تضم المجموعة الخامسة كلا من إيطاليا وجمهورية التشيك وغانا والولايات المتحدة الأمريكية, وعلى الرغم من الصعوبة النظرية لهذه المجموعة إلا أن خريطة التأهل للدور الثاني تبدو واضحة المعالم.
فعمليا يبدو أن المنتخبان الإيطالي والتشيكي هما الأقرب للتأهل, فإيطاليا برغم الفضائح الأخيرة التي أثيرت حول الفساد والتلاعب في الدوري الإيطالي, والتي بالتأكيد ستؤثر على الحالة النفسية والمعنوية للاعبين الإيطاليين إلا أن خبرة لاعبيه وخاصة الكبار منهم قادرة على العبور بالأزوري بسلام إلى الدور الثاني.
أما جمهورية التشيك فالبعض يراها إنها الأفضل في هذه البطولة بعد المنتخب البرازيلي وإنها من الفرق التي ستذهب بعيدا في المنافسات, ولم لا فالمنتخب التشيكي يأتي في المركز الثاني في تصنيف الفيفا الشهري للمنتخبات العالمية برصيد 772 نقطة.
وبالتالي فإنه ينبغي على منتخبي الولايات المتحدة وغانا بذل الكثير من الجهد والعرق والتركيز، إذا أرادا التأهل للدور الثاني على حساب أي من هذين الفريقين.
*******************************
المنتخب الإيطالي ارتبط تاريخ المونديال بالمنتخب الإيطالي, فهي بطلة النسخة الثانية والثالثة, كما إنها بطلة مونديال 1982 الذي يعتبره الخبراء أحد أقوي المونديالات وأكثرها إمتاعا للجماهير, كما أنها قدمت من خلال مشاركتها المستمرة في النهائيات مجموعة من أبرز وأهم اللاعبين أمثال ماركو تارديلي وألتوبيلي وباولو روسي وباولو مالديني وروبيرتو باجيو وفرانكو باريزي.
وإيطاليا اشتركت في المونديال خمسة عشر مرة, وحصلت على البطولة ثلاث مرات, أعوام 1934 و 1938 و1982, ووصلت للمباراة النهائية في بطولتي 1970 و1994 والطريف انه في المرتين خسرت أمام المنتخب البرازيلي.
وحصلت على المركز الثالث في مونديال 1990 والمركز الرابع في مونديال 1978, وخرجت من الدور ربع النهائي في مونديال 1998, وخرجت من الدور الثاني في بطولات 1986 و2002 بينما كانت أسوء مشاركتها في بطولات 1950 و1954 و1962 و1966 و1974.
وتأهل المنتخب الإيطالي للنهائيات بعد أن تصدر المجموعة الخامسة في التصفيات الأوروبية بفارق خمسة نقاط عن منتخب النرويج الذي جاء في المركز الثاني, ولعب المنتخب الإيطالي عشرة مباريات, فاز في سبعة وتعادل في مباراتين وخسر مباراة واحدة.
وسجل مهاجموه 17 هدفاً بمتوسط 1.7 هدف في كل مباراة, ودخل مرمى المنتخب الإيطالي ثمانية أهداف وهو رقم كبير نسبيا خاصة وأن أهم ما يميز الإيطاليين هو قوة دفاعهم, وهي من المميزات التي كثيرا ما يعتمدوا عليها عند مشاركتهم في بطولات كأس العالم السابقة.
وسيندهش الكثيرين عندما يعلموا أن لوكا توني هداف إيطاليا في التصفيات لم يسجل أكثر من أربعة أهداف, مما يدل على أن هجوم المنتخب الإيطالي يمر بأزمة حقيقية خاصة في ظل عدم مشاركة كريستيان فييري للإصابة وغياب التوفيق عن إنزاغي و ديل بييرو المهاجمان الأساسيان لإيطاليا حاليا.
والمنتخب الإيطالي يعج بالنجوم الذي ينتظرهم الكثيرين دائما وفي مقدمتهم فرانشسكو توتي الذي عاد لتوه من إصابة طويلة، إلا إنه اشترك في عدد من المباريات التحضيرية الأخيرة للمنتخب الإيطالي وأثبت سلامته وقدرته على المشاركة في النهائيات.
ومن النجوم البارزين حاليا في صفوف الأزوري المهاجم لوكا توني مهاجم فيورنتينا الذي أحرز 31 هدفا توج بهم هداف الدوري الإيطالي، ويعقد الجميع آمالا كبيرة على هذا اللاعب أن يعوض غياب كريستيان فييري أحد أهم الهدافين في تاريخ المنتخب الإيطالي, والذي سجل تسعة أهداف في طول مشاركاته في بطولات كأس العالم السابقة.
ويدرب الفريق مارسيلو ليبي مدرب اليوفنتوس السابق الذي تولى تدريب إيطاليا بعد عدم تجديد عقد المدرب السابق جيوفاني تراباتوني عقب خروج الفريق المبكر من نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2004. وسيسعى ليبي للفوز بكأس العالم لإضافته لسجله الشخصي الرائع الذي يشمل الفوز بالدوري الإيطالي خمس مرات ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة مع اليوفنتوس. المنتخب التشيكي
على الرغم من أن المنتخب التشيكي قوة لا يستهان بها في عالم الكرة الأوروبية، إلا أنه تأهل للمونديال بصعوبة بالغة بعد أن حل في المركز الثاني في مجموعته بعد المنتخب الهولندي، ليلتقي مع المنتخب النرويجي في الملحق وتخطاه ليتأهل للنهائيات.
والمنتخب التشيكي يخوض النهائيات للمرة الأولى بعد الانفصال عن سلوفاكيا، إلا أنه وقت الإتحاد مع سلوفاكيا شارك المنتخب التشيكي ثمانية مرات في النهائيات تحت مسمى تشيكوسلوفاكيا.
وقد حقق المنتخب التشيكي مجدا كبيرا في ذلك الوقت حيث تأهل للمباراة النهائية مرتين عام 1934 وخسر أمام المنتخب الإيطالي 1 – 2, كما تأهل للمباراة النهائية أيضا عام 1962 ويومها خسر أمام البرازيل 1 – 3.
وخرج من الدور ربع النهائي في مونديالي 1938 و1990، كما خرج من الدور الأول في بطولات 1954 و1958 و1970و1982.
والمنتخب التشيكي يمتلك أقوى خط هجوم بين كل الفرق الأوروبية المشاركة في التصفيات، حيث سجل مهاجموه 37 هدفا في 14 مباراة بمتوسط 2.7 هدف في المباراة الواحدة، و دخل مرماه 12 هدفا، وهداف الفريق هو المهاجم المخضرم يان كولار الذي سجل تسعة أهداف، ويأتي في المركز الثاني في ترتيب الهدافين بعد البرتغالي بيدرو بوليتا.
ويمتاز المنتخب التشيكي بوفرة اللاعبين الأساسيين، بالإضافة لبدلاء لا يقل مستواهم أبدا عن من في الملعب، ولندلل على ذلك علينا أن نتذكر مباراة المنتخب التشيكي مع نظيره الألماني في نهائيات أمم أوروبا الماضية.
يومها لعبت التشيك المباراة بالتشكيلة الاحتياطية بعد أن ضمنت التأهل للدور ربع النهائي، وبالرغم من ذلك فقد فازت على ألمانيا بسهولة بهدفين مقابل لا شيء, وهنا تكمن نقطة القوة الحقيقية في المنتخب التشيكي والتي تميزه عن كثير من المنتخبات العالمية الأخرى, والمتمثلة في تقارب المستوى بين البدلاء والأساسيين.
ويقود المنتخب التشيكي اللاعب الكبير بافيل ندفيد والذي تراجع عن اعتزاله اللعب الدولي ليستطيع تسطير إنجازا هاما في هذا المونديال ينهي به حياته الكروية الحافلة بالعطاء.
ويبدو هجوم التشيك مستقر تماماً في ظل وجود كلا من ميلان باروش مهاجم أستون فيلا الإنكليزي، والذي أحرز معه ثمانية أهداف هذا الموسم في الدوري الإنكليزي, ويان كولار مهاجم بروسيا دورتموند الألماني وهداف التشيك في التصفيات.
ولا يجب أن ننسي أحد أهم اللاعبين في صفوف المنتخب التشيكي وهو كارل بوبورسكي والذي تألق في بطولة أمم أوروبا الماضية على الرغم من أنه تخطي سن الثلاثين, ويعلق الكثيرون الآمال على بوبورسكي أن يستطيع فرض السيطرة في منتصف الملعب مع بافيل نيدفد في مباريات المنتخب التشيكي في التصفيات.
ويأتي توماس روزيسكي على رأس اللاعبين الشباب في صفوف المنتخب التشيكي المنتظر لهم التألق في المونديال القادم، وروزيسكي هو اللاعب الذي سجل هدف الصعود للتشيك في مباراة الملحق مع المنتخب النرويجي, ويأتي في المركز الثاني بين هدافي المنتخب التشيكي حيث سجل 6 أهداف في التصفيات ويلعب في صفوف بروسيا دورتموند الألماني.
ويدرب الفريق كارل بروكنر الذي تولى مسؤولية تدريب الفريق في عام 2001 بعد المسيرة الناجحة مع منتخب تحت 21 سنة. ويمثل بروكنر الأب الروحي للاعبي الفريق حيث أستطاع أن يجعل منهم منتخب صعب المراس. وهو من أكبر المدربين سنا في المونديال حيث يبلغ عمره 67 عاما .
المنتخب الأمريكي على الرغم من أن كرة القدم ليست اللعبة الشعبية الأولى في أمريكا، وعلى الرغم من أن دوري كرة القدم للمحترفين بدأ حديثا في الولايات المتحدة، إلا أن أمريكا شاركت سبعة مرات في نهائيات كأس العالم.
والطريف أن أفضل إنجاز لها كان في أول مونديال الذي أقيم عام 1930، ونجحت أمريكا يومها في الوصول للدور قبل النهائي, وفي مونديال عام 2002 نجحت الولايات المتحدة أن تحقق ثاني أفضل إنجازاتها عندما وصلت للدور ربع النهائي قبل أن تخسر أمام المنتخب الألماني بهدف مقابل لا شيء في مباراة عانت فيها أمريكا كثيرا من ظلم التحكيم.
وفي مونديال 1994 خرجت أمريكا من الدور الثاني في البطولة التي نظمتها ولكنه كان خروجا منطقيا فقط واجهت البرازيل التي كانت في أفضل حالاتها وخسرت منها بهدف مقابل لا شيء.
وكان أسوء ظهور للمنتخب الأمريكي عندما خرجت من الدور الأول في بطولات 1934 و1950 و1990 و1998.
والمنتخب الأمريكي شارك في تصفيات أمريكا الشمالية والكاريبي، و لعب عشرة مباريات فاز في سبعة وتعادل في واحدة وخسر في اثنتين، وسجل مهاجموه 16 هدف بمتوسط 1.6 هدف في المباراة الواحدة، بينما استقبلت شباكه ستة أهداف, وهداف الفريق هو اللاعب إيدي جونسون الذي سجل ستة أهداف في التصفيات.
ويبدو المنتخب الأمريكي خاليا من النجوم ويعتبر اللاعب لاندون دونوفان من أبرز اللاعبين الأمريكيين حاليا وقد كان محترفا في صفوف نادي باير ليفركوزين الألماني، ويلعب الآن لصالح نادي لوس أنغلوس غالاكسي الأمريكي.
ويدرب الفريق المدرب الوطني بروس أرينا, وهو من أهم المدربين الذين تولوا مهمة تدريب المنتخب الأمريكي على مدار تاريخه فقد نجح في صناعة فريق قوى يعتمد على الجماعية في الأداء. و تولى المهمة عام 2000 وكان للإنجاز التاريخي الذي حققه بالوصول للدور ربع النهائي في المونديال الأسيوي أكبر الأثر في استمراره مع الفريق, وفي قيادته خلال هذا المونديال.
إلا أن مشكلة المنتخب الأمريكي حاليا هو بعده عن مستواه المعروف عنه، حيث لاحظ المراقبين هبوط مستوى أمريكا في المباريات الودية الأخيرة التي لعبها خاصة أمام ألمانيا عندما خسر بأربعة أهداف مقابل لا شيء، وأمام المغرب عندما خسر بهدف مقابل لا شيء. المنتخب الغاني
تخوض غانا النهائيات للمرة الأولى في تاريخها, وبالرغم من أدائها السيئ و المهتز في أمم أفريقيا الماضية إلا أن النجوم السوداء لم تكن في حالتها الطبيعية في تلك البطولة، وذلك لغياب أكثر من نجم عنها وفي مقدمتهم مايكل إيسيان لاعب تشيلسي الإنكليزي وسولي مونتاري علي لاعب أودينيزى الإيطالي، وهذان اللاعبان يشكلان 90% من قوة المنتخب الغاني حسب رأي الخبراء والمتابعين.
وقد خاضت غانا التصفيات ضمن المجموعة الثانية ولعبت عشر مباريات فازت في ستة وتعادلت في ثلاث وخسرت مباراة واحدة، ويعتبر لقاء غانا وجنوب إفريقيا في جوهانسبيرغ والذي إنتهى بفوز غانا بهدفين مقابل لاشئ هو مفتاح التأهل الحقيقي للمنتخب الغاني.
وقد سجل المنتخب الغاني 17 هدفا بمتوسط 1.7 هدف في المباراة الواحدة ودخل مرماه أربعة أهداف فقط وهو ما يدل على قوة الدفاع الغاني.
وتعود قوة الدفاع الغاني إلى وجود واحد من أفضل لاعبي خط الوسط المدافعين في العالم بين صفوفه هو مايكل إيسيان الذي ساهم بقدر كبير في إنجاز التأهل.
كما برز أيضا ستيفان أبيا لاعب فنربخشه التركي والذي سجل 11 هدفا في طول مشاركاته مع المنتخب الغاني, ويقود هجوم المنتخب الغاني اثنين من أخطر اللاعبين هما ماتيو أمواه مهاجم بروسيا دورتموند الألماني وجيان أسامواه مهاجم مودينا الإيطالي.
ويدرب الفريق المدرب الصربي راتومير دوكوفيتش الذي يملك سجلا تدريبيا حافلا في القارة السمراء، فقد قاد رواندا إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية في عام 2004.
وقد تولى دوكوفيتش البالغ من العمر 59 عاما تدريب النجوم السوداء في كانون أول/ ديسمبر عام 2004، خلفاً للبرتغالي ماريانو باريتو.
http://www.aljazeerasport.net/arabic...ticle2918.html
..
الوضع المتطور
