السؤال:
أنا أعلم بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أحد عظماء الصحابة ، ورابع خليفة للمؤمنين ، وأنه لم يسجد لصنم ، ولذلك نقول عند ذكره : كرّم الله وجهه .
والسؤال : من أول من استخدم عبارة ( كرّم الله وجهه ) عند ذكر علي بن أبي طالب ؟.
الجواب:
الحمد لله
الظاهر أن أول من استعمل عبارة " كرم الله وجهه " في حق عليٍّ رضي الله عنه : هم الشيعة وقد تبعهم بعض الكتَّاب ممن انطلى عليهم قول الشيعة ، وكثير من النُّساخ الجهلة .
1. قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى :
قلت : وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب أن يفرد علي رضي الله عنه بأن يقال " عليه السلام " من دون سائر الصحابة أو " كرم الله وجهه " ، وهذا وإن كان معناه صحيحا لكن ينبغي أن يسوى بين الصحابة في ذلك فإن هذا من باب التعظيم والتكريم والشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه رضي الله عنهم .
" تفسير ابن كثير " ( 3 / 517 – 518 ) .
2. وقالت اللجنة الدائمة :
تلقيب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه وتخصيصه بذلك من غلو الشيعة فيه ، ويقال إنه من أجل أنه لم يطَّلع على عورة أحد أصلاً ، أو لأنه لم يسجد لصنم قط .
وهذا ليس خاصّاً به بل يشاركه غيره من الصحابة الذين وُلدوا في الإسلام .
والله أعلم .
السؤال:
ما حكم أن نقول علي بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم هل هذا يصحّ أم لا ؟.
الجواب:
الحمد لله
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية :
[ عن ] رجل قال في علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنه ليس من أهل البيت ولا تجوز الصلاة عليه، والصلاة عليه بدعة ؟
فأجاب :
أما كون علي بن أبي طالب من أهل البيت ، فهذا مما لا خلاف بين المسلمين فيه ، وهو أظهر عند المسلمين من أن يحتاج إلى دليل ، بل هو أفضل أهل البيت ، وأفضل بني هاشم بعد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه أدار كساه على علي وفاطمة وحسن وحسين ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا " .
وأما الصلاة عليه منفردا فهذا ينبني على أنه هل يصلَّى على غير النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الانفراد منفردا مثل أن يقول : اللهم صلِّ على عمر أو علي ، وقد تنازع العلماء في ذلك فذهب مالك والشافعي وطائفة من الحنابلة إلى أنه لا يصلى على غير النبي صلى الله عليه وسلم منفردا ، كما روي عن ابن عباس أنه قال : " لا أعلم الصلاة تنبغي على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم "، وذهب الإمام أحمد وأكثر أصحابه إلى أنه لا بأس بذلك ، لأن علي بن أبي طالب قال لعمر بن الخطاب : صلَّى الله عليك ، وهذا القول أصح وأولى ، ولكن إفراد واحد من الصحابة والقرابة كعلي أو غيره بالصلاة عليه دون غيره مضاهاة للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث يجعل ذلك شعاراً معروفاً باسمه ، هذا هو البدعة .
" الفتاوى الكبرى " ( 1 / 56 ). (
www.islam-qa.com)