نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي - هذا مالم ينشر من حوار سامي الجابر قايد المنتخب مع الرياضي

ماهي قصة كتاب ديفيد بيكهام؟ والفيلم التسجيلي المزمع إنتاجه
مالم ينشر في حوار سامي الجابر قائد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مع "الرياضي"
وليد الفراج الدمام:
لاجل نجاح اية مقابلة صحافية مع نجم كبير.. يجب ان تتوافر اربعة عناصر وهي: المضمون والتوقيت وقبول الشخصية لدى الناس ووجود ظروف تساعد على زيادة نجاحها.
وهذه الاركان الاربعة توفرت بقصد او من غير قصد في الحوار المطول الذي اجريته مع سامي الجابر قائد المنتخب السعودي الاول لكرة القدم مساء يوم الاثنين الماضي في فندق ميريديان الخبر ونشرته "الرياضي" على قسمين "الخميس والجمعة" نظراً لغزارة المحتوى والمعلومات والاراء المثيرة للجدل التي طرحها قائد المنتخب في اللقاء.

@

المضمون كان جديداً لانه بزعمي ان سامي الجابر لاول مرة يعبر تلك الخطوط الحمراء التي وضعها حول طرح اعتزاله لعبة كرة القدم او تناول مصادر دخله المالي وارائه الشخصية في رفض قسم من الشارع السعودي لاي لاعب يقوم بذات المهام التي كانت موكلة الى اللاعب السعودي الكبير ماجد عبدالله طوال الفترة من "1978 وحتى 1994".
التوقيت.. في نظري انه لم تكن هناك مقابلة صحافية مع سامي الجابر موفقة في التوقيت بالقدر الذي وفقت فيه من الله سبحانه في اجراء هذا اللقاء.. فقد كان سامي قد عاد للتو مع لاعبي المنتخب من تايلند وهي المباراة التي قاد بها الفريق الاخضر لتجاوز عنق الزجاجة داخل تصفيات كأس العالم... هذه التصفيات التي تعتبر الاكثر صعوبة.. اثارة.. دراماتيكية.. وهو ما اوجد ارضية للحديث مع الجابر في افضل وقت يمكن له فيه ان يتحدث.
@
ولم يخيب الجابر وزملاؤه الظن بهم بعد ذلك في مباراة البحرين التي سجل فيها فوزاً سعودياً لم يتحقق منذ بداية مباريات البلدين الرسمية في "1970" اي ان سامي الجابر قاد الفريق الاخضر الى فوز لم يتحقق مثله طوال "31" عاماً مضت.
أما الركن الثالث للحوار وهو قبول الشخصية .. فأنني كنت ومازلت تحت انطباع بأن سامي الجابر هو آخر الجيل الذهبي الذي يحمل الموهبة والشعبية الواسعة في الشارع الرياضي السعودي.
فمحبوه وهم كثر .. وهم حريصون على معرفة ما سيقوله وخصومه وهم مع الاسف كثر .. يريدون ان يعرفوا ماذا قال حتى يتصيدوا لكل كلمة قالها.. والحالة الاخيرة هي نتاج مرض التعصب الرياضي في الملاعب السعودية.
أما الركن الرابع والاخير وهو وجود ظروف مساعدة على نجاح المقابلة.. فهو كان متوافراً قبل وبعد اللقاء. عند الاخذ في الاعتبار الانتفاضة الفنية والحماسية التي يعيشها لاعبو المنتخب الاول لكرة القدم.
@

اسئلة تطرح نفسها .. امس.. اليوم.. وغداً.. اية فئة عاقلة يمكن لها ان تتخذ موقفاً تجاه قائد المنتخب "السعودي" تم بناؤه على اساس تعصبي لهذا النادي او ذاك ؟! .. هذا سؤال مهم.. هل من الممكن ربط التنافس المحلي للاندية وانه قد وصل الى تشجيع المنتخب.. فأصبح المرء يتمنى الفوز لمنتخب بلاده اذا لعب فيه فلان.. ويتمنى العكس اذا لعب علان؟!
هذا امر خطير.. وقد وجدت في حديثي مع سامي الجابر المسجل وما كان خارج اطار التسجيل الكثير من المرارة والأسى على هذا الواقع المؤلم الذي يعاني منه

@

كلنا نحب ماجد عبدالله.. ولا يختلف اثنان على ان هذا اللاعب كان من احد اهم لاعبي كرة القدم بالسعودية فقط.. لكن من يمكنه ان يوقف عجلة الزمن ويجعلنا نعيش في الماضي ونرفض الحاضر ونغلق الباب على المستقبل.
وكأن المملكة العربية السعودية لن تنجب لاعباً بعد ماجد عبدالله؟!
السعودية كانت لها كرة قدم ونجوم ومواهب قبل ماجد عبدالله وبعده..

لقد وجدت في حديثي مع سامي الجابر مرارة عجيبة جداً.. فقد توصل الرجل وهو في "عز" عطائه الى انه لابد من ترك الملاعب دولياً .. ترك المنتخب لهؤلاء المتعصبين والاتجاه الى النادي فقط وخدمته في الباقي من حياته الرياضية.
انني اختلف مع سامي في قراره.. المنتخب لم ولن يكون يوماً نوعاً من الاملاك الخاصة لهذا او ذاك حتى في اطار تشجيعه.
ولا يمكن ان يكون لبعض من يحتاج الى مراجعة طبيب نفساني على الفور تأثير الى هذه الدرجة على لاعب سعودي كبير له مساحة واسعة من الاحترام والتقدير بين كل مشجعي الكرة في هذا البلد.

@
بصراحة.. كم هو كبير سامي الجابر .. ولقد تحول الى مشكلة شخصية للكثيرين.. فهذا يقول انه لا يسجل الاهداف.. وآخر يطالب بمنح الفرصة التي سنحت له للاعبين آخرين.. وثالث يطالب بنزع قيادة المنتخب منه رغم انه الاحق بها.. وهذا كله ليس للمصلحة العامة.. بل لاجل ان لا يلعب سامي الجابر!!
اي تفكير هذا؟.. اي منطق هذا؟! .. اين كبار النقاد الرياضيين السعوديين عن هذاالتعصب الذي يغزو ملاعبنا واوصلنا الى هذه الدرجة!!
في حديثي مع سامي كانت هناك نقاط كثيرة لم يحن موعد نشرها الآن.. ربما بعد سنوات يتم طرحها.. لكنني احترمت فيه حرصه الواضح على عدم الاساءة الى من اساءوا اليه .. كان يتحدث عن الجميع باحترام وتقدير.. حتى من يتربصون به.. طالبهم بطريقة راقية ان يتركوه وشأنه ترى هل تركوه؟

@
تخيلوا ان سامي الجابر وفور ان سربت معلومة خاطئة عن انه يحمل بطاقتين صفراوين حصل عليهما من مباراة ايران في طهران ومباراة البحرين في المنامة حتى حمل كل جزار سكينه .. عفواً "قلمه" واخذ يستغرب كيف انه اوقع المنتخب في مشكلة لانه سيتم ايقافه امام ايران الجمعة المقبل.
لكن ستر الله ان سامي لم يكن معه الا بطاقة واحدة فقط من لقاء البحرين ليوقع خصومه ويكشفهم امام الجميع وليجدوا انفسهم في موقف حرج جداً امام شارع رياضي عاقل ويستغرب ما يحدث تجاه قائد المنتخب السعودي الاول لكرة القدم.

@
ان هؤلاء الذين يطالبون الجابر بأن يسجل في كل مباراة مقارنة بنجم معين لا يستحق الاساءة من احد.. رد سامي في حواره على هذا التساؤل باجابة معلوماتية وهي: اعطونا الفرق نفسها التي كان المنتخب يلعب معها في ذلك الحين ونحن نسجل في كل مباراة.
نعم.. هذه حقائق.. وارقام.. وتاريخ .. لقد كانت السعودية تلاقي في 70% من مبارياتها في السابق منتخبات تحتل المركز ما بعد ال "100" في التصنيف الدولي.. اين هذه الفرق الآن؟! لقد تحول مجرد مقابلتها في مباريات ودية الى برنامج اعداد فاشل.

@
انني اتفق مع قائد المنتخب على ان مشكلته هي انه من نادي الهلال.. وهذا النادي نظراً لوجود اضواء قوية عليه من شعبيته الواسعة ونجومه وقوته المالية وضخامة الشخصيات التي تنتسب اليه قد ادى إلى وجود نوع من الغيرة غير من يتنافسون معه وبالتالي اصبح هناك رفض لكل من يأتي منه.
نعم يمكن ان يحدث هذا في الدوري والمسابقات المحلية بشكل عام لكن في المنتخب .. انه لون اخضر وليس الواناً اخرى.
@
خلال حدثنا الودي قبل بدء تسجيل الحوار.. كشف لي سامي عن رغبته في طرح كتاب يتناول حياته الرياضية وان يكون صورة من الكتاب الذي طرحه ديفيد بيكهام لاعب انجلترا في الاسواق البريطانية هذا الصيف وحقق ارقاماً ضخمة من المبيعات.
لكن سامي الجابر لم يخف علمه بعدم وجود سوابق لهذه التجربة في الاسواق العربية..وبالذات انه لم يقدم اي لاعب كرة عربي على طرح كتاب عن حياته وهو لا يزال في الملاعب بل جرت العادة ان يكون هذا الكتاب متوافقاً مع حفلات الاعتزال العربية.
ألم اقل لكم ان سامي لاعب مميز في كل شيء .. ولديه قدره على الاستفادة من كل تجربة يخوضها ومنها احترافه في انجلترا وتأثير تلك التجربة على تفكيره كلاعب محترف.
أما المعلومة الجديدة التي كشفها لي في حديثي معه انه عازم على التعاقد مع شركة كبرى لطرح فيلم عن حياته ومسيرته الرياضية ولكنه يرغب بان يكون هذا الامر مرة واحدة وان تكون مرحلة اعتزاله الدولية التي قد تكون بعد نهائيات كأس العالم "2002" في كوريا الجنوبية واليابان هي موعد طرح الفيلم مع الاخذ في الاعتبار انه سيكون احد قلة من اللاعبين في العالم الذين شاركوا في ثلاث بطولات كأس عالم متتالية.
@
سامي الجابر لاعب يستحق كل هذا الحب والاحترام الذي يقابل به من الشارع الرياضي السعودي.. وفي ذات الوقت تستحق المملكة لاعبين من هذا المستوى والعقلية والثقافة .. وفي مقدمتهم سامي بن عبدالله الجابر.