الحمد لله خالق الكائنات رب الأرض والسموات جعل لعباده في أيام الدهر نفحات يخصها بمضاعفة الحستان وتكفير السيئات فتقبل نفوسهم على الطاعات وتتأثر قلوبهم بالعبادات فله الحمد على تلك النعم والهبات ثم الصلاة والسلام على خير من أفطر وصام ونام وقام وطاف بالبيت الحرام باني دولة الإسلام وهادم دولة الأصنام عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم السلام : لقد أظلنا شهر كريم وضيف عظيم هو شهر البركات والرحمات شهر الصيام وتلاوة القرآن ، ففي رمضان النور والعطر وفي رمضان الذكريات الكثر ففيه نزل الذكر وفيه ليلة القدر وكان فيه نصر بدر وفي آخره عيد الفطر ، رمضان نور في القلب ورمضان صوم عن الطعام وصوم عن الحرام إن كانت الحياة تنازعا على الحياة فهذا الشهر إدراكا لسر الحياة فإن كان العمر كله للجسم فهذا الشهر للروح وإن كانت الدنيا للتناحر والخصام فهذا الشهر للحب والوئام ..،
مرحبا أهلا وسهلا بالصيام .. يا حبيبا زارنا في كل عام
قد لقينــــــاك بحب مفعم .. كل حب في سوى المولى حرام
فاغفر اللهم ربي ذنبنا .. ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنا فقد عاقبنا .. قلق أسهرنا جنح الظلام
أخي الحبيب : ماذا أعددت لنفسك في شهر رمضان ذلك الشهر العظيم الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتسلسل فيه الشياطين وفيه يعتق الله عباده الصالحين من النار هل عزمت فيه على التوبة ؟ وهل قررت العودة والأوبة ؟ وهل نويت التخلص من جميع المعاصي والمنكرات وفتح صفحة جديدة مع رب الأرض والسماوات ؟ وهل خططت لبرنامج التعبدي اليومي في هذا الشهر ؟ وبماذا ستستقبل أيامه ولياليه ؟ أسئلة لابد من الإجابة عليها بكل صدق وأمانة ومصارحة للنفس في ذلك حتى لا يدخل الشهر ويخرج بلا عبادة ولا طاعة وتضيع أيامه ولياليه وساعاته هباء منثورا .
كان رمضان لنبي وصحابته والسلف الصالح موسم عبادة واستزادة يستغلون كل لحظة فيه بما ينفهم في الآخرة ويرفع درجتهم عنده فكانوا مطرب المثل في حسن صيامهم وطول قيامهم وتدبر تلاوتهم للقرآن وبسط أيديهم في الإنفاق وطيب المعشر والتكافل للفقراء والمساكين فكان شهرهم درة وضاءة في جميع الشهر
اللهم اجعلنا ممن يوصم رمضان ويقومه إيمانا واحتسابا ، اللهم انفعنا بما سمعنا ، اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ، هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .