![]() |
الجهاد وأنواعه ومراتبه الجهاد وأنواعه ومراتبه ألا تُجاهـد ؟ > > > تتوق نفوس للجهاد في سبيل الله ، وتطير شوقاً إليه ، ، فتـعلّقت >بالثريا ، وهي تمشي على الثرى ، ولكنها رامَتْ عسيرا ، وتمـنّت عزيزاً . > تحرّقوا على وضع أمّـتـهم ، غير أنهم اكتفوا من الغَنيمة بالغُنَيمة ! > فماذا صنع أصحابها ؟ > قعدوا خلف الصفوف ، فلا هُم بالذين بلغوا مُناهم ، ولا هم بالذين مشوا >مع القافلة ، أو ساروا مع الرّكب . > > تركوا أبواب الجهاد المشرعة أمامهم ، ونظروا إلى أبواب لا سبيل إلى >الوصول إليها > > تناسوا مراتب الجهاد ، التي ذكرها ابن القيم في الزّاد > > فللجهاد ثلاث عشرة مرتبة ذكرها ابن القيم ، فقال : > > الجهاد أربع مراتب : > > جهاد النفس ، وجهاد الشيطان ، وجهاد الكفار ، وجهاد المنافقين . > > ثم قال : > > فجهاد النفس أربع مراتب : > > إحداها : أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا >سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها علمه شَقِيتْ في الدارين . > > الثانية : أن يجاهدها على العمل به بعد علمه ، وإلا فمجرد العلم بلا >عمل إن لم يضرها لم ينفعها . > > الثالثة : أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه ، وإلا كان >من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من >عذاب الله . > > الرابعة : أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق >ويتحمل ذلك كله لله ، فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين ، فإن >السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانيا حتى يعرف الحق ويعمل به >ويعلمه فمن علم وعمل وعلم فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماوات . اهـ . > > ثم شرع - رحمه الله - في بيان ما يترتب على جهاد النفس ، فقال : > > وأما جهاد الشيطان فمرتبتان : > > إحداهما : جهاده على دفع ما يلقي إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة >في الإيمان . > > الثانية : جهاده على دفع ما يلقي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات . > > وأما جهاد الكفار والمنافقين فأربع مراتب : > > بالقلب واللسان والمال والنفس ، وجهاد الكفار أخص باليد ، وجهاد >المنافقين أخص باللسان . > > وأما جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات فثلاث مراتب : > الأولى ، باليد إذا قدر ، فإن عجز انتقل إلى اللسان ، فإن عجز جاهد >بقَلْبِه . > > فهذه ثلاثة عشر مرتبة من الجهاد . و من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه >بالغزو مات على شعبة من النفاق. > > ولا يتم الجهاد إلا بالهجرة ، ولا الهجرة والجهاد إلا بالإيمان ؛ >والراجون رحمة الله هم الذين قاموا بهذه الثلاثة قال تعالى : ( إِنَّ >الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ >أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) . > > وقال أيضا : > وأما جهاد الكفار والمنافقين فقد يُكتفى فيه ببعض الأمة إذا حصل منهم >مقصود الجهاد . > وأكمل الخلق عند الله من كمل مراتب الجهاد كلها ، والخلق متفاوتون في >منازلهم عند الله تفاوتهم في مراتب الجهاد ، ولهذا كان أكمل الخلق وأكرمهم على >الله خاتم أنبيائه ورسله فإنه كمّل مراتب الجهاد وجاهد في الله حق جهاده وشرع >في الجهاد من حين بعث إلى أن توفاه الله عز وجل . اهـ . > > تركوا هذه المراتب وغيرها > > نسُوا أن القيام على شؤون الأرامل والمساكين بمنـزلة الجهاد في سبيل >الله . > > قال عليه الصلاة والسلام : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في >سبيل الله ، أو القائم الليل الصائم النهار . رواه البخاري ومسلم . > > وما ذلك إلا لِعِظم هذا الفعل ، ولأن هذا العمل مما يتعدّى نفعه . > > ودُونك يا رعاك الله هذا الباب من أبواب الجهاد قد فُتِح ، ألا وهو باب >هذه العشر . > التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ما العمل في أيامٍ أفضلُ من >العمل في هذا العشر . قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهادُ إلا رجل خرج >يُخاطر بنفسه ومالِهِ فلم يرجع بشيء . رواه البخاري . > > فهذا باب من أبواب الجهاد ، وهذا عمل لا يعدله الجهاد ، إلا في حال >واحدة : مَن خرج بنفسه ومالِه فلم ترجع ولا المال . > > ودونك بابا آخر فُتِح أيضا ، وهو الحج المبرور > فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل >العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : لا ، لكن أفضل الجهاد حج مبرور . رواه البخاري . > > وباب ثالث غَفَل عنه الكثير ، واستهان به كثير > ألا وهو باب قدّمه النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله . > ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : سألت النبي صلى >الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها . قال : ثم >أي ؟ قال : ثم بـرّ الوالدين . قال : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله . > > ولا يعني هذا التهوين من شأن الجهاد في سبيل الله ، إذ هو ذروة سنام >الدّين ، ولكني أردت التنبيه والتذكير بهذه الأبواب المُشرَعة المفتوحة ، >فدونك إياها فاختر ما شئت منها فادخُل ، وخذ ما يُناسبك منها واعمل ، ولا تكن >كالـمُـنْـبَتّ لا أرضا قَطَع ، ولا ظهراً أبقى ! > > دونك أبواب البر ، ومفاتيح الخير ، وطُرُق الأجر > فانهض بعزم ، وسِـر بحزم > ولا تتأخر أو تتقهقر > > قال ابن الجوزي : > سار القوم ورجعتَ ، ووصلوا وانقطعتَ ، وذهبوا وبقيتَ ، فإن لم تلحقهم >شقيتَ > > . > > أفلح قوم إذا دعوا وثبوا == لا يحسبون الأخطار إن ركِبوا > سارُون لا يسألون ما فعل == الفجر ولا كيف مالَت الشهب > عوّدهم هجرهم مطالبة == الراحة أن يَظفُروا بمـا طلبوا > > أيها المبارَك : > لا تحقرن من المعروف شيئا > لا تحقرن كلمة ، فرب كلمة أدخلت الجنة > لا تستصغر نفسك ، فهمّتك مُعلّقة بالثريا > لا تستهن بمقترح تُقدّمـه > أو رأي تطرحـه > أو مشورة تقوم بها > > فقد حُمِيت المدينة يوم الخندق برأي سلمان > وانزاح عن النبي صلى الله عليه وسلم همّـه يوم الحديبية بمشورة أم سلمة > وهزِمت جحافل المشركين يوم بدر بفضل من الله ثم برأي من الحباب بن >المنذر > > إن باستطاعتك أن تفعل الكثير والكثير > باستطاعتك كفالة يتيم > أو رعاية أرملة > أو من في حكمهم ، من زوجات المفقودين والمساجين . > باستطاعتك دعوة كافر إلى الإسلام ، أو ضال إلى طريق الإيمان . > > هل سمعت قَسَم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ > > فقد قال لعليّ رضي الله عنه يوم خيبر : " فو الله لأن يهدي الله بك >رجلا واحداً خير لك من أن يكون لك حُمْر الـنَّـعَـم " . > > هل استهنت بهذا الخير العظيم ، والثواب الجزيل ؟ > > وأقعدك الشيطان عن العمل لهذا الدّين ، رجاء أن تظفر بالذروة ! > فتركك في الحضيض قاعداً عن العمل ، مُزهِّـداً لك سائر القُرُبات ، >ومُحقّرا في عينك بقية الطّاعات ! > > وقد يقول قائل : وهل يُمكن أن يأمر الشيطان بالإحسان ؟! > > فأقول : نعم > > وذلك أنه يأمر بالعمل المفضول ليترك المسلم العمل الفاضل . > > فهل تتصوّر أن يأمرك الشيطان بقراءة القرآن ؟! > > الجواب : نعم > > متى وكيف ؟ > > ربما أمرك بقراءة القرآن ليُفوّت عليك عملاً فاضلا حاضراً ، كأن يأمرك >بقراءة القرآن وقت الأذان أو وقت الأذكار ، فهذه تفوت ويفوت وقتها ، وقراءة >القرآن لا يفوت وقتها . > > وربما أمرك بصلاة النافلة وترك ما يكون نفعه أعظم ، من بِـرّ والد ، >وصلة رحِـم ، وعيادة مريض ، واتّباع جنازة ، ونُصرة مظلوم ، وإغاثة ملهوف ، >ورعاية يتيم أو أرملة ... إلى غير ذلك . > > وقد ذكر ابن القيم رحمه الله سبع عقبات يقعد فيها الشيطان لابن آدم ، >فذكر منها : > > العقبة السادسة : وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات ، >فأمَرَهُ بـها [ يعني الشيطان يأمره بها ] ، وحسّنها في عينه وزيّنها له ، >وأَراه ما فيها من الفضل والربح ليشغله بـها عما هو أفضل منها وأعظم كسبا >وربحاً ، لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله >ودرجاته العالية فشغله بالمفضول عن الفاضل ، وبالمرجوح عن الراجح ، وبالمحبوب >لله عن الأحبّ إليه ، وبالمرضي عن الأرضى له . ولكن أين أصحاب هذه العقبة ؟ >فهم الأفراد في العالم ، والأكثرون قد ظفِر بـهم في العقبات الأول ، فإن نجا >منها بفِقْهٍ في الأعمال ومراتبها عند الله ومنازلها في الفضل ، ومعرفة >مقاديرها والتمييز بين عاليها وسافلها ، ومفضولها وفاضلها ، ورئيسها ومرؤسها ، >وسيدها ومَسُودِها ، فإن في الأعمال والأقوال سيداً ومسوداً ، ورئيسا ومرؤوسا >، وذروة وما دونـها ، كما في الحديث الصحيح : سيد الاستغفار أن يقول العبد : >اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت .. الحديث ، وفي الحديث الآخر : الجهاد ذروة >سنام الأمر ... ولا يقطع هذه العقبة إلا أهل البصائر والصدق من أولى العلم >السائرين على جادة التوفيق قد أنْـزَلُوا الأعمال منازلها ، وأعطوا كل ذي حق >حقه . انتهى كلامه رحمه الله . > > فحــتّـــــــــــــامَ أنت جالس لا تُجاهد ؟! > > حـتّـام : تعني : حتى متى ! > > والله يتولاك > |
الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:13 AM. |
Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd