترض أن يكون أي لاعبٍ في مركزه , حقيقةً لا أرى بأن أبيدال سيضيف الكثير هجومياً للفريق , وهذا الرأي أطرحه من واقع متابعتي القليلة للاعب مع المنتخب الفرنسي
كما يبرز إسم ظهير أيسر آخر دخل ضمن إهتمام النادي , وهو اللاعب الأرجنتيني هاينزه , هذا اللاعب حسب متابعتي له جيد دفاعياً وهجومياً , ومفيد أيضا في مركز قلب الدفاع في حالة غياب أي من تورام أو بويول
حتى الآن هذا ما ظهر على السطح من حلول لمسألة دفاع الفريق في الموسم المقبل , وإن كنت أظن بأن المسؤولين في النادي لا زال لديهم الكثير لطرحة حيال هذه المسألة الحساسة , والتي أضاعت أكثر من بطولة هذا الموسم
بالمناسبة , قد يكون وقت هذه الثورة غير مناسب في ظل تبقي مباراة للفريق يأمل الكثيرون بأن تحدث خلالها المعجزة ويتحول مسار البطولة إلى برشلونة , صحيح ذلك , ولكنها الثورة لا تؤمن لا بالمكان ولا بالزمان , ولا أزيد
