المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 30/06/2006, 02:27 AM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
العلمانيون

بسم الله الرحمن الرحيم

دعاة على أبواب جهنم ( العلمانيون ) المفسدون في الأرض


الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين الذي ما ترك من خير وإلا ودل الأمة عليه وما ترك من شر إلا نهاها عنه وحذرها منه،
أما بعد:
فقد روى البخاري في صحيحة عن أبي إدريس الخولاني “ أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسالون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يد ركني، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ فقال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟؟ قال: نعم وفيه دخن 0 قلت: وما دخنه ؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا 0000 الحديث "
فهذا الحديث الشريف نور من نور النبوة يزيد في المؤمن إيمانه ويقوي يقينه عندما يرى مصداق هذا الحديث في حياته، فالحبيب عليه الصلاة والسلام عندما وصف لأمته الدعاة على أبواب جهنم وصفهم غاية الوصف وأوضحه، فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، فمعنى قوله هم من جلدتنا أي من قومنا، ويتكلمون بألسنتنا، أي من أهل لساننا وهؤلاء الدعاة لا يخلو منهم زمان، ففي زماننا يتحقق هذا الوصف في زنادقة ملحدين هم ( العلمانيون ) 0
دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها 0 فهم من بني جلدتنا ( من بني قومنا ) ويتكلمون بألسنتنا ( بلغتنا ) 0

ولعل سئل يسأل منهم العلمانيون ؟
قبل أن نجيب عن العلمانيين علينا أن نعرف معنى العلمانية وكيف نشأت ؟ فالعلمانية هي معنى كلمة (secularism) ومعناها: ابتعد عن الدين، فلا تبالي بالدين ولا الاعتبارات الدينية، وقد ظهرت كمذهب أو مصطلح يناهض انحرافات الكنيسة في أوربا التي حرمت العلم والعلوم التجريبية كالطب والهندسة والصناعة وغيرها من العلوم 0
فكانت العلمانية ردة فعل على الكنيسة، وذلك في ظل الثورة الفرنسية سنة 1789م، فكانت هذه بداية العلمانية في العالم، إذا العلمانيون هم فئة من الناس همهم وغايتهم ومنهجهم إبعاد الدين عن الحياة وعن المجتمع، ( ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) 0 فكانت العلمانية خيرا للشعوب الأوربية من انحرافات الكنيسة وجهلها وحربها على العلوم التجريبية 0

علمانيو العرب !!
فجاء ينو قومنا من العلمانيين وقاسوا ظلم الكنيسة بعدل الإسلام وجهل الكنيسة بنور الإسلام، وصدق الله ـ سبحانه وتعالى ـ في وصف من هذه حاله عندما انتكست فطرته وتبدلت مفاهيمه وصار أضل من الحيوان، قال تعالى: " ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " 0 سورة الأعراف الآية 179 0
فالعلمانيون العرب لينهم أخذوا من الغرب ما يفيد أمتهم ولكنهم اخذوا كل رذيلة ساقطة وصاروا معول هدم للدين والقيم والأخلاق، فجروا شعوبهم للهلاك والدمار قال الله تعالى " الم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم يصلونها وبس القرار " سورة إبراهيم الآية 28/29

كيف نعرف العلمانيين ؟
العلماني والعمانيون كالزنادقة يظهرون الإسلام عندما يضطرون ويحرجون، ويبطنون الكفر والإلحاد وقد يظهرون إذا حانت لهم الفرصة فحالهم كقول الله تعالى " وإذا لقوا الذين امنوا قالوا ءامنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون " سورة البقرة الآية: 14 0
أما في هذا الزمان فأصبح العلمانيون لا يتورعون عن إظهار زندقتهم وفسادهم لأهل الإسلام، وسبب ذلك ضعف أهل الإسلام وتخاذلهم عن نصرته والذب عنه، “ فإلى الله المشتكى "، ورضي الله عن عمر عندما قال " أشكو إلى الله جلد الكافر وعجز الثقة " 0
العلمانيون:
لا يجعلون للدين قيمة في حياتهم فلا يحلون حلالا ولا يحرمون حراما، بل شرعوا القوانين الشيطانية وسموها تعاليم وأنظمة ولوائح، كل ذلك ليبعدوا الناس عن دين الله ـ سبحانه ـ فلا يحكمون به ولا يتحاكمون إليه 0
العلمانيون:
همهم وغايتهم خلخلة القيم الراسخة في المجتمع الإسلامي من الإخوة والطهر والعفاف وحفظ العهود والتكافل وأحاسيس الجسد الواحد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستبدلوا ذلك بالقطيعة والتفرق والإباحية ونشر الرذيلة في المجتمع الإسلامي، وتسخير ما في أيديهم من إذاعة وتلفزيون ومجلات وجرائد وغيرها من الوسائل لتحقيق غاياتهم في أبناء المجتمع المسلم 0
العلمانيون:
ولاؤهم وانتمائهم في الأقاليم أو الوطن أو غيرها من الروابط الطاغوتية الشيطانية فلا حرج عليك أن توالي في ذلك كله، أما أن توالي وتعادي في الله ـ سبحانه وتعالى ـ فتلك جريمة لا تغتفر في نظر هؤلاء العلمانيين، ومن شعاراتهم في ذلك: " الدين لله والوطن للجميع " 0
العلمانيون:
يجعلون الدين وتعاليمه سخرية يتلاعب بها كتابهم، بل ولربما أظهروا سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام ـ كاللحية مثلا ـ بصورة طرائف ( كركتير ) ليضحكوا الناس ولينفروهم عن الإسلام وهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ 0
قال الله تعالى " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * واذا مروا بهم يتغامزون "
المطففين الآية 29/30 0

ثمار العلمانية الخبيثة في الشعوب الإسلامية
العلمانية شجرة خبيثة نمت فأثمرت خبثا وفسادا في المجتمعات الإسلامية قال الله تعالى:" والذي خبث لا يخرج إلا نكدا " 0 الأعراف: 58
0

ومن ثمارها الخبيثة:
1/ تبديل حكم الله سبحانه وتعالى بحكم الطاغوت:
فأصبحت المحاكم القانونية الطاغوتية بدل المحاكم الشرعية وبذلك صارت الدول العربية أكثر الدول العربية ضعفا ودمارا وتفككا، فساسها الأعداء حتى أصحبت غريبة في ديارها 0 حقيرة لا عزة لها، مأسورة بأيدي أعداءها 0
وصدق الشاعر:
وأي اغتراب بعد غربتنا التي * بها أضحت الأعداء فينا تحكم
واصدق منه قول الحبيب عليه الصلاة والسلام واصفا حال الأمة في آخر الزمان فقد روى الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يؤمئذ قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن ؟ فقال: حب الدنيا وكراهية الموت " صحيح أبي داودللألباني 0
2/ فساد التعليم عند أكثر المجتمعات الإسلامية 0 ومن مظاهر فساد التعليم:
أ ـ تقليص المواد الشرعية، وتقليل نصابها في الحياة الدراسية التعليمية 0
ب ـ منع تدريس النصوص التي تذكر أبناء المسلمين بعداوة اليهود والنصارى للإسلام وأهله . وطمس عقيدة الولاء البراء في المناهج 0
ج ـ الاختلاط في التعليم بين الرجال والنساء 0
د ـ انتشار المدارس الأجنبية " التنصيرية " في بلاد المسلمين 0
3/ ظهور الإباحية والفوضى الأخلاقية:
ومن مظاهرها:
(أ‌) انتشار الجريمة بجميع صورها من زنا واغتصاب، وشذوذ جنسي، وسرقة، وقتل وانتحار، والمتأمل لواقع المسلمين يجد ارتفاع نسبة الجرائم بشكل يدعو إلى الاستغراب، ولا غرابة أن تجد السجون مليئة بل ضاقت بشباب المسلمين " وإنا لله وإنا إليه راجعون " 0
(ب‌) ما صاحب هذه الجرائم من تفشي الأمراض الفتاكة بين الشباب من الإيدز والزهري وغيرها من الأمراض التي لم تكن قبل 0
(ج) التفكك الأسري: فارتفعت نسبة الطلاق والخيانات الزوجية، فضاهت ما يحدث في أوروبا وبلاد الغرب، وهذا لا يستنكر مادام دعاة الاختلاط والإباحية من الزنادقة العلمانيين يعيثون في الأرض فسادا في بلاد المسلمين 0
(د‌) المخدرات التي انتشرت انتشارا عجيبا بين الفتيان والفتيات حتى كثرت المستشفيات والمصحات، ودور النقاهة الخاصة لعلاج متعاطي المخدرات 0
وباليتهم تذكروا قول الله تعالى " ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " سورة طه، الآية 124 0

* حكم العلمانيين في شريعة الإسلام:
العلمانيون كفرة مشركون مرتدون، وذلك لأسباب كثيرة منها:
(1) حكمهم بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى وذلك بالقوانين الطاغوتية قال تعالى:" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " سورة المائدة: 44 0 ولم يكتفوا بهذا بل سنوا القوانين الشيطانية وسموها بغير اسمها كالأنظمة واللوائح 0 والتعاليم ليخادعوا بها الناس ويصرفوهم عن دين الله 00 قال الله تعالى " أن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم " سورة النساء 142 0
(2) شركهم بالله ـ سبحانه وتعالى ـ إذ جعلوا حياتهم لغيره، وشعاراتهم في ذلك كثير منها ما ذكرنا أنفا ـ " الدين لله والوطن للجميع " وشعار " لادين في سياسة ولا سياسة في دين " والله سبحانه وتعالى يقول:" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " الأنعام 162 0 فمن صرف حياته لغير الله سبحانه وتعالى فقد كفر وأشرك وخرج من ملة الإسلام 0
(3) استباحتهم ما حرم الله سبحانه وتعالى فاستباحوا الربا، والتبرج، والسفور، ودعوا الناس إليها ودافعوا عنها وتصدوا لمن ينكرها أو يحذر منها 0
(4) سخريتهم بتعاليم الإسلام وأهله، ورميهم بالتخلف والجمود والرجعية والإرهاب 0
فهل بعد هذا يشك عاقل بكفر هؤلاء العلمانيين وشركهم ؟ 0

الواجب على كل مسلم نحو العلمانيين:
(أ‌) الواجب على المسلمين إن كانوا رعاة أن يحصروهم ويقعدوا لهم كل مرصد، ويقيموا عليهم حكم الله في المرتدين لقوله صلى الله عليه وسلم:" من بدل دينه فقتلوه " رواه البخاري 0 وأي تبديل أعظم من تبديل العلمانيين لدين الله سبحانه وتعالى 0
(ب‌) والواجب على المسلمين إن كانوا رعية أن يهتكوا ستر العلمانيين، ويفضحوهم، ويبينوا شركهم وكفرهم، ويحذروا منهم، ولا يخافوا في الله لومة لائم 0 قال الله تعالى:" يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأوئهم جهنم ويئس المصير " التوبة 73 0
اللهم يارب جبريل وميكائيل فاطر السموات والأرض أرنا في العلمانيين ومن أعانهم وأيدهم عجائب قدرتك، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا 0
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين 0
" وإذا قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون " 0

كتبها احد طلاب العم ونشرت في مطوية تحمل عنوان
( دعاة على أبواب جهنم ( العلمانيون ) المفسدون في الأرض .. )

اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30/06/2006, 02:29 AM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تعرف العلماني ؟ و ما هي معتقداته ؟


العلماني :
تجده يؤمن بوجود إله لكنه يعتقد بعدم وجود علاقة بين الدين وبين حياة الإنسان ( فكر بوذي ) كما يعتقد بأن الحياة تقوم على أساس العلم التجريبي المطلق وهذا ( فكر ماركسي ).
والعلماني :
تجده يعتبر القيم الروحية التي تنادي بها الأديان والقيم الأخلاقية بأنواعها هي قيم سلبية يجب أن يتم تطويرها أو إلغائها وهذا ( فكر ماركسي ).
والعلماني :
تجده يطالب بالإباحية كالسفور ، والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة والخاصة ( أي الخلوة ) ويحبذ عدم الترابط الأسري ( دعوة ماسونية ).
والعلماني :
تجده يطالب بعدم تدخل الدين في الأمور السياسية وأنه يجب تطبيق الشرائع والأنظمة الوضعية كالقانون الفرنسي في الحكم . وأن الدين للعبادة فقط دون تدخل في شئون الخلق وتنظيمها – كما أراد الله سبحانه وتعالى –.
والعلماني :
تجده يردد دائماً بأن الإنسان هو الذي ينبغي أن يستشار في الأمور الدنيوية كلها وليس رجال الدين - وكأن رجال الدين هم الذين اخترعوا التعاليم السماوية – ويطالب بأن يكون العقل البشري صاحب القرار وليس الدين . ( مع تحفظنا على رجال الدين لان ليس عندنا رجال دين ولكن عندنا علماء )
والعلماني :
تجده يصرح باطلاً بأن الإسلام لا يتلائم مع الحضارة وأنه يدعوا إلى التخلف لأنه لم يقدم للبشرية ما ينفع ويتناسى عن قصد الأمجاد الإسلامية من فتوحات ومخترعات في مجال الهندسة والجبر والكيمياء والفيزياء والطب وأن علم الجبر الذي غير المفاهيم العلمية وكان السبب الرئيسي لكثرة من مخترعات اليوم وربما المستقبل ينسب لمبتدعه العبقري جابر بن حيان وهو مسلم عربي .
والعلماني :
تجده يعتقد بأن الأخلاق نسبية وليس لها وجود في حياة البشر إنما هي انعكاس للأوضاع المادية والاقتصادية وهي من صنع العقل الجماعي وأنها أي الأخلاق تتغير على الدوام وحسب الظروف ( فكر ماركسي ) .
والعلماني :
تجده يعتقد بأن التشريع الإسلامي والفقه وكافة تعاليم الأديان السماوية الأخرى ما هي إلا امتداد لشرائع قديمة أمثال القانون الروماني وأنها تعاليم عفى عليها الزمن وأنها تناقض العلم . وأن تعاليم الدين وشعائره لا يستفيد منها المجتمع . ( وهذا فكر ماركسي ) .
تنبيه :
العلماني تجده يصرح بهذه المقولة ويجعلها شعاراً له دون أن يكون له دراية أو علم أو اطلاع على التعاليم الفقهية الإسلامية أو على الإنجازات الحضارية الإسلامية0
والعلماني :
تجده حين يتحدث عن المتدينين فإنه يمزج حديثه بالسخرية منهم ويطالب بأن يقتصر توظيف خريجي المعاهد والكليات الدينية على الوعظ أو المأذونية أو الإمامة أو الأذان وخلافه من أمور الدين فقط .
والعلماني :
يعتبر أن مجرد ذكر اسم الله في البحث العلمي يعتبر إفساداً للروح العلمية ومبرراً لطرح النتائج العلمية واعتبارها غير ذات قيمة حتى ولو كانت صحيحة علمياً .
والعلماني :تجده يعتبر أن قمة الواقعية هي التعامل بين البشر دون قيم أخلاقية أو دينية لأنها في اعتقاده غير ضرورية لبناء الإنسان بل أنها تساهم في تأخيره وأن القيم الإنسانية ما هي إلا مثالية لا حاجة للمجتمع بها .
والعلماني :
تجده يعترض اعتراضا شديداً على تطبيق حدود الله في الخارجين على شرعه كالرجم للزاني أو قطع اليد للسارق أو القتل للقاتل وغيرها من أحكام الله ويعتبرها قسوة لا مبرر لها .
والعلماني :
تجده يطالب ويحبذ مساواة المرأة بالرجل ويدعو إلى تحررها وسفورها واختلاطها بالرجال دون تحديد العمل الذي يلائمها ويحفظ كرمتها كأنثى .
والعلماني : تجده يحبذ أن لا يكون التعليم الديني في المدارس الحكومية إلزامياً بل إختيارياً .
والعلماني :
يتمنى تغيير القوانين الإسلامية بقوانين علمانية كالقانون المدني السويسري والقانون الجنائي المعمول به في إيطاليا والقانون التجاري الألماني والقانون الجنائي الفرنسي وهذا القانون يعمل به في بعض الدول العربية . ويعتبر أن تلك القوانين هي الأفيد في حياة الفرد والمجتمع من التنظيم الإسلامي .

المصدر كتاب : كيف تعرفهم ؟ لخليفه بن إسماعيل الإسماعيل
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30/06/2006, 02:31 AM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
ماذا قدَّم العلمانيون العرب للأمة ؟!
05-10-2005
بقلم د. محمد الفقيه
"...وحين وصولهم إلى سدة الحكم في بعض البلاد ماذا كانت النتيجة ؟ هل طبقوا مباديء الحرية والديمقراطية ؟ هل طوروا مؤسسات الدولة وإداراتها ونظمها لتصبح دولة عصرية حديثة كما يزعمون ؟ ..."
كثيراً ما يطرح في وسائل الإعلام التي مازال معظمها تحت قبضة العلمانيين من نقد جارح غير منصف من العلمانيين وأضرابهم تجاه العلماء والدعاة ومشروع الصحوة الإسلامية .


وقد بسطوا ألسنتهم بالسوء فأخرجت نقداً هادماً لم ينطلق من قاعدة سليمة ولم يتقيد بمنهج صحيح ولم يلتزم بأخلاق وأعراف، خاصةً بعد ما رأوا ظهور الصحوة والتفاف الناس حولها .


وقاموس نقدهم وهجومهم على الصحوة طويل فلم يعودوا يحسنون غيره، فمرة يتهمون العلماء والدعاة أو باصطلاحهم (الإسلاميين) أو (الإسلامويين) بأنهم لا يمتلكون أي مشروع حضاري نهضوي يرتقي بالأمة على كافة الأصعدة الثقافية والسياسية والاقتصادية والتعليمية وغيرها، كما أنهم ليست لديهم رؤيا واضحة للأمور ولا معرفة بظروف العصر وتكوين وطبائعه، بالإضافة إلى أنهم أحاديون أقصائيون لكل من خالفهم، كما أنهم سطحيون لا يمتلكون بصر ببواطن الأمور ولا رؤية واضحة للمستقبل وأنهم يعيشون خارج التاريخ .


وقد ينطلي مثل هذا النقد على السذج وسريعي التأثر فينهزمون داخلياً مع إحساس بالضعف وشعور بالخطيئة فيصغون إلى مثل هذه الترهات، وتنطلي عليهم تلك الاتهامات، ويبدأ البعض منهم في حركة هدمية لمكتسبات الصحوة بدعوى نقد الذات أو تصحيح المسار، فيكون أداة هدم في يد أعدائه من حيث لا يشعر ويصبح المغفل الضار، وكم عانت الصحوة وستعاني من هذه النماذج المغفلة.


لكن لو غيرنا وجه السؤال وحولناه إلى الواقع العلماني وقلنا لهم : ماذا قدم العلمانيون خلال فترة نفوذهم الطويلة ؟


ما هي مشروعاتهم الحضارية التي أفادت منها الأمة ؟


وهل ارتقوا فعلاً بالأمة حتى أوصلوها إلى مصاف الأمم المتحضرة ؟ أم انحطوا بها إلى مستوى الأمم الأكثر بدائية ؟


هل قدموا دروساً وأفكاراً ونظريات كانت من العمق وبعد النظر وفهم لطبيعة الأمة تحقق حققت لها نهوضها المنشود ؟ ثم هل كانوا متسامحين معتدلين يقبلون الرأي الأخر ويفتحون صدورهم لتقبله ؟


لننظر أولاً : في مشروعاتهم النهضوية التي كانت زيفاً وهدماً ودماراً وخراباً وعانت منه الأمة وستعاني عقوداً طويلة .


ففي المجال السياسي لم يقدموا مشروعاً سياسياً حقيقياً نابعاً من حاجة الأمة مراعياً لخصوصيتها متعرفاً على مشكلاتها، ساعياً للنهوض بها؛ بل كانت جميع أطروحاتهم السياسية عبارة عن ترجمات مشوهة لبعض النظريات الغربية، فكانت في منتهى النشاز والغرابة والبعد عن واقع الأمة وحاجتها .


وحين وصولهم إلى سدة الحكم في بعض البلاد ماذا كانت النتيجة ؟


هل طبقوا مباديء الحرية والديمقراطية ؟ هل طوروا مؤسسات الدولة وإداراتها ونظمها لتصبح دولة عصرية حديثة كما يزعمون ؟ هل وسعوا دائرة العدالة ليتساوى الجميع في الحقوق والحريات ؟


كل هذا لم يحدث، بل حتى بعضه لم يحدث، حيث قبضوا على السلطة قبضة حديدية وصادروا الحريات والممتلكات، حتى إنسانية الإنسان صادروها بحجة الحفاظ على مكتسبات الثورة والحفاظ على الوحدة الوطنية، وكل من يخالفهم فهو عدو للوطن وحتى للحرية، نهبوا الأموال بحجة بناء الوطن، فعمروا أرصدتهم وهدموا الأوطان .


ثم ثالثة الأثافي حين خرج مكنون صدروهم من الحقد على الدين والكره له ولأهله فعملوا على إقصاء الدين من جميع مناحي الحياة، واستضعفوا كل من له صلة بالتدين من علماء ودعاة ومتدينين، وأصبح التدين أكبر جريمة وخيانة يعاقب على الإنسان، وكم عانى العلماء والصالحون في ظل حكوماتهم من سنوات رهيبة من القمع والاعتقال والتعذيب والإهانة، بل والتصفية الجسدية، ووصل الحال إلى تتبع المصلين في المساجد وعد المحافظة على الصلوات الخمس في المسجد تهمة يسائل عنها الإنسان، حتى كادت المساجد تخلو من المصلين، ولو نظرت ببعض البلاد الإسلامية التي حكموها لما وجدت أثر للدين لولا وجود بعض المساجد شبه مهجورة .


هل هذا هو التسامح والعدالة والحرية التي ينادون بها، وفي المقابل أعطوا الفرصة كاملة لأصحاب الفكر المنحرف فامتلكوا نواحي الإعلام من تلفزيون ومذياع وجريدة ومجلة وغيرها فأفرغوا فيها سمومهم وأهوائهم وقطعوا الطريق إليها على من لا يوافق أهوائهم، كما فتحوا الباب على مصراعيه لأصحاب الرذيلة فسمحوا بإنشاء المراقص المسارح والحانات ودور السينما وغيرها، ورفعوا أصحابها وأشادوا بهم فأصبح الساقطات قدوة لبنات المجتمع .


وأما الواقع السياسي فقد انفرد الحزب الحاكم بكل شيء، فمن لا ينتمي للحزب الحاكم يكون حقه ضئيلاً في التعليم أو الوظائف، فاختزلوا المجتمع بكامل طاقاته وكوادره في حزب واحد، واختزل الحزب في فرد واحد، فترى كبار رجالات الحزب المتنفذين يرفلون في النعمة والجاه العريض والأموال الطائلة، وبقية المجتمع يكدح ليلاً ونهاراً ليحصل على قوت يومه إن حصل له .


كان وجود الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتهديد دول الجوار وسكوت العرب عن هذا المرض الخبيث في جسد الأمة من أقوى مبرراتهم للقيام بثوراتهم الخاسرة، فلما وقفت معهم الأمة في ثوراتهم، لم يحركوا ساكناً تجاهها، وازدادت قوةً ونفوذاً وتوسعاً في زمنهم، وازدادت الأمة ضعفاً وضيقاً وتقلصاً .


في أحد الأيام قال عبد الناصر إنه سيغرق إسرائيل في البحر، قالها في إحدى عنترياته الفارغة التي أصم الأذان بها، وطبل أتباعه وزمروا له، ثم أفاقوا صيحة يوم النكسة وقد تكشف الوهم والدجل والزيف الذي خدرهم به سنين طويلة، حين حصدت إسرائيل ليلتها مطاراته الحربية، بل واحتلت أجزاء أخرى من البلاد العربية، وأظهرت حقيقة البالون الأجوف الذي انفجر مع أول لمسة، وبعده بسنوات زعم صدام حسين أن سيحرق نصف إسرائيل بالكيماوي المزدوج فطبلوا وزمروا له أيضاً، وجعلوه بطل الأمة والرجل التاريخي والقائد الأعظم، وفجأة بدل أن يحرق إسرائيل حرق الأمة وغدر بها .


وقد يقولون : هذه تصرفات فردية تبرأنا نحن منها، فيقال لهم: لا تستطيعون أن تنكروا أنها مشاريع علمانية من قومية اشتراكية إلى بعثية، فنجاحها وفشلها يصب في النهر العلماني، ثم أنتم من مجدهم وبشرَّ بهم ورفعهم عالياً فلما انفضحوا أدرتم لهم ظهروكم، ونفضتم عن أنفسكم عارهم، فهل أنتم مغفلون فلا يسمع لكم ؟ أم مرتزقة تطلبون لمن يعطي أكثر ؟


ثم إنكم تحملون الإسلاميين التجربة الطالبانية وتجعلوها فزاعة لينفر الناس من المشروع الإسلامي، وتدعون أنهم إذا وصولوا إلى الحكم فسوف يعيدون نفس التجربة الطالبانية والتي كتب تاريخها بيد عدوها .


أما مشروع القومية العربية، فقد تعالت هتافاتهم بالوحدة العربية والإلتفات حول العروبة، وجعلها قاعدة وعقيدة عليها اجتماعهم وتكون المنطلق والمرجع لجميع مشروعات النهضة .


وكل من يضادها أو يتسبب في خلخلتها ينبذ، وعلى الجميع التخلي عن الدين والعقيدة في سبيل المشروع القومي الكبير وحالوا تعزيزها بكثير من النظريات المستوردة، وقاموا بأكبر عملية إقصاء للإسلام بدعوى أنه لا يعرف العرب ففيهم من ليس بمسلم، وفي المسلمين ليس بعربي، مع أنه أهم عنصر في تركيبة هذا المجتمع ووحدته وهل نال العرب العزة والوحدة والمكانة إلا بالإسلام، وتفرعت القومية إلى فروع وتشكلت جميعات وتعددت الأصوات .. فما النتيجة ؟ مزيد من التمزق، مزيد من التفتت، مزيد من التشرد، مزيد من الضعف، والعجيب أن هؤلاء كانت ألسنتهم وهتافاتهم مع المشروع القومي والوحدة العربية، وأهوائهم وتعاملاتهم وعلاقاتهم تهيم شرقاً وغرباً . وتتابعت انكسارات المشروع القومي وهزائمه بدءاً من الثورة العربية الكبرى وانتهاء بدخول صدام إلى الكويت .


أما المشروع الثقافي فقد ساروا فيه على اتجاهين : الأول إقصاء ثقافة المجتمع المسلم وقيمه الأصيلة ومحاولة مسخها وتغيرها والتلاعب بها وتغيبها عن العقول، والأخر : إحلال الثقافة المستوردة مكانها وكان هذا مع أول لقاء بين من يسمون برواد التنوير مع الثقافة الغربية حين ترافق الإنبهار بها مع الإحباط في نفوسهم، فحاولوا استيراد تلك الأفكار وتطبيقها مع غرابتها عن المجتمع المسلم، والغريب أنهم انبهروا بالجانب التقني والإداري والسياسي واستوردوا الجانب العقدي والأخلاقي .


ولكن جسد الأمة رفض هذه الكائنات الغريبة وعزلها بسبب غربتها وبعدها عن تكوينه، بل إن كثيراً من هؤلاء اكتشف أنه على غير هدى فعاد إلى رشده مع بعض لوثات عالقة فيه .


وبعضهم صدم وأحبط لما عرف أنه في واد والمجتمع في وادٍ آخر، وأنهم طوال هذه السنين إنما يكتبون وينظرون لأنفسهم، والمجتمع غارق في همومه ولا يحس بهم، وازداد إحساسهم بالغربة حين اكتسحت الصحوة الإسلامية الساحة الفكرية والثقافية فأخذوا يكيلون التهم لهذا المجتمع الجاهل في نظرهم الذي لم يقدر هذه العقول والعبقريات السخيفة التي حاولت أن تنهض بالمجتمع وتطوره وترقى به أمام النفعيون أصحاب الأقنعة المتجددة القادرون على تغيير جلدوهم حسب الطلب، فقد خلعوا جلد العلمانية الصريحة، ولبسوا جلود الاستنارة، ليهدموا الإسلام من الداخل ويعيد تسويق نفس البضاعة الفاسدة باسم الإصلاح تارة وباسم التجديد تارة أخرى، وباسم موافقة العصر وجيروا المعركة من معركة بين إسلام وعلمانية إلى معركة بين إسلام مستنير وإسلام تقليد ، وبدل أن يستوردوا العلمانية من الخارج استخرجوها من التراث عن طريق محاولة إحياء أفكار بعض الفرق الضالة في التاريخ الإسلامي ودعوا إلى تعدد الأفكار والتفسيرات للإسلام، ليحرفوا ويبدلوا كما شاءوا بدعوى تعدد الأفكار .


أما مشروعهم التعليمي فقد أفسدوا التعليم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى شعارهم المعلم تطوير وتحديث التعليم شار سام وهادف وأخاذ ، والمطبق إفساد التلعيم وإضعافه أهم عمل أنجزوه ويحسب لهم في ميزان سيئاتهم أنهم أبعدوا الدين وقيمة وأخلاقه من التعليم بحجة تطوير التعليم والخروج من الطرق التقليدية فيه والمحافظة على الوحدة الوطنية فالمجتمع ليس مجتمعاً إسلامياً خالصاً، فكيف نفرض على أصحاب الديانات الأخرى دراسة ديننا (مع أنه على مستوى العالم يدرس دين وقيم وأخلاق الأغلبية في المجتمع !!) وأخيراً بحجة مكافحة التطرف والإرهاب وأول ما تسمعهم يتحدثون عن تطوير التعليم وتيسيره للطلاب لا تجد في أجندتهم إلا شيئاً واحداً وهو زيادة إضعاف المناهج الدينية، ولهم منجز آخر وهو التعليم المختلط، أما ما عدا هذا فلم يطوروا التعليم ولم يرتقوا بمستواه، ولم نر تعليماً حقيقياً ناضجاً نابعاً من احتياج المجتمع محققاً لأهدافه .


وقل مثل هذا عن مشاريعهم الاقتصادية، فلم نر لهم نظرية اقتصادية نافعة ممولة بخطة مالية محكمة، بل على أيديهم ازدادت الدول فقراً والشعوب بؤساً والثروات هدراً والطاقات ضياعاً .


ثم نعرج على قضية المرأة فقد جعلوا منها قضية مستقلة وفصلوها عن قضايا مجتمعها كأنها كائناً مستقلاً لا ينتمي لهذا المجتمع، مع ترسيخ مفهوم ظلم المرأة واستبداد الرجال والمجتمع الذكوري، وأنها مهمشة في المجتمع المتدين خاصة وأن الذين يقدرونها ويعلنون من شأنها ويحققون لها احتراماً ويرفعون عنها ظلم المتدينين المنغلقين هم العلمانيون أنصار المرأة وحاموا حماها، وستنال المكانة الللائقة بها، وستسير مع الرجال جنباً إلى جنب وتشارك في التطور الهائل لمجتمعها بريادة العلمانية وأضرابهم ولكن يا ترى ما هي الوسائل التي استخدموها لنصرة هذه المظلومة المسحوقة المهمشة في نظرهم ؟


لنتأمل جميع أطروحاتهم وكتاباتهم سنجد أنها تختصر في شيء واحد فقط وهو فسادها وانحلالها وضياعها وجعلها سلعة رخيصة يتناهبها عبدة الشهوات لذلك أعلوا من شأن الممثلات والمطربات والراقصات وجعلوهن نجوم المجتمع ومطمح أنظار كل فتاة تحلم بالمجد والشهوة والثروة وغالباً لن تجده إلا في هذا الطريق بتيسيراتهم وتسهيلاتهم لها بعد أن تفقد كل شيء ... حاربوا الحجاب، وجعلوا المرأة المحجبة رمزاً للتخلف والرجعية، وكيف أن هذا الحجاب أكبر عائق أمام تقدمها وتطورها ومن ثم تطور المجتمع ... ولكن منذ أن خلعت المرأة حجابها ولم نر إلا مزيداً من التأخر والتخلف بل وإنك ليأخذك الأسى أن ترى المرأة المسلمة التي كانت أمها وجدتها ملتزمة بالحجاب والعفة تمشي متبرجة ناثرة مفاتنها أمام الملأ !!


هذا حصادهم وهذا مشروعهم التقدمي والتطويري تجاه المرأة ولم يلتفتوا يوماً إلى معاناتها الحقيقية وحقوقها الواقعية الشرعية .


وأنا أتسائل هنا من واقعنا السعودي .. هل للعلمانيين مشروع حقيقي ولو صغير لرفع معاناة المرأة ؟ كلا وألف كلا ..


وفي المقابل إذا نظرنا إلى بعض المشروعات التي قام بها العلماء والدعاة تجاه المرأة في هذه البلاد، فسنرى مشاريع عديدة تعنى بالمرأة أو بالأسرة كمشاريع لرعاية المطلقات والأرامل، فضلاً عن المشاريع التي تعنى بإصلاح ذات البين، وإصلاح البيوت، ومشاريع الزواج وبناء الأسر، وهكذا، فهل للعلمانيين ولو مشروعاً واحداً من أمثال هذه المشاريع ؟!!


أما الإقصاء الذي يتهمون به العلماء والدعاة، فلم يعرف في تاريخ البشرية إقصاء مثل إقصاء العلمانيين لغيرهم، لم يسمحوا لأي رأي يشم منه رائحة المخالفة لأفكارهم، وإن وجدوه خنقوه في مهده، كان الكاتب الإسلامي يدور بمقالته على المجلات والجرائد ولا يقابل إلا بالصد والاستهزاء .. ألبسوا خصومهم كل أنواع التهم الجائزة من رجعية وظلامية وتخلف وتشدد .. الخ والقائمة طويلة .


وأخيراً .. بعد المعاناة الطويلة التي عاشتها الأمة مع العلمانيين؛ زال الزبد بإذن الله وانكشف الناس زيفهم وكذبهم، وجاءت الصحوة المباركة فوجدت الخراب والدمار منشوراً في جميع مناحي الحياة، فلم يترك العلمانيون جانباً إلا أفسدوه ولا بقعة إلا وامتدت إليها وسائل تخريبهم . فجاءت الصحوة فتسارع الناس إليها زرافات ووحداناً، وجدوها تتكلم عن آمالهم وإحلاهم ومعاناتهم الحقيقية، وجدوها يشاركهم في معاناتهم اليومية ويساعدونهم في حلها، وجدوا أبواب العلماء مفتوحة لجميع الناس على اختلاف درجاتهم وقد أوقفوا أوقاتهم عليهم، بينما لم يسمعوا مجرد سماع بعلماني واحد فقد كانوا في وادي والناس في واد .


ومن الأمور التي ينبغي أن يتنبه لها أن العلمانية التي نشأت في أوربا مع إلحادها وبعدها عن الدين إلا أنها قدمت لشعوبها النهضة والتطور والحرية، بخلاف العلمانية العربية فقد جلبت للأمة لها التخلف والضياع والاستبداد والقهر والضياع . نجد العلماني الأوربي ينتمي إلى مجتمعه وأمته ويحترم ديانة المجتمع، والعلماني العربي يعادي أمته ويحتقر تراثها وكأنه عدو للأمة .


كما أنه ينبغي أن تقام دراسات موسعة للأثر التخريبي الذي تركته العلمانية في الأمة حتى لا نعيد التجربة مرة أخرى .
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30/06/2006, 02:36 AM
مشرف سابق بمنتدى الثقافة الإسلامية
تاريخ التسجيل: 15/12/2000
المكان: القصيم
مشاركات: 2,953
الإسلام والعلمانية * زكي عليو يوحي هذا العنوان على أن هناك علاقة ما بين الإسلام والعلمانية ، فهناك من يرى أن ثمة تعارض بين الإسلام والعلمانية ، باعتبار أن الإسلام دين جاء من أجل الإنسان كما يراه أتباعه ، والعلمانية مشروع لا يمكن لها أن تتيح للإسلام تطبيق ما جاء به ، وهناك من يرى أنه ليس هناك داعي للأخذ بالإسلام كدين يمارس على أرض الواقع بل يبقى دوره في الوجدان والقلوب وهو إيمان ، فقط يحتاجه الإنسان في مواقف ضعف تعتريه ، وهناك من يرى أننا بالعلمانية نستطيع أن ننجز الكثير لا نستطيع إنجازه مع الإسلام ، وأخيراً من يرى أن العلمانية فكرة تنظم المجتمع كما يراه أتباعها ، ولا تتعارض مع الإسلام . 1 نتيجة لعقود تاريخية عاشها المجتمع الأوروبي بين الإصلاح الديني والنهضة والتنوير انبثقت العلمانية في المجتمعات الأوروبية " قامت في أوروبا خلال القرن السادس عشر ثورة الإصلاح الديني بقيادة مارتن لوثر ( ألمانيا ) الذي بدأ دعوته عام 1520 ، وتابع من بعده عملية الإصلاح هذه جان كالفن ( سويسرا ) . إن عملية الإصلاح الديني تعني مواجهة احتكار الكنيسة في روما لتفسير الإنجيل المقدس ، ومعارضة إضفاء القدسية الإنجلية على المذهب الكاثوليكي ، حيث ينظر إلى المقدس عامة من خلال الكثلكة . والجدير ذكره أن الإصلاح الديني قاد إلى البروتستانتية في إطار الكنيسة المسيحية الغربية قد تطور ليصبح ثورة ضد تكبيل العقل بقيود الوحي ، فقامت حركة التنوير الأوروبي التي هي امتداد لثورة الإصلاح الديني . وتعني في جوهرها الإيمان وقدرة العقل على معرفة الحقيقة . ومن فلاسفة التنوير نذكر : هوغو غروتيوس ( 1583-1645 ) ، توماس هوبز ( 1588-1679 ) ، جون لوك ( 1632-1704 ) ، دافيد هيوم ( 1711-1776 ) ، جان جاك روسّو ( 1712-1778 ) ، جيرمي بنتام ( 1748-1832 ) ، ستيوارت ميل ( 1806-1873 ) ... تحولت حركة التنوير هذه إلى ثورة سياسية ضد استبداد الكنيسة والسلطة فكانت العلمانية " ( تطور الفكر السياسي ، د. عدنان السيد حسين ، 109-110 ) . وحضرت العلمانية في المجتمعات العربية نتيجة عدة عوامل منها الاحتكاك العربي والإسلامي بأوروبا الذي كان عن طريقين الأول من داخل المجتمع العربي والإسلامي عندما استحدثت السلطة العثمانية في أواخرها التنظيمات الأوروبية المستندة إلى مرجعية وضعية بدلاً عن التنظيمات التي كانت معمول بها والمستندة إلى الشريعة الإسلامية ، وآثار الخضة التي عاشها المجتمع المصري بعد حملة نابليون بونابرت الذي جلب معه كل شيء من آلات الطباعة والعسكر إلى المومسات ، والثاني من داخل المجتمع الأوروبي وكان نتيجة لاحتكاك العرب بأوروبا عن طريق البعثات والهجرات ، وصاحب كل هذا وجود شريحة ترى أن هناك مجتمعات أوروبية متقدمة ، وهناك فارق كبير بيننا وبينهم ، فهم يستطيعون الفعل في جميع مناحي الحياة ولهذا فهم متقدمون ، وفي نفس الوقت لا نستطيع أن القيام بهذا الفعل لكي نتقدم ، ومن ثم لا تستطيع أن نصل ونتقدم إلا باتباع الطريق الذي سلكه الأوروبي ، الذي تضمن في أحد أسبابه العلمانية . فأول طرح للعلمانية في مجتمعاتنا كان في عصر النهضة من قبل مجموعة أفراد متعلمين من أمثال شبلي الشميل وفرح أنطون ، واستمر طرح العلمانية بشدة امتداداًً لمثقفي ومفكري عصر النهضة الذين كانوا يرون أهمية تبني العلمانية . 2 تطرح العلمانية من قبل بعض المثقفين العرب لعدد من الأسباب منها : 1 - حصر دور الدين في المسجد ، وإن ليس للدين دور في حياة الإنسان سوى في دور العبادة ، وعندما يتدخل الدين في شؤون الإنسان السياسية والاجتماعية فإنه يفرض قدسية على العمل السياسي نابعة من هذا الدين ، فالشأن الديني شأن مطلق بينما السياسة شأن نسبي ومن ثم فلا مكان للدين في العمل السياسي وإن محله فقط هو المسجد يقول د. عزيز العظمة " ولكنني أود أن أؤكد على رأيي الذاهب إلى أن دور الدين في العصر الحديث ليس في مجال السياسة بل هو في المساجد وفي القلوب، لا أعتقد بصحة المقالة الذاهبة إلى أن الإسلام دين ودولة ، هذه عقيدة سياسية حديثة ، وليست هي بالضرورة مما ينتج عن قراءة النصوص الدينية التأسيسَّة ، وهذا أمر بيَّنه الشيخ عبد الرازق منذ ما يفوق السبعين عاماً ، منذ حوالى خمسة وسبعين عام . ولا أعتقد أن الإسلام هو شيء يُطبق ، إنه دين ، وككل الأديان ، وككل مجموعات التصورات والنظم والأخلاق وما شابه ذلك ، أمور تتطور بفعل التاريخ ، وأن التطورات التي حصلت في العالم العربي ، وفي كل أنحاء المعمورة في القرنين الأخيرين قد جعلت من الدين ، أو جعلت للدين توصيفاً مخالفاً ومغايراً لما كان عليه منذ قرون ، فيجب أن نعترف بهذا الواقع ، وألاَّ نتقوقع في جملة من التصورات التي تستلبنا من الحاضر ، وتبعدنا عن الواقع " ( قمة الدوحة الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، برنامج الاتجاه المعاكس ، موقع الجزيرة نت ) . 2 - تتميز مجتمعاتنا العربية بتعدد الأديان والمذهبيات والقوميات ، ولكي لا يكون هناك تمايز لدين أو مذهب أو قومية على بقية الأديان أو المذاهب أو القوميات في الدولة الواحدة ، الذي يؤدي لحدوث اضطهاد لفئات بينما تتمتع فئة واحدة بالامتيازات في الدولة ، ومن هنا فالعلمانية هي الحل بتوفيرها المساواة بين أفراد المجتمع . ولكي لا يكون هناك اختلافات داخل المجتمع تؤدي لعدم استقراره يلزم أن يكون هناك نظام واحد يخضع له جميع أفراد المجتمع بمختلف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ، وسوف نضرب عدد من الأمثلة لتوضيح هذه الفكرة . المثال الأول في المجال التعليمي ، يرى العلمانيون أن تعليم الطلاب الدين في المدارس يعمل على تغذية الطلاب الحس الديني الضيق ، من ثم يلزم أن يتم تعليم الطلاب تعليم وطني أي أن يبتعد عن إثارة المشاكل الدينية لأن هناك وطن واحد وأديان متعددة ، يعزز ذلك وجود مشاكل تاريخية بين الأديان والطوائف والقوميات ، فمثلاً عندما يكون هناك مسيحيين ومسلمين في مجتمع واحد هل يكون التعليم إسلامي أم مسيحي ؟ فإذا كان التعليم مسيحياً سوف يشتكي المسلمون من ذلك والعكس صحيح ، مما قد يثير عدد من المشاكل لدى كل طرف يرى أنه متضرر من هذا التعليم ، أو عندما يكون هناك في نفس المجتمع مسلمون سنة وشيعة فهل يكون التعليم وفق المذهب السني إن كانت الأغلبية سنية أو يكون شيعياً إن كانت الأغلبية شيعية مع وجود الكثير من المشاكل الموروثة والمعاصرة بين السنة والشيعة بينهما في بعض المجتمعات التي تعاني من مشاكل طائفية ، ومن ثم فحافظاً على عدم وجود انقسامات في داخل المجتمع الواحد يلزم أن تحضر العلمانية . المثال الثاني في المجال القضائي ففي مجتمع يكون فيه عدد من الأديان إذا حدثت فيه مشكلة بين مسيحي ومسلم وتطلب ذلك اللجوء للقضاء فهل يتم التقاضي على أساس أن القضاء يلزم المسيحي أن يُحكم وفق القضاء الإسلامي وهو لا يريد ذلك ، أو كمثال آخر بين الشيعة والسنة هل يرتضي الشيعي أن يتحاكم مع شيعي آخر في نزاعه وفق المذهب السني إذا كان قضاء الدولة التي ينتميان لها قضاء سني أو العكس ، ومن هنا يلزم أن يكون القضاء وضعي لكي تحقق المساواة بين أفراد المجتمع . المثال الثالث أن تضطهد الأغلبية الأقلية من منطلق ديني كما قد يكون في بعض المجتمعات التي لديها مشاكل طائفية أو التي كانت تعيش في فترة تاريخية منها مثل هذه المشاكل ، وبالتالي لحل هذا الاضطهاد يلزم أن تكون العلمانية هي الحل . ويرى العلمانيون العرب أن الدولة العربية ليست دولة علمانية ومن ثم عليها أن تكون دولة علمانية فهي تخصص برامج دينية في إعلامها وتستضيف " رجال دين " يتحدثون عن الدين . هذا باختصار ما يستلزم حضور العلمانية لدى مؤيديها في مجتمعاتنا . 3 العلمانية هي نظرة مادية للإنسان والمجتمع والكون تستبعد الدين من ذلك ، ولكنها في الوقت ذاته لا تتنكر للدين أي أنها ليست نظرية إلحادية ، وهي ليست كما يصورها البعض أنها معادل للعلم ، فلفظة العلمانية ليست مشتقة من العلم لأن أصل الكلمة secularism لا تدل على ذلك حيث تعني العالم أو الدنيا ، ويمكن إرجاع السبب في إرجاع البعض العلمانية للعلم من أنهم يرون أن البديل للدين هو العلم ، وتعرف العلمانية على أنها " ظاهرة تاريخية ذات أسباب وغايات مركبة ومعقدة ، تتصل بعوامل اقتصادية وفكرية وحضارية عدة ، ساهمت في مجملها بانقلابات جذرية في حياة الإنسان ونظرته إلى المجتمع والطبيعة والدين " ( تطور الفكر السياسي ، مصدر سابق ، 112 ) يطرح السيد محمد حسن الأمين أن هناك نوعان للعلمانية ملحدة ومؤمنة ويمكن لنا أن نقبل بالعلمانية المؤمنة ، بينما يطرح د. عبد الوهاب المسيري أن هناك نوعان من العلمانية جزئية " هي رؤية جزئية للواقع لا تتعامل مع الأبعاد الكلية والمعرفية ، ومن ثم لا تتسم بالشمول ، وتذهب هذه الرؤية إلى وجوب فصل الدين عن عالم السياسة ، وربما الاقتصاد وهو ما يُعبر عنه بعبارة " فصل الدين عن الدولة " ، ومثل هذه الرؤية الجزئية تلزم الصمت حيال المجالات الأخرى من الحياة، ولا تنكر وجود مطلقات أو كليات أخلاقية أو وجود ميتافيزيقا وما ورائيات ، ويمكن تسميتها " العلمانية الأخلاقية " أو " العلمانية الإنسانية " " ، وشاملة " رؤية شاملة للواقع تحاول بكل صرامة تحييد علاقة الدين والقيم المطلقة والغيبيات بكل مجالات الحياة ، ويتفرع عن هذه الرؤية نظريات ترتكز على البعد المادي للكون وأن المعرفة المادية المصدر الوحيد للأخلاق وأن الإنسان يغلب عليه الطابع المادي لا الروحي ، ويطلق عليها أيضاً " العلمانية الطبيعية المادية " ( نسبة للمادة و الطبيعة) " ( العلمانية ، د.عبد الوهاب المسيري ، مفاهيم ومصطلحات ، موقع إسلام أون لاين ) ، بينما يطرح الباحث السوري محمد جمال باروت أن الدين الإسلامي دين علماني لأنه دين فيه شريعة التي بحاجة لتطبيقها للدور بشري وهو يهتم بمصلحة الإنسان . 4 من وجهة نظر إسلامية سوف نناقش فكرة العلمانية في النقاط التالية : 1 - يرى الإسلاميون أن الدين الإسلامي دين شامل مترابط يؤثر بعضه على بعض ، بمعنى مفصل أكثر ، إن من يصلي ويصوم ويحج ويزكي ولا ينظر إلى تطبيق مسائل العدل والمساواة والأخلاق وغيرها من قيم بتجاهلها لا تنفعه صلاته - بمعنى أن أثرها فيه قليل أو قد يكون أحياناً معدوم - ، وهذا واضح في أن من يصلي ولكنه يكذب أو يظلم أو يسرق لا تنفعه صلاته " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " فمن يصلي ولا تؤثر فيه صلاته لا فائدة منها ، فالإنسان لا يدين الصلاة بل هي تدين هذا الإنسان . وطالب الإسلام الإنسان المسلم أن يتفاعل مع ما يدور حوله " من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم " ولا يقصد بـ - ليس بمسلم أنه خرج من الإسلام - بل يعني أن عليه أن ينظر في ممارسته لهذا الإسلام ، ولم يطالبه بأن يصلي ويصوم فقط ، حيث يحيط بحياة الإنسان الظلم والكذب والسرقات وغيرها من المسائل . إن العلمانية عندما تقوم بحصر الدين في المسجد ما الذي يبقى للإنسان من وجود وهو يشاهد الكثير من الأخطاء والفساد والمآسي تحيط حوله دون أن يؤثر في ذلك ، واعتماد العلمانية فقط على القانون في مقاومة الظلم والتأكيد على العدل والمساواة والوقوف في وجه الفساد فيه تقزيم للإسلام إن لم تقضي عليه . 2 - هناك سبب نراه مهم في طرح العلمانية فبعض ممن يطرح العلمانية لا ينطلق من أجل المساواة بين أفراد المجتمع بمختلف أديانه أو قومياته أو مذاهبه ، بل أن الطرح ينبع من عدم دينية ، بمعنى آخر أن هناك لا دينيين ونتيجة لموقف سلبي واضح من الدين ، أو عقدة من الدين يطرحون العلمانية . من المعلوم أن الدين يطالب أتباعه بالالتزام بما يأمر به ، وهذا الاتباع يلزم مجاهدة النفس لدرجة وصف مجاهدة النفس بالجهاد الأكبر الذي يقارن بالقتال الموصوف بالجهاد الأصغر ، ورغبة منهم بعدم الالتزام بذلك يطالبون بالعلمانية لأنها سوف لن تقف ضد الكثير من رغباتهم وطموحاتهم وشهواتهم ، بعكس الإسلام الذي سيقف في وجه الرغبات والطموحات والشهوات غير المشروعة ، ونجد هؤلاء دائمي السخرية من الإسلاميين والإسلام . 3 - هل كان اختيار العلمانية في مجتمعاتنا نتيجة ضغط عالمي بأن نتبنى الخيار العلماني أم أنه نتيجة تحولات تاريخية حقيقية فرضتها الظروف التاريخية الاجتماعية وبالتالي لا محيص من تبني العلمانية ، فلا يمكن أن نتجاهل العوامل السياسية في مشكل العلمانية في مجتمعاتنا . 4 - إن نجاح العلمانية في المجتمعات الغربية لا يعني أنها بالضرورة قد تنجح في غيرها من المجتمعات ، فطبيعة المجتمعات الأوروبية في نظرتها لدور الدين - المتمثل في الدين المسيحي - في الحياة الاجتماعية والسياسية تختلف عن طبيعة المجتمعات المسلمة التي ترى للدين دور في حياتها ، فالعلمانية كانت حلاً لمشكلة المجتمعات الأوروبية لكي يتقدموا حيث احتكار الكنسية للعلم الذي كان مطلب مهم لكي تتقدم المجتمعات الأوروبية بل ومصادرة الآراء العلمية التي لا تتفق مع وجهة نظر الكنيسة ، بينما لا نجد أن المؤسسة الدينية تحتكر العلم بل الدين الإسلامي يحث على العلم ، ولكنه ضد استخدام العلم في الضرر بحياة الإنسان ، ومن هنا لا يمكن القول أن العلمانية ستكون حلاً لمشاكل المجتمعات الإسلامية بل أنها ستزيد المجتمعات الإسلامية أزمات فوق أزمتها . 6 - إن تقديم بعض الدول الإسلامية البرامج الدينية في إعلامها الرسمي لا يعني ذلك أنها دولة ذات توجه إسلامي أو أنها تطبق الشريعة الإسلامية ، وهنا يطرح سؤال ما الفرق بين البرامج الدينية التي تبث في الإعلام الرسمي والإعلام غير الرسمي ولا سيما مع ثورة الفضائيات العربية على سبيل المثال ، نجد أن البرامج الدينية التي تطرح في الإعلام الرسمي تتوافق مع السياسات التي تنتهجا الدولة ولا يمكن لها أن تعارض هذه السياسات فهي أحد مؤسسات الدولة ، فالحكومات العربية لديها الإسلام الرسمي إن جاز التعبير الذي قد يتعارض مع الإسلام الشعبي أو الإسلام السياسي ، ومن جهة أخرى إلى أي مدى تطرح القضايا الملحة في مثل هذه البرامج التي تحتاج إليها الشعوب العربية والمسائل التي يحث عليها الإسلام ، وهناك برامج تقدم في بعض الإعلام الرسمي للإسلام فيها موقف واضح . 7 - إن طرح عدم تدخل الدين في أنظمة الدولة يفضي إلى حالة لدى المسلمين يرون فيها أنهم مخيرون بين إما أن يكون مع دينهم أو مع قوانين وأنظمة الدولة ، والتي قد تكون في أحيان كثيرة متعارضة فالواقع يثبت أن القوانين في جميع الدول القائمة حالياً ذات مرجعية وضعية ، يمكن أن تتوافق قواعد من النظم الوضعية مع المرجعية الإسلامية لكن ليس بالضرورة يحدث دائماً فكثير من الأنظمة والقوانين الوضعية تتعارض مع المرجعية الإسلامية ، ولعل الدول العربية يوجد بها من ذلك الكثير ، وأحياناً يكون الاختلاف في الكيفية التي وصلت للنتيجة وهي التي تعتبر الإشكالية أكثر من النتيجة ، فإما أن يختاروا دينهم على القانون ولا سيما عندما تكون العلمانية مفروضة على المسلمين ، أو أن يعيشون حالة عدم استقرار بسبب عدم قدرتهم الالتزام بدينهم باتباع القانون الذي مضطرون إتباعه ، فمثلاً عندما يفرض على المسلمات عدم ارتداء الحجاب عند الدخول في الجامعات أو دخول البرلمان - تركيا في المثالين ، فرنسا في المثال الأول - وبالتالي فإن الملتزمين بدينهم إما عليهم عدم الدخول في الجامعات أو عدم الالتزام بحكم شرعي ، وتحضر هنا مسألة عدم السماح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات التركية مما يجعل المرأة المسلمة إما عدم لبس الحجاب أو ترك الجامعة أو لبس شعر مستعار لكي لا يظهر شعرها الحقيقي ورغم ذلك لا تسلم من سخرية البعض . 8 - إن التجربة العربية التاريخية تثبت أنه لا يمكن أن تفصل أثر الدين عن الحياة السياسية ، فتاريخياً كان من ضمن القوى الوطنية الفاعلة في مقاومة الاستعمار ، قوى تستند للدين كمرجعية في مقاومة الاستعمار فمن ينكر دور الأمير عبد القادر الجزائري وعبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي في الجزائر ، وعمر المختار في ليبيا ، وعلماء الدين في ثورة العشرين في العراق ، ودور الشيرازي في فتواه المشهورة عن التنياك ، وعز الدين القسام ، وفي العقد الأخير من ينكر دور حزب الله في لبنان وحركة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين في مقاومة إسرائيل . ومن ينكر دور الحركات الإسلامية في الحياة السياسية ولو أخذنا الانتخابات البرلمانية كأحد المعايير السياسية ولا سيما في انتخابات العقد الحالي نجد أن الإخوان المسلمين رغم ما يعانونه من مضايقات النظام الحاكم الحالي حققوا مقاعد أكثر من مقاعد المعارضة المصرية مجتمعة رغم حظرها سياسياً ، وقبل عدة أشهر فاز حزب العدالة والتنمية في المغرب الذي استطاع أن يحقق 41 مقعد في البرلمان ويحتل المرتبة الثالثة ، ويتخلف عن الحزب الذي حقق أكبر عدد من المقاعد سوى 4 مقاعد ، رغم تقديمه مرشحين في 56 من أصل 90 دائرة واستطاع أن يضاعف عدد مقاعده في البرلمان عن البرلمان السابق حيث مثله 17 نائب ، وانتخابات الجزائر والبحرين وباكستان ، ولعل آخرها فوز حزب العدالة والتنمية التركي الذي شكل الحكومة منفرداً بعد فوزه بالمركز الأول في الانتخابات التشريعية - ولسنا بحاجة لتعليق على هذا الحدث بالذات - . 9 - يمكن القول أن الإسلام يحتوي على عقيدة وأحكام وأخلاق ، والفقه الإسلامي يعتمد على القرآن الكريم باعتباره المصدر الأول ، ويقسم الفقهاء الأحكام الشرعية إلى قسمين أحكام العبادات وأحكام المعاملات ، ويختص النوع الأول بالأحكام المتعلق بالفرد في علاقته بربه والتي تختص بالصلاة والصوم والحج ، بينما يختص النوع الثاني بالأحكام المتعلقة بعلاقة الفرد بالجماعة والأفراد الذين يتعامل معهم ، فنجد في هذا الجانب المعاملات المالية مثل القرض والربا والشراكة أو العلاقات الاجتماعي كما في مسائل الزواج والطلاق والزنا وغيرها من المسائل . ومن ثم عندما يتم تجاهل النوع الثاني من الأحكام ويختصر علاقة الإنسان بالدين فقط بالنوع الأول من الأحكام فمعنى ذلك أن يتم تعطيل عدد من الأحكام التي وردت في القرآن الكريم والتي أمرنا باتباعها . 10 - يطرح السيد محمد حسين فضل الله فكرة وهي لماذا لا يأخذ المسيحيين العرب الشريعة الإسلامية بدلاً من القانون الوضعي ، ومعروف أن أغلب القوانين الموجودة في الدول العربية مأخوذة من القوانين من الدول الغربية ، وبالتالي فالشريعة التي يضعها المسلمون العرب خير من القوانين المأخوذة من تلك القوانين . 11 - أن لكل دولة مرجعية فكرية وقانونية تستند إليها ومن ثم فهل يعقل أن تكون هناك دولة قومية تتنكر للفكرة القومية والوحدوية ، وكذلك عندما يحكم الاشتراكيون هل سيستندون للفكر الاقتصادي الرأسمالي أو الفكر السياسي الليبرالي أم الفكر الإسلامي ، وهذا ينطبق على الليبراليين هل عندما يحكمون في دولة هل سيستندون إلى المرجعية الاشتراكية ، فهناك فرق بين كون الدولة لا دين لها وبين أن الدولة لها مرجعية ، ولعل ما يفكر به الاتحاد الأوروبي في أن يكون للمسيحية وجود باعتبارها مكون مهم للهوية الأوروبية إشارة إلى أنه لا يمكن تجاهل الدين " يعكف الاتحاد الأوروبي اليوم على وضع دستور له ، وهو يتساءل إن كانت ثمة مرجعية دينية له ، وكان النقاش في هذا الموضوع قد انصب على مسألة إن كان من الواجب تضمين نص الدستور الجديد إشارة إلى المسيحية على أساس أنها إحدى المقومات التاريخية الأساسية للهوية الأوروبية . وكان البابا وراء المطالبة بتضمين الدستور مثل تلك الإشارة ، وتقوم حجته في ذلك على أن المصدر النهائي للقيم الأوروبية حتى للعلمانية الأوروبية الإنسانية منها يتمثل في المسيحية · وقام الرئيس الفرنسي السابق فاليري جسكار ديستان الذي يترأس لجنة صياغة الدستور الأوروبي بزيارة البابا في الفاتيكان الأسبوع الماضي لمناقشة الأمر معه " ( حدود السياسي والديني : جذور الهوية الأوروبية الحديثة ، ويليام فاف ، صحيفة الاتحاد الإماراتية ، العدد 9993 ، الخميس 9 رمضان 1423 هـ / 14 - 11 - 2002 م ) ومن هنا كيف يستطيع مثلاً القومي أو الاشتراكي أو الليبرالي من إدارة الدولة من دون أن تتأثر هذه الإدارة بفكره ، فهناك رابط مهم بين الفكر والممارسة ، وإلا هل يمكن أن نقول أن اشتراكي يدير الحكومة بفكر ليبرالي . وباعتبار الإسلاميين قوى حقيقية في المجتمعات العربية والإسلامية أليس من حقهم أن تكون لهم وجهة نظرهم في كيفية إدارة الدولة ومرجعيتها خصوصاً عندما لا يهدد ذلك السلم الاجتماعي بممارسة ذلك من باب الحرية التي ينادي بها غيرهم ، وذلك يكون عن طريق الدعوة بالفكر والممارسة التي تجعل الدولة الإسلامية ليست بعبعاً يخيف الآخرين ، إلا إذا كان للكل الحق أن يصل للحكم وليس للإسلاميين الحق في ذلك . وهنا بما أن الإسلاميين ملتزمين بالمرجعية الإسلامية ، فبالتالي لا يمكن للإسلامي أن ينشد الدولة وفق مرجعية غير إسلامية ، وإلا حدث لديه تناقض بين ما يفكر به وما يطبقه ، فكثير من الأحكام الشريعة لا يمكن تطبيقها من دون وجود دولة ، فكما يقول الفقهاء ما يتم به الواجب فهو واجب ، فالقضاء يلزم أن يكون إسلامياً حيث يختلف القضاء الإسلامي عن غيره من القضاء الوضعي ففي الفقه الإسلامي كان أحكام متميزة في الزواج والطلاق والمواريث والمعاملات المالية ، حيث لا يمكن مع القضاء الوضعي أن تطبق الأحكام الشريعة . 12 - إن قضية المساواة التي يطرحها العلمانيون هي ذات جانب سياسي ، فهم يرون أنه ينبغي أن تكون مساواة بين أفراد المجتمع بحيث يكون للجميع الحق في الوصول إلى مناصب الحكم كما ذكرنا أعلاه ، ومعلوم أن هناك في الفكر الإسلامي وجهة النظر ترى أن الحاكم في الدولة الإسلامية لابد أن يكون مسلم ، وأخيراً قرأت رأي للدكتور رضوان السيد مفاده أن الإسلاميين في سوريا ولبنان لا يوجد لديهم مانع من أن يكون الحاكم غير مسلم " وقد أصدر الإسلاميون المصريون والأردنيون والباكستانيون وأخيراً السوريون وثائق في مسألة التعددية ، وما يزال كثيرون منهم مترددين في التعددية الثقافية ؛ لأنها متصلة بهوية المجتمع ولا يجوز التلاعُبُ بها ، أما التعددية الاجتماعية والسياسية فإنهم يقرُّونها ، بل ويؤكدون عليها بالعودة للقرآن والسنة وممارسات المجتمع الإسلامي القديمة ، وقد أقرُّوا إنشاء أحزاب ، كما تحالفوا في الانتخابات النيابية والنقابي مع أحزاب وحركات غير إسلامية · كما أن جماعات التيار الرئيسي تُقرُّ الآن بمبدأ المواطنة ، والتساوي بين المواطنين على اختلاف أديانهم ، بيد أن لدى بعضهم تحفظات على ولاية غير المسلم لرئاسة الدولة أو قيادة الجيش ، لكن الإخوان المسلمين السوريين ، والإسلاميين اللبنانيين يقولون بذلك من دون تحفظ ، ويعتبرون أن المسألة انقضت منذ عصر التنظيمات في العهد العثماني " ( الإسلام والمجتمع المدني ، د. رضوان السيد ، صحيفة الاتحاد الإماراتية ، الأحد 22/7/1422هـ الموافق 29/9/2002 ، العدد 9947 ) ، ونرى أنه ما المانع من أن يكون غير المسلم حاكم في الدولة الإسلامية إذا انطلقنا من عدد من المرتكزات الأولى أن هناك لدى الإسلاميون نظرة ترى أن المسيحي مواطناً وهذه النظرة تمثل قطيعة للنظرة التقليدية التي لا ترى في المسيحي مواطناً حيث ترتبط المواطنة بصورة واضحة بالحقوق . الثاني أنه ما دام هناك في الدولة الإسلامية قانون مطبق يسري على الجميع فما المانع من أن يكون المسيحي حاكم طالما هو يعمل ضمن القانون ومع مستشارين يطبقون القانون فهو لن يستطيع أن يأتي بما يخالف الشريعة الإسلامية ، فضلاً عن قبوله العمل في دولة تطبق الشريعة الإسلامية . الثالث أن الرأي الذي يرى أنه لا يمكن أن يكون المسيحي في المناصب القيادة ، ناشئ من الفقه الذي يعتمد على الاجتهاد ، من هنا قد يمارس الفقه اجتهاده ويتغير الرأي الذي لا يرى للمسيحي الحق في تولي المناصب القيادية في الدولة الإسلامية . 13 - يطرح بعض العلمانيون أن العلمانية مرتبطة بقوة مع الديمقراطية ، ولكن لا يقول لنا العلمانيون أن العلمانية عندما جاءت وطبقت في دولنا العربية والإسلامية تم ذلك بطريق ديمقراطي ، حيث تم الاستفتاء عليها من قبل هذه الشعوب وإن الشعوب قبلت بها بالتالي فهي مطلب شعبي ، وليس ما قام به كمال اتاتورك ببعيد ألم يقم بإلغاء الخلافة الإسلامية واستبدالها بالعلمانية رغم عن شعب تركيا . 14 - يطرح العلمانيون أن لا دولة في الدين الإسلامي مستندين على ذلك من رأي للشيخ علي عبد الرازق ، وأن هذا الرأي يأتي من شخص تخرج مؤسسة علمية دينية ، ولكن السؤال الذي يطرح ماذا يمثل رأي الشيخ عبد الرازق بالنسبة لرأي العلماء في وقته أو الوقت الراهن ، ولماذا لا يورد لنا العلمانيون رأي لعالم دين أو مفكر إسلامي آخر يرى في العلمانية كما يراها الشيخ علي عبد الرازق سواء كان معاصراً للشيخ عبد الرازق أو في عصرنا الراهن ، ومن جهة أخرى هناك آراء لمفكرين مشهود لهم في الساحة العربية المعاصرة رؤيتهم في قضية العلمانية ، فمثلاً د. محمد عابد الجابري يرى أننا لسنا بحاجة للعلمانية ونستطيع أن نستعيض بدلاً عنها بالعقلانية والديمقراطية ، أو مثلاً رأي غلنز من أن العلمانية قابلة لكي دين إلا مع الدين الإسلامي ، أو بعض دارسي الإسلام من الباحثين الغربيين الذين يرون أن العلمانية غير قابلة في المجتمعات الإسلامية ، أمثال جون أسبوزيتو وجون فول ورودني ستارك وبين بريديج ( راجع ، المفترون : خطاب التطرف العلماني في الميزان ، فهمي هويدي ، ص 242 ) . 15 - ليس المقصود من الدولة الإسلامية أنها هي التي يحكمها رجال الدين كما هو موجود مثلاً في إيران ، فهذا رأي اعتقد أنه ليس جديراً بالثقة ، فيمكن أن يحكم رجل دين الدولة ولكن لا يطبق فيها الإسلام ، ولكن الدولة الإسلامية هي الدولة التي تطبق الشريعة الإسلامية وفق ما جاء به الدين الإسلامي لا الشريعة التي يلعب بها بعض الفقهاء وكثير من الحكام . 16 - هناك نقطة مهمة وهي رد على تجارب علمانية ففي تركيا صاحبت العلمانية قمع لبعض الحريات ، وفي الاتحاد السوفيتي سابقاً كانت دولة ضد الدين وكانت تعيش حياة الاستبداد ولم تستطع تبني نموذجها ، فحتى في الدول الغربية لا يكفي أن تكون هناك علمانية إن لم يكن معها حرية لكي تنجح هذه الدول ، النازية الفاشية أليست دول علمانية ، وبالتالي الحديث عن تلازم العلمانية بالديمقراطية أو التقدم ليس ضروري . 17 - سبق أن تحدثنا في فقرة سابقة من أن نجاح العلمانية في الغرب ليس بالضرورة أن تنجح في المجتمعات العربية والإسلامية ، فرغم أن هناك نماذج مختلفة للعلمانية في الغرب ، ففي الوقت الذي تكون فيه العلمانية الفرنسية تصطدم مع الدين بقوة ، نجد أن هناك العلمانية الألمانية التي يوجد فيه أحزاب مسيحية ، والعلمانية البريطانية حيث تتبوأ الملكة رئيسة الكنيسة الإسلام والعلمانية * زكي عليو يوحي هذا العنوان على أن هناك علاقة ما بين الإسلام والعلمانية ، فهناك من يرى أن ثمة تعارض بين الإسلام والعلمانية ، باعتبار أن الإسلام دين جاء من أجل الإنسان كما يراه أتباعه ، والعلمانية مشروع لا يمكن لها أن تتيح للإسلام تطبيق ما جاء به ، وهناك من يرى أنه ليس هناك داعي للأخذ بالإسلام كدين يمارس على أرض الواقع بل يبقى دوره في الوجدان والقلوب وهو إيمان ، فقط يحتاجه الإنسان في مواقف ضعف تعتريه ، وهناك من يرى أننا بالعلمانية نستطيع أن ننجز الكثير لا نستطيع إنجازه مع الإسلام ، وأخيراً من يرى أن العلمانية فكرة تنظم المجتمع كما يراه أتباعها ، ولا تتعارض مع الإسلام . 1 نتيجة لعقود تاريخية عاشها المجتمع الأوروبي بين الإصلاح الديني والنهضة والتنوير انبثقت العلمانية في المجتمعات الأوروبية " قامت في أوروبا خلال القرن السادس عشر ثورة الإصلاح الديني بقيادة مارتن لوثر ( ألمانيا ) الذي بدأ دعوته عام 1520 ، وتابع من بعده عملية الإصلاح هذه جان كالفن ( سويسرا ) . إن عملية الإصلاح الديني تعني مواجهة احتكار الكنيسة في روما لتفسير الإنجيل المقدس ، ومعارضة إضفاء القدسية الإنجلية على المذهب الكاثوليكي ، حيث ينظر إلى المقدس عامة من خلال الكثلكة . والجدير ذكره أن الإصلاح الديني قاد إلى البروتستانتية في إطار الكنيسة المسيحية الغربية قد تطور ليصبح ثورة ضد تكبيل العقل بقيود الوحي ، فقامت حركة التنوير الأوروبي التي هي امتداد لثورة الإصلاح الديني . وتعني في جوهرها الإيمان وقدرة العقل على معرفة الحقيقة . ومن فلاسفة التنوير نذكر : هوغو غروتيوس ( 1583-1645 ) ، توماس هوبز ( 1588-1679 ) ، جون لوك ( 1632-1704 ) ، دافيد هيوم ( 1711-1776 ) ، جان جاك روسّو ( 1712-1778 ) ، جيرمي بنتام ( 1748-1832 ) ، ستيوارت ميل ( 1806-1873 ) ... تحولت حركة التنوير هذه إلى ثورة سياسية ضد استبداد الكنيسة والسلطة فكانت العلمانية " ( تطور الفكر السياسي ، د. عدنان السيد حسين ، 109-110 ) . وحضرت العلمانية في المجتمعات العربية نتيجة عدة عوامل منها الاحتكاك العربي والإسلامي بأوروبا الذي كان عن طريقين الأول من داخل المجتمع العربي والإسلامي عندما استحدثت السلطة العثمانية في أواخرها التنظيمات الأوروبية المستندة إلى مرجعية وضعية بدلاً عن التنظيمات التي كانت معمول بها والمستندة إلى الشريعة الإسلامية ، وآثار الخضة التي عاشها المجتمع المصري بعد حملة نابليون بونابرت الذي جلب معه كل شيء من آلات الطباعة والعسكر إلى المومسات ، والثاني من داخل المجتمع الأوروبي وكان نتيجة لاحتكاك العرب بأوروبا عن طريق البعثات والهجرات ، وصاحب كل هذا وجود شريحة ترى أن هناك مجتمعات أوروبية متقدمة ، وهناك فارق كبير بيننا وبينهم ، فهم يستطيعون الفعل في جميع مناحي الحياة ولهذا فهم متقدمون ، وفي نفس الوقت لا نستطيع أن القيام بهذا الفعل لكي نتقدم ، ومن ثم لا تستطيع أن نصل ونتقدم إلا باتباع الطريق الذي سلكه الأوروبي ، الذي تضمن في أحد أسبابه العلمانية . فأول طرح للعلمانية في مجتمعاتنا كان في عصر النهضة من قبل مجموعة أفراد متعلمين من أمثال شبلي الشميل وفرح أنطون ، واستمر طرح العلمانية بشدة امتداداًً لمثقفي ومفكري عصر النهضة الذين كانوا يرون أهمية تبني العلمانية . 2 تطرح العلمانية من قبل بعض المثقفين العرب لعدد من الأسباب منها : 1 - حصر دور الدين في المسجد ، وإن ليس للدين دور في حياة الإنسان سوى في دور العبادة ، وعندما يتدخل الدين في شؤون الإنسان السياسية والاجتماعية فإنه يفرض قدسية على العمل السياسي نابعة من هذا الدين ، فالشأن الديني شأن مطلق بينما السياسة شأن نسبي ومن ثم فلا مكان للدين في العمل السياسي وإن محله فقط هو المسجد يقول د. عزيز العظمة " ولكنني أود أن أؤكد على رأيي الذاهب إلى أن دور الدين في العصر الحديث ليس في مجال السياسة بل هو في المساجد وفي القلوب، لا أعتقد بصحة المقالة الذاهبة إلى أن الإسلام دين ودولة ، هذه عقيدة سياسية حديثة ، وليست هي بالضرورة مما ينتج عن قراءة النصوص الدينية التأسيسَّة ، وهذا أمر بيَّنه الشيخ عبد الرازق منذ ما يفوق السبعين عاماً ، منذ حوالى خمسة وسبعين عام . ولا أعتقد أن الإسلام هو شيء يُطبق ، إنه دين ، وككل الأديان ، وككل مجموعات التصورات والنظم والأخلاق وما شابه ذلك ، أمور تتطور بفعل التاريخ ، وأن التطورات التي حصلت في العالم العربي ، وفي كل أنحاء المعمورة في القرنين الأخيرين قد جعلت من الدين ، أو جعلت للدين توصيفاً مخالفاً ومغايراً لما كان عليه منذ قرون ، فيجب أن نعترف بهذا الواقع ، وألاَّ نتقوقع في جملة من التصورات التي تستلبنا من الحاضر ، وتبعدنا عن الواقع " ( قمة الدوحة الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، برنامج الاتجاه المعاكس ، موقع الجزيرة نت ) . 2 - تتميز مجتمعاتنا العربية بتعدد الأديان والمذهبيات والقوميات ، ولكي لا يكون هناك تمايز لدين أو مذهب أو قومية على بقية الأديان أو المذاهب أو القوميات في الدولة الواحدة ، الذي يؤدي لحدوث اضطهاد لفئات بينما تتمتع فئة واحدة بالامتيازات في الدولة ، ومن هنا فالعلمانية هي الحل بتوفيرها المساواة بين أفراد المجتمع . ولكي لا يكون هناك اختلافات داخل المجتمع تؤدي لعدم استقراره يلزم أن يكون هناك نظام واحد يخضع له جميع أفراد المجتمع بمختلف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ، وسوف نضرب عدد من الأمثلة لتوضيح هذه الفكرة . المثال الأول في المجال التعليمي ، يرى العلمانيون أن تعليم الطلاب الدين في المدارس يعمل على تغذية الطلاب الحس الديني الضيق ، من ثم يلزم أن يتم تعليم الطلاب تعليم وطني أي أن يبتعد عن إثارة المشاكل الدينية لأن هناك وطن واحد وأديان متعددة ، يعزز ذلك وجود مشاكل تاريخية بين الأديان والطوائف والقوميات ، فمثلاً عندما يكون هناك مسيحيين ومسلمين في مجتمع واحد هل يكون التعليم إسلامي أم مسيحي ؟ فإذا كان التعليم مسيحياً سوف يشتكي المسلمون من ذلك والعكس صحيح ، مما قد يثير عدد من المشاكل لدى كل طرف يرى أنه متضرر من هذا التعليم ، أو عندما يكون هناك في نفس المجتمع مسلمون سنة وشيعة فهل يكون التعليم وفق المذهب السني إن كانت الأغلبية سنية أو يكون شيعياً إن كانت الأغلبية شيعية مع وجود الكثير من المشاكل الموروثة والمعاصرة بين السنة والشيعة بينهما في بعض المجتمعات التي تعاني من مشاكل طائفية ، ومن ثم فحافظاً على عدم وجود انقسامات في داخل المجتمع الواحد يلزم أن تحضر العلمانية . المثال الثاني في المجال القضائي ففي مجتمع يكون فيه عدد من الأديان إذا حدثت فيه مشكلة بين مسيحي ومسلم وتطلب ذلك اللجوء للقضاء فهل يتم التقاضي على أساس أن القضاء يلزم المسيحي أن يُحكم وفق القضاء الإسلامي وهو لا يريد ذلك ، أو كمثال آخر بين الشيعة والسنة هل يرتضي الشيعي أن يتحاكم مع شيعي آخر في نزاعه وفق المذهب السني إذا كان قضاء الدولة التي ينتميان لها قضاء سني أو العكس ، ومن هنا يلزم أن يكون القضاء وضعي لكي تحقق المساواة بين أفراد المجتمع . المثال الثالث أن تضطهد الأغلبية الأقلية من منطلق ديني كما قد يكون في بعض المجتمعات التي لديها مشاكل طائفية أو التي كانت تعيش في فترة تاريخية منها مثل هذه المشاكل ، وبالتالي لحل هذا الاضطهاد يلزم أن تكون العلمانية هي الحل . ويرى العلمانيون العرب أن الدولة العربية ليست دولة علمانية ومن ثم عليها أن تكون دولة علمانية فهي تخصص برامج دينية في إعلامها وتستضيف " رجال دين " يتحدثون عن الدين . هذا باختصار ما يستلزم حضور العلمانية لدى مؤيديها في مجتمعاتنا . 3 العلمانية هي نظرة مادية للإنسان والمجتمع والكون تستبعد الدين من ذلك ، ولكنها في الوقت ذاته لا تتنكر للدين أي أنها ليست نظرية إلحادية ، وهي ليست كما يصورها البعض أنها معادل للعلم ، فلفظة العلمانية ليست مشتقة من العلم لأن أصل الكلمة secularism لا تدل على ذلك حيث تعني العالم أو الدنيا ، ويمكن إرجاع السبب في إرجاع البعض العلمانية للعلم من أنهم يرون أن البديل للدين هو العلم ، وتعرف العلمانية على أنها " ظاهرة تاريخية ذات أسباب وغايات مركبة ومعقدة ، تتصل بعوامل اقتصادية وفكرية وحضارية عدة ، ساهمت في مجملها بانقلابات جذرية في حياة الإنسان ونظرته إلى المجتمع والطبيعة والدين " ( تطور الفكر السياسي ، مصدر سابق ، 112 ) يطرح السيد محمد حسن الأمين أن هناك نوعان للعلمانية ملحدة ومؤمنة ويمكن لنا أن نقبل بالعلمانية المؤمنة ، بينما يطرح د. عبد الوهاب المسيري أن هناك نوعان من العلمانية جزئية " هي رؤية جزئية للواقع لا تتعامل مع الأبعاد الكلية والمعرفية ، ومن ثم لا تتسم بالشمول ، وتذهب هذه الرؤية إلى وجوب فصل الدين عن عالم السياسة ، وربما الاقتصاد وهو ما يُعبر عنه بعبارة " فصل الدين عن الدولة " ، ومثل هذه الرؤية الجزئية تلزم الصمت حيال المجالات الأخرى من الحياة، ولا تنكر وجود مطلقات أو كليات أخلاقية أو وجود ميتافيزيقا وما ورائيات ، ويمكن تسميتها " العلمانية الأخلاقية " أو " العلمانية الإنسانية " " ، وشاملة " رؤية شاملة للواقع تحاول بكل صرامة تحييد علاقة الدين والقيم المطلقة والغيبيات بكل مجالات الحياة ، ويتفرع عن هذه الرؤية نظريات ترتكز على البعد المادي للكون وأن المعرفة المادية المصدر الوحيد للأخلاق وأن الإنسان يغلب عليه الطابع المادي لا الروحي ، ويطلق عليها أيضاً " العلمانية الطبيعية المادية " ( نسبة للمادة و الطبيعة) " ( العلمانية ، د.عبد الوهاب المسيري ، مفاهيم ومصطلحات ، موقع إسلام أون لاين ) ، بينما يطرح الباحث السوري محمد جمال باروت أن الدين الإسلامي دين علماني لأنه دين فيه شريعة التي بحاجة لتطبيقها للدور بشري وهو يهتم بمصلحة الإنسان . 4 من وجهة نظر إسلامية سوف نناقش فكرة العلمانية في النقاط التالية : 1 - يرى الإسلاميون أن الدين الإسلامي دين شامل مترابط يؤثر بعضه على بعض ، بمعنى مفصل أكثر ، إن من يصلي ويصوم ويحج ويزكي ولا ينظر إلى تطبيق مسائل العدل والمساواة والأخلاق وغيرها من قيم بتجاهلها لا تنفعه صلاته - بمعنى أن أثرها فيه قليل أو قد يكون أحياناً معدوم - ، وهذا واضح في أن من يصلي ولكنه يكذب أو يظلم أو يسرق لا تنفعه صلاته " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " فمن يصلي ولا تؤثر فيه صلاته لا فائدة منها ، فالإنسان لا يدين الصلاة بل هي تدين هذا الإنسان . وطالب الإسلام الإنسان المسلم أن يتفاعل مع ما يدور حوله " من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم " ولا يقصد بـ - ليس بمسلم أنه خرج من الإسلام - بل يعني أن عليه أن ينظر في ممارسته لهذا الإسلام ، ولم يطالبه بأن يصلي ويصوم فقط ، حيث يحيط بحياة الإنسان الظلم والكذب والسرقات وغيرها من المسائل . إن العلمانية عندما تقوم بحصر الدين في المسجد ما الذي يبقى للإنسان من وجود وهو يشاهد الكثير من الأخطاء والفساد والمآسي تحيط حوله دون أن يؤثر في ذلك ، واعتماد العلمانية فقط على القانون في مقاومة الظلم والتأكيد على العدل والمساواة والوقوف في وجه الفساد فيه تقزيم للإسلام إن لم تقضي عليه . 2 - هناك سبب نراه مهم في طرح العلمانية فبعض ممن يطرح العلمانية لا ينطلق من أجل المساواة بين أفراد المجتمع بمختلف أديانه أو قومياته أو مذاهبه ، بل أن الطرح ينبع من عدم دينية ، بمعنى آخر أن هناك لا دينيين ونتيجة لموقف سلبي واضح من الدين ، أو عقدة من الدين يطرحون العلمانية . من المعلوم أن الدين يطالب أتباعه بالالتزام بما يأمر به ، وهذا الاتباع يلزم مجاهدة النفس لدرجة وصف مجاهدة النفس بالجهاد الأكبر الذي يقارن بالقتال الموصوف بالجهاد الأصغر ، ورغبة منهم بعدم الالتزام بذلك يطالبون بالعلمانية لأنها سوف لن تقف ضد الكثير من رغباتهم وطموحاتهم وشهواتهم ، بعكس الإسلام الذي سيقف في وجه الرغبات والطموحات والشهوات غير المشروعة ، ونجد هؤلاء دائمي السخرية من الإسلاميين والإسلام . 3 - هل كان اختيار العلمانية في مجتمعاتنا نتيجة ضغط عالمي بأن نتبنى الخيار العلماني أم أنه نتيجة تحولات تاريخية حقيقية فرضتها الظروف التاريخية الاجتماعية وبالتالي لا محيص من تبني العلمانية ، فلا يمكن أن نتجاهل العوامل السياسية في مشكل العلمانية في مجتمعاتنا . 4 - إن نجاح العلمانية في المجتمعات الغربية لا يعني أنها بالضرورة قد تنجح في غيرها من المجتمعات ، فطبيعة المجتمعات الأوروبية في نظرتها لدور الدين - المتمثل في الدين المسيحي - في الحياة الاجتماعية والسياسية تختلف عن طبيعة المجتمعات المسلمة التي ترى للدين دور في حياتها ، فالعلمانية كانت حلاً لمشكلة المجتمعات الأوروبية لكي يتقدموا حيث احتكار الكنسية للعلم الذي كان مطلب مهم لكي تتقدم المجتمعات الأوروبية بل ومصادرة الآراء العلمية التي لا تتفق مع وجهة نظر الكنيسة ، بينما لا نجد أن المؤسسة الدينية تحتكر العلم بل الدين الإسلامي يحث على العلم ، ولكنه ضد استخدام العلم في الضرر بحياة الإنسان ، ومن هنا لا يمكن القول أن العلمانية ستكون حلاً لمشاكل المجتمعات الإسلامية بل أنها ستزيد المجتمعات الإسلامية أزمات فوق أزمتها . 6 - إن تقديم بعض الدول الإسلامية البرامج الدينية في إعلامها الرسمي لا يعني ذلك أنها دولة ذات توجه إسلامي أو أنها تطبق الشريعة الإسلامية ، وهنا يطرح سؤال ما الفرق بين البرامج الدينية التي تبث في الإعلام الرسمي والإعلام غير الرسمي ولا سيما مع ثورة الفضائيات العربية على سبيل المثال ، نجد أن البرامج الدينية التي تطرح في الإعلام الرسمي تتوافق مع السياسات التي تنتهجا الدولة ولا يمكن لها أن تعارض هذه السياسات فهي أحد مؤسسات الدولة ، فالحكومات العربية لديها الإسلام الرسمي إن جاز التعبير الذي قد يتعارض مع الإسلام الشعبي أو الإسلام السياسي ، ومن جهة أخرى إلى أي مدى تطرح القضايا الملحة في مثل هذه البرامج التي تحتاج إليها الشعوب العربية والمسائل التي يحث عليها الإسلام ، وهناك برامج تقدم في بعض الإعلام الرسمي للإسلام فيها موقف واضح . 7 - إن طرح عدم تدخل الدين في أنظمة الدولة يفضي إلى حالة لدى المسلمين يرون فيها أنهم مخيرون بين إما أن يكون مع دينهم أو مع قوانين وأنظمة الدولة ، والتي قد تكون في أحيان كثيرة متعارضة فالواقع يثبت أن القوانين في جميع الدول القائمة حالياً ذات مرجعية وضعية ، يمكن أن تتوافق قواعد من النظم الوضعية مع المرجعية الإسلامية لكن ليس بالضرورة يحدث دائماً فكثير من الأنظمة والقوانين الوضعية تتعارض مع المرجعية الإسلامية ، ولعل الدول العربية يوجد بها من ذلك الكثير ، وأحياناً يكون الاختلاف في الكيفية التي وصلت للنتيجة وهي التي تعتبر الإشكالية أكثر من النتيجة ، فإما أن يختاروا دينهم على القانون ولا سيما عندما تكون العلمانية مفروضة على المسلمين ، أو أن يعيشون حالة عدم استقرار بسبب عدم قدرتهم الالتزام بدينهم باتباع القانون الذي مضطرون إتباعه ، فمثلاً عندما يفرض على المسلمات عدم ارتداء الحجاب عند الدخول في الجامعات أو دخول البرلمان - تركيا في المثالين ، فرنسا في المثال الأول - وبالتالي فإن الملتزمين بدينهم إما عليهم عدم الدخول في الجامعات أو عدم الالتزام بحكم شرعي ، وتحضر هنا مسألة عدم السماح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات التركية مما يجعل المرأة المسلمة إما عدم لبس الحجاب أو ترك الجامعة أو لبس شعر مستعار لكي لا يظهر شعرها الحقيقي ورغم ذلك لا تسلم من سخرية البعض . 8 - إن التجربة العربية التاريخية تثبت أنه لا يمكن أن تفصل أثر الدين عن الحياة السياسية ، فتاريخياً كان من ضمن القوى الوطنية الفاعلة في مقاومة الاستعمار ، قوى تستند للدين كمرجعية في مقاومة الاستعمار فمن ينكر دور الأمير عبد القادر الجزائري وعبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي في الجزائر ، وعمر المختار في ليبيا ، وعلماء الدين في ثورة العشرين في العراق ، ودور الشيرازي في فتواه المشهورة عن التنياك ، وعز الدين القسام ، وفي العقد الأخير من ينكر دور حزب الله في لبنان وحركة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين في مقاومة إسرائيل . ومن ينكر دور الحركات الإسلامية في الحياة السياسية ولو أخذنا الانتخابات البرلمانية كأحد المعايير السياسية ولا سيما في انتخابات العقد الحالي نجد أن الإخوان المسلمين رغم ما يعانونه من مضايقات النظام الحاكم الحالي حققوا مقاعد أكثر من مقاعد المعارضة المصرية مجتمعة رغم حظرها سياسياً ، وقبل عدة أشهر فاز حزب العدالة والتنمية في المغرب الذي استطاع أن يحقق 41 مقعد في البرلمان ويحتل المرتبة الثالثة ، ويتخلف عن الحزب الذي حقق أكبر عدد من المقاعد سوى 4 مقاعد ، رغم تقديمه مرشحين في 56 من أصل 90 دائرة واستطاع أن يضاعف عدد مقاعده في البرلمان عن البرلمان السابق حيث مثله 17 نائب ، وانتخابات الجزائر والبحرين وباكستان ، ولعل آخرها فوز حزب العدالة والتنمية التركي الذي شكل الحكومة منفرداً بعد فوزه بالمركز الأول في الانتخابات التشريعية - ولسنا بحاجة لتعليق على هذا الحدث بالذات - . 9 - يمكن القول أن الإسلام يحتوي على عقيدة وأحكام وأخلاق ، والفقه الإسلامي يعتمد على القرآن الكريم باعتباره المصدر الأول ، ويقسم الفقهاء الأحكام الشرعية إلى قسمين أحكام العبادات وأحكام المعاملات ، ويختص النوع الأول بالأحكام المتعلق بالفرد في علاقته بربه والتي تختص بالصلاة والصوم والحج ، بينما يختص النوع الثاني بالأحكام المتعلقة بعلاقة الفرد بالجماعة والأفراد الذين يتعامل معهم ، فنجد في هذا الجانب المعاملات المالية مثل القرض والربا والشراكة أو العلاقات الاجتماعي كما في مسائل الزواج والطلاق والزنا وغيرها من المسائل . ومن ثم عندما يتم تجاهل النوع الثاني من الأحكام ويختصر علاقة الإنسان بالدين فقط بالنوع الأول من الأحكام فمعنى ذلك أن يتم تعطيل عدد من الأحكام التي وردت في القرآن الكريم والتي أمرنا باتباعها . 10 - يطرح السيد محمد حسين فضل الله فكرة وهي لماذا لا يأخذ المسيحيين العرب الشريعة الإسلامية بدلاً من القانون الوضعي ، ومعروف أن أغلب القوانين الموجودة في الدول العربية مأخوذة من القوانين من الدول الغربية ، وبالتالي فالشريعة التي يضعها المسلمون العرب خير من القوانين المأخوذة من تلك القوانين . 11 - أن لكل دولة مرجعية فكرية وقانونية تستند إليها ومن ثم فهل يعقل أن تكون هناك دولة قومية تتنكر للفكرة القومية والوحدوية ، وكذلك عندما يحكم الاشتراكيون هل سيستندون للفكر الاقتصادي الرأسمالي أو الفكر السياسي الليبرالي أم الفكر الإسلامي ، وهذا ينطبق على الليبراليين هل عندما يحكمون في دولة هل سيستندون إلى المرجعية الاشتراكية ، فهناك فرق بين كون الدولة لا دين لها وبين أن الدولة لها مرجعية ، ولعل ما يفكر به الاتحاد الأوروبي في أن يكون للمسيحية وجود باعتبارها مكون مهم للهوية الأوروبية إشارة إلى أنه لا يمكن تجاهل الدين " يعكف الاتحاد الأوروبي اليوم على وضع دستور له ، وهو يتساءل إن كانت ثمة مرجعية دينية له ، وكان النقاش في هذا الموضوع قد انصب على مسألة إن كان من الواجب تضمين نص الدستور الجديد إشارة إلى المسيحية على أساس أنها إحدى المقومات التاريخية الأساسية للهوية الأوروبية . وكان البابا وراء المطالبة بتضمين الدستور مثل تلك الإشارة ، وتقوم حجته في ذلك على أن المصدر النهائي للقيم الأوروبية حتى للعلمانية الأوروبية الإنسانية منها يتمثل في المسيحية · وقام الرئيس الفرنسي السابق فاليري جسكار ديستان الذي يترأس لجنة صياغة الدستور الأوروبي بزيارة البابا في الفاتيكان الأسبوع الماضي لمناقشة الأمر معه " ( حدود السياسي والديني : جذور الهوية الأوروبية الحديثة ، ويليام فاف ، صحيفة الاتحاد الإماراتية ، العدد 9993 ، الخميس 9 رمضان 1423 هـ / 14 - 11 - 2002 م ) ومن هنا كيف يستطيع مثلاً القومي أو الاشتراكي أو الليبرالي من إدارة الدولة من دون أن تتأثر هذه الإدارة بفكره ، فهناك رابط مهم بين الفكر والممارسة ، وإلا هل يمكن أن نقول أن اشتراكي يدير الحكومة بفكر ليبرالي . وباعتبار الإسلاميين قوى حقيقية في المجتمعات العربية والإسلامية أليس من حقهم أن تكون لهم وجهة نظرهم في كيفية إدارة الدولة ومرجعيتها خصوصاً عندما لا يهدد ذلك السلم الاجتماعي بممارسة ذلك من باب الحرية التي ينادي بها غيرهم ، وذلك يكون عن طريق الدعوة بالفكر والممارسة التي تجعل الدولة الإسلامية ليست بعبعاً يخيف الآخرين ، إلا إذا كان للكل الحق أن يصل للحكم وليس للإسلاميين الحق في ذلك . وهنا بما أن الإسلاميين ملتزمين بالمرجعية الإسلامية ، فبالتالي لا يمكن للإسلامي أن ينشد الدولة وفق مرجعية غير إسلامية ، وإلا حدث لديه تناقض بين ما يفكر به وما يطبقه ، فكثير من الأحكام الشريعة لا يمكن تطبيقها من دون وجود دولة ، فكما يقول الفقهاء ما يتم به الواجب فهو واجب ، فالقضاء يلزم أن يكون إسلامياً حيث يختلف القضاء الإسلامي عن غيره من القضاء الوضعي ففي الفقه الإسلامي كان أحكام متميزة في الزواج والطلاق والمواريث والمعاملات المالية ، حيث لا يمكن مع القضاء الوضعي أن تطبق الأحكام الشريعة . 12 - إن قضية المساواة التي يطرحها العلمانيون هي ذات جانب سياسي ، فهم يرون أنه ينبغي أن تكون مساواة بين أفراد المجتمع بحيث يكون للجميع الحق في الوصول إلى مناصب الحكم كما ذكرنا أعلاه ، ومعلوم أن هناك في الفكر الإسلامي وجهة النظر ترى أن الحاكم في الدولة الإسلامية لابد أن يكون مسلم ، وأخيراً قرأت رأي للدكتور رضوان السيد مفاده أن الإسلاميين في سوريا ولبنان لا يوجد لديهم مانع من أن يكون الحاكم غير مسلم " وقد أصدر الإسلاميون المصريون والأردنيون والباكستانيون وأخيراً السوريون وثائق في مسألة التعددية ، وما يزال كثيرون منهم مترددين في التعددية الثقافية ؛ لأنها متصلة بهوية المجتمع ولا يجوز التلاعُبُ بها ، أما التعددية الاجتماعية والسياسية فإنهم يقرُّونها ، بل ويؤكدون عليها بالعودة للقرآن والسنة وممارسات المجتمع الإسلامي القديمة ، وقد أقرُّوا إنشاء أحزاب ، كما تحالفوا في الانتخابات النيابية والنقابي مع أحزاب وحركات غير إسلامية · كما أن جماعات التيار الرئيسي تُقرُّ الآن بمبدأ المواطنة ، والتساوي بين المواطنين على اختلاف أديانهم ، بيد أن لدى بعضهم تحفظات على ولاية غير المسلم لرئاسة الدولة أو قيادة الجيش ، لكن الإخوان المسلمين السوريين ، والإسلاميين اللبنانيين يقولون بذلك من دون تحفظ ، ويعتبرون أن المسألة انقضت منذ عصر التنظيمات في العهد العثماني " ( الإسلام والمجتمع المدني ، د. رضوان السيد ، صحيفة الاتحاد الإماراتية ، الأحد 22/7/1422هـ الموافق 29/9/2002 ، العدد 9947 ) ، ونرى أنه ما المانع من أن يكون غير المسلم حاكم في الدولة الإسلامية إذا انطلقنا من عدد من المرتكزات الأولى أن هناك لدى الإسلاميون نظرة ترى أن المسيحي مواطناً وهذه النظرة تمثل قطيعة للنظرة التقليدية التي لا ترى في المسيحي مواطناً حيث ترتبط المواطنة بصورة واضحة بالحقوق . الثاني أنه ما دام هناك في الدولة الإسلامية قانون مطبق يسري على الجميع فما المانع من أن يكون المسيحي حاكم طالما هو يعمل ضمن القانون ومع مستشارين يطبقون القانون فهو لن يستطيع أن يأتي بما يخالف الشريعة الإسلامية ، فضلاً عن قبوله العمل في دولة تطبق الشريعة الإسلامية . الثالث أن الرأي الذي يرى أنه لا يمكن أن يكون المسيحي في المناصب القيادة ، ناشئ من الفقه الذي يعتمد على الاجتهاد ، من هنا قد يمارس الفقه اجتهاده ويتغير الرأي الذي لا يرى للمسيحي الحق في تولي المناصب القيادية في الدولة الإسلامية . 13 - يطرح بعض العلمانيون أن العلمانية مرتبطة بقوة مع الديمقراطية ، ولكن لا يقول لنا العلمانيون أن العلمانية عندما جاءت وطبقت في دولنا العربية والإسلامية تم ذلك بطريق ديمقراطي ، حيث تم الاستفتاء عليها من قبل هذه الشعوب وإن الشعوب قبلت بها بالتالي فهي مطلب شعبي ، وليس ما قام به كمال اتاتورك ببعيد ألم يقم بإلغاء الخلافة الإسلامية واستبدالها بالعلمانية رغم عن شعب تركيا . 14 - يطرح العلمانيون أن لا دولة في الدين الإسلامي مستندين على ذلك من رأي للشيخ علي عبد الرازق ، وأن هذا الرأي يأتي من شخص تخرج مؤسسة علمية دينية ، ولكن السؤال الذي يطرح ماذا يمثل رأي الشيخ عبد الرازق بالنسبة لرأي العلماء في وقته أو الوقت الراهن ، ولماذا لا يورد لنا العلمانيون رأي لعالم دين أو مفكر إسلامي آخر يرى في العلمانية كما يراها الشيخ علي عبد الرازق سواء كان معاصراً للشيخ عبد الرازق أو في عصرنا الراهن ، ومن جهة أخرى هناك آراء لمفكرين مشهود لهم في الساحة العربية المعاصرة رؤيتهم في قضية العلمانية ، فمثلاً د. محمد عابد الجابري يرى أننا لسنا بحاجة للعلمانية ونستطيع أن نستعيض بدلاً عنها بالعقلانية والديمقراطية ، أو مثلاً رأي غلنز من أن العلمانية قابلة لكي دين إلا مع الدين الإسلامي ، أو بعض دارسي الإسلام من الباحثين الغربيين الذين يرون أن العلمانية غير قابلة في المجتمعات الإسلامية ، أمثال جون أسبوزيتو وجون فول ورودني ستارك وبين بريديج ( راجع ، المفترون : خطاب التطرف العلماني في الميزان ، فهمي هويدي ، ص 242 ) . 15 - ليس المقصود من الدولة الإسلامية أنها هي التي يحكمها رجال الدين كما هو موجود مثلاً في إيران ، فهذا رأي اعتقد أنه ليس جديراً بالثقة ، فيمكن أن يحكم رجل دين الدولة ولكن لا يطبق فيها الإسلام ، ولكن الدولة الإسلامية هي الدولة التي تطبق الشريعة الإسلامية وفق ما جاء به الدين الإسلامي لا الشريعة التي يلعب بها بعض الفقهاء وكثير من الحكام . 16 - هناك نقطة مهمة وهي رد على تجارب علمانية ففي تركيا صاحبت العلمانية قمع لبعض الحريات ، وفي الاتحاد السوفيتي سابقاً كانت دولة ضد الدين وكانت تعيش حياة الاستبداد ولم تستطع تبني نموذجها ، فحتى في الدول الغربية لا يكفي أن تكون هناك علمانية إن لم يكن معها حرية لكي تنجح هذه الدول ، النازية الفاشية أليست دول علمانية ، وبالتالي الحديث عن تلازم العلمانية بالديمقراطية أو التقدم ليس ضروري . 17 - سبق أن تحدثنا في فقرة سابقة من أن نجاح العلمانية في الغرب ليس بالضرورة أن تنجح في المجتمعات العربية والإسلامية ، فرغم أن هناك نماذج مختلفة للعلمانية في الغرب ، ففي الوقت الذي تكون فيه العلمانية الفرنسية تصطدم مع الدين بقوة ، نجد أن هناك العلمانية الألمانية التي يوجد فيه أحزاب مسيحية ، والعلمانية البريطانية حيث تتبوأ الملكة رئيسة الكنيسة ، والعلمانية الأمريكية التي تعتبر علمانية متصالحة مع الدين . وهنا بعد ذكر نماذج علمانية مختلفة سوف نأخذ النموذج العلماني الأمريكي الذي يوصف بأنه الأفضل فيما بينها ، سننطلق باعتبار نظرة العلمانية المادية للكون والإنسان والمجتمع للإلقاء نظرة على المجتمع الأمريكي ، فلو أخذنا ما يعيشه المجتمع الأمريكي في جانبه الاجتماعي نجد أن هناك تجارة مخدرات وتعاطي مخدرات ، أمراض جنسية أبرزها الأيدز ، إجهاض ، أطفال غير شرعيين ، تفكك اجتماعي ، عنف اجتماعي ، سرقات ، نصب ، احتيال ، قتل إلى غيره من المشاكل الاجتماعية ، صحيح أن ذلك يحدث مع وجود معارضة من قبل جهات دينية ، ولكن ما مدى تأثير هذه المعارضات والدعوات للعودة إلى الدين في داخل المجتمع الأمريكي ، إضافة وهو المهم هل يمكن لنا أن نبعد أثر التدين من المشاكل الاجتماعية ، نحن لا ندعي أن التدين وحده قادر على حل المشاكل ولكن يبقى هو أقوى العوامل المساعدة لذلك ، والنقطة المهمة التي نريد إثارتها هل نحن بحاجة لتبني النموذج الأمريكي للحياة الاجتماعية ، نحن نعاني من مشاكل اجتماعية كبيرة ولكن لا أتصور أن النموذج الاجتماعي الأمريكي لو تم تبنيه سيحل مشاكلنا بقدر ما سيزيدها تعقيداً . ، والعلمانية الأمريكية التي تعتبر علمانية متصالحة مع الدين . وهنا بعد ذكر نماذج علمانية مختلفة سوف نأخذ النموذج العلماني الأمريكي الذي يوصف بأنه الأفضل فيما بينها ، سننطلق باعتبار نظرة العلمانية المادية للكون والإنسان والمجتمع للإلقاء نظرة على المجتمع الأمريكي ، فلو أخذنا ما يعيشه المجتمع الأمريكي في جانبه الاجتماعي نجد أن هناك تجارة مخدرات وتعاطي مخدرات ، أمراض جنسية أبرزها الأيدز ، إجهاض ، أطفال غير شرعيين ، تفكك اجتماعي ، عنف اجتماعي ، سرقات ، نصب ، احتيال ، قتل إلى غيره من المشاكل الاجتماعية ، صحيح أن ذلك يحدث مع وجود معارضة من قبل جهات دينية ، ولكن ما مدى تأثير هذه المعارضات والدعوات للعودة إلى الدين في داخل المجتمع الأمريكي ، إضافة وهو المهم هل يمكن لنا أن نبعد أثر التدين من المشاكل الاجتماعية ، نحن لا ندعي أن التدين وحده قادر على حل المشاكل ولكن يبقى هو أقوى العوامل المساعدة لذلك ، والنقطة المهمة التي نريد إثارتها هل نحن بحاجة لتبني النموذج الأمريكي للحياة الاجتماعية ، نحن نعاني من مشاكل اجتماعية كبيرة ولكن لا أتصور أن النموذج الاجتماعي الأمريكي لو تم تبنيه سيحل مشاكلنا بقدر ما سيزيدها تعقيداً .
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30/06/2006, 05:12 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الحضرمي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 31/05/2004
المكان: أرض الله الوآسعة
مشاركات: 3,922
مشكوووووووووووووووووور عالموضوع
ويعطيك العافية
ومرحب بك بعد إنقطاعك عنا نورت يامشرفنا
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30/06/2006, 07:31 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/03/2002
المكان: roma alriyadh
مشاركات: 4,312
وين الناس

وحمدلله على السلامة
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03/07/2006, 12:35 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 17/05/2005
المكان: قلب الزعيم
مشاركات: 2,235
والله ابليت خير بلاء وجزاك الله خيرا

اعتقد ان كل علمانى يقراء هذة الاية يعجز وينسحب من المقاومة

قال تعالى (( يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا ان يتم نورة ولو كرة الكافرون ))
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:46 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube