المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 28/07/2005, 04:48 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 05/02/2005
المكان: أمريكا
مشاركات: 353
كان يتصل من أرض العراق أثناء القصف فسقط الهاتف

بل مرضت أمة ..!


"...سبحان الله ! كل هذا يحدث لأن الشيخ مرض ! مرض فحسب ! فكيف لو فقدته الأمة !!
..."
لو أراد مؤرخ أنْ يكتب عن أهمَّ حوادث هذه السنة، فإنه سيكون - حتماً - على أول قائمة هذه الحوادث هو: مرض الشيخ العالم سفر بن عبد الرحمن الحوالي .


أيعقل أن مرض رجلٍ واحد - مرض وليس وفاة لا قدَّر الله - يُحدث كل هذا الأثر العميق في الأمة من شرقيها إلى غربيها .


لقد وجلت القلوب، وطارت العقول، وحارت الأفهام، وسكبت العيون الدمع الغزير، حتى من أشدَّ الرجال، ونسي الناس آلامهم وآمالهم، وأصيبت الأمة بما يشبه الشلل العام، وأصبحت قلوبهم وعقولهم معلقة بأخبار مرض الشيخ في أدقَّ تفاصيلها، وتناقلت الوسائل الإعلامية من فضائيات وصحف ومواقع الانترنت تلك الأخبار، وكثرت رسائل الجوال بشكل كبير وملفت، وانهالت الاتصالات على أبناء الشيخ والمقربين له من جميع أقطار الدنيا، بل ومن عجائب الاتصالات - كما أخبرني من كان مع الشيخ - يوم الجمعة في المستشفى أن البعض كان يتصل من أرض العراق أثناء القصف فسقط الهاتف من يد المتصل من شدة القصف، ثم رفع الهاتف وأكمل الاتصال، كأن مرض الشيخ أنساهم ما هم فيه من المحنة والكرب . بل إني أظن لو عمل استبيان عن أهم أمنية لدى الأمة في هذه الأيام، فستكون حتماً شفاء الشيخ العالم سفر .


سبحان الله ! كل هذا يحدث لأن الشيخ مرض ! مرض فحسب ! فكيف لو فقدته الأمة !!


ليت أهل العلمنة والعصرنة أن يعو هذا الدرس جيداً، إن كان لهم أعين يبصرون بها أو آذان يسمعون بها أو قلوب يعقلون بها، ولا أظن ذلك !


لقد قبضوا على وسائل الإعلام قبضةً حديدية، وأحاطوها بسورٍ فولاذي، لا يدخل فيها إلا من يريدون، ولا يُظْهِرون فيها إلا من يرغبون، وحاولوا من خلالها ترميز أتباعهم، ودفعهم إلى الصدارة والريادة، فملاؤا الصحف والمجلات بصورهم وكلماتهم، ونشروا مؤلفاتهم ومقالاتهم، وإذا هلك الواحد منهم ملأوا الدنيا ضجيجاً ونعيقاً وصخباً عليه، ويأخذون - في محاولةٍ يائسة - إظهاره في صورة البطل الذي عاش مدافعاً عن قضايا الأمة، ومحاولة إعادتهم لذاكرة الأمة في كل مرة، فيأبِّنونهم في السنة الأولى والثانية والعاشرة والخمسين والمئة، مع التركيز على أنَّ هؤلاء هم مثقفوا الأمة ورموزها الذين فُجعت بفقدهم وتركوا خلفهم فراغاً كبيراً، ونحو ذلك ...


ولكن؛ هيهات .. هيهات أنْ تلتفت الأمة إليهم وإلى رموزهم أو أنْ تتذكرهم أصلاً، فهم لم يكونوا يوماً من الأيام في وجدان الأمة ولا في ذاكرتها، لأنهم كفروا بهذه الأمة وبعقيدتها وبتاريخها، فعاقبتهم الأمة أقسى عقاب وهو التجاهل والنسيان التام، فكم من هؤلاء المزيفون ممن يسميهم البعض بأهل الثقافة والفكر والتنوير، لا تعرفهم الأمة ابتداءً حتى تتذكرهم أو تنساهم بعد ذلك .


إن الأمة مع من يحمل همومها وآلامها وآمالها بصدق .


مع من يؤمن بعقيدتها، ويفتخر بتاريخها، وينافح عن مبادئها .


مع مَنْ يكون ملجأهم إليه وقت الفتن .


مع من تعرف عنه الثبات وقت العاصفة، والوضوح عند التلوّن .


مع من يفنى نفسه من أجلها، ويقرن سعادته وحزنه بسعادتها وحزنها .


كل ذلك كان متجسداً في شخص الشيخ العالم سفر الحوالي .


كان مشروعه إعادة الأمة إلى دينها، والدعوة إلى العقيدة الصحيحة على منهج أهل السنة والجماعة، والمدافعة عنه بأقوى حجة وأحسن أسلوب .


كان شمولياً في دعوته، فكان يفهم منهج السلف بشموله واتساعه، فبين أنَّه شاملٌ لجميع قضايا الأمة الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، بينما يَقْصرُ بعضهم منهج السلف في بعض القضايا العقدية، ويترك قضايا الأمة مرتعاً لأهل العلمنة والإلحاد .


لم يكن الشيخ كثير الكلام، ولكن إذا تكلم؛ كان لها من الدويِّ والانتشار والتأثير ما ليس لغيره من أهل الكلام والتنظير الكثير .


كانت كلماته تتحول إلى لهبٍ وحممٍ على أعداء الدين، وبرداً وسلاماً على المؤمنين .


لقد تميز الشيخ بالثبات على المبدأ وعدم المهادنة والملاينة في ثوابت الأمة، بينما هادن غيره، واستسلم لضغوط الواقع آخرون فأخرجوا لنا مزيجاً عجيباً ! غريباً ! بين الدين وبين يسمونه ورح العصر وضرورة الواقع .


كان واضحاً وضوحاً شديداً في طرح قضيته، وهذا ما أكسبه المصداقية والاحترام لدى جميع فئات الأمة، بعكس أصحاب المبادئ الباهتة التي لا لون لها ولا طعم ورائحة .


لم تستفزه الجماهير الكبيرة التي التفتت حوله، ولم يكن همه إرضائها أو إغضابها، أو أن يطرح ما يرغبونه ويحبونه حتى ولو كان باطلاً ... أبداً؛ بل كان همه الأول - فيما يظهر لنا والله حسيبه - إرضاء الله أولاً، والقول العمل بما يراه صواباً، ولا يخاف في الله لومة لائم، مهما كان هذا اللائم !


وعلى امتداد تاريخه الدعوي والفكري حدثت حوادث وفتن كبيرة في الأمة، تقاصرت دونها الأفهام، وحارت معها عقول ذي الألباب، وحصل بسبب التنازع والاختلاف، فكان الشيخ مسدداً فيما يقول ويحكم به، وقد يُلام من البعض، وقد يختلف معه الآخرون، ولكنَّ الأيام تثبت دائماً أنَّ الشيخ كان أقرب للصواب، وأبعد في النظر، وأدق في الفهم، ولعل ذلك يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: {إنَّ من أمتى محدَّثون} .


وبعد كل هذا ... فإني أقول: هل مرض الشيخ ... أم مرضت الأمة ؟!





بقلم محمد الفقيه
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28/07/2005, 06:27 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ ابو زيد الهلالي 9
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 31/03/2005
المكان: DAMMAM!
مشاركات: 3,620
مشكوووووور على المقالة الرائعة جداا
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:31 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube