هلو مية هلو للجميع..............
لمفردة مؤامرة معانٍ شتى استهلك الإعلام جُلها , فحرية الفكر مؤامرة , والاستماع للرأي الآخر مؤامرة , بل بات النقاش والمؤامرة وجهان لعملة واحدة في زمن شح فيه إعمال الحوار واحتواء الرأي الأخر ...
لكن أن نُقحم هذا المصطلح في قاموسنا الرياضي فنجعل منه مهاجماً يسجل بكل اتقان ومهارة ومدافعاً يذود عن حمى مرماه بكل حماس وبسالة ومدرباً يتكتك بفن وشطارة فهذا امرُ لا تقبله العقول السليمة ..
تابعت - كما تابع غيري - التحليل الرياضي لمباراة منتخبنا الأخيرة على القناة الأولى , ولقد أعجبني الاستاذ أحمد المصيبيح ببساطة طرحة وعفوية إلقاءه وواقعية أراءه , فكان تحليلاُ أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه موضوعي ومنطقي ....
ولأن دوام الحال من المحال , لم تدم تلك المنطقية والواقعية طويلاً , فكان أن تحول ذاك الإعجاب إلى حيرة ما أن تلفظ المصيبيح بكلمة مؤامرة ....
عن نفسي , احترم المصيبيح كثيراً لأنه يحترمني كمتلقي فلا يسفه عقلي كما يفعل الاخرون - مثل شلة شفطة وكلمتين وكلمة وشفطتين - فلقد حباه المولى جل وعلى ملكات إعلامية جعلت منه عملاقاً في زمن الأقزام , وما موقفه من التصريحات النصراوية العنترية إبان بطولة النخبة إلا دليلاً على تفرده على اقرانه ... بيد أن التعبير خانه فنبست شفتاه بمصطلح المؤامرة ... ولكنها مؤامرة مكذوبة لم يرها سواه ولم يحسها غيره ....
فلا المؤامرة كبلت اقدام الدوخي وعبدالغني فغدو كمن يجرجر أرتالاً من الرمل ......
ولا هي التي زجت بالصقري في مكان اضاع خريطته مذ ان اصبح اتحادياً ......
ولا هي التي سمحت لدائي بجندلة خليل في الهدف الثاني ....
لم تقم المؤامرة بفتح ملعبنا على مصراعيه ليعبث بنا من جعلنا منهم غربان صامتة لعقدين كاملين ....
لم تزر المؤامرة مكتب العمل والعمال لتأليب الرأي العام وأثارة البلبة والفُرقة ....

أخطاء الحكم وظلمنا .. لا جدال في ذلك ... جند الإعلام الإيراني قواه لمواجهة منتخبنا .... حق مشروع لهم ولا تثريب عليهم ..... هتفت مائة وعشرين ألف حنجرة في ملعب آزادي .... سمعناهم في الرياض ...... احترق باصُنا ..... صورتهم الرياض ..
أما أن نقحم المدام مؤامرة في هزيمتنا لنعلق عليها أخطائنا ... فهذا ديدن الحمقى ...
إنها مؤامرة الجهل عندما يمسك بزمام الامور ويلغي دور العقل .....
إنها مؤامرة الخزعبلات حين تأخذ الوصاية الإعلامية مكان الاستقلالية لتضرب بعرض الحائط كل من ينتمي إلى امبراطورية الفكر ....
إنها المقامرة بآمال جمهور فُرضت عليه وصاية إعلامية متصابية .....
التقيت ذات ليلية بالمدام مؤامرة فعرفت أن خيوطها لا تُحاك الإ ضد الاقوياء !!! والاقوياء فقط !!!!
فعذراً للمداممؤامرة حين قامر بها من أراد البُرء من جروح غائرة ....
أما لماذا خسرنا وكيف فازوا فتلك نقاط الخصها كما يلي :

