#1  
قديم 23/03/2004, 12:24 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
الــزواج تــاج الـفــضــيـلة ؟

الزواج سنة الأنبياء والمرسلين، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد أرسلنا رسلًا من قبلك وجعلنا لهم أزواجًا وذرية‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 38‏]‏‏.‏

وهو سبيل المؤمنين، استجابة لأمر الله سبحانه‏:‏ ‏{‏وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم‏.‏ وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنهم الله من فضله‏}‏ ‏[‏النور‏:‏ 32-33‏]‏‏.‏

فهذا أمرٌ من الله ـ عز شأنه ـ للأولياء بإنكاح من تحت ولايتهم من الأيامي ـ جمع أيم ـ وهم من لا أزواج لهم من رجال ونساء، وهو من باب أولى أمر لهم بإنكاح أنفسهم طلبًا للعفة والصيانة من الفاحشة ‏.‏

واستجابة لأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏(‏يا معشر الشباب‏!‏ من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء‏)‏ متفق على صحته‏.‏

والزواج تلبية لما في النوعين‏:‏ الرجل والمرأة من غريزة النكاح ـ الغريزة الجنسية ـ بطريق نظيف مثمر‏.‏

ولهذه المعاني وغيرها لا يختلف المسلمون في مشروعية الزواج، وأن الأصل فيه الوجوب لمن خاف على نفسه العنت والوقوع في الفاحشة، لا سيما مع رقة الدين، وكثرة المغريات، إذ العبد ملزم بإعفاف نفسه، وصرفها عن الحرام، وطريق ذلك‏:‏ الزواج‏.‏

ولذا استحب العلماء للمتزوج أن ينوي بزواجه إصابة السنة، وصيانة دينه وعرضه، ولهذا نهى الله سبحانه عن العَضْلِ، وهو‏:‏ منع المرأة من الزواج، قال الله تعالى‏:‏ ‏{فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 232‏]‏‏.‏

ولهذا أيضًا عظَّم الله ـ سبحانه ـ شأن الزواج، وسَمَّى عقده‏:‏ ‏{‏ميثاقًا غليظًا‏}‏[‏النساء‏:‏ 21‏]‏‏.‏‏ في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 21‏]‏‏.‏

وانظر إلى نضارة هذه التسمية لعقد النكاح، كيف تأخذ بمجامع القلوب، وتحيطه بالحرمة والرعاية، فهل يبتعد المسلمون عن اللقب الكنسي ‏(‏العقد المقدس‏)‏ الوافد إلى كثير من بلاد المسلمين في غمرة اتباع سَنَن الذين كفروا ‏؟‏‏!‏‏!‏

فالزواج صلة شرعية تُبْرم بعقد بين الرجل والمرأة بشروطه وأركانه المعتبرة شرعًا، ولأهميته قَدَّمه أكثر المحدِّثين والفقهاء على الجهاد، ولأن الجهاد لا يكون إلا بالرجال، ولا طريق له إلا بالزواج، وهو يمثل مقامًا أعلى في إقامة الحياة واستقامتها، لما ينطوي عليه من المصالح العظيمة، والحكم الكثيرة، والمقاصد الشريفة، منها ‏:‏

1ـ حفظ النسل وتوالد النوع الإنساني جيلًا بعد جيل، لتكوين المجتمع البشري، لإقامة الشريعة وإعلاء الدين، وعمارة الكون، وإصلاح الأرض، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً‏}‏ الآية ‏[‏النساء‏:‏ 1‏]‏، وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وهو الذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربك قديرًا‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 54‏]‏‏.‏

أي‏:‏ أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الآدمي من ماء مهين، ثم نشر منه ذرية كثيرة وجعلهم أنسابًا وأصهارًا متفرقين ومجتمعين، والمادة كلها من ذلك الماء المهين، فسبحان الله القادر البصير ‏.‏

ولذا حثَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على تكثير الزواج، فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

‏(‏تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة‏)‏ رواه الإمام أحمد في مسنده‏.‏

وهذا يرشح الأصل المتقدم للفضيلة‏:‏ ‏(‏القرار في البيوت‏)‏ لأن تكثير النسل غير مقصود لذاته، ولكن المقصود ـ مع تكثيره ـ صلاحه واستقامته وتربيته وتنشئته، ليكون صالحًا مصلحًا في أمته وقُرَّة عين لوالديه، وذِكرًا طيبًا لهما بعد وفاتهما، وهذا لا يأتي من الخراجة الولاجة، المصروفة عن وظيفتها الحياتية في البيت، وعلى والده الكسب والإنفاق لرعايته، وهذا من أسباب الفروق بين الرجل والمرأة ‏.‏

2ـ حفظ العرض، وصيانة الفرج، وتحصيل الإحصان، والتحلي بفضيلة العفاف عن الفواحش والآثام ‏.‏

وهذا المقصد يقتضي تحريم الزنى ووسائله من التبرج والاختلاط والنظر، ويقتضي الغيرة على المحارم من الانتهاك، وتوفير سياجات لمنع النفوذ إليها، ومن أهمها‏:‏ ضرب الحجاب على النساء، فانظر كيف انتظم هذان المقصدان العمل على توفير أصول الفضيلة ـ كما تقدم ـ ‏.‏

3ـ تحقيق مقاصد الزواج الأخرى، من وجود سكن يطمئن فيه الزوج من الكدر والشقاء، والزوجة من عناء الكد والكسب‏:‏ ‏{‏ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 228‏]‏‏.‏

فانظر كيف تتم صلة ضعف النساء بقوة الرجال، فيتكامل الجنسان ‏.‏

والزواج من أسباب الغنى ودفع الفقر والفاقة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم‏}‏ ‏[‏النور‏:‏ 32‏]‏‏.‏

والزواج يرفع كل واحد منهما من عيشه البطالة والفتنة إلى معاش الجد والعفة، ويتم قضاء الوطر واللذة والاستمتاع بطريقه المشروع‏:‏ الزواج ‏.‏

وبالزواج يستكمل كل من الزوجين خصائصه، وبخاصة استكمال الرجل رجولته لمواجهة الحياة وتحمل المسؤولية ‏.‏

وبالزواج تنشأ علاقة بين الزوجين مبنية على المودة والرحمة والعطف والتعاون، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون‏}‏ ‏[‏الروم‏:‏ 21‏]‏‏.‏

وبالزواج تمتد الحياة موصولة بالأسر الأخرى من القرابات والأصهار، مما يكون له بالغ الأثر في التناصر والترابط وتبادل المنافع‏.‏

إلى آخر ما هنالك من المصالح التي تكثر بكثرة الزواج، وتقل بقلته، وتفقد بفقده‏.‏

وبالوقوف على مقاصد الزواج، تعرف مضار الانصراف عنه؛ من انقراض النسل، وانطفاء مصابيح الحياة، وخراب الديار، وقبض العفة والعفاف، وسوء المنقلب‏.‏

ومن أقوى العلل للإعراض عن الزواج‏:‏ ضعف التربية الدينية في نفوس الناشئة، فإن تقويتها بالإيمان يكسبها العفة والتصون، فيجمع المرء جهده لإحصان نفسه ‏{‏ومن يتق الله يجعل له مخرجًا‏}‏ ‏[‏الطلاق‏:‏ 2‏]‏ ‏.‏

ومن أقوى العلل للإعراض عن الزواج‏:‏ تفشي أوبئة السفور والتبرج والاختلاط؛ لأن العفيف يخاف من زوجة تستخف بالعفاف والصيانة، والفاجر يجد سبيلًا محرمًا لقضاء وطره، متقلبًا في بيوت الدعارة‏.‏

نعوذ بالله من سوء المنقلب ‏.‏

فواجب لمكافحة الإعراض عن الزواج‏:‏ مكافحة السفور والتبرج والاختلاط، وبهذا يُعلم انتظام الزواج لأصول الفضيلة المتقدمة ‏.‏

الأصل: التاسع وجـوب حـفـظ الأولاد عن البدايات المضلة

من أعظم آثار الزواج‏:‏ إنجاب الأولاد، وهم أمانة عند مَن ولّي أمرهم من الوالدين أو غيرهما، فواجب شرعًا أداء هذه الأمانة بتربية الأولاد على هدي الإسلام، وتعليمهم ما يلمهم في أمور دينهم ودنياهم، وأول واجب غرس عقيدة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتعميق التوحيد الخالص في نفوسهم، حتى يخالط بشاشة قلوبهم، وإشاعة أركان الإسلام في نفوسهم، والوصية بالصلاة، وتعاهدهم بصقل مواهبهم، وتنمية غرائزهم بفضائل الأخلاق، ومحاسن الآداب، وحفظهم عن قرناء السوء وأخلاط الردى‏.‏

وهذه المعالم التربوية معلومة من الدين بالضرورة، ولأهميتها أفردها العلماء بالتصنيف، وتتابعوا على ذكر أحكام المواليد في مثاني التآليف الفقهية وغيرها‏.‏

وهذه التربية من سُنن الأنبياء، وأخلاق الأصفياء ‏.‏

وانظر إلى هذه الموعظة الجامعة، والوصية الموعبة النافعة، من لقمان لابنه‏:‏ ‏{‏وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بُنيَّ لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم‏.‏ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكُرْ لي ولِوالديك إليَّ المصير‏.‏ وإن جاهداك على أن تُشْرِك بي ما ليس لَكَ بِهِ علمٌ فلا تطعهما وَصَاحبْهُمَا في الدُّنيا معروفًا واتَّبِعْ سبيلَ مَن أنابَ إليَّ ثم إليَّ مَرجعُكم فأنبئكم بما كُنتُم تَعمَلون ‏.‏ يا بُنيَّ إنها إِن تكُ مثقالَ حبَّةٍ من خردلٍ فتكُن في صخرةٍ أو في السماء أو في الأرضِ يأتِ بها الله إنَّ الله لطيفٌ خبيرٌ ‏.‏ يَا بُنيَّ أَقِمِ الصَّلاة وأمُرْ بِالـمَعروفِ وانهَ عن المنكر واصبِر على ما أصابَكَ إنَّ ذلك مِن عَزْم الأمور ‏.‏ ولا تُصَعِّر خدَّك للنَّاسِ ولا تمشِ في الأرضِ مرحًا إنَّ اللهَ لا يحبُّ كلَّ مُختالٍ فخور‏.‏ واقصِدْ في مشيكَ واغْضض من صَوتكَ إنَّ أَنكرَ الأصواتِ لصوتُ الحميرِ‏}‏ ‏[‏لقمان‏:‏ 13 - 19‏]‏ ‏.‏

قد انتظمت هذه الموعظة من الوالد لولده أصول التربية، وتكوين الولد، وهي ظاهرة لمن تأملها ‏.‏

وقال الله عز شأنه‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا ‏.‏‏.‏‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 6‏]‏‏.‏

فالولد من أبيه، فيشمله لفظ‏:‏ ‏{‏أنفسكم‏}‏، والولد من الأهل فيشمله‏:‏ ‏{‏وأهليكم‏}‏ ‏[‏التحريم‏:‏ 6‏]‏‏.‏، وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ في تفسير هذه الآية، أنه قال‏:‏

‏(‏علموهم وأدبوهم‏)‏ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ‏[‏العيال‏:‏ 1/ 495‏]‏‏.‏

والذرية الصالحة من دعاء المؤمنين كما في قول الله تعالى‏:‏ ‏{‏والذين يقولون ربنا هبْ لنَا من أزْواجِنَا وذُرِّياتنا قرةَ أعينٍ واجْعلنَا للمتِّقينَ إِمَامًا‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏74‏]‏‏.‏

قال الحسن البصري ـ رحمه الله تعالى ‏:‏ ‏(‏الرجل يرى زوجته وولده مطيعين لله عز وجل، وأي شيء أقر لعينه من أن يرى زوجته وولده يطيعون الله ـ عزو جل ـ

ذكره‏)‏ ‏.‏ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ‏[‏العيال‏:‏ 2/ 617‏]‏‏.‏

وفي الحديث المتفق على صحته عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال‏:‏ سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ في أهل بيته وهو مسؤول عنهم‏)‏‏.‏

وجليٌّ من هذه النصوص، وجوب تربية الأولاد على الإسلام، وأنها أمانة في أعناق أوليائهم، وأنها من حق الأولاد على أوليائهم من الآباء والأوصياء وغيرهم، وأنها من صالح الأعمال التي يتقرب بها الولدان إلى ربهم، ويستمر ثوابها كاستمرار الصدقة الجارية، وقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث‏:‏ علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية‏)‏، وأن المفرط في هذه الأمانة آثم عاصٍ لله تعالى، يحمل وزر معصيته أمام ربه، ثم أمام عباده‏.‏

عن حميد الضَّبعي قال‏:‏ كُنَّا نسمع أن أقوامًا سحبوهم عيالاتهم على المهالك‏.‏ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ‏[‏العيال‏:‏ 2/ 622‏]‏‏.‏

والله سبحانه يقول‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوًا لكم فاحذروهم ‏.‏‏.‏‏}‏ ‏[‏التغابن‏:‏ 14‏]‏‏.‏

ومن عدواتهم للوالدين‏:‏ التفريط في تربيتهم، لما يؤول إليه من التأثيم ‏.‏

قال قتادة بن دعامة السدوسي ـ رحمه الله تعالى ـ‏:‏ كان يقال‏:‏ إذا بلغ الغلام فلم يزوجه أبوه فأصاب فاحشة أثم الأب ‏.‏ رواه ابن أبي الدنيا في ‏[‏كتاب العيال‏:‏ 1/172‏]‏‏.‏

وقال مقاتل بن محمد العتكي‏:‏ حضرت مع أبي وأخي عند أبي إسحاق ـ إبراهيم الحربي ـ ، فقال إبراهيم الحربي لأبي‏:‏ هؤلاء أولادك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ احذر لا يرونك حيث نهاك الله فتسقط من أعينهم ‏.‏ كما في ‏[‏صفة الصفوة‏]‏ لابن الجوزي‏.‏

وأن هذا التفريط يوجب عزل ولايته، أو ضم صالح إليه، إذ القاعدة أنه لا ولاية لكافر ولا لفاسق، لخطر تلك المحاضن على المواليد في إسلامهم وأخلاقهم‏.‏

والشأن هنا في تشخيص البدايات المضرة، والأوليات المضلة التي يواجهها الأطفال، الذين بلغوا مرحلة التمييز بين الأشياء بالتفريق بين النافع والضار، والتمييز يختلف باختلاف قدرات الأطفال، وهي تلك البدايات التي يتساهل فيها في تربية الذرية بدافع العاطفة والوجدان، حتى إذا بلغ المولود رشده كان قد استمرأ هذه الأذايا، وخالطت دمه وقلبه، وكسرت حاجز النفرة بينه وبين ما يضره أو يضله، فيبقى الوالدان والأولياء في اضطراب ونكد، ومكابدة في العودة بهم إلى طريق السلامة، فكأن لسان الحال يقول‏:‏ ‏{‏يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 56‏]‏‏.‏

فصار حقًا علينا بيان هذا الأصل، الذي يقوم على أسس الفطرة، والعقيدة الصحيحة، والعقل السليم، في دائرة الكتاب والسنة، ولفت نظر الأولياء إليه، ليكون وعاءً للتربية الأولية للمواليد، وحفظهم من البدايات المضرة بدينهم ودنياهم، فمن هذه البدايات المضرة بالفضائل، لا سيما الحجاب‏:‏
الأستاذ الدكتور الشيخ بكر عبدالله أبي زيد
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24/03/2004, 09:17 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
تحديد النسل

قال (ص) : تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم غداً في القيامة[1].

مدخل:

تضمنت بعض النصوص الإسلامية التصريح بأن الغاية الأساسية من تكوين الأسرة هي حفظ النوع البشري من خلال تلبية الغريزة الجنسية بالاتصال الجنسي بين الزوجين،وعلى هذا الأساس يكون للزواج ثمرات عدة:

منها: حصانة المكلف ذكراً كان أم أنثى من خلال الإشباع الجنسي.

ومنها: حفظ النوع البشري من خلال التناسل الذي هو ثمرة الإشباع الجنسي.

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بقوله تعالى:- (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ([2].

هذا ويوجد اعتقاد شائع بين المسلمين بمطلوبية إكثار النسل لكون ذلك من الأمور التي رغب الشارع المقدس فيها وطلبها وندب إليها،وهناك نصوص صحيحة تؤيد هذا الاعتقاد،بل تدل عليه كما هو الحديث النبوي الذي افتتحنا به المقام.

وعندئذٍ نبتلى بمسألة مهمة وهي:

إن ما ذكر سوف يكون حجر عثرة في الدعوة إلى تحديد النسل فضلاً عن الإفتاء بجوازه،فهل أن تحديد النسل حرام شرعاً،ويقال لكل من أفتى بالجواز فيه بأنه مجتهد مقابل النص أو لا؟….

نحتاج في مقام الجواب إلى تقديم مقدمة نتعرض بعدها إلى بعض النقاط فنقول:

المقدمة:

لا ريب في أن مسألة الإنجاب وعدمها من الأمور التي تعود إلى الزوجين فهما اللذان يقرران الإنجاب وعدم الإنجاب،لكون ذلك من حقوقهما الشخصية التي ليس لأحد التدخل فيها،نعم في بعض الموارد إذا كانت الأمة بحاجة إلى الأولاد ذكوراً كانوا أم إناثاً فهنا يكون الولد حق للأمة وبالتالي يجوز للحاكم الشرعي أن يأمر بالإنجاب.

بل ترقى بعض الفقهاء فذكر أن مسألة الإنجاب مسألة شخصية تختص بخصوص الزوجة فالأمر فيها يعود إليها فهي التي تقرر إن شاءت الإنجاب أنجبت وإلا فليس للزوج الحق في أن يجبرها عليه كما أنه ليس له الحق في منعها عنه.

وعلى هذا ليس أمر إنجابها وعدمه رهين رضا الزوج وقبوله بل هو رهين قناعتها الشخصية هي وقبولها،فلا تحتاج في الإقدام على الإنجاب وعدمه إلى تحصيل رضا زوجها.

ثم إنه بمجرد انعقاد النطفة وولوج الروح لا يجوز للأبوين حرمان الولد من حق الحياة بالقيام بعملية الإجهاض.

إلا أن الكلام الذي ينبغي الالتفات إليه هو:

هل يوجد دليل شرعي يدل على لزوم الإنجاب بحيث يكون الامتناع عنه سبباً شرعياً يؤدي إلى مخالفة شرعية أو أنه لا يوجد ما يدل على ذلك؟…

قد يقال بثبوت ذلك من خلال الاعتماد على النص الذي افتتحنا به المقام ومن خلال غيره من النصوص الواردة في كثرة طلب الولد والنصوص الواردة في الأذان في البيت لزيادة الأولاد وما شابه ذلك،من خلال أنها واردة بنحو الأمر وهو ظاهر في الوجوب فعندها يفتى بوجوب كثرة التناسل والإنجاب.

بل قد يتمسك بقوله تعالىلا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان إثماً كبيراً([3].

حيث دلت على المنع من قتل الأود بجميع الصور المتصورة للقتل التي منها منع انعقاد النطفة كما هو غرض منع الحمل وهذا النهي دال على الحرمة.

ثم إنه بناءاً على هذا سوف نحتاج ملاحظة ذلك وبالخصوص الحديث النبوي التي جعلناه محور بحثنا فسيكون حديثنا في جهات:

الأولى: شرح مفاد الحديث الشريف:

إن المستفاد من الحديث النبوي بحسب ظهوره الأولي هو لزوم كثرة التناسل وأن المنع عنه مدعاة إلى ارتكاب المكلف مخالفة شرعية كما أن ذلك يعد إقداماً على فعل محرم.

لكن هذا الظهور تمنع عن قبوله عدة احتمالات تستوجب صرف الظهور عن هذا المعنى المتصور، نشير لبعضها على نحو الاختصار:

الأول: لقائل أن يقول: إن هذا الحكم الوارد في النص من الأحكام الولائية السياسية فليس هو حكم تشريعي،بمعنى أن ضعف المسلمين في السابق وقلة عددهم وشوكتهم كانت تستدعي الإقدام على تكثير النسل والحث عليه من أجل أن تكون للإسلام كلمة عليا وقوة ضاربة.

أما اليوم وبعد أن كثر عدد المسلمين بصورة كبيرة جداً فلا معنى لبقاء الحكم على حاله بل ينتفي هذا الحكم بإنتفاء موضوعه.

وبعبارة أخرى: إن القضية الواردة في النص قضية خارجية وليست قضية حقيقية حتى تجري في كل مكان وزمان،بل هي قضية خارجية ناظرة إلى وقت كانت كثرة الأولاد دليلاً على القدرة والشوكة بحيث كانت الأقوام تتفاخر بكثرة الأولاد والأموال.

ويشهد لما ذكرنا من أن ذلك كان مختصاً بفترة زمنية كان ينظر فيها إلى أن كثرة دليلاً على القوة والمنعة ما حكاه الله سبحانه وتعالى عن المترفين في الأمم السابقة،قال سبحانه:- (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنما بما أرسلتم به كافرون.وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين([4].

فإذا ثبت اليوم أن كثرة النفوس توجب الضعف والفقر والجهل والمرض والبطالة فلا تكون سبباً للافتخار بل سوف تكون سبباً للفشل والتواني فلا ريب في عدم محبوبية الإنجاب فضلاً عن الإكثار منه والدعوة إليه.

وقد يقرب هذا الاحتمال لكن بتصوير مغاير فنقول:

إن الداعي للحث على تكثير النسل هو تهديد الحالة الاقتصادية حياة الناس في الزمن السابق حيث كان القحط والجوع عاملين رئيسيين في تهديد حياة الكثير من الناس إما للفقر أو لعدم التمكن من نقل المؤن أو لغير ذلك.

لكن اليوم قد تغيرت الحال حيث صار بالإمكان نقل المواد الغذائية من بلد إلى بلد آخر وبسهولة جداً،مضافاً إلى كثرة الأمراض في السابق مما يعني قلة متوسط الأعمار عما هو عليه اليوم.

هذا كله كان داعياً إلى الدعوة إلى تكثير النسل والحث على ذلك.

الثاني: إن الحث على الإكثار من النسل والدعوة إليه لابد من تقييدها بصورة تمكن الأبوين من تربية الأولاد والذرية المنجبة تربية تؤدي بها إلى الصلاح والهدى حسب مقاييس الإسلام.

ودليلنا على لزوم هذا التقييد الحديث النبوي الذي تضمن المباهاة والمفاخرة يوم القيامة بكثرة النسل،ومن المعلوم أن المباهاة والمفاخرة لن تكون إلا بالكثرة الصالحة كما هو منطلق القانون العقلائي لا أن التباهي والتفاخر يرى العقلاء حسنه حتى بالكثرة غير الصالحة.

وعلى هذا لو غلب الظن على عدم قدرة الأبوين على تربية ما زاد على قدر معين من الأولاد تربية صالحة ،بل سيؤدي الإنجاب إلى كثرة غير صالحة فلا ريب في انتفاء مفاد الحديث.

الثالث: لقائل أن يقول: قد سلمنا بالدعوة إلى الإكثار من الإنجاب،إلا أن الظروف الراهنة لا تساعد على ذلك،وعليه يكون المقام من موارد الأحكام الثانوية،وعلى هذا سوف نرفع اليد حينئذٍ عن الحكم الأولي الداعي إلى الإكثار من الإنجاب.

نعم هنا لابد من الالتفات إلى أن ما ذكرناه من اختلال الظروف الخارجية التي تستوجب ارتفاع الحكم الأولي للإنجاب ليس نفياً للإيمان بالله سبحانه وتعالى وعدم ثقة به وعدم التوكل عليه فيما يرجع الأمر إليه،قال تعالى:- )لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً([5].

الرابع: لابد من تقييد الحديث وغيره من الأدلة الدالة على ذلك بما إذا لم يكن هناك ضرر على الأم،فإذا كان هناك ضرر عليها فلابد من ملاحظة هذا الدليل الدال على تكثير النسل مع الأدلة الدالة على حرمة الإضرار بالنفس.

والظاهر أن دليل حرمة الإضرار بالنفس مقدم على مفاد أدلة إكثار النسل لو كانت ظاهرة في الوجوب،فضلاً عما إذا كانت ظاهرة في الاستحباب.

والإنصاف إن عمدة ما يستفاد من هذا الحديث بضمه إلى النصوص الدالة على جواز العزل والوجوه التي ذكرناه كمنبهات على نفي الوجوب هو الاستحباب فعندها نرفع اليد عن كون الحديث ظاهراً بحسب المعنى الأولي في الوجوب.

وهنا ينبغي الالتفات إلى أن المنبهات والاحتمالات التي ذكرناه في التوقف في ظهور هذه الأدلة على الوجوب بنفسها تجري أحياناً بالنسبة إلى الاستحباب.

التمسك بالآية:

بقي في الختام أن نشير إلى الجواب عن التمسك بالآية المباركة على عدم مشروعية تحديد النسل فنقول:

إن الآية المباركة في مقام الحديث عن إبطال معتقد جاهلي كان يتضمن قتل الأولاد بعد ولادتهم خوفاً من الفقر والعوز لأنهم كانوا يعتقدون أن الرزق من الأبوين لعدم إيمانهم بكون الرزق من الله سبحانه وتعالى.

ومن الواضح أن هذا أجنبي عما نحن فيه لأننا لا نعتقد أن الرزق بيد أي من الأبوين بل هو أمر إلهي بيد الله سبحانه وتعالى هو الرازق يرزق من يشاء بغير حساب،كما أن تحديد النسل ليس قتلاً للأولاد حيث أن التحديد يكون قبل انعقاد النطفة كما هو معلوم.

نعم نحن ضد كل من يكون غايته في تحديد النسل هو خصوص الخوف من الفقر والعوز لأن ذلك لا يتوافق مع خط الإيمان بالله سبحانه وتعالى والثقة به.

وعلى هذا تكون النتيجة التي وصلنا لها هي: أن عملية تحديد النسل عملية مشروعة ولا يوجد في ذلك أي تصور لحصول اجتهاد مقابل النص حين فتوى الفقيه بالجواز لما عرفت من عدم تمامية دليل من الأدلة على وجوب تكثير النسل.

الثانية: مشروعية تحديد النسل:

ويدلنا على مشروعية قيام الزوجين بتحديد نسلهما بمنع الحمل أمرين:

1-عدم وجود دليل يدل على حرمة منع الحمل وتحديد النسل فيرجع إلى الأصل العملي وهو قاض بالجواز.

2-التمسك بالنصوص الشرعية الدالة صراحة على جواز العزل عن الزوجة فقد جاء في صحيح محمد بن مسلم عن أحدهما(ع): أنه سئل عن العزل،فقال: أما الأمة فلا بأس،فأما الحرة فإني أكره ذلك إلا أن يشترط عليها حين يتزوجها[6].

ومن الواضح أن عملية العزل في عصر صدور النصوص الشرعية التي تقدمت الإشارة إليها كانت هي الوسيلة الوحيدة المعروفة لتحديد النسل ومنع الحمل.

الجهة الثالثة: وسائل تحديد النسل:

بعدما ثبت شرعاً جواز تحديد النسل باستخدام ما يمنع عن حصول الحمل وانعقاد النطفة نستكشف من ذلك جواز استخدام بعض الوسائل التي تؤدي الغاية المطلوبة،والوسائل المؤدية إلى ذلك على أقسام ثلاثة:

الأول: الوسائل التي يكون استخدامها مخالفاً للشرع قطعاً بعنوانه الأولي كالإجهاض وترك الزواج والإقبال على المحرمات والميل إلى الجنس المماثل.

الثاني: الوسائل التي لا يكون في استخدامها أي حرمة لا بالذات ولا بالعرض.

الثالث: الوسائل التي يجوز استخدامها ذاتاً إلا أنه قد تقع في وقت استخدامها بعض الأمور المحرمة تصاحب استخدامها.

ونحن نقتصر على بيان خصوص القسمين الثاني والثالث.

الوسائل التي ليست محرمة ذاتاً ولا عرضاً:

وهي الوسائل التي لا يحرم استخدامها بنظر الشرع، كما أنه لا يصاحب استخدامها وقوع المستخدم لها في الحرام مثل:

1-استخدام أقراص منع الحمل،شرط أن لا يكون في استخدامها ضرر خاص معتد به على الزوجة.

2-العزل عن الزوجة،بمعنى إفراغ المني خارج القبل حين الجماع.

ولا يفرق في جواز العزل بين الزوجة الدائمة والمنقطعة،نعم يكره ذلك في الزوجة الدائمة إلا إذا حصل رضى منها أو كان ذلك بوجود اشتراط عليها من حين العقد.

وهل للزوجة منع الزوج عن الإفراغ في قبلها؟…

الأظهر هو حرمة ذلك،إلا إذا رضى الزوج أو اشترطت هي عليه حين التزويج.

3-استخدام الكيس الواقي عن وقوع المادة في الرحم.

4-شرب الزوج دواء يقضي على إمكانية الإخصاب في المني.

5-استخدام الجداول الزمانية التي تبين زمان انعقاد النطفة في أوقات خاصة.

الوسائل التي يجوز استخدامها إلا أن ذلك يصاحب ارتكاب محرم:

وهذه الأمور جائزة كما قدمنا من الناحية الشرعية ،لكن استخدامها غالباً يصاحبه وقوع المستخدم لها في المحرم،ومن هذه الأمور:

1-نصب آلة في رحم المرأة،وهو ما يعبر عنه باللولب -بناءاً على أن اللولب لا يقتل النطفة بعد انعقادها وإنما هو يمنع عن الانعقاد-فإن هذا العمل في نفسه جائز ومشروع كما عرفنا ذلك سابقاً.

إلا أن المشكلة التي تواجه مستخدميه عملية تركيبه حيث أن تثبيته غالباً يستدعي نظر الغير إلى العورة،وهذا كما هو معلوم محرم،نعم لو كان المثبت له هو الزوج أمكن الخروج عن هذه المشكلة.

2-عملية التعقيم المؤقت من خلال القيام بسد الأنابيب التناسلية أو ما شابه ذلك كما هو معروف عند أهل الاختصاص.

فإن هذه العملية جائزة حيث لا يوجد عندنا دليل دال على حرمة هذا العمل،لكن المشكلة السابقة التي قدمناها بالنسبة لللولب تجري في المورد أيضاً حيث لا يمكن تحقيق هذه العملية من غير نظر الغير.

نعم لو ثبت أن ذلك ضرورة كان مثل جواز مراجعة المرأة للطبيب الأجنبي عند الضرورة فيحكم بالجواز.

3-ما أفتى به بعض الفقهاء من جواز إجراء عملية التعقيم الدائم بحيث لا يكون في مقدرة الزوجين القيام بعملية الإنجاب مرة أخرى.

ولعل هذا الوجه يعود إلى أن حفظ إمكانية الإستيلاد ليس من الواجبات في الشريعة الإسلامية كما أنه ليس من حقوق الزوجية.

وعلى أي حال يبقى هذا الطريق يواجه نفس المشكلة السابقة التي واجهها ما تقدمه .




--------------------------------------------------------------------------------

[1] الوسائل ب 1 من أبواب الأولاد ح 14.

[2] سورة النحل الآية رقم 72.

[3] سورة الإسراء الآية رقم 31.

[4] سورة سبأ الآية رقم 34-35.

[5] سورة الإسراء الآية رقم 31.

[6] الوسائل ب 76 من أبواب مقدمات النكاح ح 1.
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26/03/2004, 11:41 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
[SIZE=6]كيفَ تـُسْـعِد زوجَـتَك
............ كيفَ تـُسْـعِد زوجَـتَك ......


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) وحديث :" ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم " .


واجبات الزوج نحو زوجته :


1 - حسن الاستهلال عند الدخول إلى البيت مثل البدء بالسلام ، وطلاقة الوجه والمصافحة

2 - عذوبة الخطاب ، ولطافة النداء ، من خلال الكلمة ، والاهتمام بالزوجة ، وإشعارها بذلك ، ووضوح الكلام والتأني والنداء بأحب الأسماء أليها .

3 - الإيناس والتسلية ، فقد كان من هديه صلي الله عليه وسلم إيناس أزواجه والسهر معهن ، مع كثرة مشاغله ، وعظم أعبائه صلي الله عليه وسلم .

4 - الترويح والملاعبة ، وفي حديثه صلى الله عليه وسلم " كل شئ ليس من ذكر الله لهو ولعب إلا في أربعة : ملاعبة الرجل امرأته ، وتأديب الرجل فرسه ، ومشى الرجل بين الغرضين (الهدفين في الرماية ) وتعليم الرجل السباحة ".

5 - التعاون المنزلي : مشاركة الزوج في أعمال المنزل مثل : إعداد الطعام ، أو شرائه ، أو ترتيب البيت ….. إلخ ، يُدخل السرور علي الزوجة ، ويقوي مشاعر المودة والمحبة بينهما .

6 - التشاور وواقعة رأي أم المؤمنين أم سَلَمَة في صلح الحديبية معروفة ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر مشورةً لأصحابه .

7 - التزاور واصطحاب الزوج زوجته عند زيارة الأقارب والأصدقاء وأهل الخير .

8 - آدا ب السفر ووداع الزوجة ، والوصية بهما ، وطلب الدعاء منها ، وتزويدها بالنفقة ، ثم الاتصال بها ، واصطحاب هديه عند العودة ، وعدم مفاجأتها عند الوصول وصحبتها إن كان ذلك ممكناً .

9 - الإنفاق ، حيث إن الإنفاق علي البيت والزوجة بسخاء لا بخل فيه ، يسهم في استقرار الأسرة .

10 - التطيب والتزين ، فالله جميل يحب الجمال ، وأهمية الزينة والنظافة ، واستعمال الطيب ، وكان ابن عباس _ رضي الله عنهما _ يقول " إني لأحب أن أتزين لامرأتي ، كما أحب أن تتزين لي "

11 - الجِماع ، وإشباع الغريزة ، وهو من واجبات الرجل ، وأدني ذلك مرة في كل طهر .

12 - تطييب الخاطر ، فالزوج المسلم ينبغي أن يكون ذا عاطفة جياشة تشعر بآلام الغير ، فالزوجة تمر بأزمات أو مشكلات وتحتاج إلي أي بسمة حانية ونبرةٍ صافية ، تمسح عنها الآلام ، وتجبر الخاطر المكسور .

13 - حفظ الأسرار الزوجية وقد ورد في حديث أبي سعيد الخدري عن رسول صلي الله عليه وسلم أنه قال : "إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلي امرأته ، وتفضي إليه ثم ينشر سرها " .

14 - التعاون علي طاعة الله ، والمشاركة في العبادة من قيام ليل ، وذكر وتسبيح وصدقات مصداقاً لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم " رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلي وأيقظ امرأته ،فأن أبت نضح في وجهها الماء " .

15 - إكرام أهلها وصديقاتها .

16 - التعليم والوعظ

17 - الغيرة المحمودة .

18 - الحلم والتأني والترفق بالزوجة ، وعدم الغضب للنفس ، والتماس المعاذير .

19 - العفو والتسامح، والعتاب الرقيق .

20 - أن تنفذ ما قرأت وفهمت ... بتدبر ..


وحياة زوجية سعيده .. [/SIZE]
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27/03/2004, 08:50 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
اتمنى ان تذكر الرابط

بارك الله فيك ورزقك الله بالذرية الصالحه
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28/03/2004, 09:49 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
اختي الكريمه فتاة الاسلام جزاكي الله خير

اليكي الرابط :
http://www.mnwat.com/show.php?lessid=68

http://www.shamela.net/vb/t70538
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29/03/2004, 07:58 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
وفقك الله لتزويدي بالرابط
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30/03/2004, 11:12 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
وصية الشيخ علي الطنطاوي للفتاة والشاب المسلميّن


يا بنتي انا رجل يمشي الى الخمسين قد فارق الشباب وودع احلامه واوهامه ، ثم اني سحت في البلدان ولقيت الناس وخبرت الدنيا فاسمعي مني كلمة صحيحة صريحة من سني وتجاربي لم تسمعيها من غيري، لقد كتبت وناديت ندعو الى تقويم الاخلاق ومحو الفساد وقهر الشهوات حتى كلت منا الاقلام وملت الالسنة وما صنعنا شيئا ولا ازلنا منكرا بل ان المنكرات لتزداد والفساد ينتشر والسفور والحسور والتكشف تقوى شرّته وتتسع دائرته ويمتد من بلد الى بلد حتى لم يبق بلد اسلامي - فيما احسب - في نجوة منه حتى الشام التي كانت فيها الملاءة السابغة وفيها الغلو في حفظ الاعراض وستر العورات قد خرج نساؤها سافرات حاسرات كاشفات السواعد والنحور.. ما نجحنا وما اظن اننا سننجح ، اتدرين لماذا؟ لاننا لم نهتد الى اليوم الى باب الاصلاح ولم نعرف طريقه ، ان باب الاصلاح امامك انت يا بنتي ومفتاحه بيدك فاذا امنت بوجوده وعملت على دخوله صلحت الحال ، صحيح ان الرجل هو الذي يخطو الخطوة الاولى في طريق الاثم لا تخطوها المراة ابدا ولكن لولا رضاك ما اقدم ولولا لينك ما اشتد انت فتحت له وهو الذي دخل ، قلت للص تفضل .. فلما سرقك اللص صرخت اغيثوني يا ناس سرقت ..... ولو عرفت ان الرجال جميعا ذئاب وانت النعجة لفررت منهم فرار النعجة من الذئب ، وانهم جميعا لصوص لاحترست منهم احتراس الشحيح من اللص0 واذا كان الذئب لا يريد من النعجة إلا لحمها . فالذي يريده منك الرجل أعز عليك من اللحم على النعجة ، وشر عليك من الموت عليها ، يريد منك أعز شئ عليك : عفافك الذي تشرفين ، وبه تفخرين ، وبه تعيشين ، وحياة البنت التي فجعها الرجل بعفافها ، أشد عليها بمئة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها ... إي والله، وما رأى شاب فتاة إلا جردها بخياله من ثيابها ثم تصورها بلا ثياب. إي والله ، أحلف لك مرة ثانية ، ولا تصدقي ما يقوله بعض الرجال ، من أنهم لا يرون في البنت إلا خلقها وأدبها، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق ، ويودونها ود الصديق ، كذب والله، ولو سمعت أحاديث الشباب في خلواتهم ، لسمعت مهولا مرعبا ، وما يبسم لك الشاب بسمة ، ولا يلين لك كلمة ، ولا يقدم لك خدمة ، إلا وهي عنده تمهيد لما يريد ، أو هي على الأقل إيهام لنفسه أنها تمهيد. وماذا بعد؟ ماذا يا بنت؟ فكري. تشتركان في لذة ساعة ، ثم ينسى هو ، وتظلين أنت أبدا تتجرعين غصصها ، يمضي (خفيفا) يفتش عن مغفلة أخرى يسرق منها عرضها، وينوء بك أنت ثقل الحمل في بطنك ، والهم في نفسك ، والوصمة على جبينك ، يغفر له هذا المجتمع الظالم ، ويقول : شاب ضل ثم تاب ، وتبقين أنت في حمأة الخزي والعار طول الحياة ، لا يغفر لك المجتمع أبدا. ولو انك إذ لقيته نصبت له صدرك ، وزويت عنه بصرك ، وأريته الحزم والاعراض ... فإذا لم يصرفه عنك هذا الصد ، وإذا بلغت به الوقاحة أن ينال منك بلسان أو يد ، نزعت حذاءك من رجلك ، ونزلت به على رأسه ، لو أنك فعلت هذا ، لرأيت من كل من يمر في الطريق عونا لك عليه، ولما جرؤ بعدها فاجر على ذات سوار ، ولجاءك _ إن كان صالحا _ تائبا مستغفرا ، يسأل الصلة بالحلال ، جاءك يطلب الزواج. والبنت مهما بلغت من المنزلة والغنى والشهرة والجاه ، لا تجد البنت أملها الاكبر وسعادتها إلا في الزواج ، في أن تكون زوجا صالحة ، وأما موقر’ ، وربة بيت . سواء في ذلك الملكات و الاميرات ، وممثلات هوليود ذوات الشهرة والبريق الذي يخدع كثيرات من النساء . وأنا أعرف أدبيبتين كبيرتين في مصر والشام ، أديبتين حقا ، جمع لهما المال والمجد الادبي ، ولكنهما فقدتا الزوج فقدتا العقل وصارتا مجنونتين ، ولا تحرجيني بسؤالي عن الاسماء إنها معروفة!! .

الزواج اقصى اماني المراة ولو صارت عضوة البرلمان وصاحبة السلطان ، والفاسقة المستهترة لا يتزوجها احد، حتى الذي يغوي البنت الشريفة بوعد الزواج ان هي غوت وسقطت تركها وذهب- اذا اراد الزواج- فتزوج غيرها من الشريفات لانه لا يرضى ان تكون ربة بيته وام بنته امراة ساقطة

والرجل وان كان فاسقا داعرا اذا لم يجد في سوق اللذات بنتا ترضى ان تريق كرامتها على قدميه وان تكون لعبة بين يديه إذ لم يجد البنت الفاسقة او البنت المغفلة التي تشاركه في الزواج على دين ابليس وشريعة القطط في شباط طلب من تكون زوجته على سنة الاسلام

فكساد سوق الزواج منكن يا بنات لو لم يكن منكن الفاسقات ما كسدت سوق الزواج ولا راجت سوق الفجور .. فلماذا لا تعملن ، لماذا لا تعمل شريفات النساء على محاربة هذا البلاء ؟ انتن اولى به واقدر عليه منا لأنكن اعرف بلسان المراة وطرق افهامها ولانه لا يذهب ضحية هذا الفساد الا انتن : البنات العفيفات الشريفات البنات الصيّنات الديّنات

في كل بيت من بيوت الشام بنات في سن الزواج لا يجدن زوجا ، لان الشباب وجدوا من الخليلات ما يغني عن الحليلات ، ولعل مثل هذا في غير الشام ايضا ... فألفن جماعات منكن من الاديبات والمتعلمات و مدرسات المدرسة و طالبات الجامعة تعبد أخواتكن الضالات الى الجادة، خوّفنهن الله ، فان كن لا يخفنه فحذرهن المرض ، فان كن لا يحذرنه فخاطبهن بلسان الواقع ، قلن لهن : انكن صبايا جميلات فلذلك يقبل عليكن الشباب ويحومون حولكن ولكن هل يدوم عليكن الصبا والجمال ؟ ومتى دام في الدنيا شئ حتى يدوم على الصبيّة صباها وعلى الجميلة جمالها ؟ فكيف يكن اذا صرتن عجائز محنيات الظهور مجعّدات الوجوه من يهتم يومئذ بكنومن يسأل عنكن ، اتعرفن من يهتم بالعجوز ويكرمها ويوقرها ؟ اولادها وبناتها وحفدتها وحفيداتها ، هناك تكون عجوز ملكة في رعيتها ومتوجة على عرشها على حين تكون الاخرى ... انتن اعرف بما تكون عايه.فهل تساوي هذه اللذة تلك الآلام ؟ وهل تشتري بهذه البداية تلك النهاية ?. وأمثال هذا الكلام لا تحتجن الى من يدلكن عليه، ولا تعدمن وسيلة الى هداية أخواتكن المسكينات الضالات ، فإن لم تستطعن ذلك معهن فاعملن على وقاية السلمات من مرضهن ، والناشئات الغافلات من أن يسلكن طريقهن .

وأنا لا أطلب منكن أن تعدن بالمرأة المسلمة اليوم بوثبة واحدة إلى مثل ما كانت علية المرأة المسلمة حقا، لا، وإني لأعلم أن الطفرة مستحيلة في العادة ، ولكن أن ترجعن إلى الخير خطوة خطوة ، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة ، إنكن قصرتن الثياب شعرة شعرة ، ورققتن الحجاب ، وصبرتن الدهر الاطول تعلمن لهذا الانتقال ، والرجل الفاضل لا يشعر به ، والمجلات الداعرة تحث عليه ، والفساق يفرحون به ، حتى وصلنا إلى حال لا يرضى بها الاسلام ، ولا ترضى بها النصرانية ، ولم يعلمها المجوس الذين نقرأ أخبارهم في التاريخ ، إلى حال تأباها الحيوانات. إن الديكين إذا اجتمعا على الدجاجة اقتتلا غيرة عليها وذودا عنها ، وعلى الشواطئ في الاسكندرية وبيروت رجال مسلمون ، لا يغارون على نسائهم المسلمات أن يراهن الاجنبي ، لا أن يرى وجوههن ...ولا أكفهن...ولا نحورهن... بل كل شيء فيهن!! كل شيء إلا الشيء الذي يقبح مرآه ويجعل ستره ، وهو حلقتا العورتين ، وحلمتا الثديين.....

وفي النوادي والسهرات (التقدمية) الراقية ، رجال مسلمون يقدمون نساءهم المسلمات للاجنبي ليراقصهن ، يضمهن حتى يلامس الصدر الصدر ، والبطن البطن، والفم الخد، والذراع ملتوية على الجسد ، ولا ينكر ذلك أحد ، وفي الجامعات المسلمات شباب مسلمون يجالسون بنات مسلمات متكشفات باديات العورات ، ولا ينكر ذلك الآباء والامهات المسلمات ، وأمثال هذا!!. وأمثال هذا كثير لا يدفع في يوم واحد ، ولا بوثبة عاجلة ، بل بأن نعود إلى الحق ، من الطريق الذي وصلنا منه إلى الباطل ، ولو وجدناه الآن طويلا، وإن من لا يسلك الطريق الطويل الذي لا يجد غيره لا يصل أبدا، وأن نبدأ بمحاربة الاختلاط غير السفور ، أما كشف الوجه، إن كان لا يتحقق بكشفه الضرر على الفتاة والعدوان على عفافها فأمره أسهل ولعله أهون من هذا الذي نسميه في بلاد الشام حجابا ، وما هو إلا ستر للمعايب ، وتجسيم للجمال ، وإغراء للناظر.

السفور إن اقتصر على الوجه كما خلق الله الوجه ليس حراما متفقا على حرمته، وإن كنا نرى الستر أحسن وأولى ، وكان ستره عند خوف الفتنة واجبا. أما الاختلاط فشيء آخر ، وليس يلزم من السفور أن تختلط الفتاة بغير محارمها، وأن تستقبل الزوجة السافرة صديق زوجها في بيتها، أو أن تحييه إن قابلته في الترام ، أو لقيته في الشارع ، وأن تصافح البنت رفيقها في الجامعة ، أو أن تصل الحديث بينها وبينه، أو أن تمشي معه في الطريق ، وتستعد معه للامتحان ، وتنسى أن الله جعلها أنثى وجعله ذكرا ، وركب في كل الميل إلى الآخر ، فلا تستطيع هي ولا هو ولا الاهل الارض جميعا ، أن يغيروا خلقة اله ، وأن (يساووا) بين الجنسين ، أو أن يمحوا من نفوسهم هذا الميل. وإن دعاة المساواة والاختلاط باسم المدينة قوم كذابون من جهتين : كذابون لانهم ما أرادوا من هذا كله إلا إمتاع جوارحهم ، وإرضاء ميولهم ، وإعطاء نفوسهم حظها من لذة النظر ، وما يأملون به من لذائذ أخر، ولكنهم لم يجدوا الجرأة على التصريح به ، فلبسوه بهذا الذي يهرفون به من هذه الالفاظ الطنانة ، التي ليس وراءها شيء : التقدمية، والتمدن ، والفن ، والحياة الجامعية ، والروح الرياضية ، وهذا الكلام الفارغ (على دويه) من المعنى فكأنه الطبل.

وكذابون لان أوروبة التي يأتمون بها ، ويهتدون بهديها ، ولا يعرفون الحق إلا بدمغتها عليه ، فليس الحق عندهم الذي يقابل الباطل ، ولكن الحق ما جاء من هناك : من باريس ولندن وبرلين ونيويورك ، ولو كان الرقص والخلاعة ، والاختلاط في الجامعة ، والتكشف في الملعب والعري على الساحل ، والباطل ما جاء من هنا : من الازهر والاموي وهاتيك المدارس الشرقية ، والمساجد لاسلامية ولو كان الشرف والهدى والعفاف والطهارة ، طهارة القلب وطهارة الجسد. إن في أوروبا وفي أمريكا ، كما قرأنا وحدثنا من ذهب إليهما ، أسرا كثيرات لا ترضى بهذا الاختلاط ولا تسيغه ، وإن في باريز (في باريس يا ناس ) آباء وأمهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات أن يسرن مع الشاب ، أو يصحبنه إلى السينما ، بل هم لا يدخلونهن إلا إلى روايات عرفوها ، وأيقنوا بسلامتها من الفحش والفجور ، اللذين لا يخلو منهما مع الاسف واحد من هذه (التهريجات) و الصبيانيات السخيفة التي تسميها شركات مصر الهزيلة الرقيعة ( الجاهلة بالفن السينمائي مثل جهلها بالدين ) تسميها أفلاما!!يقولون : إن الاختلاط يكسر شرة الشهوة ، ويهذب الخلق ، وينزع من النفس هذا الجنون الجنسي . وأنا أحيل في الجواب على من جرب الاختلاط في المدارس ، روسيا التي لا تعودإلى دين ، ولا تسمع رأي شيخ ولا قسيس ، ألم ترجع عن هذه التجربة لما رأت فسادها؟

وأميركا ، ألم تقرؤوا أن من جملة مشاكل أمريكا مشكلة ازدياد نسبة (الحاملات) من الطالبات؟ فمن يسره أن يكون في جامعات مصر والشام ، وسائر بلاد الاسلام مثل هذه المشكلة. وأنا لا أخاطب الشباب ، ولا أطمع في أن يسمعوا لي ، وأنا أعلم أنهم قد يردون علي ويسفهون رأيي ، لأني أحرمهم من لذائذ ما صدقوا أنهم قد وصلوا إليها حقا ، ولكن أخاطبكن أنتن يا بناتي . يا بناتي المؤمنات الدينات ، يا بناتي الشريفات العفيفات ، إنه لا يكون الضحية إلا أنتن ، فلا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس ، لا تسمعن كلام هؤلاء الذين يزينون لكن حياة الاختلاط باسم الحرية والمدنية والتقدمية والفن والحياة الجامعية ، فإن أكثر هؤلاء الملاعين لا زوجة له ولا ولد ، ولا يهمه منكن جميعا إلا اللذة العارضة ، أما أنا فإني أبو بنات ، فأنا حين أدافع عنكن أدافع عن بناتي ، وأنا أريد لكن من الخير ما أريده لهن . إنه لا شيء مما يهرف به هؤلاء يرد على البنت عرضها الذاهب ، ولا يرجع لها شرفها المثلوم ، ولا يعيد لها كرامتها الضائعة ، وإذا سقطت البنت لم تجد واحدا منهم يأخذ بيدها ، أو يرفعها من سقطتها ، إنما تجدهم جميعا يتزاحمون على جمالها ، ما بقي فيها جمال ، فإذا ولى ولوا عنها ، كما تولي الكلاب عن الجيفة التي لم يبق فيها مزعة لحم !

هذه نصيحتي إليك يا بنتي ، وهذا هو الحق فلا تسمعي غيره ، واعلمي أن بيدك أنت ، لا بأيدينا معشر الرجال ، بيدك مفتاح باب الإصلاح ، فإذا شئت أصلحت نفسك وأصلحت بصلاحك الأمة كلها.
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:01 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube