نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/index.php)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/forumdisplay.php?f=55)
-   -   كفى بالموت واعظاً (http://vb.alhilal.com/showthread.php?t=18410)

DrSaud69 02/05/2001 08:17 PM

أحبتي في الله أخواني وأخواتي رواد منتدى الزعيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

الحمد لله جعل لنا في حادثات الليالى والأيام مضماراً للتفكر والاعتبار: { يقلب الله الليل والنهار إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار }، ولما حكى الله حالى بني النضير قال: { فاعتبروا يا أولى الأبصار } وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يخوف بعظيم آياته عباده ليعودوا إليه: { ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون } وقال: { وما نرسل بالآيات الا تخويفا } . واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله الذي دعاه بقوله : ((اللهم انى اعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك)) صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.

أحبتي في الله من خاف الوعيد قصر عليه البعيد، ومن طال أمله ضعف عمله، وكل ما هو آت قريب.

إن ربكم لم يخلقكم عبثا ولم يترككم سدا، فتزودوا من دنياكم ما تحرزون به أنفسكم غدا. فالأجل مستور، والأمل خادع.

تمر الجنائز بالناس يجهزونها ويصلون عليها ويسيرون خلفها يشيعونها محمولة إلى القبور. فتراهم يلقون عليها نظرات عابرة، وربما طاف بهم طائف من الحزن يسير. أو أظلهم ظلال من الكآبة خفيف. ثم سرعان ما يغلب على الناس نشوة الحياة وغفلة المعاش.

أيها الإخوة: أهل الغفلة أعمارهم عليهم حجة، وأيامهم تقودهم إلى شقوة. كيف ترجى الآخرة بغير عمل ؟ أم كيف ترجى التوبة مع الغفلة والتقصير وطول الأمل؟؟.

ويل لأهل الغفلة: إن أعطوا لم يشبعوا، وان منعوا لم يقنعوا، يأمرون بما لا يفعلون، ينهون وهم لا ينتهون، هم للناس لوامون ولأنفسهم مداهنون.

يا أهل الغفلة: هذه الدنيا كم من واثق فيها فجعته؟؟؟ وكم من مطمئن إليها صرعته؟؟ وكم من محتال فيها خدعته؟؟ وكم من مختال أصبح حقيرا؟؟ وذي نخوة أردته ذليلا؟؟ سلطانها دول، وحلوها مر، وعذبها أجاج، وعزيزها مغلوب، العمر فيها قصير، والعظيم فيها يسير، وجودها إلى عدم، وسرورها إلى حزن، وكثرتها إلى قلة، وعافيتها إلى سقم، وغناها إلى فقر. دارها مكارة، وأيامها غرارة، ولأصحابها بالسوء أمارة. الأحوال فيها إما نعم زائلة وإما بلايا نازلة وإما منايا قاضية. عمارتها خراب، واجتماعها فراق، وكل ما فوق التراب تراب.

أهل الغفلة لا يشبعون مهما جمعوا، ولا يدركون كل ما أملوا. ولا يحسنون الزاد لما عليه قد أقدموا، يجمعون ولا ينتفعون، ويبنون ما لا يسكنون. ويأملون ما لا يدركون:
(ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون) [الحجر:3].

طويل الأمل: يبني ويهدم، وينقض ويبرم، ويقدر فيخطئ التقدير. يقول ويفعل، ويخطط ويدبر، وتأتي الأمور مخالفة للتدبير. يسيء في الاكتساب ويسوف في المتاب ثم هاهو قد تم أجله وانقطع عمله وأسلمه أهله وانقطعت عنه المعاذير:
( أفرءيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون مآ أغنى عنهم ما كانوا يُمتعُّون ) [الشعراء:205-207].

يا أهل الغفلة أيها المسلمون أيها المسلمات: ((أكثروا من ذكر هادم اللذات)) بهذا أوصى نبيكم محمد . كلام مختصر وجيز، قد جمع التذكرة وأبلغ في الموعظة؛ فمن ذكر الموت حق ذكره حاسب نفسه في عمله وأمانيه ولكن النفوس الراكدة والقلوب الغافلة – كما يقول القرطبي رحمه الله – تحتاج إلى تطويل الوعاظ وتزويق الألفاظ.

أكثروا من ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات، ((فما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه، ولا سعة إلا ضيقها)).

وايمْ الله ليوشكن الباقي منا ومنكم أن يبلى، والحي منا ومنكم أن يموت وأن تدال الأرض منا كما أدلنا منها، فتأكل لحومنا وتشرب دماءنا، كما مشينا على ظهرها وأكلنا من ثمرها وشربنا من مائها ثم تكون كما قال الله:
( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) [الزمر:68].

لقد وقف نبيكم محمد على شفير قبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال: ((يا إخواني لمثل هذا فأعدوا))، وسأله عليه الصلاة والسلام رجل فقال: من أكيس الناس يا رسول الله؟ فقال: ((أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم استعدادا له، أولئك هم الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة)).((الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت)).

يقول الحسن رحمه الله: إن الموت قد فضح الدنيا فلم يدع لذي لبٍّ بها فرحا.

أيها الأحبه في الله: اذكروا الموت والسكرات، وحشرجة الروح والزفرات، اذكروا هول المطَّلعَ. من أكثر ذكر الموت أكرمه الله بثلاث: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة. ومن نسي الموت ابتلي بثلاث: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة.

كفى بالموت للقلوب مقطعا، وللعيون مبكيا، وللذات هادما. وللجماعات مفرقا. وللأماني قاطعا .

استبدل الأموات بظهر الأرض بطنا، وبالسعة ضيقا، وبالأهل غربة، وبالنور ظلمة، جاءوها حفاة عراة فرادا.

اللحود مساكنهم، والتراب أكفانهم، والرفات جيرانهم لا يجيبون داعيا، ولا يسمعون مناديا. كانوا أطول أعمارا وأكثر آثارا، فما أغناهم ذلك من شيء لما جاء أمر ربك، فأصبحت بيوتهم قبورا، وما جمعوا بورا، وصارت أموالهم للوارثين، وأزواجهم لقوم آخرين. حلَّ بهم ريب المنون، وجاءهم ما كانوا يوعدون:
( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) [المؤمنون:115].

هل تفكرت يا عبد الله يوم المصرع، يوم ليس لدفعه حيلة، ولا ينفع عند نزوله ندم. أزِلْ عن قلبك غشاوة الغافلين، فإنك واقف بين يدي من يعلم وسواس الصدور، ومن يسأل عن لحظات العيون، ويحاسب على إصغاء الأسماع:
( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) [الحاقة:18].

تذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويمنع الركون إلى الدنيا، ويهون المصائب.

تذكروا الموت لعلكم تسلمون من حسرة الفوت .

يقول الحسن رحمه الله: اتق الله يا بن آدم، لا يجتمع عليك خصلتان: سكرة الموت وحسرة الفوت.

إحذر السكرة والحسرة يفجأك الموت وأنت على غرة فلا يصف واصف قدر ما تلقى ولا قدر ما ترى.

إحذر لا يأخذك الله على ذنب فتلقاه ولا حجة لك.

أيها الإخوة: أين الخائف من قلة الزاد؟ وأين المتخفف من أثقال الدنيا ؟ أين الوجل من بعد السفر ووحشة الطريق ؟ اكتفى من الدنيا بطِّمريه، ومن طعامه بقرصيه. استعان على دنياه بالعفة والسداد فكفاه في دنياه القليل من الزاد. لقد استحيا من ربه حق الحياء تذكر الموت والبلى فحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى أراد الآخرة فترك زينة الحياة الدنيا. آثر ما يبقى على ما يفنى ذلكم هو كيِّس الأكياس.

ألا فاتقوا الله رحمكم الله واحفظوا الله ما استحفظكم وكونوا أمناء على ما استودعكم، فإنكم عند ربكم موقفون، وعلى أعمالكم مجزيون وعلى تفريطكم نادمون.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
( كل نفس ذآئقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) [آل عمران:185].

اتقوا الله رحمكم الله وارجوا الدار الآخرة فتلك دار لا يموت سكانها، ولا يخرب بنيانها، ولا يهرم شبابها، ولا يبلى نعيمها، ولا يتغير حسنها وإحسانها وحِسانُها، يتقلب أهلها في رحمة أرحم الراحمين:
( دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلامٌ وءاخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) [يونس:10].

اللهم أجعلنا ووالدينا منهم وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المرجع:
1- توجيهات وذكرى للشيخ صالح بمن حميد يحفظه الله.
2- موقع المنبر.











DrSaud69 02/05/2001 11:22 PM

اللهم أمتنا مسلمين وأحشرنا في زمرة المتقين مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

فنون الهلال 02/05/2001 11:27 PM

شيخ هذا المنتدى الفاضل ...
قال تعالى ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
نسأل الله سبحانة وتعالى أن يرحمنا برحمته ..
فنحن مقصرين بالفعل ..
وجزيت خيراً على هذا الموضوع النافع لنا في الدنيا والآخرة ..

DrSaud69 02/05/2001 11:43 PM

أيها الحبيب فنون الهلال بارك الله فيك وجزاك الله خير ونفعني وإياك وأحبتي في الله بما ينفعنا في ديننا ودنيانا وأخرانا.

ابوسليمان 02/05/2001 11:45 PM

<FONT color="#0B00FF">الله يجزاك خير ورحم الله والديك0والمسلمين اجمعين0</FONT>

mohammed55 02/05/2001 11:47 PM

Dr saud,جزاك الله كل خير على الكلام هذا, وأن شاءالله راخ أعمل في اللي تقوله, الله يخليك لا تحرمنا من كلامك الحلو ذي هذا

أخوك محمد

سعود 03/05/2001 12:11 AM

لا فض فاك وبارك الله فيك

<br><font size=1 color="#000080" face="tahoma">[عدلت بواسطة ادارة الموقع التاريخ:03-05-2001 الساعة: 12:17 AM]</font>

النورس 11 03/05/2001 02:03 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
جزاك الله خير

The Polite 03/05/2001 06:47 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم كم نحن سادرون وعن ذكر هاذم اللذات غافلون...
نعم ياأخي والله الهتنا الدنيا وزخّرفها عن الاستعداد لمثل ذلك اليوم..
تعلقنا بهذه الزائلة وهي لاتسوى عند الله جناح بعوضة...
نعم يااخوتي نخاف الموت وهو امر جبلت عليه النفس البشرية, ولكن لماذا ياترى نكره حتى ذكره؟ اتدرون لماذا؟ لان بضاعتنا مزجاة, فنحن نخجل ان نقدم على الله بمثل هذه البضاعة..
ولا حول ولا قوة الى بالله....

اسأل الله سبحانه وتعالى ان تجد ذلك في صحائف اعمالك يوم تلقاه, جزاك الله خيراً واكثر من أمثالك...

لك تحياتي,,,,<br><font size=1 color="#000080" face="tahoma">[عدلت بواسطة The Polite التاريخ:03-05-2001 الساعة: 06:50 AM]</font>

DrSaud69 03/05/2001 07:43 AM

أحبتي في الله aszq2001 و mohammed55 و SAUD82 والنورس 11 وThe Polite بارك الله فيكم وأكرمني وإياكم بطاعته وأنار بصائرنا بنور الأيمان واليقين وأعاننا على يومنا وغفر لنا ذنوبنا وأسرافنا في أمرنا وهدانا للصالح من الأعمال وحرمنا ووالدينا عن النيران أنه ولي ذلك والقادر عليه وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عزيز 03/05/2001 12:03 PM

جزاك الله عنا جزيل الثواب وجعل ما تكتب في موزاين اعمالك وأن يشركني وجميع أعضاء المنتدى في الثواب.
معظم مشاركاتك اقوم بنسخها للاستفاده منها عند الحاجة (اتمنى إلا تكون حقوق النسخ محفوظة)
وآمل أن تتقبل مني هذه الملاحظ (من اجل تحقيق مزيد من الفائدة من المقال) وهي بخصوص طول بعض مقالاتك حيث أن الإطاله تقلل من الفائدة للأسباب التالية:
1- معظم قراء المنتدى من الشباب وبالتالي يحبون السرعة والخفية.
2-المقالات الطويلة تحتاج إلى تركيز عند القراءة.
3-المقالات القصيرة ترسخ في العقول أكثر.
4-المقالات الطويلة ليس موضعها منتدى رياضي.
آمل أن لا يفهم من ملاحظاتي السابقة أي تفسير غير حسن منكم أو من القراء، وهي تمثل رأي شخصي يحتمل أن يكون خطأ.
والله الموفق،

assir 03/05/2001 12:33 PM

جزاك الله خير وكثر من امثالك .

basam101 03/05/2001 03:54 PM

يادكتور سعود 69 حفظك الله ان ماتقوم به داخل هذاالمنتدى من ارشاد وتوجيه لهو عمل ان شاء الله من افضل الأعمال واني ابشرك بأن معظم الشباب فيهم دين والحمد لله ولكن قد يكون للحماس والمراهقة دور في غفلة ا لبعض عن الأخلاقالأسلامية بعض الشئ وان تذكيرك ووعظك من وقت لأخر لهو خير معين لهم هداناالله واياهم ولتركز جزاك الله خير على حسن الخلق والأمانة وعدم الخروج عن الأخلاق الأسلامية وحبذا لوكثرة النصائح مع الأختصار حتى يستطيع الشخص قرائتها بدل من المرور على الأسطر الأولى او اهمالها كلينا هداناالله واياهم الى الطريق القويم وتقبل تحياتي

بوهلالي 03/05/2001 04:31 PM

جزاك الله خير وكثر الله من أمثالك

الصراحة بهاذا الزمن كثر الفساد والفسوق فكلنا نحتاج للتذكرة والموعظة

يا أخي العزيز د. سعود ، مواضيعك مؤثرة جدا في النفوس أتمنى أن تداوم عليها
وتكتبها في منتدى الجمهور الهلالي وليس المنتدى العام لتعم الفائدة على الجميع
بارك الله فيك . . . يا شيخ المنتدى .

HILALY DENT 03/05/2001 05:14 PM


أخي الفاضل / د . سعود

حقا ان النفس بحاجة الى وقود ايماني بين الفينة والأخرى يدفعها الى مزيد من الأعمال الصالحة ، وخير وقود ناصح ودافع هو تذكر هادم اللذات الذي الهتنا الدنيا وملذاتها عن التفكر فيه ، نسأل الله حسن الخاتمة وأن يجمعنا واياكم ووالدينا والمسلمين في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

جزيت خيرا على ماكتبت يا ( درة المنتدى ) ونفعنا به .


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:07 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd