
19/10/2003, 11:07 AM
|
رئيس تحرير صحيفة GOOOLONLINE.COM | | تاريخ التسجيل: 06/09/2001
مشاركات: 285
| |
التمارين أقوى من مباريات المنتخب!! التمارين أقوى من مباريات المنتخب!
تأهل المنتخب السعودي ـ كما كان متوقعا، دون عناء ـ إلى نهائيات كأس آسيا في الصين عام 2004، كونه خاض مباريات سهلة جدا، ومضمونة نتائجها ـ بعد توفيق الله ـ سلفا·
وفي هذا السياق تعمدت أن أؤجل رأيي إلى هذا الوقت، بعدما تهافت كثيرون في هذا الجانب، وهناك من طالب بتسجيل أكبر كمية من الأهداف، وآخرون انتقدوا اللاعبين،احتجاجا على أدائهم، أو تكتيك المدرب وتغييراته·
سُئلت من قبل زميلين في الإذاعة السعودية قبل أسبوع والبارحة الأولى، عن مستوى المنتخب في هذه التصفيات، وإن كان مقنعا أم العكس؟
وأجبت بأن المستوى وكمية الأهداف ليستا على جانب كبير من الأهمية في هذه المرحلة ومع هذا النوع من المنتخبات ـ مع احترامي لها·
وللتوضيح فإن المدرب ـ حسب رأيي ـ ربما كان يهدف إلى اختبار ((النجوم الكبار)) الذين لهم خبرة كبيرة وشاركوا في بطولات عالمية، وقارية، لا يختبر قدراتهم ومهاراتهم، بل ((عقليتهم ـ مستوى تعاملهم مع الظروف))، هل يؤكدون أنهم نجوم ((بحق)) ويطبقون تعليماته ويثبتون أنهم في مستوى المسؤولية عندما يقابلون فرقا ((صغيرة))، أم يتعالون ويلعبون بثقة زائدة، ويبحثون عن أمجاد شخصية (أهداف)؟
أعتقد أن التصفيات كانت إيجابية في أن يصل المدرب إلى صورة واضحة عن مستوى ((النجوم)) على عدة أصعدة، ولا سيما أنه مقبل على مرحلة مهمة تنافسيا، وأعني ((بطولة الخليج)) التي لا تقبل ((عواطفنا)) أن نخسرها البتة·
ولعل ما يدعم رأيي أن المدرب غيّر كثيرا في القائمة الرئيسية من مباراة لأخرى، وشاهدنا اللاعبين يلعبون بارتياح أكثر في المباراة التالية، بعد أن تيقنوا من ((ضعف)) مستوى ((المنافسين))·
ومما ذكرته في حديثي للإذاعة السعودية أن اللاعب ((النجم)) في مثل هذه المباريات ((الضعيفة)) يتحاشى الإصابات، ومن شأنه ـ في قرارة نفسه، وربما بتوصيات فنية وإدارية ـ عدم إشعار لاعبي الفريق المقابل ((الضعيف)) بالرغبة ((القوية)) في تسجيل أكثر كمية من الأهداف، وإلا فعليه أن يتحمل ردة الفعل التي ـ على الأرجح ـ تصل إلى مخاشنات والتحامات عنيفة ينتج عنها إصابات، في نزالات ((محسومة سلفا))·
وفي المقام ذاته، لست مع من يطالب اللاعبين بمستوى راق (ممتع) في مثل هذه النزالات، لعوامل نفسية تعتري اللاعبين، والدليل تراجع المستوى العام في الجولة الثانية (الإياب) بعد أن تيقن اللاعبون أكثر أن مستوى ((المنافسين))، لا يستحق التعب كثيرا، والمخاطرة، ولا سيما أن اللاعب (المحترف) يتحاشى الوقوع في (فخ) الإصابات!
وإذا ما تحدثنا بصراحة، فإن التفكير ذاته ينطبق على الجهازين الفني والإداري، لكن ليس جيدا التأكيد على ذلك أمام اللاعبين، أو التصريح به علنا· ولأن الجمهور (عصب النجاح) فالأكيد أنهم ترددوا طويلا قبل تقرير الاستمرار في الذهاب للملعب، وهنا أسأل: ماذا لو كانت أمامك مباراة في الدوري الأوروبي، هل ستتركها إلى الملعب الذي يحتضن مباريات محسومة سلفا والمنافسين في مستوى بوتان وإندونيسيا واليمن، كي أكون صريحا أكثر، أعتقد أن بعض تمارين المنتخب أقوى من المباريات التي شاهدناها·
المدرب انتهج أسلوبا جديدا مع أول مجموعة تولى تدريبها في بطولة العرب، على الصعيدين التعاملي والفني، وأدت إلى نتائج طيبة، نوّه بها عدد من اللاعبين الذين شعروا بارتياح كبير وصاروا يغادرون المعسكر ويعودون، وينامون ويصحون دون رقيب ـ ربما يتصيد خطأ ما·
وقياسا بما حدث، وبالمعطيات المشار إليها، لا أستبعد أن يكون المدرب أراد اختبار لاعبين آخرين ليحدد الأجدر للمنافسات المقبلة التي لا تقبل التبرير، ولا التجريب·
مشكلتنا الكبرى، أن عواطفنا تجرنا بعيدا عن الواقع، وكثيرون لا يفرقون بين منافسات مختلفة، ومراحل تتحكم فيها ظروف خاصة· ودائما نكبر الصغائر، ونلاحق (المدرب) في كل صغيرة وكبيرة·
هناك من يهتم بالمستوى الفني ويغفل الدور النفسي، وينظر للاعب على أنه ((آلة))·
وفي الختام أؤكد أن مثل هذه التصفيات لا تسمح بالحكم بنسبة كبيرة على مستوى المنتخب واللاعبين، والمدرب، بيد أنني أعتبرها ((تجارب)) إيجابية، وفي ضوء ما يقوله المدرب، ومن يختار لاحقا نبدي رأينا بما يعزز حضور الأخضر في البطولات المقبلة، وأقربها بطولة الخليج في الكويت·
ومن واجبنا أن نعزز الخطط المقررة من قبل اتحاد القدم والمشرفين على المنتخبات الأربعة التي تلعب في وقت متقارب، بل متزامن حاليا·
خلف ملفي [email protected] |