ولد الديرة: أعتذر... لم أقصد الإساءة لأي قبيلة وأؤكد حبي وتقديري للصلب فهم أصدقائي وزملائي
اقتحم اول من امس العشرات من قبيلة الصلبة مبنى وزارة الإعلام في السالمية، احتجاجاً على جملة وردت على لسان الفنان ولد الديرة في برنامج «قرقيعان» الذي تبثه قناة «الراي». وحاول مسؤولو القناة والأمن والشرطة عبثاً تهدئة المقتحمين والتأكيد بأن ما ورد لم يقصد به الاساءة وهو عبارة عن دعابة بريئة، اضافة الى الاستعداد للتوضيح والاعتذار في حال فهم الموضوع على انه اساءة. وأوضح مدير أمن حولي العميد محمود الدوسري للمحتجين ان ما يقومون به هو خروج على القانون، وان اتفاقاً تم لتسوية الأمور بما يحفظ كرامة الجميع، وان على الجميع الالتزام بما اتفق عليه، اما اذا اراد احد التعبير عن رأيه فليعبر بشكل متحضر وعبر الوسائل القانونية المتاحة، كذلك اكد مسؤولو القناة للمحتجين ان فريق برنامج «قرقيعان» معروف بمحبته واحترامه لجميع الكويتيين، وان اعتذارا سيصدر من ولد الديرة في وسائل الإعلام وتلفزيون «الراي». الا ان كل الجهود باءت بالفشل ودخلت الحشود الى المبنى واعمل فيه بعضهم تخريباً ولم يسلم حتى عدد من رجال الأمن من الاعتداءات وهم يحاولون ثني المقتحمين عن التكسير، الأمر الذي أدى الى استدعاء القوات الخاصة,واعتقلت قوات الأمن عدداً من الذين قادوا عمليات التخريب والاعتداء. واصدر الفنان ولد الديرة بياناً جاء فيه «ان ما ذكره في حلقة قرقيعان والتي تحمل عنوان «حلوم وعلوم» لا يدخل ضمن الإساءة لأي قبيلة». واضاف ولد الديرة «اذا ما فهم من كلامي أنني اسيء لأي قبيلة فإنني اعتذر عن هذا الشيء ولكن اؤكد لكم بأنني اكن كل احترام وتقدير لكل القبائل، فمنهم اخواني واصدقائي واحبائي ولا يمكن ان افكر في أي لحظة للإساءة لهم او لقبائلهم». واكد ولد الديرة «ان ما ذكرته في الحلقة كان مجرد مداعبة بريئة ولم اكن أقصد الاساءة فيها لأي قبيلة او اي شخص او التجريح به». وختم: «أؤكد حبي وتقديري لكل القبائل وخاصة قبيلة الصلبة فمنهم اصدقائي وزملائي ولا يمكن ان افكر بالإساءة لهم ولقبيلتهم العريقة وإنني على يقين بتفهمهم لدور الفنان وحب الجمهور له وحب الفنان لجمهوره العزيز».
