العنابي يتعثر أمام الأندونيسي المتواضع

أخطاء في الدفاع وأداء غير منظم في الهجوم فكيف نفوز ..؟!الصين - فريق الراية : عبدالله المري - عبدالله عبدالرحمن ، تصوير : حامد جلال الدين :


تعثر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في أولي خطواته بنهائيات كأس الأمم الآسيوية بخسارته غير المتوقعة 1/2 من المنتخب الأندونيسي أضعف فرق المجموعة وصاحب السجل الخالي من أي فوز طوال مشاركاته الثلاث المتتالية في النهائيات!وأدخلت الخسارة (الصدمة) منتخبنا في النفق المظلم وصعبت مهمة إمكانية تجاوزه للدور الأول فيما وضع الفوز (التاريخي) المنتخب الأندونيسي (المتواضع) علي رأس المجموعة التي يبدو أن الصراع فيها سيستمر حتي الرمق الأخير.

أحداث (مباراة السهل الممتنع) شهدها ملعب العمال الوطني ببكين مساء أمس بدايتها لم تكن عنواناً رئيسياً لها فبعد نصف ساعة كاملة جاءت المفاجأة الأولي بالهدف الأول لأندونيسيا الذي سجله اللاعب يودي سونو واكتملت عناصر المفاجأة مع بداية الشوط الثاني وتحديداً في الدقيقة الثانية حيث سجل المنتخب الأندونيسي هدفه الثاني عن طريق اللاعب بوناريو استمان وقلل منتخبنا الفارق بتسجيل الهدف الوحيد في الدقيقة 39 من الشوط الثاني عن طريق اللاعب البديل ماجد محمد.

لم يكن الشوط الأول يوحي بالنتيجة التي انتهي إليها وهي تقدم المنتخب الأندونيسي بهدف للا شيء كان قد سجله اللاعب بودي اسودار سونو في الدقيقة (26).. فقد بدأ العنابي هذا الشوط ضاغطاً منذ البداية وكان هو المهاجم باستمرار حيث اندفع بالعديد من الهجمات التي تنوعت بين العمق والجانبين واستطاع أن يهدد مرمي أندونيسيا عدة مرات ورد له القائم كرة رأسية خطيرة كان قد سددها محمد غلام في الدقيقة (16).. غير أن الضغط العنابي المتواصل كان يفتقد لحسن التنظيم في الأمام واتسم بالكثير من التسرع وهو أمر تسبب في إهدار فرص سهلة عديدة كان يمكن استثمارها بشكل أفضل بكثير.

وكان واضحاً أن المنتخب الأندونيسي لعب بطريقة صحيحة حيث عمد إلي خلق كثافة عددية أمام مرماه مع فرض رقابة مشددة علي مهاجمنا وخصوصاً محمد غلام الذي تحرك كثيراً رغم المزاحمة التي عاني منها طوال الشوط في وقت نجح فيه بتجاوز مشكلة هيمنة منتخبنا علي وسط الملعب من خلال نقل الكرات الطويلة التي ازدادت خطورتها في النصف الثاني من هذا الشوط مستثمراً بعض الأخطاء التي وقع بها دفاع العنابي بحيث تسببت إحداها في إصابة مرمانا بالهدف الوحيد لهذا الشوط عندما حاول وليد محيي الدين إبعاد كرة من أمام خصمه لكنه مررها إلي سونو داخل الجزاء يلعبها أرضية علي يسار الحارس عبدالعزيز علي.

ورغم أن العنابي كان قد لجأ إلي التسديد من بعيد بعد أن وجد صعوبة كبيرة في اختراق الدفاع الأندونيسي المتكتل أمام مرماه إلا أن الكرات تلك كانت تفتقر دائماً للدقة فطاشت عند جانبي المرمي

ويعود العنابي في الشوط الثاني بتعديل واحد حيث زج تروسيه باللاعب علي مجبل بدلاً من وليد حمزة في محاولة لاستثمار قدراته التهديفية لا سيما وان العنابي كان يبدو بحاجة الي من يترجم محاولاته الهجومية المتكررة الي أهداف.. غير ان الذي حصل هو ان المنتخب الاندونيسي استطاع ان يفاجئه بهدف مباغت ثان جاء في الدقيقة (98) بواسطة اللاعب بوناريو استمان الذي سدد كرة قوية من خارج الجزاء مست العارضة قبل ان تدخل المرمي عند سقفه في الجهة اليمني لعبدالعزيز علي.

ويبذل سعد سطام جهداً جيداً في الجهة اليمني التي نشطت كثيراً بسبب تحركاته وتمريراته الجيدة التي أسهمت فعلاً في تعزيز الجهد الهجومي للعنابي وهو يبحث عن تعديل النتيجة.. غير ان التنظيم في الأمام ظل غائباً لتضيع الفرص تباعاً وها هو علي مجبل يكاد ينفرد في الدقيقة (57) غير ان كرته تنتهي عند الحارس ثم أخري بعد ست دقائق مررها محمد غلام لماجد محمد الذي لعب بديلاً لجمال جوهر لكنه لم يحسن استثمارها وهو داخل الجزاء أمام المرمي.

ومع ان المنتخب الاندونيسي كان يركز كثيراً علي الجانب الدفاعي الذي أحسن تأديته مثلما فعل ايضاً حارسه الذي دافع عن مرماه ببسالة إلا انه عاد ليعتمد من جديد علي كراته الطويلة في الأمام حيث سعي الي استثمار فرصة اندفاع لاعبي العنابي من خلال الهروب بكرات مرتدة سريعة ومتباعدة لم تخلُ من الخطورة رغم قلتها.

أما المحاولات العنابية فقد كانت تتكرر بنفس السيناريو العقيم حيث كان لاعبونا الأكثر استحوازاً والأقرب كثيراً وباستمرار الي مرمي الخصم غير ان أحداً لم يتمكن من ترجمة ذلك الضغط الهجومي الي هدف لتضيع الفرص وسط التراجع المنطقي للاعبي اندونيسيا الذين أحسنوا الدفاع عن مرماهم ليحافظوا علي تقدمهم حتي حانت الدقيقة (83) التي تمكن فيها العنابي اخيراً من وضع حد لعقمه التهديفي الغريب عندما نجح ماجد محمد في ترجمة تلك الهجمة التي مرر فيها كرة عرضية من جهة اليسار الي سعد سطام في اليمين والذي أعادها بدوره الي ماجد برأسية جميلة ليتمكن الأخير من وضعها في المرمي الأندونيسي ليقلص الفارق الي هدف واحد.

وعبثاً حاول العنابي تسجيل هدف التعادل الثاني في الدقائق الأخيرة من المباراة حيث كانت محاولاته الهجومية المتواصلة تتساقط بذات الطريقة في وقت دافع فيه المنتخب الأندونيسي بكل قوة بينما أهدر وسام رزق فرصة سهلة في الدقيقة (85) عندما سدد ضعيفة فوق العارضة بينما ضاعت عند الدقيقة (90) فرصة ثمينة سهلة وأخيرة مرر فيها سعد سطام رجل المباراة الأول كرة خطيرة جداً مرت من أمام ماجد محمد الذي لم يحسن استثمارها لتنتهي المباراة بفوز أندونيسي غير متوقع.


العنابي يسقط في بكين بفعل فاعل !


سقوط حزين سجله منتخبنا الوطني لكرة القدم في ظهوره الاول في بطولة كأس آسيا الثالثة عشرة والمقامة حاليا في الصين وذلك بعد ان فجر اكبر مفاجآت البطولة حتى الآن بخسارته بهدفين مقابل هدف امام المنتخب الاندونيسي المغمور ضمن منافسات المجموعة الاولى والتي تضم ايضا الصين صاحبة الارض والجمهور والمنتخب البحريني‚

وقد تصدر المنتخب الاندونيسي فريق المجموعة بعد ان حصد اول ثلاث نقاط وذلك بعد ان قاد المدرب الفرنسي فيليب تروسييه العنابي الى خسارة بحجم الكارثة في الشارع الرياضي بفضل تخبطاته في التشكيل والتبديل وتغيير مراكز اللاعبين رغم سهولة الفريق المنافس والذي كان الجميع يتوقع ان يقسو عليه العنابي ولكن العكس تماما هو ما حدث‚

هل يقود المسند العنابي في البطولة؟

ترددت اقاويل بعد نهاية المباراة مباشرة بان اتحاد الكرة يفكر بانهاء خدمات تروسييه وتعيين سعيد المسند مدربا للفريق حتى نهاية البطولة‚ خاصة انه موجود حاليا مع بعثة العنابي في العاصمة الصينية بكين‚

واذا حدثت هذه الخطوة فان الهدف منها هو انتشال اللاعبين من حالة الاحباط واحداث صدمة نفسية للفريق للعودة للمنافسة على التأهل الى الدور الثاني وان كان هذا الامر بات غاية في الصعوبة‚

والجدير بالذكر ان تروسييه اعلن رسميا في المؤتمر الصحفي الذي اعقب المباراة انه اتخذ القرار بعدم الاستمرار في قيادة العنابي بعد نهائيات كأس الأمم الآسيوية المقامة حاليا‚

وقد تردد ان مدربا فرنسيا عالميا في طريقه لقيادة العنابي بكأس الخليج وتصفيات كأس العالم‚