يـحق لك أخـي اليسانـدرو أن تُـبدي إستـغرابك ومـلامتـك لـعدم إضـافة ردي بـعد أن أوضـحت أن لـي عـودة .. ولـكن رأيـتُ أن مـا تـسبّب بـالتأخـير هـو شـئٌ يُـغني عـن أيّ شـرحٍ وتـفصـيل .. وعـن أي ثـناءٍ ومـديحٍ يُـوجه لـبيـست ..
قـبل مـدة كـنت أتصـفّح أحـد الـمواقع التـجاريّـة الـرياضـيّة .. ووجـدتُ صـورة لمُـنتـج للـبيـع كـان إطـار خـشبي وُضـعت بـداخلـه مـوطأ قـدم جـورج بـيست التـي رأوا أنـها نـثرتَ فـي الأولـدتـرافورد أنـهاراً مـن الإبـداع حتـى فـاض ..
وبـعد قـرائتـي لـموضوعـك رأيـت أنـه مـن الأفـضل أن اُضـيفها مـع الـرد .. ولـكن بـائت مُـحاولاتـي بـالفـضل فـلم أجـد مـابحث عـنه لا فـي ذلك الـموقع ولاغـيره ..
عُـمومـاً .. حـينـما أبـدعتَ وأجدتَ أخـي الـغالي بـطرحك للـموضوع الـسابق عـن ادواردز ذلك الـنجم الـذي أفـَل مـع زمـلائه فـي حـادثـة الـطائرة فـي مـيونخ .. إنتـظرنـا مـنك الـحديث عـن أولـئك الـذي حـملوا شـعار الـمان مـن بـعدهم .. وخـصوصـاً تشارلتـون و لاو و نـجم هـذه الأسـطر جـورج بـيسـت ..
بـرأيي الـشخصي .. أن الـحديثُ عـن بـيسـت وخـُصوصـاً لـعُشـّاق الـمان يـونايـتد يـحمل طـابعاً خـاصـاً وشـُعوراً نـادراً مـايُـوازيه غـيره ..
تـلك الحُـشود الـعاشقـة للـشياطيـن الـحمر .. والتـي صُـعقـت بـحـادثة الـطائرة الـشهيـرة .. كـانت فـي أمـسّ الـحاجة للـتعاضـد ولـمن يـحمل شيـئاً كـبيـراً مـن الـهم الـذي أثـقل كـواهـلهم .. وللأمـانة فـهو أمـرٌ صـعب للـغايـة .. فـتلك الأسـماء الـثمانـية التـي غـابت عـن خـدمة الـمان .. مـن بإمـكانه العـمل مُـجدداً عـلى إظهـار عـناصرَ مُمـاثـلة فـي كـفائتـها .. أو قـريبـة مـنها عـلى أقـل تـقديـر خـُصوصاً وأن تـلك الفـترة التـي عـاشـها الـمان كـانت تـشهد آمـالاً كـبيرة مُـعلّـقة بـعد الظـهور المُـلفـت ..
بـسرعتـه .. وبقدرتـه عـلى إسـخدام قدمـيه الإثنتـين بـتفـوّق .. وأيـضاً تـمريـراته الـطويلـة أو الـقصـيرة ذات الإتـقان الـعالـي .. جـعلَ لـه حـظوةً كـبيرة فـي مُـدرجـات الأولـد تـرافورد ..
تـعلمُ جـيّداً اخـوي الـيسانـدرو أن الـرؤيـة الـفـذّة التـي يـحملها الـسير مـات بـوسبي مـنحتـه قـدْراً عـالٍ مـن الإحتـرام والـعشق وأيـضاً الطـموحات التـي تتـبع فـريقـه أيـنما حـلَّ .. بـعد تـلك الـحادثـة الألـيمة كـان بـوسبي وبـمنطـقيّة يـقـول بأن مـايحتـاجه الـفريق خـمس سـنواتٍ لإعـادة بـناءه وتـقوية خـطوطـه ..
وكـان عـلى الـموعـد .. ففـي مـوسم 63 حـققَ الـفريق كأس الـ FA .. بـعد الـفوز عـلى لـيستـر سـيتي ..
