نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي - لنتأمل قليلاً قبل الحديث عن انتقال نواف ... هام لكل من يحب الهلال و نواف

الحدث الأهم و الخطب الجلل الذي أشعل منتدى الزعيم و الصحافة و الإعلام بشكل عام هو انتقال النجم الكبير و اللاعب الخلوق نواف التمياط. نعم.. حدث مثل هذا يستحق كل هذا التفاعل و أكثر.. لما لا!! أليس نواف هو اللاعب الذي يضبط إيقاع الوسط... أليس هو الأستاذ في التهديف... أليس هو من يجيد المراوغة... أليس هو أفضل لاعب سعودي يلعب بكلتا قدميه... أليس هو من حقق مع الهلال و المنتخب العديد من الإنجازات في مختلف المراحل السنية... أليس هو أول لاعب سعودي يحقق لقب أفضل لاعب في آسيا و اللاعب الهلالي الوحيد الذي حقق ذلك اللقب.... أليس هو اللاعب الذي أحببناه من خالص قلوبنا و هتفنا باسمه و تغنينا بأهدافه و مهاراته... أليس هو نواف التمياط!!
إذن بالفعل هو يستحق كل هذا الأصداء...

إنني مثلكم أحب و أقدر و اعتز و افتخر بهذا اللاعب ... و إنه ليتقطع قلبي لمجرد التفكير في انتقاله ... ولكن يتدخل عقلي ليخفف هذا الألم الذي أعيشه، وليبقي حب و احترام نواف أينما ذهب و أي شعار لبس...

و إليكم بعض النقاط التي يجدر بنا التفكير فيها حيال هذا الموضوع:

أولاً: نواف بشر:
لنفكر تفكيراً صادقاً و عادلاً متناسين رغباتنا و عواطفنا و لنتخيل لو أننا في مكان نواف... أليس عمره ثلاثين سنة، و مشواره الرياضي قد أزف على الانتهاء، وبالتالي مصادر دخله ستنعدم. أليس لديه عائلة مسئول هو بالدرجة الأولى عنهم و عن توفير لقمة العيش لهم، لماذا نريد أن نمنع فرصة دخل له قد تجعله يعيش بقية حياته دون الحاجة إلى أحد و دون أن ترهقه الهموم و الديون مثلما حل بغيره. فكر لو كنت مكانه، و كن صادقاً ماذا تفعل؟

ثانياً: نحن في عصر الاحتراف:
نعم .. نحن في عصر الاحتراف .. بل الاحتراف الفعلي ... لا كما حدث في السنوات الماضية والذي كان احتراف على الورق... يجب أن نعلم أن المتميز في عصر الاحتراف عملة نادرة و أن الجميع سيتنافس عليه. لذا يجب أن نتوقع المنافسة من أي نادٍ على نجومنا. إن من المفترض علينا ألا نتخذ من أسلوب العاطفة وسيلة للحفاظ على لاعبينا... بل يجب أن نتعامل بكامل الاحترافية و نحاول أن نعزز مصادر و دخل النادي بحيث يستطيع مواجهة الأندية الأخرى... وإلا فسنجد أنفسنا خارج المنافسة.
نعم نحن في عصر الاحتراف ... لذا رأينا أن زيدان انتقل من يوفنتس إلى ريال مدريد، و أوين من ليفربول الذ ترعرع فيه إلى ريال مدريد ثم نيوكاسل... وبيكهام من مانشستر و الذي لم يلعب في غيره إلى ريال مدريد...
و ... و ... و ....... القائمة طويلة و لن تتوقف، لماذا لا نستطيع التعايش مع مثل هذه الانتقالات؟

ثالثاً: ابن النادي:
كثيراً ما يردد الجماهير "ابن النادي"، "هذا هو النادي الذي تبناك" و إلى غيره من العبارات. لماذا نريد أن نحمل نواف أعباء هذه الاعتقادات ... هل معنى ذلك أن أي لعب بدأ مع نادٍ يجب عليه ألا ينتقل لغيره؟ إذاً أين الاحترافية؟ لماذ نريد إذن أن نشتري عقد كامل الموسى؟ هل هو عاق لناديه؟ إذا كان كذلك فسيعق بنا بعد ذلك من باب أول. أم أنه زمن الاحتراف؟
لماذ اشترينا عقد الخثران و إلياس و الصويلح و الدعيع و .... و ......؟ هل أولئك اللاعبين لم يكونوا بررة بأنديتهم؟ أم أنه زمن الاحتراف.
نعم الهلال قدم لنواف الكثير و يجب أن نعلم أنه هو قدم للهلال الكثير.
نعم لقد كان ابن النادي المخلص فلم نسمع عنه يوماً أنه تمشكل مع اللاعبين أو أو المدربين أو الإدارة. هل سمعنا عنه يوماً أنه أهمل النادي بغيابات بلا عذر؟ هل أحرج النادي يأن يوقف ولو يوما واحداً؟ هل سافر وترك النادي في مبارة نهائية؟ هل رفض يوماً عندما يريد أن يبدله المدرب؟ هل أساء لسمعة النادي؟ الأجوبة لا .... لا ... لا ....لا .... إذن هذا هو ابن النادي الحقيقي البار و هذا هو المعنى الحقيقي لابن النادي.
إنه من الخطأ أن نصف فلان بأنه ابن النادي ولن يخرج منه .. لأنه و في عصر الاحتراف والاغراء المادي و مع أخذ في الاعتبار أن الكرة هي مصدر دخل اللاعبين الأوحد فسنجد أن آمالنا ستخيب مرات عديدة لأننا نريد أن نوظف "ابن النادي" توظيفاً غير صحيح.

رابعاً: مقارنة ظالمة:
تجد الكثير يقارن بين ولاء نواف و ولاء التخيفي و التيماوي و أبو اثنين و النعيمة و يوسف و غيرهم...
أقول: هذه مقارنة ظالمة ... كيف تقارنون بين أناس لم يعايشوا زمن الاحتراف وبين من يعايشه....
أنا متأكد لو عرضت عليهم تلك الأموال لاختلفت الأحوال.
و أجدها مقارنة ظالمة أن تقارن بين نواف و عمر الغامدي أو سامي أو الشلهوب... لأنه وببساطه لم يعرض عليهم كما عرض لنواف. من الصعب أن تصفهم بأنهم أكثر ولاء من نواف وهم لم يختبروا و لم يعرض عليهم مثلما عرض لنواف. سنجد أنفسنا كالحمقى حينما نصف الغامدي أو الشلهوب أو غيرهم بأنهم هم المثال الأعلى للولاء ثم نتفاجئ في المستقبل أن يعرض عليهم عروضاً خيالية لا يستطيع عندها المقاومة. عندها ماذا نقول؟
على العموم لو أتتهم تلك العروض فسأجد لهم كامل العذر و الأحقية بقبولها.

خامساً: الخيانة و درس يوسف الثنيان للجماهير:
تحزن كثيراً عندما تجد البعض يقول نواف لن ينتقل لأنه وببساطة ليس بخائن و أنه شهم و هذه ليست أخلاقه. إننا بهذا الكلام كأننا نقول إذا انتقل نواف فهو خائن. لماذا هذا النكران و كفر العشير؟ ألم يخدم نواف الهلال سنوات عديدة؟ ألم يدخل علينا الفرح في مناسبات كثييرة؟ ألم يكن مثالاً للعب الخلوق و المنتظم و المحترف؟
بعد كل ماقدم نصفه بالخيانة!!!!!!!!!!!!! اعتقد أنه من الأجدر أن نوصف نحن عندها بالخائنين أو ناكري الجميل.
لماذا وصفنا خميس العويران أو الدوخي بالخيانة؟ أيها الناس: هذا من أبسط حقوقهم و إذا لم نستطع أن نوفر ما يوفره لهم غيرنا فلا نكن أنانين و نقول إن لم تبقوا معنا فأنتم خائنين و ستحل عليكم لعنة الجماهير.
إنما ماحدث للدوخي و خميس من جفاء لا أتمنى أن يحدث لنواف حتى لو انتقل إلى الاتحاد. فهو والله يستاهل كل خير. و لنتوقف ولو قليلا عن التفكير بمصالحنا و لنعطي من نحب فرصة ليحقق ما هو أصلح له.

نعم سوف نعتبرها خيانة لوقام خميس أو الدوخي أو نواف بالإساءة لنادي الهلال إما بتصريح في الصحف أو التلفاز بكلام يسئ للهلال و يتنكر فيه للهلال أو إشارة تحدي أو استهزاء بجماهير الهلال أو لاعبيه في الملعب. أما و الحال العكس حيث لم نرَ منهم أي إساءة بل الاحترام التام لناديهم السابق فإنني أجد أن وصفهم بالخيانة من أشد الظلم و النكران.

لماذا نريد من نواف أو غيره إما أن تجدد معنا و إما أن تكون خائناً؟!!!!!

و لنتعلم من يوسف الثنيان... الكل يعلم أن هناك الكثير من الجماهير حقدت على الدوخي و أنتم رأيتم العدد الهائل من المواضيع التي ضحكت وسخرت من الدوخي بعد مباراة نصف النهائي مع الاتحاد و التي أهدانا الدوخي فرصة رائعة لتحقيق الفوز. و نحن نعلم أن يوسف الثنيان يرسل تحليلاً ساخراً بعد كل مباراة... و رأينا أن يوسف لم يسخر من الدوخي مع أن ما فعل يستحق ان يكون المحور الرئيس للتعليق الساخر و لكن يوسف يحترم كل من حمل شعار و الهلال و خدم الهلال و يحترم ذكريات الدوخي و يحترم تاريخ الدوخي مع الهلال ولذا لم يتطرق له بأي كلمة بينما الكثيرمن الجماهير سخرت و ضحكت و تهكمت به. هل نعي هذا الدرس من يوسف الثنيان؟ أتمنى ذلك.

سادساً: لنكن واقعيين و لنتأمل فيما قدمنا ل"أبناء النادي":ل
نكن صادقين وصريحين مع أنفسنا، ماذا قدمنا لأبناء النادي بعد رحيلهم؟ ماذا قدمنا لخالد التيماوي؟ ماذا قدمنا لفهد العشيوي؟ ماذا قدمنا لحسين الحبشي؟ لحيسن البيشي؟ ليوسف جازع؟ لمشاري العويران؟ لخالد الرشيد؟ لمحمد لطف؟ لـ..... و لـ....... ولـ .......... كلهم نسيناهم مادياً ولم نقدم لهم شئ و لا يفترض منا ذلك. ولهذا هل لنا الحق أن نلوم لاعباً أن يختار الشئ الذي يؤمن حياته ومستقبله؟ لا أجد في هذه الحالة أحد أكثر أنانية منا!!
أتمنى أن لا نكون حجرة إعثار في مستقبل أي شخص.

سابعاً: أمنياتي:
أتمنى من كل أعماق قلبي أن يبقى نواف في الهلال و أتمنى في نفس الوقت ألا يكون بقاءه مهلكاً لميزانية النادي... كما أتمنى لنواف أن يحصل على العرض الذي يسعده و أتمنى ان يكون عرض الاتحاد آخر العروض التي يفكر فيها...
و إن صح أن عرض السد بلغ 30 مليون فأقول يا نواف اذهب هناك فهذا كفيل أن يحقق لك أماناً مستقبلياً بإذن الله كما أننا لا نريد إدارة الهلال أن تجاري هذا العرض.

و تأكد يانواف إن لك مكانة في قلوبنا و لوذهبت أينما ذهبت فلن ننساك أو نحقد عليك أو نكرهك البتة.

وختاماً: الهلال و كما يشهد التاريخ معين لا ينضب من النجوم فإن ذهب نواف أو بقي فلا تحزنوا يا جماهيرنا فنحن إذا أفل منا نجم ظهرت عشرات النجوم.

وشكرا يا زعماء