1- أصحيحٌ أننا بحاجة لمدرب عالمي في هذه المرحلة بالذات ؟
أنجلُبُ مدرباً عالمياً لننازل منتخبات نازلناها مراراً وتكراراً وسنُنازلها إلى أن تصبح العراق اوروبية , والبحرين اسكندنافية , وإيران تابعة للقرن الأفريقي , بينما تنعم تايلند في ربوع أمريكا الجنوبية !!!!!!!!
أنجلُبُ مدرباً ليُنظر علينا فلسفته ( كتغيير أدمغة اللاعبين مثلاً ) المندثرة ليغرق ويُغرقُنا !! أما كان للجوهر ان يستمر إلى أن نتأهل لكأس العالم فيكون لكل مقام مقال !! ثم كيف نعسكر في ماليزيا لنلاعب تايلند ( ولا اقول كوريا الجنوبية ) ثم نعود للطائف لنلاعب البحرين في الرياض !! الم أقل إنها المقامرة بآمال الجماهير.
إن المتأمل في قرار سانطراش الأول ليشم رائحة الإفلاس التدريبي , فلقد أصر ( وقد يكون ألح ) على ظم 45 لاعباً بحجة أن البقاء للأصلح ؟ يظم النزهان والقهوجي والحلوي والجهوي ( والسكري والبرحي ) ليثبت ان البقاء للأصلح ؟؟؟ فأي صلاح سيبقيه هؤلاء وأي بقاء سيصلحونه ؟؟؟؟ اما كان الاجدر به ظم 22 لاعباً وتدريبهم تكتيكاته الجهنمية بدلاً من الطنطنه بمداء the survive of the fittest .... وما خفي كان أعظم , فلقد ترك سانظراش جميع الفنون العربية الاصيلة وأتقن فن إلقاء المسؤولية
فها هو يحمل اللاعبين سبب الخسارة أماقطر .... ثم تنتفخ اوداجه فرحاً بالفوز وبهدف يتيم على من اتخمنا شباكهم بـ 6 اهداف العام الماضي ... فأي فن أتقنت يا سانطراش ...

2- أن يُمجد الإعلام الرياضي منتخب بلاده تارة ويقسو عليه تارة فهذا وارد .....
أن يُحذر الإعلام من مدرب ثبت فشله في الاعداد قبل خوض غمار التصفيات فهذه مسئوليته
أن يتلمس الإعلام مكامن الضعف والقوة لدى الاخرين قبل أن تقع الفأٍس بالرأس ويشبع الكل من الكعكة إلا نحن فهذا واجب عليه ...
أما ان يسفه الإعلام من عقول الجماهير ويفرض عليهم وصاية الاقزام فهذا ما لا نقبل به !!!!!!!!
" .. قِفوا مع المنتخب .... آزروا المنتخب .. ابذلوا الغاي والنفيس من أجل المنتخب ... ادهنوا صدوركم وحناجركم بزيت الزيتون حتى لا تذهب حبالكم الصوتية اثناء التشجيع .... إياكم وشرب اللبن كي لا تناموا علينا في المدرجات .."
تلك شعارات حفظنها منذ أن كان سعود جاسم يغرد وحيداً في هجوم المنتخب بينما عيسى حمدان يجرجر قدمية في وسط الملعب!!!!!!!!!
عندما تحسون بنا فطالبونا بالحضور .... اما غير ذلك فلا .....

3- حين ولج مرمانا الهدف الإيراني الثاني , دبت المعنويات في نفوس الاشاوس واستشرت الحماسة في صدور الابطال , ولكن ذلك كان بعد خراب مالطا! فلا بكاء يجدي ولا شكوى تفيد .. ثم يطل علينا معلقنا الفاضل مستبشراً بعودة الحماس للاعبين مطالباً الجمهور بالفخر والاعتزاز ولسان حاله يقول :
ورِثنا المجد قد علست معد
نُطاعن دونه حتى يبينا
وما سمع حناجرنا تأن قائلة :
أأذكر الجهد والبلوى التي نزلت
أم قد كفاني الذي بُلغت من خبري
أنفتخر بأن نور ضيع لعب 90 دقيقة ولم ينل كرتاً اصفراً !
أنرفع الرؤوس بأن عبيد قد نسي " كرت الاهداف الممغنط " في الرياض !
أنستبشر بلياقة سامي التى هُدرت بلا فائدة بينما ملفات الاتحاد السعودي ما زالت تطلق على السويد " لاعب كرة قدم مع وقف التنفيذ "!!!!!!!!
ما لكم كيف تحكمون !!
نتفاعل مع المنتخب حين يلعب ليفوز فيخسر خسارة الشرفاء , لا أن ندس الروؤس في التراب كالنعام ونقول مؤامرة !
نتفاعل مع المنتخب حين يؤدي كل لاعب ما عليه فنياً ثم تهزمه صافرة ظالمة أو جو سئ !
نتفاعل مع المنتخب حين يحترمنا ويوقرنا باداء جيد دون إثارة للغة " الحماسة "
نتفاعل مع المنتخب حين يكون صناع القرار مع المنتخب في كل وقت وفي كل حين !
لا أن يعتذر احدهم من مرافقة البعثة لرئاسة دورة ما زالت تحبو على اقدامها!
فيما عدا ذلك , فسيلقون منا العتب حين يخطؤن والمدح والعرفان عندما يحسنون دون النظر لنتائج وقتية ولمصالح زائلة !
سنعاتب بما تملية علينا ظمائرنا وبالطريقة المُثلى ...
ولن نتعدى حدود الادب الرياضي ..
هذا إن عرف إعلامنا أن تعلم الادب الرياضي أهم من اتقان كرة القدم ..
تلك الآداب التي حفظنها قبل أن يأتي أحد وينصب نفسه وصياً لعقولنا النيرة..
تلك العقول التي ترفظ الوصاية الإعلامية العمياء ...

يعرُبيــــــــــــــــــــــــــــــــــــات

* ثمة تشابه كبير بين لفظة المؤامرة التي اطقلها المصيبيح وبين عنوان جريدة الرياض في تحليل المباراة من الغد , اليكم العنوان والحكم لكم :
مؤامرة تحكيمية تجهز على المنتخب في إيران " !!!!!! لنحسن الظن بالجميع ونقول إنها telepathy (توارد الافكار)!!!!!!!!!!!

* لم نرجم اللاعبين بالطماطم كما يفعل الجمهور البرازيلي عند كل خسارة للبرازيل , ولم نكسر المحلات التجارية ونجعل من المرافق العامة اثراً بعد عين كما يفعل الجمهور الانكليزي , ولم نقتل مدافعاً كما فعلت الجماهير الكولومبية , ومع ذلك كنا السبب الاول والمباشر في هزيمة منتخبنا امام البحرين ( هكذا قالها البكر اثناء لقاؤه في كل الرياظة )! غريبة ! من سمع كلام البكر ولم يشاهد المباراة لظن أن من جمهور الدرجة الثانية لعب مهاجماً بينما تكفل جمهور الدرجة الأولى بالمهام الدفاعية في الوقت الذي كان جمهور الدرجة الممتازة يلعب دور المدرب ! في أي عرف رياظي هذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


* نرجسية آل الشيخ في كتاباته عرتها الكاميرا من حيث لا يدري , أما أن الاوان لهذا أن ينزل من برجه العاجي !

* ( محمد نور , السويد , مرزوق , ) امثلة صارخة على ان كرة القدم لا تُكتسب ! بل هي موهبة يعطيها المولى من يشاء ! والتأريخ سينصفني ...!

* ارجو أن لا يشارك الشلهوب اطلاقاً !!!!! امنية يفسرها العارفون فقط بخبايا اصابة امل الهلال ! فلا تعيدو لنا ذكرى التخيفي ارجوكم !!!!!!!!1

* كلما رأيت ( نور والواكد ) وهما يشخبطان في وسط الميدان تذكرت خميس العويران وكيف كان يلعب بصمت حتى يكاد لا يُرى !!!!

* جمهور عاطفي : مصطلح لم أجد له معناً سوى في معجم ( صحافة الوصاية ) !

* يبقى محمد البكر وأحمد المصيبيح علامان يرفرفان فوق هاماتنا...
those who are mistakelss do not work at all


عذراً للاطاله..........