متابعة رضا الفخراني: تجمهر تحول اقتحاماً. متجمهرون من قبيلة «الصلبة»، معترضون على ما ورد على لسان ولد الديرة في أثناء تقديمه حلقة من برنامج «قرقيعان 3» أول من أمس، حولوا تجمهرهم الذي بدأ أمام مسرح الرشود في حولي الى اقتحام لمبنى وزارة الاعلام في السالمية. ولد الديرة الذي لم يكن موجودا في المسرح، حيث كان مقرراً لتأدية بروفة لاحدى مسرحيات العيد، دفع بالمنتج محمد الرشود الى الخروج والتحدث الى المتجمهرين وتهدئة خواطرهم. المتجمهرون سرعان ما غادروا حولي واتجهوا قاصدين مبنى وزارة الاعلام في السالمية - حيث قناة «الراي» التي تبث «قرقيعان» وتتخذ من المبنى مقراً موقتاً. وصلوا قرابة الحادية عشرة ليلا، وأخذ عددهم في التزايد حتى وصلوا قرابة خمسمئة شخص. رجال الأمن المولجون بتأمين المكان استعانوا بالعمليات حيث حضر مدير أمن حولي العميد محمود الدوسري ومساعده العميد محمد عبدالفتاح، وأخذ العميد الدوسري يتحدث الى المتجمهرين ويعدهم بأن المسؤول عن البرنامج سيقدم ايضاحات واعتذاراً عما اعتبره المتجمهرون اساءة لا يقصدها أحد تجاههم. وكادت الامور ان تحل ضمن هذا الاطار خصوصا ان العديد من المتجمهرين أخذ يصفق لبادرة العميد الدوسري، لكن ما حال دون ذلك وبعد قرابة ساعتين والنصف من التجمهر والحوار قام بعض المتحمسين بدفع الباب الحديد لمبنى وزارة الاعلام في السالمية وكسره واقتحامه وتجمهروا في داخل باحة مواقف السيارات، ومن ثم تناول العميد الدوسري الميكروفون مجددا لطمأنتهم والطلب إليهم بإخلاء المبنى الحكومي الذي اقتحموا باحته، إلا ان بعض الرؤوس الحامية لم تدرك ما قاله ويعنيه رجل أمن وما ينتج من مغبة ذلك. وخلال المراحل الأولية للتجمهر خرج الزميل جاسم حمادي من المبنى وطلب إليهم ان يختاروا عشرة اشخاص وليتفضلوا الى الداخل لمناقشة الموضوع بهدوء وروية في وقت كانوا بدأوا فيه برمي الحجارة على المبنى، وفعلا صعد حوالي عشرين شخصا وأخذ كل منهم يدلي برأيه أمام الزميل حمادي على أساس ان الأمر سيسوى وينفض التجمهر ويصلهم حقهم نتيجة الكلمة التي نطق بها ولد الديرة خلال حلقة البرنامج, لكن اجتماعات الطابق العلوي مع حمادي أفشلها قيام بعض الغاضبين من المتجمهرين بالتعدي على رجل أمن لدى خروجه من المبنى الأمر الذي كان بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل المواجهة عندما قام رجال الشرطة بمحاولة انقاذ زميلهم، من بين أيدي الغاضبين، ولكن رجال الشرطة طالهم من الاعتداء الغاضب ما طالهم. ونسي هؤلاء ما كان نبههم إليه العميد الدوسري وعاجلوا كلامه باقتحام مبنى وزارة الاعلام مسلحين بالعجرات (العصي) وقضبان الحديد وراحوا يكسرون كل ما طالته أيديهم بدءاً من الباب الزجاجي الخارجي الى الطاولات والمعدات والاجهزة وطاردوا رجال الأمن المكلفين بحراسة المبنى وتطاولوا على رجال الشرطة وأحدثوا بهم بعض الاصابات، ثم وصل الغاضبون الى المسرح ثم راحوا يقذفون كل ما أبصرته أعينهم تكسيراً وتحطيماً وإلحاق أضرار جسيمة في المبنى ومحتوياته، علاوة على الشيء الأهم وهو تسببهم في إلحاق بعض الاصابات برجال الشرطة. ولم ينفض الأمر عند هذا الحد ويتم اخلاء مبنى وزارة الاعلام إلا عندما تمت الاستعانة برجال القوات الخاصة الذين حضروا وطوقوا المكان وقاموا بمهامهم في وقت تولى فيه رجال مباحث حولي إلقاء القبض على الضالعين في اقتحام المبنى الحكومي وسوقهم الى المخفر. سيارات الاسعاف التي تواجدت في المكان تولت نقل المصابين الى المستشفيات من رجال الشرطة وهم الرقيب أول ثامر سطام من مرور حولي ويوسف السعيد (دوريات مرور حولي) والرقيب ثامر عيادة من دوريات نجدة حولي اضافة الى مصور وصحافي. ولم تسلم دورية نجدة من أيدي الغاضبين إذ قاموا بإلحاق الاضرار بها. وتنادى رجال المباحث والأمن الى التعليمات التي عممها وكيل وزارة الداخلية الفريق ناصر العثمان الذي كان حاضراً في موقع الحدث الى تعقب كل من أقدم على المشاركة في اقتحام مبنى وزارة الاعلام في السالمية والاعتداء على رجال الأمن والعاملين في تلفزيون «الراي» حيث عمموا على المستشفيات والمراكز الصحية ضرورة الابلاغ عن أي شخص مصاب بجروح للتأكد من هويته وابلاغ الجهات الأمنية لمعرفة ما إذا كان مشاركا بحادثة الشغب، علما بأن بعض الاصابات لحقت بمقتحمي المبنى جراء تدافعهم واستخدام آلات حادة.
ولد الديرة: مداعبة بريئة لم أقصد الإساءة فيها لأي قبيلة
قال الفنان ولد الديرة «بأن ما ذكره في حلقة قرقيعان والتي تحمل عنوان «حلوم وعلوم» لا يدخل ضمن الإساءة لأي قبيلة». واضاف ولد الديرة «اذا ما فهم من كلامي أنني أسيء لأي قبيلة فإنني أعتذر عن هذا الشيء ولكن اؤكد لكم بأنني اكِن كل احترام وتقدير لكل القبائل، فمنهم اخواني واصدقائي واحبائي ولا يمكن ان افكر في اي لحظة للإساءة لهم او لقبائلهم». وأكد ولد الديرة «ان ما ذكرته في الحلقة كان مجرد مداعبة بريئة ولم اكن اقصد الإساءة فيها لأي قبيلة أو أي شخص أو التجريح به». وختم ولد الديرة تصريحه «أؤكد حبي وتقديري لكل القبائل وخاصة قبيلة الصلبة فمنهم اصدقائي وزملائي ولا يمكن ان افكر بالاساءة لهم ولقبيلتهم العريقة وانني على يقين بتفهمهم لدور الفنان وحب الجمهور له وحب الفنان لجمهوره العزيز».
أمنيون حضروا
حضر إلى موقع الحدث وكيل وزارة الداخلية الفريق ناصر العثمان، والوكيل المساعد لشؤون الأمن العام اللواء مساعد الغوينم، والوكيل المساعد لشؤون الأمن الخاص اللواء مساعد المشعان، ومدير أمن حولي العميد محمود الدوسري، ومدير ادارة الدوريات العميد خليل الشمالي، وقائد منطقة السالمية العقيد حبيب غلوم، وقائد منطقة حولي العقيد مكي المتروك ومساعد مدير مباحث حولي العقيد صالح الغنام، والرائد فرز الديحاني، والملازم أول عبدالعزيز المطوع، والملازم أول عمار ثابت المهنا, ومن مخفر ميدان حولي الرقيب خالد العتيبي.
قبلة اعتذار وأسف
تلقى الزميل جاسم حمادي الذي أدار دفة المفاوضات غير الأمنية مع من تم اختيارهم لتمثيل المتجمهرين، تلقى قبلة بعد انفضاض اقتحام المبنى عندما جاءه رئيس وفد المتجمهرين علي الجردي وأرفق القبلة بكلمات اعتذار تأسف خلالها على ما حصل واعتبر قيام بعض المتجمهرين بأعمال تكسير مرافق القناة امرا غير مسؤول وغير مقبول على الاطلاق «واننا جئنا للمطالبة بما نعتبره حقاً لنا فخرجنا محقوقين».
الفريق العثمان: ما حدث مخالف لقانون التجمهر
أمر وكيل وزارة الداخلية الفريق ناصر العثمان القيادات الأمنية التي كانت متواجدة بضرورة حفظ النظام واعادة الأمر إلى طبيعته. وقال الفريق العثمان لدى حضوره لمواكبة ما يحصل: «يجب عليكم كقيادات أمنية تحمل مسؤوليتكم كل حسب اختصاصه»، وأمر بسرعة انهاء التجمهر واحالة من يثبت قيامه بأي أعمال مخالفة للقانون الى الجهات المختصة لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقه. واستنكر الفريق العثمان خلال حديثه الى القيادات الأمنية وممثلي المتجمهرين الاسلوب غير الحضاري في التعبير عن وجهة نظرهم، معتبراً ما حصل مخالفاً لقانون التجمهر المعمول به في الكويت. ودعا العثمان الجميع الى ضبط النفس وأشاد بالنهج الراقي الذي اتبعه القائمون على قناة «الراي» في احتواء الأزمة وانهائها بأقل الخسائر الممكنة.
دمتم سالمين
الوضع العادي
