وقدر كل امرئ ما كان يحسنه
والجاهلون لغير العلم أعداء
الرسالة الإعلامية مبادئ وقيم ومهنة احترافية بعيدة عن الأهواء والميول والانسياق وراء آراء لم تنظر للأبعاد الأخرى التي تهمنا كمجتمع مترابط لا ينبذ أو يقصي أبناءه المخطئين قدر محاولته تربيتهم وتوجيههم واحتواءهم بفكر تربوي راق لإعادة التأهيل ومواصلة مسيرة التنمية الوطنية بدلا من إهمالهم ونبذهم وتهيئتهم لاحتواء خبيث - لا سمح الله - فالإصلاح والتأهيل والتقويم التربوي مبدأ أقره ديننا الإسلامي قبل أي دستور وضعي وحاليا تركز الأفكار الحضارية على تحويل السجون إلى إصلاحيات تربوية.. ويا هؤلاء أليسوا هؤلاء أبناءكم وإخوانكم؟؟ ويا هؤلاء أليس هؤلاء مسلمين؟؟ ويا هؤلاء أبهذه الطرق نعاقب المخطئ؟؟ ويا هؤلاء لو كان هؤلاء أبناء ناديكم هل تعالجون أخطاءهم بهذه الطريقة الإقصائية وهذه الأنفاس الحاقدة، التي نادى أحدها جهلا - للأسف الشديد - بهدم الجبلين؟؟ ويا هؤلاء أليس القائد خادم الحرمين الشريفين دعا الخارجين ممن غرر بهم وأجرموا بحق الوطن للتسامح والتوبة ومراجعة النفس؟؟ ألم تعط دولتنا من أجرموا بحق الوطن حق الدفاع والمرافعة والمثول أمام القضاء وقبل ذلك ألم تحرص قيادتنا الأمنية على التوعية والتوجيه والإصلاح قبل الضرب بيد من حديد أو البتر والإقصاء؟؟
يا هؤلاء هل قدرتم الأبعاد السيكولوجية لرد الفعل وما يتلوها من تأثيرات وانحرافات اجتماعية وسلوكية إن نحن أقصينا المخطئين وأوجدنا هوه بيننا وبينهم بدلا من الإصلاح والتقويم؟؟
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولن تلين إذا قومته الخشب
إنهم شبابكم وإخوانكم وأبناؤكم فهل نعالج أبناءنا أم نقصيهم بتلك الرؤية الساذجة والمتواضعة؟؟ وهل نساهم في طردهم من دائرة الحب والتلاحم والتوجيه والإصلاح الوطني، وأعني كل مخطئ وبأي أمر (لتتلقفهم أيادي الفكر) أم نحتويهم وننظر للأمور بعقلانية لما وراء الوقائع.
أرى تحت الرماد وميض جمر
وأخشى أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعود تذكى
وإن الحرب أولها كلام
الرياضة حب وتسامح (والروح الرياضية) مضرب مثل في ميادين الحياة وليست إقصاء وتشفيا وأهواء وتعصبا وتأجيجا وسكبا للزيت على النار تديرها العقلانية ويفندها المنطق.
قيادتنا الوطنية من رأس الهرم إلى أصغر مسؤول بالدولة، اتسمت بالحكمة والعقل وسعة الصدر والعطف والرحمة قبل العقوبة والضرب بيد من حديد. وسمو الرئيس العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل مضرب مثل في هذا الجانب حيث امتدت أياديهما الحانية للكثير ممن شملتهم عقوبات أكبر ومواضيع أعقد وأكثر سلبية مما حدث، ولكن بعد النظر لما وراء العقوبة والأريحية والعطف امتد لأكثر من فريق وأكثر من لاعب كانت عقوبته نهائيا، ولكن مبادئ سلطان ونواف أبدية.
خاتمة
سامح أخاك إذا خلط
منه الإصابة بالغلط
من ذا الذي ما ساء قط
ومن له الحسنى فقط!!
سعود الطرجم
منقول من جريدة الجزيرة
http://aj22.tabnet.vwh.net/sports/13042006/hz2.htm