
11/04/2006, 04:09 AM
|
 | زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 08/07/2005 المكان: هناك .. حيث لا أحد
مشاركات: 3,228
| |
ما سر العلاقة المتوترة بين الصحافة الإيطالية والمنتخب ؟ تعتبر العلاقة بين المنتخب الإيطالي والصحافة الإيطالية علاقة استثنائية ومتوترة, وكثيرة هي الشواهد على ذلك, لكن السؤال يبقى ما السر الذي يربط بينهما؟
عندما يفتتح المنتخب الايطالي حملته في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا أمام غانا في 12 يونيو حزيران لن يواجه خصما واحدا بل ثلاثة.
أولا سيتحتم على المنتخب الإيطالي مواجهة 11 لاعبا بالمنتخب الغاني, وبعد ذلك هناك الحكم ومراقبا الخطوط, وكل إيطالي تقريبا يلقي باللوم على الحكم الإكوادوري بايرون مورنيو في خروج منتخب بلادهم من نهائيات كأس العالم عام 2002 بعد الهزيمة أمام كوريا الجنوبية, وأخيرا هناك الخصم من الداخل الصحافة الرياضية.
ويتجسد ولع الإيطاليين بالرياضة في وجود ثلاث صحف رياضية يومية كبيرة هي لا غازيتا ديلو سبورت وكورييري ديلو سبورت وتوتو سبورت التي يتألف كل منها من نحو 30 صفحة يومية, وأكثر من هذا العدد خلال نهائيات كأس العالم, إلا أن ملء هذه الصحف قد يعني أحيانا التسبب في غضب أحد ما.
رأى فرانكو زوكالا أحد أكثر كتاب كرة القدم خبرة في إيطاليا والذي تولى تغطية كل نهائيات كأس العالم منذ عام 1966 وعمل كمعلق تلفزيوني لقناة تلفزيونية وكتب لأكثر من 60 صحيفة بينها لا غازيتا ديلو سبورت, أن جزءا من المشكلة يتمثل في الإشباع فالطلب الكبير للأخبار يعني أن الصحفيين يبدأون بالبحث عن فضيحة.
من جهته, قال المهاجم الإيطالي كريستيان فييري في مؤتمر صحفي أثناء بطولة الأمم الأوروبية عام 2004 وهو يمسك بمقال نشرته صحيفة يزعم وقوع خلاف بينه وبين حارس مرمى المنتخب جيانلويجي بوفون: "ليس لديكم ضمير".
وأضاف زوكالا أنه يعتقد أن العلاقة المتوترة بين الكتاب والمكتوب عنهم تتعلق بشكل كبير بالانتماءات الإقليمية الشرسة في إيطاليا التي تدفع بعض المحررين لإثارة لاعب ضد الآخر, معتبرا أن تمركز الصحافة في ميلانو وروما يجعلها تميل لمساندة اللاعبين من تلك المنطقة, سواء كانوا يلعبون لروما أو لاتسيو أو كانوا يلعبون لفريق شمالي.
وأشار إلى أن مارسيلو ليبي المدير الفني للمنتخب الايطالي تصرف بدهاء عندما ضم مجموعة من اللاعبين من شتى أنحاء البلاد, مضيفا أن كل مدرب يختار أفضل اللاعبين, ولكن ليبي اختار تشكيل فريقه من شتى أنحاء البلاد, حيث أن هناك لاعبون من الشمال وآخرون من باليرمو وعدد من روما مثل فرانشيسكو توتي
ودانييلي دي روسي.
ولكن يمكن أن ينظر للقضية من وجهة نظر مختلفة, فهل يفضل الإيطاليون كرة القدم عندما تكون مطعمة بالكثير من الجدل؟
أحد أشهر البرنامج تلفزيونية التي تتناول كرة القدم هو برنامج ( محاكمة بيسكاردي ), وهو بمثابة محكمة غير معتمدة تتألف أساسا من الصحفيين والمدعى عليهم الغائبون دائما وهم اللاعبون والمدربون والحكام ورؤساء الأندية ومسؤولو كرة القدم وكل من فشل في رصد تسلل أو دفع بلاعب غير مناسب في التشكيل
أو لم يتقن في لعبه.
ويبدأ النقاش هادئا ولكنه ينتهي بمقاطعة المتحدثين لبعضهم البعض وكثيرا ما يصرخون في وجه بعضهم البعض.
ومن أول من استهدفهم البرنامج المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي إينزو بيرزوت الذي أصبح هدفا للانتقادات بسبب رفضه ضم هداف دوري الدرجة الأولى آنذاك روبرتو بروزو لاعب فريق روما لتشكيل المنتخب في نهائيات كأس العالم عام 1982.
وبعد أن واجه انتقادات متزايدة في أعقاب بداية ضعيفة في كأس العالم آنذاك طالب بيرزوت لاعبيه بعدم التحدث مع وسائل الإعلام, وانتهت البطولة بفوز إيطاليا على ألمانيا الغربية في الدور النهائي, لكن انقطاع البث التلفزيوني أثناء أفضل ساعة لعبها المنتخب الإيطالي في المباراة ترك مرارة ترفض أن تتلاشى حتى اليوم.
وقال زوكالا: "كما تلاحظون لا نرى كثيرا من يتحدث عن بيرزوت".
أما أريغو ساكي المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي فشعر بالغضب أيضا بعد أن كشفت الصحافة عن تفاصيل راتبه, في حين سخرت الصحافة الإيطالية من جيوفاني تراباتوني المدير الفني للمنتخب قبل ليبي لأنه أخذ معه قنينة من الماء المقدس في نهائيات كأس العالم عام 2002 التي استضافتها كوريا الجنوبية واليابان.
وباستثناء انفجاره في وجه أحد مصوري قناة ارايهاي التلفزيونية أثناء تصفيات كأس العالم ووصفه له ( بالأبله ) يحتفظ ليبي بهدوئه غير أن الضغط الناجم عن اقتراب نهائيات كأس العالم قد يكون الاختبار الحاسم
لهدوئه.
وقال زوكالا عن ليبي إنه قاد المنتخب الوطني لكأس العالم وفاز على هولندا وألمانيا, ولا يمكن أن يحقق أفضل من ذلك.
ولكن من المرجح أن يبدأ النقد عندما يعلن تشكيل فريقه سيتساءل أحد لماذا لم يضم كريستيان بانوتشي من روما أو ماسيمو أودو من لاتسيو, وإذا لم تفز ايطاليا على غانا في أولى مباريات كأس العالم ستبدأ المذبحة,
واعتبر أن هناك مثلا قديما يقول "إذا كانت ملابسك رثة فسيعضك الكلب", وأضاف: " طالما استمر في الفوز ستسير الأمور على ما يرام ولكن بمجرد أن تهزم إيطاليا ستتعالى أصوات تعتقد أن اللاعبين يمكنهم تحمل النقد نوعا ما, ولكنهم مثل أي أحد آخر إذا استمرت الصحافة في نقدهم فسيؤثر ذلك عليهم في النهاية.  |