هل يعكر طقس ألمانيا صفو المونديال ؟
لن تكون نتائج المباريات هي مصدر المفاجآت الوحيد خلال بطولة كأس العالم القادمة في ألمانيا، فهناك احتمالات كبيرة أن يفجر الطقس مفاجآت عدة خلال البطولة، سواء كانت تلك المفاجآت تيارات هوائية باردة أو موجات حارة أو أمطار غزيرة أو أجواء صافية أو عواصف رعدية شديدة.
ويرفض خبراء الأرصاد الجوية في ألمانيا التنبوء بأحوال الطقس لأكثر من سبعة أيام، رغم أن أجهزة الكمبيوتر ساهمت في تعزيز مصداقية التوقعات على المدى المتوسط بنسبة 95 في المائة منذ أخر مرة استضافت فيها ألمانيا كأس العالم في عام 1974.
ولا يمكن الاعتماد أيضاً على بيانات الطقس السابقة عن شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو، لأن ألمانيا من الدول التي تتعرض لعوامل قارية وبحرية يمكن أن تؤدي لطقس ممطر، وأن تهب عليها موجات حارة أو باردة. وكانت بعض الأعوام السابقة قد شهدت تعاقب هذه الموجات بشكل سريع.
وقال جيرهارد لوكس وهو خبير أرصاد في جهاز الأرصاد القومي الألماني: "لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث في يونيو، لأنه ستكون هناك دوماً مفاجآت، كل شيء جائز فالأمر يعتمد على عدة عوامل خاصة إذا كانت الرياح السائدة آتية من الغرب فهي تكون عادة ممطرة وباردة، أو يمكن أن تكون شمالية وهي عادة ما تكون باردة، أو رياح جنوبية غربية تكون رطبة ودافئة، أو من الجنوب والتي تكون حارة، أو من الجنوب الشرقي والتي تكون جافة".
وسيحسب اللاعبون والمدربون والمشجعون والناشرون حساب تقلبات السماء خاصة بعد أن لعبت الأمطار الغزيرة دورا في النصر الذي حققته ألمانيا الغربية على بولندا بهدف مقابل لا شيء في كأس العالم 1974، في المباراة التي عرفت باسم (معركة فرانكفورت المائية).
وتظهر البيانات التاريخية تنوعاً واسع النطاق، فمتوسط درجات الحرارة في حزيران/يونيو هو 15.4 درجة مئوية، لكن في عام 1923 تم تسجيل أدنى متوسط خلال هذا الشهر وهو 11.2 درجة مئوية، فيما بلغ أعلى متوسط 19.4 درجة مئوية في عام 2003.
درجات حرارة متباينة
وسجل أدنى متوسط في حزيران/يونيو عام 1962 في مدينة أوبرتشدورف عندما وصلت درجات الحرارة إلى 2.4 درجة مئوية تحت الصفر، أما أعلى متوسط فسجل في فرانكفورت عام 1947 عندما وصلت درجات الحرارة إلى 38.2 درجة مئوية.
كما هبت عاصفة مصحوبة ببرد في حجم كرات التنس على مدينة ميونيخ في 12 تموز/يوليو 1984، مما أدى إلى إصابة 300 شخص وخسائر في السيارات والمباني بلغت 1.4 مليار دولار أمريكي، وشهد أيضاً حزيران/يونيو في الأعوام الأخيرة هبوب أعاصير وعواصف رعدية شديدة.
فترة برد الخراف
ورغم تقلب الطقس في هذا الشهر فان المزارعين ومراقبي أحوال الطقس يهتمون ببعض التواريخ المهمة، أولها التاسع من حزيران/يونيو يوم افتتاح نهائيات كأس العالم، وهو وقت تمر فيه ألمانيا بظاهرة تعرف باسم (فترة برد الخراف)، حيث تنخفض درجات الحرارة في بعض الأحيان بنحو عشر درجات لتصل إلى خمس أو عشر درجات مئوية.
أما التاريخ الثاني فهو السابع والعشرين من حزيران/يونيو، فوفقا للفن الشعبي الألماني، إذا هطل المطر في هذا اليوم فستظل تمطر طوال الأسابيع السبعة التالية، لكن لو جاء الطقس مشمساً فان الإحصاءات تظهر بأن الأسابيع المقبلة ستكون دافئة وجافة بنسبة 70 في المائة.
هولندا والأرجنتين أكثر المباريات حرارة
ودرس خبراء أرصاد آخرون بيانات الطقس منذ عام 1994، وتنبئوا بأن أكثر المباريات برودة على الأقل، ستكون ضمن المجموعة الخامسة بين جمهورية التشيك وإيطاليا في الثاني والعشرين من تموز/يوليو في مدينة هامبورغ، حيث يتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى 14.8 درجة مئوية.
في المقابل، ستكون أكثر المباريات حرارة، في الحادي والعشرين من حزيران/يونيو في مدينة فرانكفورت، حيث ستصل درجة الحرارة إلى 19.3 درجة خلال مباراة بين هولندا والأرجنتين.
وستقام جميع مباريات دور الثمانية خلال أيام قليلة وفي أماكن تزداد فيها احتمالات هطول الأمطار، وقد يشهد الدور قبل النهائي بعض الأمطار أيضاً.
ورغم أن الطقس الدافئ الجاف قد يكون مفضلاً لدى بعض الفرق والمشجعين والصحفيين، إلا أن الأمطار عادة ما تصب في مصلحة المنتخبات الألمانية، مثلما حدث في النصر الذي حققه منتخب ألمانيا الغربية على منتخب بولندا العظيم عام 1974.