05/03/2004, 05:30 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 12/07/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 94
| |
هل تعرف معنى صانع الألعاب ؟ يتكلم البعض هنا في المنتدى وفي الصحافة و في الاستديوهات التحليلية وينظر حول "صانع الألعاب" بينما هو لا يفهم المعنى الحقيقي لهذا المصطلح .
أذكر أنني قرأت أثناء بطولة الخليج الماضية في مقابلة أجراها مراسل الرياضية سعيد الهلال مع مدرب المنتخب الهولندي فاندرليم ينتقده على عدم وجود صانع لعب في التشكيلة , فرد المدرب عليه السؤال حيث قال : أخبرني أنت عن معنى صانع الألعاب ؟!! .. وهو هنا يستغرب من المراسل هذا الكلام الخاطئ عن تشكيلة المنتخب التي كان يتواجد في كل خط من خطوطها صانع لعب أو أكثر .. فأجابه المراسل بإجابة خاطئة وشائعة حيث قال : صانع الألعاب هو الذي يصنع الأهداف , وحينها أدرك الهولندي أن هذا المراسل من فصيلة ( ما عندك أحد ) ولم يصحح له خطأه وإنما اكتفى بإخباره بأن خميس العويران والشلهوب والدوخي ونور كلهم صناع لعب .
وأنا حقيقة لم أسمع من قبل من يشرح معنى "صانع الألعاب" لكنني أعتقد أن معناه كما يلي :
الألعاب جمع لعبة ويراد بها الهجمة التي تشكل خطورة على مرمى الخصم , واللاعب الذي يصنع اللعبة هو صاحب أول تمريرة أو اختراق أو تحرك يضع الفريق في بداية هجمة مرسومة .
حينما تنطلق صافرة البداية ويتناقل اللاعبون الكرة فيما بينهم وهم يبحثون عن بداية مناسبة للهجمة , هنا تبرز الحاجة لوجود صانع لعب يدلهم على أول الطريق الذي من خلاله تتكون الهجمات .
وليس شرطاً أن تكون صناعة اللعب بالتمرير وإنما حتى الاختراق والمراوغة قد يكون صناعة لعب , ولذلك يمكننا أن نعتبر أحمد الدوخي أحد صناع اللعب في الهلال وفي المنتخب باختراقاته التي تشكل خطورة وتنتج أهدافاً . وكذلك التحرك الخطر الذي يصنع خطورة واضحة تجبر حامل الكرة على تمريرها إليه , هذا التحرك أيضاً يعتبر صناعة لعب .
وحتى التمرير يخطئ في فهمه البعض فيخلط بين التمريرة التي تسبق الهدف والتمريرة التي تصنع اللعبة , فقد تكون الخطورة واضحة والهجمة مرسومة قبل وصول الكرة إلى اللاعب الذي صنع الهدف , كما أن الكثيرين يخلطون بين التمريرة المتقنة والتمريرة التي تصنع الهجمة ( اللعبة ) , فإتقان التمريرة تكنيك (مهارة) أما صناعة اللعبة فهي تكتيك ( ذكاء كروي ) .
ولا تنحصر صناعة اللعب في مركز معين , بل حتى حارس المرمى من الممكن أن يكون صانع لعب , فالدعيع مثلاً يوكل إليه المدربين مهمة صناعة اللعب في بعض الأحيان , وكثيراً ما نشاهده يقوم بصناعة الهجمات المرتدة السريعة سواء بإرسال الكرات الطويلة أو برمي الكرة للاعب المناسب بسرعة ودقة .
وفي الهلال هناك الجابر ولذلك حينما تتأزم الأمور نجد سامي يعود حتى منطقة الجزاء الخاصة بفريقه ليبدأ هو برسم اللعبة ( الهجمة ) وهو أبرز صانع لعب سعودي في رأيي , وهناك التمياط والشلهوب والدوخي وسعد الدوسري والدعيع .
وفي الفريق الأولمبي برز بشكل لافت ثلاثة صناع لعب هم :
عبد الله المطرف وهو أبرزهم ورغم أنه قديم في الفريق إلا أنني أتوقع أن يأتي الوقت الذي يفرض فيه نفسه وبقوة باعتباره صانع لعب مميز .
والثاني هو سلطان البرقان صاحب تمريرات متقنة وصانع لعب , ومن الرائع أن تمتلك صانع ألعاب في المحور فبداية الهجمات غالباً تكون من المحور , نتذكر قيمة عبدالله الهذلول وفيصل ابو اثنين في الهلال وفؤاد أنور في الشباب والمنتخب وهم أبرز صناع اللعب في مركز المحور .
والثالث هو صالح الحوطي وهو يتميز عن سابقيه بالحركة الدئوبة واللعب في أكثر من مركز .
أتمنى أن يلقى هذا الثلاثي الاهتمام الكافي حتى تتم الاستفاده منهم في المستقبل خصوصاً وأن كثرة صناع اللعب في التشكيلة أمر إيجابي جداً ويزيد في متعة الأداء وجماله . |