فـي حـديثـنا لـيسَ المُـهم مـا حـققـه الـمان فـي هـذه الـبطولة بـقدرِ مـا قـدّمـه بـيست فـي تـلك الـفترة مـع الـشياطـين الحـمر .. كـيفَ لا ؟ وهـو المـحور الأسـاسي الـذي سـاعـدَ الـجماهير عـلى تـخطي تـلك الـذكريـات الـحزيـنة .. بـل وكـانَ الـفريق يـُقـدم أداءاً كـان مـثل الحُـلم للـغير ..
وبـيسـت كـان أشـبـه بحـبّة الـكرز فـوق تـلك الـكعكـة .. فـقد هـزّ أرجـاء الأولـد تـرافورد بـحضـوره .. وأمتـع الـجماهـير بإطلالاتـه الـفنيّـة الـرائـعة .. والتـي كـانت كـالبلـسم فـوق جـراحِهـم ..
أعـجبنـي تـعبيـرٌ قـاله أحـد الـكتاب الريـاضييـن الإنـجليـز عـن بـيسـت بأنـه خـيالٌ اُحـضر إلى أرضِ الـواقـع .. ولاعـجبَ فـي ذلك حـينما شـاهد الـعالم أجـمع الـمان يـونايتـد وهـو يـكتسـح استـون فـيلا بـ [7] أهـداف مُـقابـل لاشـئ .. وأيـضاً حـينما انـتهـى مـجمـوع لـقائـي الـذهاب والإيـاب فـي الـنسخة الـسابقـة لـبطولة كأس الإتـحاد الأوروبـي بـين الـمان ودورتـمونـد بـ [10-1] للـمان .. ولايُـمكن الإعـتـقاد أو التـخميـن بـضـعف دورتـموند فـقد كـان بـطل كأس ألـمانيا لـذلك الـموسم وبـطل كأس أبـطال الـكأس للـموسم الـتالي ..
بـعدهـا حـققَ الـمان لـقب الـدوري .. وكـانت عـودتـه للـساحة الأوروبيّـة مـن جـديد ..
وللـتذكـير فـقط .. فـي ذلك الـوقت كـانَ بـيسـت يـعيـش وضـعاً يـُحسـد عـليـه بـالفـعل .. فتـخيّـل أن [1000] رسـالة إعـجاب مـن الـجماهـير كـانت تـصـله اسـبوعـياً .. إضـافة إلـى تـلقيـه لـقب [الـبيتل الـخامـس] والـذي لا أودُ أن أزيـد عـلى حـديثـك عـنه فـقد تـناولتَ ذلك بـإقتـدار ..
لـولا خـشيتـي مـن الإطـالة .. لـجعـلت بـقيّـة الـحديث عـن نـهايتـه الـحزيـنه رغـم ان تـاريخـه مـلئ بـالأرقـام والـشواهد التـي تـستحق التـطرق إليـها ..
فـقط أود ذكـر أنـه حـينما تـواجد للـعب فـي أمـريكا .. كـان يـعيـش فـي مـنزلٍ يُـجانـب الـبحر .. وكـان يـوجد فـي طـريقـه إلى الـشاطئ حـانة .. اعتـرف بـيسـت أنـه لـم يتـمكن أبـداً مـن التـوجه إلى الـشاطئ .. وذلك بـسبب عـدم قـدرتـه عـلى كـبح جـماح رغـبـته فـي الـشرب الـذي دكّـه ودكّ مُـستقـبله ..
أخـيراً .. كـان تـومي دوشـرتي يـقول بأن بـيست كـانَ لاعـباً رائـعاً وكـان بإمـكانه أن يـكون أفـضل مـن ذلك لـو أنـه كـان يتـمكن مـن تـخطي الـنوادي اللـيليـّة كـما تـخطّـى الـكل بتـمريراتـه ..
ويـبقـى لـنا حـديثٌ طـويـلٌ وطـويلٌ جـداً حـول الـيسـاندرو الـذي عـمّـق عـشقـه فـي كـل سـطرٍ وكـل حـرفٍ نـثره فـي هـذا الـموضـوع .. فـليس لـنا إلا أن نـقول واصـل تـألقـك وإبـداعـك فـقد أصـبح جُـزءاً أسـاسيـّاً يُـزاحم الـهواء والـماء فـي الأهـميّـة

..
دعـواتي لك بـكامل التـوفيق دُنـيا وآخـره ..
تـحياتي لك ..