جريدة الرياض .. والرسوب في امتحان .. عبد العزيز الفوزان ..! كنت اقول وأظن ان شعارات الحرية والتعددية واحترام الراي الاخر ، وتقبل المخالفين ، والتي يتشدق بها كثير من ابناء جنسنا ، ان هذه الدعاوات في كثير منها - بل وعامتها - ما هي الا دعوات جوفاء ، وشعارات فارغة ، لا تحمل من مضمونها الا اسمها ، ولا تستعمل الا مع من يوافقهم في الرأي والفكر والمنهج ، وأن هذه الدعوات ملابس تفصل بحسب المقاس الذي يريدون . هذه الدعوات تصل لأوج عنفوانها ، واشد توهجها ، حين تكون في سبيل مواجهة المد الاسلامي والصحوي والسلفي ، وتتخذ ذرائع لتمرير الخلافات والانحرافات ، ودروعا لصد هجمات الغيورين على كافة المنحرفين والمتساقطين ، فحينئذ : تنطلق هذه الدعوات محملة بكل ما يستطاع من بهرج القول ، وجمال الصيغة ، وحسن المظهر ، وأن الحق لا يخشى عليه ، وأن هذه الحرية مناخ صحي نقي لتلاقح الافكار ، واعتدال الفكرة ، والوصول الى الحق ، وان على المرء ان يكون حياديا منصفا لا يميل مع طرف دون طرف . حكمي على هذه الشعارات بكونها فارغة المضمون ، حكم يزداد رسوخا مع الايام ، وتتضاعف الادلة والبراهين عليه يوما بعد يوم ، من خلال ما نراه من منابر القوم في الاعلام والصحافة ومواقع الانترنت ، فحرية الراي والفكر عند القوم كحال حرية الدين والدعوة عند كثير من الانظمة الغربية ، فهي مسموح بها ومأذون لها حين تكون ضعيفة ومحصورة في الحدود التي لا تصل الى ان تشكل خطرا على فكرهم وعقيدتهم ، على ان حرية اولئك فيها قدر كبير من المصداقية مع النفس والشعارات ، بخلاف الدعوات المحلية التي لبست هذه الدعوات شعارا وقد تدثرت بصفاتها السبعية الحقيقة . ما دعاني لكتابة هذه الكليمات في هذا المقال هو ما رأيته من جريدة الرياض هذا اليوم حين تجرأت وغامرت فنشرت رد الشيخ عبد العزيز الفوزان ودفاعه ضد منتقديه . الطريف ان جريدة الرياض انزلت مقالة الشيخ عبد العزيز الفوزان في عدد اليوم ، وذلك بعد ان شهر بها وبغيرها الشيخ على رؤوس الاشهاد في قناة المجد ، وان الحرية التي يدعونها هم أول من يطأها بالاقدام حين تكون مع من يخالفهم الرأي ، وان الشيخ قد ارسل رده على جميع الجرائد فلم تنشره ولا جريدة سوى جريدة الحياة مشكورة على اختصار في المقال . الجريدة لما احرجت وضاقت عليها السبل الا ان تستر هذه السوأة ، نشرت المقال هذا اليوم ، بعد ا ن وضعت بجانبيه مقالتي السديري والخاشقجي ، ولم تكتف بسيل المقالات التي تصب في مصلحتها مع ايقاف ما يخالف هذا الراي ، الا وتريد ان تكرر ما نشرته ، ترقبا من مقالة الفوزان .. بل ولم تأمن جريدة الرياض ، ولم تطمئن الحرية التي تدعيها الا بعد ان كتبت تقريظا طويلا لمقال الفوزان ، كله تحذير وتنبيه وتخويف للقارئ من مقال الفوزان ، وان على القارى ان ينتبه ويحذر ، فهو امام مقال نرجسي غير علمي ، ووضعوا لمقال الفوزان عنوانا هجوما عليه من قبل انفسهم ، فانتبه ايها القارئ ، وكن حذرا ، واقرأ المقال بمنظورنا نحن ، واياك ان تقرأه بمنظور يوصلك لرأي الفوزان ..! الطريف ايضا : ان الجريدة تدعو القارئ ان يكون حكما ، وان يقرأ المقال ويتأمل في كذا وكذا ، وكأن القراء من الغفلة والجهل بمكان حتى تأتي هذه الجريدة لتفرض عليهم هذه الوصاية - بل والحضانة - التي لا يصل القارئ الى الحقيقة الا بعد ان يتبع التعليمات التي وضعتها الجريدة قبل قراءة المقال ..! هذا صنيعهم .. في وقت يتشدقون به بحرية الرأي والكلمة ، ويشيعون كل قيل وقال بدعوى ان الحق لا يضره شي ، وان الناس على مستوى من الوعي ، وأن الناس قد تجاوزا مرحلة الوصاية .. فعجبا من تلك الأقوال .. اين هي من هذه الفعال ..! منقول من الساحات |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:45 PM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd