فهد رجل غير حياة امه - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

ابو زيد الهلالي 9 · #1 03/08/2005, 03:49 PM

لعلني لست الوحيد من الجيل الذي عاصر الفهد عندما اصبح وليا للعهد في عهد الملك خالد يرحمة الله . تولي هذا الرجل العظيم مقاليد الامور وبدات عجلة التمنيه تدور بل تسارع في الدوران . عندما كنا طلاب في الجامعه ومعظمنا اتي من قري ومن عائلات محدودة الدخل . كان امامنا فرص للكسب والعمل يحلم بها الملايين من الشباب في جيلنا في معظم البلدان . وكانت المغريات ضخمة لكل طالب ليترك مقاعد الدراسه ويعمل في تلك الفرص التي كنا نعتقد انها لن تتكرر . نعم احد زملائي عمل سائق شاحنه وكان دخله يتجاوز خمسة عشر الف ريال شهريا . بينما كانت مكافاءة الجامعه ثلاثمائه وثلاثون ريال .وكنا نعاني من فقر متواصل نتيجة طيش الشباب وعدم تنظيم المصاريف . وفجاءة كان الفهد في لقاء مفتوح في احدي اللقاءات . واعلن مضاعفة المكافاءة لطلاب الجامعات الي ثلاث مرات لتصل الي الف وخمسون ريال .في حينها لم ندرك لماذا . واعتقدنا كطلاب جامعه يعتقدون انفسهم فلاسفه ان القرار ارتجالي ورد فعل غير مدروسه . ولكن بعد تخرجنا ادركنا بعد نظر الرجل . وحرصه علي ان يبقي الطلاب في مقاعد الدراسه . وعدم الهروب للعمل كسائقي قلابي كزميلنا الذي كنا نكرر قصته في مجالسنا المسائيه ونجاحه الباهر والفلوس التي نرها بين يديه .

كان الفهد رجل ذو بعد نظر استرتيجي .ينظر الي وطنه ليس اليوم بل كيف يكون بعد عشرون عام .
للفهد ايادي بيضاء كثره . ولكن دعمه للتعليم وبناء الانسان السعودي اكبر نجاح حققه لبلده .
عندما كنا في الجامعه .جميع مدراء الشركات والبنوك والمستشفيات هم من غير السعوديين .بل معظم العاملين في الاجهزه الحكوميه غير سعوديين . تصورا لو لم يكن هذا الرجل ذو بعد نظر فكيف نكون اليوم .
ان اهم استثمار للفهد هو استثماره في ابناء الوطن . الذين تعلموا واقبلوا يحملون بناء الوطن بايديهم وعقولهم .
في السبعينيات .كانت النظره للانسان السعودي . عباره عن شخص نصف متعلم يملك المال . ولكن نطاق تفكيره محدود نتيجة لمحدودية التعليم .وكان معظم التجار والسياح السعوديين يعانون من عقدة نقص العلم واللغه .
اليوم وبكل فخر السعودي من افضل الخامات الانسانيه التي تعمل وتعلم عن دراية وتجربه . فانقلبت الصوره للشخص البسيط الي شخص اجبر الاخرين علي احترامه في جميع دول العالم .

كل هذا بفضل الله وفضل باني مسيرة الامه فهد بن عبد العزيز طيب الله ثراه .