
19/12/2004, 03:31 AM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 03/05/2002 المكان: وش دخلك
مشاركات: 990
| |
 تجدد الانتهاكات بحق السنة في البصرة
تحدثت شخصيات سنية من سكان مدينة البصرة جنوب العراق عن عودة وتيرة الانتهاكات بحق السنة بالمدينة -البالغ نسبتهم 35 %- إلى التصاعد مجددا على يد الميليشيات الشيعية التي انخرطت بالأجهزة الأمنية من حرس وطني وشرطة.
وكثفت الميليشيات الشيعية من نشر المفارز المسلحة عند مداخل المدينة، وذلك على خلفية إعلان القوات الأمريكية بأن الأردني أبو مصعب الزرقاوي "قد يكون اتجه إلى جنوب العراق ليتخذ منه نقطة لانطلاق عملياته العسكرية" في أعقاب سيطرة قوات الاحتلال المدعومة بالحرس الوطني على مدينة الفلوجة غرب بغداد.
وقال أحد السنة بالبصرة، عرف نفسه باسم "العنزي"، في اتصال هاتفي مع شبكة إسلام أون لاين.نت: "إن قدوم أي عراقي من مدن الرمادي وديالي والموصل وتكريت إلى البصرة أصبح فيه من الخطورة ما لا تحمد عواقبه عليهم".
وتابع أنه "بمجرد كشف هوية القادمين من تلك المناطق للمفارز المنتشرة حول مدينة البصرة يتم اعتقالهم، وقد لا يعرف مصيرهم بعد ذلك بسبب الغالبية السنية في تلك المدن، وما ينسب إليهم من تهم بالإرهاب". وأضاف العنزي أنه "بسبب موقع مدينة البصرة كونها الثغر العراقي الوحيد على البحر، يأتي إليها العراقيون من كل المحافظات لغرض استلام بضائعهم أو المتاجرة وشراء السيارات، لكنهم يلاقون ممن تسلطوا على المدينة إجراءات إرهابية وبلا سند قانوني".
وأوضح العنزي أنه "حتى تبرعات البصريين للعوائل المنكوبة في الفلوجة قد منعت، ولم يسمح بإرسالها تحت ذريعة منع دعم الإرهاب والإرهابيين".
ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية الإثنين 6-12-2004 عن شخص عرف نفسه باسم "أبو محمد"، وهو من مثقفي السنة في البصرة، قوله: "إن هذه الممارسات لا يمكن أن تكون عشوائية أو فردية بل تبدو مخططاً لها وهدفها تفريغ الجنوب من السنة وإجبارهم على النزوح عنه".
وأضاف أبو محمد: "لا الحكومة المركزية في بغداد مهتمة بمواجهة هذه التجاوزات، ولا الحكومات العربية مدركة لهذا الوضع، ولا وسائل الإعلام منتبهة لما يحدث".
وقال أبو محمد: إن السنة بالجنوب العراقي تساورهم الشكوك في فائدة المشاركة في الانتخابات المقبلة، "فالدوائر التي ستشرف على الانتخابات كلها في يد الميليشيات، ولا ضمانات تذكر بسلامة تلك الانتخابات ونزاهتها خصوصاً مع استمرار التوتر الأمني".
وروى أهالي من سنة البصرة أن الميليشيات الشيعية التي قدمت من خارج العراق بعد سقوط نظام صدام حسين قد "باشرت حملة للتطهير الطائفي بشتى الأدوات من اغتيالات وخطف، ومصادرة للمساجد والأوقاف السنية، وإدارة مؤسسات الدولة لا سيما المدارس والجامعات والسيطرة على الأجهزة الأمنية على أساس مذهبي وحزبي".
وأضاف هؤلاء الأهالي أن " موجات الاغتيالات توجهت في البداية صوب السلفيين بدعوى أنهم وهابيون".
كما استولت ميليشيات شيعية على ثلاثة مساجد للسنة في عموم محافظة البصرة وهي عدنان خير الله والكويتي في مدينة الفاو، ومسجد البصرة القديم في ناحية الزبير"، من بين نحو 150 مسجدا لأهل السنة.
ومنذ دخول القوات الأمريكية والبريطانية العراق وحتى الآن تعرض العشرات من وجهاء السنة من شيوخ عشائر وأئمة مساجد ومثقفين وتجار وأطباء للاغتيال على يد فرق مدربة لا تترك خلفها أي آثار، إلا أن بصمات الميليشيات المدعومة من الخارج واضحة عليها، بحسب مراقبين للشأن العراقي. وهيمنت تلك الميليشيات على الدوائر الرسمية كافة، وأقصت معظم القياديين السنة عنها لا سيما المدارس، وبسطت سيطرة واسعة على مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية وألبستها ثوبا طائفيا وحزبيا.
وتمثلت تلك الميليشيات التي انخرطت بالحرس الوطني والشرطة في قوات فيلق بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية برئاسة عبد العزيز الحكيم، وحزب الدعوة الإسلامي، وحزب الطليعة، وحركة الخامس عشر من شعبان، وحركة الفتح المبين. وانخرطت جميع تلك الميليشيات في الأجهزة الأمنية بمباركة من مجلس محافظة البصرة ذي الغالبية الشيعية، في ظل غياب السنة الذين رأوا أن الانضواء في هذه التشكيلات دعمٌ للاحتلال، وتأييد للحكومة المعينة من قوات الاحتلال.
وخلافاً للاعتقاد السائد خارج العراق بأن محافظات الجنوب شيعية خالصة، فإن الإحصائيات تكشف عن وجود مهم للسنة في بعض محافظات ومدن الجنوب، بحسب صحيفة "الحياة". ففي البصرة لا تقل نسبة السنة عن 35% (في الزبير 45% وفي الفاو 40%) وفي الناصرية نحو 17% وحتى في النجف وكربلاء، المدينتين الأكثر قدسية عند الشيعة، تتراوح نسبة السنة بين 5 و10%.
|