أتحفناالأستاذ الرائع جاسم أشكناني صباح اليوم بمقاله رائعه بصحيفة القبس الكويتية أرجو من الجميع الأطلاع و التعليق عليها لنشر الفائده للجميع .


الصج ينقال
مفاجأة!
> .. ما لا يمكن علاجه يتعين احتماله، اذ يبدو ان وضع الرياضة والرياضيين في البلد، لم ولن يفكر احد من «اللي فوق» في مداواته، وحتى لا نكون مخطئين ومتحاملين.. سنكتب هنا كل ما سمعناه من مفاجآت تتعلق بمنتخبنا الوطني «الازرق».. فقد يصعق من يعرف حقيقة الامور، كما صعقنا، بل وحرقت الصاعقة آمالنا وتطلعاتنا.. وليتأكد كل من له حس وطني ان المنتخب الوطني يعيش حالة من الغموض واللامبالاة، مع الاخذ بعين الاعتبار ان اللامبالاة صفعة تدخل فيها يد الشيطان.

> .. اقرأوا.. ودققوا..، كنا ذهبنا لتدريب منتخبنا الوطني عصر امس الاول في اتحاد الكرة.. وكان التدريب مخصصا لمن لم يلعب مباراة السعودية، بينما الآخرون.. ذهبوا «للجاكوزي» من اجل فك واسترخاء العضلات.. وفجأة وجدنا مهاجمنا الصاعد بدر المطوع نائماً على احدى «الكنبات».. تركناه وتوجهنا الى الملعب لمؤازرة اخواننا اللاعبين، ولكننا لم نستطع اخفاء سر نوم بدر المطوع، صحيح ان الاسرار عند الاحرار وديعة، ولكن لا وديعة تحفظ الآن، وازرقنا يمر بحالة انعدام وزن، سألنا عن اسباب هذا النوم.. واثناء فترة التدريب، واذ بالجواب، والله، يصعقنا.. بل ويؤكد لنا اننا جميعا نمنا على احلام وردية.. وصحونا على صفعة كروية، وتراءت امامنا مقولة «الشمعة التي لا تحترق لا تضيء»، ووجدنا ان ابتسامة السخرية من وضع الازرق الكئيب هي التي رسمت هذه الابتسامة اللاإرادية.

> .. الآن، نقول لكم المفاجأة التي سمعناها.. وكان هناك من يحاول اخفاءها.. حتى عن المدرب.. فبدر المطوع عماد هجوم الازرق مع زميله بشار.. يخرج في السادسة والنصف صباحاً للالتحاق بالكلية العسكرية من اجل اللحاق باختباراته، ويعود ظهرا وهو منهك القوى «شمعة تحترق من جانبين لا بد أن تذوب بسرعة»، حتى انه يوم مباراتنا المصيرية امام شقيقنا السعودي، كان قد خرج من مقر سكن اللاعبين في الصباح الباكر لتقديم احد اختباراته وعاد، وهناك يجب احقاق الحق.. والاشارة الى ان كل تغيير في الخلية العصبية مع الارهاق يتبعه تغيير في نفسية صاحبه، وثقل لا ارادي في الحركة.. «عرفتم لماذا ابتعد المطوع عن مستواه المعهود»، هذا اضافة الى ارتباط يعقوب الطاهر مدافعنا المتألق وزميله المجتهد علي الشمالي باختبارات في كليتيهما امس الثلاثاء واليوم الاربعاء، وغدا الخميس يوم مباراتنا مع قطر، ولا بد مع كل ما سبق ان ذكرناه (على ذمة الراوي الذي روى لنا المشكلة)، ان يتبادر للاذهان سؤال: «كيف سننجز عملنا الكروي في الميدان؟»، والجواب الذي يفرض نفسه.. «الاعمال بالنيات».. ونيتنا طيبة وهي الفوز بخليجي 16.. «شفيها اذا لم تتحقق؟».

> .. ما رويناه يذكرنا بقصة مشابهة للحالة نفسها.. ففي بطولة العالم العسكرية التي اقيمت في قطر عام 1981 «فزنا بها» كان المرعب جاسم يعقوب يعود للكويت بعد كل مباراة يلعبها هناك ليقدم اختباراته الجامعية في كلية الآداب- تخصص خدمة اجتماعية، وقد مر هو الآخر بحالة شديدة من الإرهاق، ولكنه سجل أكثر من هدف، وأبلى بلاء حسناً لخبرته وقوته الجسمانية، إذاً، فالمشكلة التي تؤرق اللاعبين الطلبة وتذهب بأفكارهم بعيداً عن التركيز على الكرة، هو المستقبل، مشكلة مزمنة ما زالت تصاحب الكرة الكويتية في كل زمان ومكان، ولكن رغم ذلك، فإن أبناء الكويت لم يكونوا ليسمحوا للصخور لتسد الطرق عليهم، بل كانوا أقوياء يرتكزون عليها ليصلوا بثبات الى القمة، وعلينا هنا لمصلحة كرتنا ورياضتنا أن نستيقظ من النوم، من فتور اليأس، لنستقبل الفجر الجديد.


> > >
> اقترب المنتخب السعودي الشقيق من الاحتفاظ بلقبه كبطل للخليج، وخطا خطوة موفقة نحو الكأس عقب فوزه المستحق أمس على عمان 2/1، كان مستحقاً ذاك الفوز ليس لأنه الأفضل أداء، بل لأن الأخضر استفاد من خبرته وسخرها في الميدان بكل عقلانية ففاز بهدوء.. دون ارتباك أو تهور رغم تقدم المنتخب العماني بهدف السبق. وفي المقابل، نعتقد أن الأشقاء العمانيين قدموا كرة محترمة تستحق التقدير في خليجي 16، ولكنهم لو أجادوا مدرسة «الكاتناتشيو» الايطالية بأسلوبها الدفاعي القاتل لما وصلت كرات مهاجمي السعودية للحارس علي الحبسي الذي لم يكن موفقاً أمس، حسب وجهة نظرنا على الأقل.

انتهى الكلام.. ولنأتِ للنهاية.. والسلام.

جاسم أشكناني