هذي رسالة وصلتني عبر الإيميل وحبيت أفيدكم فيها
(اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)
ما أسرع مرور الأيام أيها الإخوة، فبالأمس القريب ودعنا شهر رمضان المبارك، و هانحن الآن على مقربة منه،
ولا يفصلنا عنه سوى شهر شعبان، ولنا مع هذا الشهر عدة وقفات:
الوقفة الأولى: الحرص على الإكثار من الصيام في هذا الشهر.
فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لايفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكملصيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه فيشعبان) رواه البخاري.
وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصومشعبان.قال: (ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفعفيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) رواه المنذري.
و هذا الحديث يتضمن معنيين مهمين:
1. أن شهر شعبان شهر يغفل الناس عنه؛ لكونه بين شهرين عظيمين، وهما الشهر الحرام رجب، وشهر الصيام رمضان، فاشتغل الناس بهما عنه، وبعض الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان؛ لأن رجب شهر محرم، وهذا ليس بصحيح، فإن صيام شعبان أفضل من صيام رجب للأحاديث المتقدمة.
وفي الحديث دلالة على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة؛ لأن ذلك يكون أخفى للعمل وأقرب إلى الإخلاص.
2. أن الأعمال ترفع وتعرض فيه على رب العالمين.
و من فوائد الصيام في شهر شعبان أنه يكون كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضانعلى مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط.
الوقفة الثانية: من البدع التي أحدثها بعض الناس، بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومهابالصيام، وليلتها بالقيام.
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- : ليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها (أي ليلة النصف من شعبان) أحاديث ضعيفة، لا يجوزالاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها، فكله موضوع كما نبه على ذلك كثيرمن أهل العلم.
الوضع العادي
