رثاء خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز
قلت حقا ما بالحياة بقاءُ
ولًكُلّ مع الفراق لقاءُ
ما فراق إلا وفيه شجوني
وأنين به البكاء نداءُ
يا رحيلا منه القلوب تباكتْ
أنت حق والكل فيك سواءُ
كل نفس لها من البعد كأسي
طَيّبُ الكأسً من بكته السماء
قَصُرَ العمر أَو تطاول دهراً
فله البعد والفناء خًباءُ
كل حيّ بكى سيبكي عليه
ولَكُل بعد الرحيل عزاء
نرتجي والرجاء في كل شيء
ما عدا الموت ليس فيه رجاء
حين يدنو من المنية أمري
يقف الداءُ دونه والدواءُ
ويراه كل ابن أنثى وحيدا
لا رجال يرونه أو نساءُ
كل شاكي من العياء تشافى
لا يرد القضاء عنه الشفاء
يُغْلبُ الداء بالدواء ولكن
يَغْلَبُ الداءَ والدواءَ القضاءُ
كم أناس على المخاطر ساروا
وعياهم على الفراش عياء
وعيون بالأمس أبكت عيونا
قد حواها مع النحيبً رثَاءُ
أيه يا قلب حقك اليوم تبكي
راحلا حقه عليك بكاء
ترك الكل واستظل طريقا
عل فيه من الولي ولاء
إن يكن فهد بالبعاد توارى
فله الذكر بالقلوب وفاء
ما خلا بيننا مكانك يوما
ولك الاسم بالكويت علاء
يا عطاء ما منله من عطاء
كيف ما كان لا يليه عطاء
عرفته يوم البلاء جموع
وديار قد عم فيها البلاء
فله الحق بالرقاب وفاء
أحسن القول بالوفاء دعاء
عل فيه من الولي قبول
يجثان بها الخلود رضاء
أنت حقا وإن غدوت بعيد
لقريب بالذكر حيث الثناء
يُخْلًفُ الذكرُ صاحبَ الفعل فيه
ما الذكرى بذي الحياة فناء