09/09/2005, 07:34 AM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 05/07/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 5,074
| |
|
رسالة إلى أمي ،،،
[align=center]
عندما كانت أشعة الشمس تفتت ما تبقى من ظلام بعد فجر هذا اليوم بأمر من خلقني سبحانه ، كنت أنا غارقاً في أرشيف أوراقي قديمها و الجديد ، تلك الأوراق و أنا أقرأ صفحاتها كأنما أقرأ صفحات سنيني الماضية فهي تمثل أحداث حياتي مكتوبة على ورق ، نفسها الأحداث و لكنها حبر على ورق .
لا أدري لماذا قررت فجأةً أن أختار إحدى أوراقي و أكتب ما احتوته من سطور في مشاركة لي ؟!
ربما لأنني اعتدت كلماتكم الرائعة و التي لا تبخلون بها أبداً علي ؟! فوجدتها وسيلة لاستحقاق تلك الكلمات و إن خرجت مجاملة ليس إلا ، و ربما لأذكر من والديه ما زالوا أحياءً أو أحدهما بأن يقدم ما يمنع ندمه بعد مماتهما بعد عمر مديد بإذن الله .
حقيقةً لا أدري و لكن هي الآن أمامكم ، و هي تمثل رسالة إلى أمي بعد وفاة أبي عليه رحمة الله .
==================================
رسالة إلى أمي
أمي عظم الله أجرك ، أمي أحسن الله عزاءك ، أمي جبر الله مصابك ..
أماه قد عزيتك في زوجك و رفيق دربك ، فكيف في أبي أعزيك ؟!
أمي كان لبيتنا ركنان ، انهد أحدهما و بقي الآخر و زاد الحمل عليه .
أمي نعلم أنه إن كان الركن الآخر قوي و صلب فسيصمد ! و إلا فإنه سيسقط و سيسقط بيتنا ؟!
أماه أتينا لنساندك و ندعمك فأنت الركن الذي نعتمد عليه بعد الله و لكن وجدناك أقوى من أن تحتاجين للدعم ، فاكتشفنا أن الضعف بنا ، علمنا أنك جبل راسٍ أقوى من أن تهزه رياح المصائب ، و لا تزعزعه أمواج الحوادث - بإذن الله - ، مؤمنة بالله ، واثقة به ، صابرة مسترجعة ، فعسى الجنة جزاءك .
أماه كانت هناك أربع أيد تمتد كل ليلة فتدعو لنا فأصبحت اثنتان ، هما يداك اللتان طبختي بهما لنأكل ، هما يداك اللتان غسلتي بهما لنلبس ، هما يداك اللتان شقيتا لنرتاح ، هما يداك جعلت و ما أملك فداءهما .
أمي إن كان لي من طلب عندك فهو عوضينا عن يدين كانتا تمتد في ظلام الليل و سكونه تسأل الله لنا التوفيق ، تلك اليدان اللتان لن نراهما إلا في الجنة إن شاء الله ، تلك اليدان اللتان احتضنتا الشوك و ارتاحت له ليداعبنا الورد فنتضايق منه ، كيف لا و أنت يا أماه حفظك الله مع أبي رحمه الله تكدحون النهار كله لتسترخصون الدنيا و ما فيها من أجلنا ، ثم إذا ما أسدل الليل أستاره و غطانا بظلامه و أتى وقت الراحة و الدعة لمن انشغل و اشتغل طول النهار فإذا بكما تستقبلان قبلتكما و الماء يقطر من أعضائكما ليبلل مكان صلاتكما و ليختلط بدموع عيونكما ، ترفعان أياديكما لتدعوان لنا ، فعسى الجنة من ربي جزاءكما .
أماه هل ستحققين طلبي و تعوضيننا ؟! أماه إن كانت إجابتك تعتمد على ما قدمنا و عملنا فوالله قد خبنا و خسرنا ، لأننا أعلم الناس بتقصيرنا و إهمالنا ، و لكن و كما عودتنا يا أماه ، نثق بأنك ستفعلين بغض النظر عن فعلنا ، فأنت من تجودين إذا بخلنا و أنت من تعطين إذا أمسكنا و أنت من بين كل الخلائق ملاذنا و أنت من نقصده إذا ما زادت همومنا و بكلمات منك نشحذ هممنا ، أنت ناسنا إن تخلى الناس عنا و أنت ركننا إن اهتزت أركاننا و أنت الدليل إن ضيعنا طريقنا و أنت الهدوء إن ضجت دنيانا و منك نرتوي إذا عطشنا و أنت .... و أنت .... و أنت .... ؟!
أتعلمين ?! أنت فقط أمنا .
=======================================
اللهم ارحم أبي و جميع موتى المسلمين ، اللهم اجمعنا بهم في مستقر رحمتك إنك على كل شيء قدير .[/align]
اخر تعديل كان بواسطة » abu_riman في يوم » 09/09/2005 عند الساعة » 08:50 PM |
الوضع الشجري
